لماذا يثير قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية الجدل في الولايات المتحدة؟

ماذا يعني ذلك؟

مبنى الكونغرس في واشنطن (أ.ف.ب)
مبنى الكونغرس في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

لماذا يثير قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية الجدل في الولايات المتحدة؟

مبنى الكونغرس في واشنطن (أ.ف.ب)
مبنى الكونغرس في واشنطن (أ.ف.ب)

بعد أسبوع من المناقشات الحادة والتوتر، صادق الكونغرس، أمس (الجمعة)، على تجديد المادة 702 من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية لمدة عامين، يمنح الحكومة الأميركية صلاحيات واسعة لمراقبة الاتصالات دون الحاجة لأمر قضائي. حسبما أفادت صحيفة «الغارديان».

أثار القانون الجدل بين التقدميين والمحافظين ذوي الميول التحررية الذين يعدّونه انتهاكاً لحقوق الخصوصية والحريات المدنية. على سبيل المثال، انتقده دونالد ترمب بدافع المظالم الشخصية.

ويقول المدافعون عنه، ومن بينهم وكالات الاستخبارات وإدارة جو بايدن، إنه أداة مهمة في وقف الهجمات الإرهابية والجرائم الإلكترونية وتجارة المخدرات الدولية.

ويشار إلى أن المادة 702 أُضيفت إلى قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية في عام 2008، وهي الآن محل جدل بين مختلف الأطراف السياسية في الولايات المتحدة.

تسمح المادة 702 للسلطات الأميركية، بما في ذلك وكالات الاستخبارات مثل وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي، بجمع ومراقبة الاتصالات، خصوصاً رسائل المواطنين الأجانب خارج الولايات المتحدة، دون الحاجة لأمر قضائي.

وعلى الرغم من أن الغاية المعلنة للمادة 702 هي مكافحة الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية الأجنبية، فإنه تم استخدامها بشكل غير لائق لمراقبة اتصالات المواطنين الأميركيين، مما أثار مخاوف بشأن انتهاك الخصوصية والحقوق المدنية.

نشأ هذا القانون من سياسات المراقبة التي اتبعتها إدارة جورج دبليو بوش بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، مما أضاف إشرافاً حكومياً إلى برنامج سري كان يراقب الاتصالات الأجنبية لسنوات دون موافقة رسمية من الكونغرس.

وفي الفترة ما بين عام 2020 وأوائل عام 2021، استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي المادة 702 بشكل غير صحيح، حيث تم استهداف المتظاهرين والمواطنين بشكل غير مشروع، مما أثار مطالبات بإصلاح المادة 702 لحماية حقوق الأفراد.

ومع إعادة تفويض المادة 702 لمدة عامين إضافيين، فإن الجدل حول الحاجة إلى إصلاحات وضمانات إضافية لحماية الخصوصية والحقوق المدنية يتجدد، ويظل هذا الموضوع محل اهتمام واسع النطاق في الساحة السياسية الأميركية.


مقالات ذات صلة

استمرار السجالات في أميركا حول «غزو» المهاجرين رغم انخفاض عددهم

الولايات المتحدة​ مظاهرة خارج مبنى ميلووكي الفيدرالي تدعم القاضية هانا دوغان في أثناء مثولها أمام المحكمة بتهمة عرقلة اعتقال مهاجر غير نظامي 15 مايو 2025 (رويترز)

استمرار السجالات في أميركا حول «غزو» المهاجرين رغم انخفاض عددهم

رغم القلق الذي تبعثه الإجراءات الحازمة التي تتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد المهاجرين غير الشرعيين، لا تزال الحدود تشهد عبوراً لطالبي اللجوء.

علي بردى (واشنطن )
آسيا الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي الحائزة جائزة نوبل للسلام (غيتي)

ملالا يوسفزاي تندد بقيود «طالبان» على النساء

صرحت الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، السبت، بأن النساء في أفغانستان يتكبدن ثمن مطالبتهن بأبسط حقوقهن

«الشرق الأوسط» (كابل-إسلام آباد-لندن )
شؤون إقليمية متظاهرون أمام جامعة إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس يطالبون بإطلاق سراح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (أ.ف.ب)

تركيا تحظر حساب إمام أوغلو في «إكس»

حظرت السلطات التركية حساب رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو، فيما قرر الاتحاد الأوروبي استمرار تجميد مفاوضات عضوية تركيا بسبب تراجع الديمقراطية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية البرلمام الأوروبي (أ.ف.ب)

