مجلس الأمن يدعو إلى «وقف فوري» للنار في السودان خلال رمضان

السعودية ترحب وتدعو جميع الأطراف للالتزام بالقرار حفاظاً على أرواح السودانيين

أعضاء مجلس الأمن الدولي أثناء اجتماع لبحث الوضع في السودان الجمعة (موقع الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن الدولي أثناء اجتماع لبحث الوضع في السودان الجمعة (موقع الأمم المتحدة)
TT
20

مجلس الأمن يدعو إلى «وقف فوري» للنار في السودان خلال رمضان

أعضاء مجلس الأمن الدولي أثناء اجتماع لبحث الوضع في السودان الجمعة (موقع الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن الدولي أثناء اجتماع لبحث الوضع في السودان الجمعة (موقع الأمم المتحدة)

دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة، إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، في ظل تدهور الأوضاع في البلاد، حيث بات ملايين الأشخاص مهددين بمجاعة. وأيدت 14 دولة مشروع قرار اقترحته بريطانيا، امتنعت روسيا عن التصويت عليه، يدعو إلى «وقف فوري للأعمال العدائية قبل رمضان»، ويطلب من «جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار».

ويدعو القرار جميع الأطراف إلى ضمان «إزالة أي عراقيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط التماس، وحماية المدنيين والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني». وتشمل تلك الالتزامات حماية المدنيين والأعيان المدنية، والتعهدات بموجب إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان «إعلان جدة». ويشجع القرار المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، على استخدام مساعيه مع الأطراف والدول المجاورة، لاستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية.

السعودية ترحب

وأعربت وزارة الخارجية السعودية السبت، عن ترحيب المملكة بقرار مجلس الأمن، وعبرت في بيان عن أملها بأن «يلتزم جميع الأطراف السودانية بالقرار بما يحافظ على السودان وأرواح شعبه». وجددت الخارجية السعودية دعوة كل الأطراف السودانية إلى «الالتزام بمخرجات محادثات جدة الرامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي، بما يحقق الاستقرار والازدهار للسودان وشعبه».

كما رحب الأردن بالقرار، وأعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، عن أمله في أن يشكل قرار مجلس الأمن، بداية لحل الأزمة ووقف الحرب التي يشهدها السودان، وأن يكون حلول شهر رمضان المبارك «فرصة لوقف إطلاق النار والانخراط في حوار وطني شامل»، بما يغلب المصلحة الوطنية العليا، «وصولاً إلى اتفاق يحفظ وحدة أرض وسيادة السودان ويحقن دماء أبناء شعبه».

0 seconds of 50 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:50
00:50
 

وكان الاتحاد الأفريقي قد دعا في وقت سابق إلى وقف شامل لإطلاق النار في كامل الأراضي السودانية خلال شهر رمضان. ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، والعمل على منع خطر «المجاعة والكوارث الإنسانية» التي تهدد الشعب السوداني والبلدان المجاورة. وأوضح فكي في بيان، أن وقف إطلاق النار في السودان ‏يمكن أن يسهم في تسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الذين هم في أمس ‏الحاجة إليها، داعياً جميع الأطراف في السودان لتحمل مسؤولياتها لمنع خطر ‏المجاعة والكوارث الإنسانية الأخرى التي تصيب الشعب السوداني، والدول المجاورة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قد وجه الخميس، خلال اجتماع للمجلس، نداء إلى «جميع الأطراف في السودان، لاحترام قيم رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية». وأضاف غوتيريش: «يجب أن يؤدي وقف الأعمال العدائية إلى إسكات الأسلحة بشكل دائم في كل أنحاء البلاد ورسم طريق ثابتة نحو سلام دائم للشعب السوداني»، محذراً من الأزمة الإنسانية «ذات الأبعاد الهائلة» والمجاعة التي تلوح في الأفق.

