في رسالة قوية للصين... أميركا توسع الشراكة العسكرية مع اليابان

 بايدن يستقبل كيشيدا بحفاوة... وتوقيع 70 اتفاقية للتعاون الثنائي

الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال حفل وصول رسمي إلى البيت الأبيض في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 10 أبريل 2024 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال حفل وصول رسمي إلى البيت الأبيض في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 10 أبريل 2024 (رويترز)
TT

في رسالة قوية للصين... أميركا توسع الشراكة العسكرية مع اليابان

الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال حفل وصول رسمي إلى البيت الأبيض في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 10 أبريل 2024 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال حفل وصول رسمي إلى البيت الأبيض في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 10 أبريل 2024 (رويترز)

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، صباح الأربعاء، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في البيت الأبيض، معلناً تعزيز الشراكات الحيوية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتقوية التعاون الدفاعي بين واشنطن وطوكيو، وتعزيز قدرات اليابان العسكرية لردع التحديات والمخاطر، وهو ما يعد رسالة مباشرة إلى الصين التي تسعى لتعزيز نفوذها عسكرياً واقتصادياً في المنطقة.

وبدأت مراسم الاستقبال الاحتفالي، مساء الثلاثاء، خارج الأطر البروتوكولية، إذ دعا بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن، رئيس الوزراء الياباني كيشيدا وزوجته يوكو كيشيدا إلى عشاء للمأكولات البحرية في مطعم «Black salt» بوسط العاصمة واشنطن. وصباح الأربعاء، بدأت مراسم الاستقبال الرسمية في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.

الاستعدادات لحفل العشاء الرسمي مساء الأربعاء على شرف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في البيت الأبيض (رويترز)

وأوضح البيت الأبيض أن الزعيمين سيعقدان اجتماعاً مغلقاً ثم مؤتمراً صحافياً مشتركاً في حديقة الورود وعشاء رسمياً على شرف كيشيدا، كما سيتابعان عرضاً للموسيقار بول سايمون، وهو تقليد أميركي مخصص لأقرب حلفاء الولايات المتحدة.

اتفاقات عسكرية

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يصافح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأعضاء الحكومة الأميركية خلال الحفل الرسمي لاستقباله في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في 10 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

وتتضمن أجندة الاجتماع بين بايدن وكيشيدا الإعلان عن خطط جديدة مصممة لمواجهة طموحات الصين بعيدة المدى، التي وصفها بايدن بأنها المنافس العالمي الوحيد للولايات المتحدة التي لديها «نية» إعادة تشكيل النظام الدولي.

وقد توصلت الولايات المتحدة واليابان إلى نحو 70 اتفاقاً في مجال التعاون الدفاعي، منها إجراءات لتحديث هيكل القيادة العسكرية الأميركية في اليابان لزيادة قدرتها على العمل المشترك مع القوات اليابانية في الأزمات، وتشكيل مجلس دفاع مشترك يمكنه دعم المزيد من الصادرات المتعلقة بالدفاع من المعدات المنتجة في اليابان لتعزيز التطوير المشترك للمعدات العسكرية والدفاعية. إضافة إلى تعاون جديد في مشاريع في الفضاء، إذ تهتم اليابان بمشاركة أول رائد فضاء لها للهبوط على القمر ضمن مشروع «ناسا» للفضاء «أرتيمس»، والتعاون بين المؤسسات البحثية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

أشخاص يحملون أعلام اليابان والولايات المتحدة في حفل استقبال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وزوجته يوكو كيشيدا بالبيت الأبيض (رويترز)

ويتطلع كيشيدا، خلال زيارته الرسمية لواشنطن، إلى مناقشة التعاون المحتمل بين اليابان وتحالف «أوكوس» الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الذي يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا. ويهدف التحالف الثلاثي إلى تعزيز الأمن والردع والعسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ تحاول الصين أيضاً توسيع نفوذها. وسيحدد لقاء بايدن وكيشيدا الرؤية لتنفيذ شبكة دفاع جوي تربط أجهزة الاستشعار اليابانية والأسترالية والأميركية لكي تكون لكل الدول صورة كاملة عن التهديدات الجوية في المنطقة. تسعى اليابان أيضاً إلى توسيع التعاون مع شركة «رايثيون» الأميركية في إنتاج صواريخ «باتريوت»، وزيادة الاستثمارات الاقتصادية في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية لدرء هيمنة الصين في هذا المجال.