جامعة إسطنبول تحذف شهادة إمام أوغلو... وأوروبا تستبعد عودة المفاوضات مع تركيا

في خطوة انتظرتها تركيا طويلاً، دعا البرلمان الأوروبي دول الاتحاد الأوروبي إلى زيادة عدد تأشيرات «شنغن» لمواطنيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا تقول فاطمة فولادي نجمة كرة القدم الصاعدة في أفغانستان: «زميلاتي في الفريق أخواتي. حلمنا أن نلعب معاً مجدداً جنباً إلى جنب» (نيويورك تايمز)

«طالبان» حطمت أحلام لاعبات أفغانستان... لكن نضالهن ما زال مستمراً

في يونيو (حزيران) 2021، كانت فاطمة فولادي، نجمة كرة قدم صاعدة في أفغانستان، عندما أحرزت هدفاً في مباراة دولية ضد فريق طاجيكستان.

«الشرق الأوسط» (كابل - واشنطن - سيدني)

عرض عسكري ضخم في واشنطن تزامنا مع احتفال ترمب بعيد ميلاده


جنود الناتو من الولايات المتحدة ورومانيا وكرواتيا يشاركون في عرض عسكري في يوم الجيش البولندي (أرشيفية - أ.ف.ب)
جنود الناتو من الولايات المتحدة ورومانيا وكرواتيا يشاركون في عرض عسكري في يوم الجيش البولندي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

عرض عسكري ضخم في واشنطن تزامنا مع احتفال ترمب بعيد ميلاده


جنود الناتو من الولايات المتحدة ورومانيا وكرواتيا يشاركون في عرض عسكري في يوم الجيش البولندي (أرشيفية - أ.ف.ب)
جنود الناتو من الولايات المتحدة ورومانيا وكرواتيا يشاركون في عرض عسكري في يوم الجيش البولندي (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش الأميركي الأربعاء أنّه سيقيم في واشنطن في 14 يونيو (حزيران) عرضا عسكريا ضخما بمناسبة مرور 250 عاما على تأسيسه، في حدث سيتزامن أيضا مع احتفال الرئيس دونالد ترمب بعيد ميلاده.

وفي 14 يونيو (حزيران) المقبل، حين سيحتفل الرئيس الجمهوري بعيد ميلاده التاسع والسبعين، ستشارك عشرات الدبابات والمدرعات والمروحيات القتالية في هذا العرض العسكري النادر في العاصمة الأميركية. وقال المتحدث باسم الجيش ستيف وارن إنّ العرض ستشارك فيه خصوصا 28 دبابة من طراز «أبرامز إم1 إيه»1، و28 مركبة قتالية مدرّعة من طراز برادلي، بالإضافة إلى 50 مروحية قتالية.

وتقدّر التكلفة الإجمالية لهذا الاستعراض العسكري، بما في ذلك عرض ضخم بالألعاب النارية، بنحو 45 مليون دولار. وأوضح المتحدث أنّ الهدف من تنظيم هذا العرض هو «سرد قصة الجيش عبر التاريخ». وأضاف أنّ السرد «سيبدأ بحرب الاستقلال ثم سيستعرض النزاعات الكبرى... وصولا إلى اليوم».

ودعا معارضون لهذه الفعالية إلى تنظيم تظاهرة مضادّة، معتبرين إياها مظهرا يليق بنظام استبدادي. وأعربت مورييل باوزر، رئيسة بلدية واشنطن عن قلقها بشأن العرض العسكري، معتبرة أنّ تجوّل الدبابات والمدرعات في شوارع العاصمة «لن يكون أمرا جيّدا». وأضافت «إذا استخدُمت دبّابات عسكرية قتالية، فيجب أيضا أن نحصل على ملايين الدولارات لإصلاح الطرق».

لكنّ الجيش أكّد أنّه سيحمي الطرقات بألواح معدنية وأنّه سيتحمّل مسؤولية أيّ ضرر. وفي نهاية العرض العسكري، سيقدّم مظليون في الجيش إلى ترمب، القائد الأعلى للقوات المسلحة، العلم الأميركي. وخلال فترة ولايته الأولى، ثمّن ترمب عاليا ما تضمّنه العرض العسكري الذي جرى في باريس بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز) 2017 والذي دعاه إليه يومها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأقيم آخر عرض عسكري كبير في الولايات المتحدة في 1991 وذلك في العاصمة واشنطن أيضا للاحتفال بانتهاء حرب الخليج.