القلق من ترمب

تعد المحادثات مع اليابان جزءاً من التواصل الدبلوماسي لإدارة بايدن لمواجهة الصين، الذي يتضمّن المناورات الحربية الأخيرة مع سيول. ويأتي هذا التعاون الأميركي الياباني وسط قلق في واشنطن وطوكيو بشأن احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى السلطة، الذي تسببت سياسته الخارجية غير المتوقعة في إبقاء الكثير من زعماء العالم في حالة من التوتر. وقال المسؤولون إن أحد أهداف بايدن هو خلق أكبر قدر ممكن من الاستدامة في العلاقة مع اليابان قبل الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال أحد مسؤولي الإدارة، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هناك «قلقاً في العواصم» في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك طوكيو، حول ما إذا كان ترمب سيواصل المشاركة الدولية والتحالفات التي أبرمها بايدن والرؤساء السابقون. وقال مسؤول آخر إن هناك خطراً حقيقياً من أن يتحرك ترمب، إذا تم انتخابه، للتراجع عما سيعلنه بايدن وكيشيدا من اتفاقات.

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يتحدث خلال المؤتمر الصحافي اليومي في غرفة إحاطة جيمس برادي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 09 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي للصحافيين، مساء الثلاثاء: «لقد ساعد نظام التحالف الأميركي في إحلال السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهادئ والهندي لعقود من الزمن، ونحن الآن بحاجة إلى تحديث وتحديث شبكة التحالفات لتلائم العصر الحديث». وأضاف: «الأمر يتجاوز الأمن، إنه الاقتصاد، إنها التكنولوجيا، إنه تطوير البنية التحتية، والدبلوماسية. وهذا كله سيتم عرضه في اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني».

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين، مساء الثلاثاء، إن التعاون مع اليابان سوف يتعلق في المقام الأول بما يسمى الركيزة الثانية للتحالف، ويشمل ذلك، تسهيل تبادل التكنولوجيات المفيدة عسكرياً. وأضاف: «اليابان ستصبح شريكاً عالمياً كاملاً للولايات المتحدة وبتأثير يتجاوز منطقتها ويمتد إلى أوروبا والشرق الأوسط»، وقال: «سنعلن عن التزامنا بتحديث وضع شركائنا في التحالف» ومواجهة الجهود الصينية لعزل حلفاء أميركا مثل الفلبين واليابان، والتحول إلى بنية استراتيجية متعددة الأطراف لعزل الصين.

ورغم الاستقبال الحافل والتعاون الاستراتيجي العسكري الموسع، فإن منطقة من التوتر تسود العلاقات بسبب المعارضة الأميركية لصفقة استحواذ شركة «نيبون ستيل» اليابانية على شركة «يو إس ستيل» الأميركية العملاقة بقيمة 15 مليار دولار، ويحاول مسؤولو الدولتين إبقاء هذه الصفقة في أجواء هادئة لعدم إفساد الزيارة، معلنين أن الأمر متروك للشركتين.

قمة ثلاثية

الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور الذي يصل إلى واشنطن العاصمة للقاء بايدن وكيشيدا في أول قمة ثلاثية بين الفلبين والولايات المتحدة واليابان (إ.ب.أ)

وسينضم إلى بايدن وكيشيدا، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس في اجتماع صباح الخميس، يركز بشكل كبير على توغلات وتهديدات بكين في بحر الصين الجنوبي. وتعد الفلبين إحدى الدول في منطقة المحيط الهادئ التي تجد نفسها هدفاً للوجود العسكري الصيني المتزايد. وتدرس الدول الثلاث تطوير الجبل الناتج عن الطاقة النووية ووضع أجندة مشتركة للتعاون في هذا المجال.

وقبل القمة الثلاثية سيلقي رئيس الوزراء الياباني خطاباً، صباح الخميس، أمام اجتماع مشترك للكونغرس بمجلسيه لإلقاء الضوء على أهداف وطموحات اليابان في تعاونها مع الولايات المتحدة ضد أي محاولات للإكراه الاقتصادي، في إشارة مبطنة للصين، إضافة إلى الاحتفال بالتحالف المستمر منذ 72 عاماً بين اليابان والولايات المتحدة.

وفي تحول كبير عن سياسات اليابان السابقة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وافقت الحكومية اليابانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على أكبر ميزانية دفاعية لها على الإطلاق بقيمة 300 مليار دولار لتطوير وشراء أنظمة دفاع صاروخية وصواريخ هجوم أرضية بعيدة المدي ومنصات استخبارات ومراقبة واستطلاع وتوسيع العلاقات الاستراتيجية مع دول مثل أستراليا والفلبين.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب متوسطاً ابنته إيفانكا وابنه دونالد جونيور خلال اتجاههم إلى طائرة الرئاسة 4 يناير 2021 (أ.ف.ب)

نجل ترمب أسهم في تشكيل حكومة والده الجديدة

استكمل الرئيس المنتخب دونالد ترمب ترشيحات حكومته الجديدة، بإعلان رئيسة مركز «أميركا فيرست بوليسي إنستيتيوت»، بروك رولينز وزيرةً للزراعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم

اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سياسته المحتملة في الشرق الأوسط باختياره المبكر شخصيات لا تخفي توجهها اليميني وانحيازها لإسرائيل.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الولايات المتحدة​ بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)

ترمب يرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لمنصب وزير الزراعة

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لشغل منصب وزير الزراعة في إدارته المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نجل ترمب أسهم في تشكيل حكومة والده الجديدة

دونالد ترمب جونيور نجل الرئيس الأميركي السابق (أ.ف.ب)
دونالد ترمب جونيور نجل الرئيس الأميركي السابق (أ.ف.ب)
TT

نجل ترمب أسهم في تشكيل حكومة والده الجديدة

دونالد ترمب جونيور نجل الرئيس الأميركي السابق (أ.ف.ب)
دونالد ترمب جونيور نجل الرئيس الأميركي السابق (أ.ف.ب)

استكمل الرئيس المنتخب دونالد ترمب ترشيحات حكومته الجديدة، بإعلان رئيسة مركز «أميركا فيرست بوليسي إنستيتيوت (إيه إف بي آي)»، بروك رولينز، وزيرةً للزراعة. وكانت رولينز، وهي محامية، تشغل منصب مديرة مجلس السياسة الداخلية بالبيت الأبيض في نهاية فترة ولاية ترمب الأولى، قبل أن تؤسس مركز «إيه إف بي آي» عام 2021، مع شخصيتين أخريين مقربتين من المرشح الجمهوري، هما لاري كودلو وليندا مكماهون التي رُشحت لتولي حقيبة التعليم.

دور رولينز

بروك رولينز برفقة الرئيس ترمب بالبيت الأبيض في يناير 2018 (أ.ف.ب)

قال ترمب في بيان إن «التزام بروك رولينز تجاه المزارعين الأميركيين ومن أجل الدفاع عن الاكتفاء الغذائي الذاتي للولايات المتحدة وإعادة تنشيط المدن الصغيرة التي تعتمد على الزراعة، هو أمر لا مثيل له». وأضاف: «ستكون مهمتها حماية مزارعينا، العمود الفقري لبلدنا». وبصفتها وزيرة للزراعة، ستشرف رولينز على برامج الزراعة والأغذية الحكومية والبحوث وتجارة الأغذية، فضلاً عن سلامة الغذاء ورعاية الحيوانات وصحة النبات. وكان يُنظر إلى وزيرة الزراعة الجديدة على أنها مرشحة محتملة لتتبوأ منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، قبل أن يعهد ترمب بهذا المنصب في نهاية المطاف إلى سوزي وايلز. وبهذا التعيين الجديد، ومع سلسلة التعيينات المعلنة، مساء الجمعة، يكون ترمب قد أكمل اختيار الشخصيات في حكومته، وسيكون قادراً الآن على التركيز على المناصب الرئيسية في الإدارة الفيدرالية، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

تأثير دونالد جونيور

تيفاني ترمب (يسار) برفقة أخيها إريك وزوجته لارا وأخيها الثاني دونالد ترمب جونيور خلال مؤتمر الحزب الجمهوري (أ.ف.ب)

ومع اكتمال تشكيلة حكومة ترمب في انتظار المصادقة عليها من مجلس الشيوخ، برز تأثير نجل ترمب دونالد جونيور على تعييناته وتوجهاته السياسية. وقالت 6 مصادر مطلعة إن دونالد ترمب الابن برز بوصفه أكثر أفراد عائلة الرئيس المنتخب نفوذاً خلال عملية انتقال السلطة، وذلك في الوقت الذي يعكف فيه والده على تشكيل أكثر الحكومات إثارة للجدل في التاريخ الأميركي الحديث، مع اعتماده على أشخاص محدودي الخبرة في شغل المناصب العليا في إدارته.

دونالد ترمب جونيور يتحدث إلى أنصار والده في ساوث كارولاينا في 24 فبراير (أ.ف.ب)

وكثيراً ما اعتمد ترمب على أفراد عائلته في الحصول على المشورة السياسية، لكن هذه المرة لعب ابنه دوراً في اختيار المرشحين لشغل المناصب الوزارية واستبعاد آخرين، مثل دعمه للسيناتور جيه. دي. فانس لمنصب نائب الرئيس، واستبعد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الحكومة، وفقاً للمصادر التي تشمل متبرعين لحملة ترمب وأصدقاء شخصيين وحلفاء سياسيين.
ومن المقرر أن ينضم دونالد الابن إلى صندوق «1789 كابيتال» الاستثماري، لكن أحد المصادر قال إنه سيستمر في تقديم برنامجه الحواري على منصات بودكاست، الذي يركز على السياسة ودعم المرشحين الذين يتبنون سياسات والده. وأضاف المصدر أن دونالد الابن سيقدم المشورة لوالده داخل البيت الأبيض، لكنه استبعد مشاركته في المداولات اليومية.

الولاء أولاً

قال عدد قليل من المصادر لوكالة «رويترز» إن دونالد الابن سيسعى لضمان ولاء المرشحين لوالده إلى جانب استقطاب من يتبنون رؤية عالمية مناهضة للدور المؤسسي، بما في ذلك السياسات الاقتصادية الحمائية والحد من التدخلات العسكرية والمساعدات الخارجية.
وتظهر تعليقات دونالد الابن على منصة «إكس» أنه سيسلك هذا النهج.

روبرت كينيدي جونيور يتحدّث في ميلووكي بويسكونسن 1 نوفمبر (أ.ب)

ولعب دونالد الابن دوراً كبيراً في الضغط على والده لاختيار صديقه المقرب فانس مرشحاً لمنصب نائب الرئيس. وكان فانس يحظى بشعبية بين قاعدة ترمب، لكن خطابه المناهض للشركات ومعارضته للمساعدات المقدمة لأوكرانيا وتعليقاته السابقة ضد النساء من الحزب الديمقراطي أثارت الريبة في نفوس بعض المتبرعين والمؤيدين.

ترمب وفانس خلال فعاليات الذكرى الـ23 لهجمات 11 سبتمبر في نيويورك (أ.ب)

وذكر أحد المصادر أن ترمب عبَّر عن سعادته باختيار فانس في نهاية المطاف، وهو ما منح دونالد الابن نفوذاً سياسياً إضافياً للقيام بدور استشاري خلال الفترة الانتقالية. ومع ذلك، لم يحصل جميع من اختارهم دونالد الابن على وظائف في الإدارة الجديدة.
وقال مصدر مطلع إن دونالد الابن كان حريصاً على اختيار صديقه الشخصي ريك غرينيل وزيراً للخارجية، لكن الأمر انتهى باختيار السيناتور ماركو روبيو لشغل هذا المنصب.

تحديات المصادقة في «الشيوخ»

مرشحة الرئيس المنتخب لإدارة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد (أ.ف.ب)

ويواجه اثنان من المرشحين المدعومين من دونالد جونيور، صعوبة محتملة في اجتياز عملية المصادقة على تعيينهما داخل مجلس الشيوخ؛ هما روبرت إف. كينيدي جونيور، الذي رشحه ترمب لأعلى منصب صحي بالبلاد، وتولسي غابارد، التي رشحها لمنصب رئيسة الاستخبارات الوطنية.

وترجع الصعوبة إلى أن كينيدي، وهو ناشط بيئي، نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، بينما ذكرت غابارد، عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي سابقاً، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه أسباب وجيهة لغزو أوكرانيا. كما أثارت الجدل عندما التقت الرئيس السوري بشار الأسد عام 2017.

على خطى أخته 

ترمب متوسطاً ابنته إيفانكا وابنه دونالد جونيور خلال اتجاههم إلى طائرة الرئاسة 4 يناير 2021 (أ.ف.ب)

احتلت ابنة ترمب، إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، موقعاً بارزاً في حملته الرئاسية لعام 2016، والفترة الانتقالية وخلال فترة ولايته الرئاسية الأولى.

إلا أن الزوجين يبدوان أقل نشاطاً هذه المرة، رغم أن كوشنر وهو مستشار بارز سابق لترمب ركز على الشرق الأوسط، قال في تصريحات لـ«رويترز» إنه يقدم إحاطات لمساعدة مستثمر العقارات ستيف ويتكوف في وظيفته الجديدة مبعوثاً خاصاً للمنطقة. كما قالت مصادر مقربة من كوشنر، إنهم يتوقعون منه أن يشارك في صياغة السياسات تجاه الشرق الأوسط بصفة غير رسمية. 

إيفانكا ترمب وجاريد كوشنر انضما إلى الرئيس المنتخب لدى إعلانه الفوز في الانتخابات ليلة 5 نوفمبر (أ.ب)

وبحسب ممثليهم وكذلك مصادر «رويترز»، لا يخطط كوشنر أو إيفانكا أو شقيقها إريك ترمب، الذي يدير أعمال منظمة ترمب، للانضمام إلى الإدارة الجديدة. وأوضح أحد المصادر القريبة من العملية الانتقالية أنه «لا يبدو أن ترمب بحاجة إلى عائلته للحصول على المشورة بقدر ما كان في الماضي»، وذلك بفضل مساعدين مثل سوزي وايلز، التي ساعدت في إدارة أكثر حملاته الانتخابية انضباطاً حتى الآن.

وعين ترمب وايلز في منصب رئيسة موظفي البيت الأبيض، وهو منصب رفيع في واشنطن. وتابع مصدر عن فريق ترمب الحالي: «الأمور محكمة حقاً. قد لا يحتاج إلى العائلة هذه المرة كما كان في السابق».