روسيا تمتنع عن التصويت

ومتابعة لنداء غوتيريش، أعلنت بريطانيا عن نقاشات حول مشروع قرار يتبنى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة. وفي حين أيد معظم أعضاء المجلس دعوة الخميس، لوقف إطلاق النار خلال رمضان، أبدى بعض الدول تحفظاً، لا سيما الصين وروسيا. وقالت نائبة السفير الروسي آنا إيفستينييفا: «قررنا السماح بتمرير هذا القرار لأنه يتعلق بحياة السودانيين»، رافضة فكرة أن المجلس يمكن أن «يفرض قواعده ومبادئه الخاصة على دول ذات سيادة». وتساءلت: «ألا تعتقدون أن النفاق واضح للجميع؟»، مضيفة: «نحن نعرف النية الحقيقية للغربيين. إن المعايير المزدوجة صارخة، خصوصاً عندما تتلكأ الدول نفسها في تبني وثيقة بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، حيث تحدث مذبحة حقيقية»، في إشارة منها إلى لجوء الولايات المتحدة إلى حق النقض (الفيتو) 3 مرات في هذا الاتجاه. وعدّ نائب السفير الصيني داي بينغ، أن المهمة الأكثر إلحاحاً هي إنهاء القتال في أسرع وقت»، مضيفاً أن «الصين تعتقد أن تصرفات المجلس يجب أن تكون داعمة للدبلوماسية وتتجنب مفاقمة التوترات».

البرهان يسأل عن كيفية التطبيق

وحول آلية وقف النار، تساءل السفير السوداني الحارث إدريس الحارث محمد، أمام جلسة للمجلس حول آلية تطبيق القرار، قائلاً: «لقد أرسل إليّ البرهان للتو رسالة يرحب فيها بدعوة الأمين العام». وأضاف أن البرهان «يتساءل عن كيفية القيام بذلك»، في حين تواصل قوات الدعم السريع «هجماتها ضد المدنيين من دون انقطاع»، داعياً إلى «تقديم آلية للتنفيذ».

البرهان يؤدي التحية وهو يستمع إلى النشيد الوطني في بورتسودان 27 أغسطس (رويترز)
البرهان يؤدي التحية وهو يستمع إلى النشيد الوطني في بورتسودان 27 أغسطس (رويترز)

وعدّ منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الجمعة، أنه سواء تم التوصل إلى وقف للنار أو لا، فمن الضروري تحسين إيصال المساعدات الإنسانية، مندّداً بـ«مشاكل إيصال غير عادية». ودعا الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات للبحث في هذه القضية. وأكد غريفيث أن النزاع أدى حتى الآن، إلى نزوح 8.3 مليون شخص، فر 1.7 مليون منهم إلى خارج البلاد. ويحتاج نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، و«أقل قليلاً من 18 مليون شخص على طريق المجاعة»، أي «بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي»، بحسب غريفيث.

وشدّد على أنه بهدف منع تدهور الوضع في شكل أكبر، يجب إدخال مزيد من المواد الغذائية، وكذلك البذور لزراعتها للموسم المقبل. لكنه تدارك: «ليست لدينا أموال»، مبدياً أسفه لعدم الاهتمام الدولي بالأزمة في السودان. وتبلغ قيمة خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة المخصصة للسودان عام 2024، 2.7 مليار دولار، لكنها موّلت بنسبة 4 بالمائة فقط!

وأدى القتال منذ 15 أبريل (نيسان) 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح ملايين آخرين.


مقالات ذات صلة

بعد 100 يوم في الرئاسة... ماذا تحقق من وعود ترمب الانتخابية؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر اجتماعاً في البيت الأبيض (أ.ب) play-circle

بعد 100 يوم في الرئاسة... ماذا تحقق من وعود ترمب الانتخابية؟

تضع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاييس للأداء منذ توليه المنصب في يناير (كانون الثاني) منها «الوعود التي قطعها وتلك التي أوفى بها» منذ حملته الانتخابية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار شركة «مايكروسوفت» (د.ب.أ)

مع تصاعد التوترات التجارية... «مايكروسوفت» تتعهد باحترام القوانين الأوروبية

تعهدت شركة التكنولوجيا والبرمجيات الأميركية العملاقة «مايكروسوفت» لعملاءها الأوروبيين باحترام قوانين الاتحاد الأوروبي في محاولة لطمأنة إحدى أسواقها الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم نظام صواريخ «هيمارس» ضمن صفقة من هذه الأنظمة سلّمتها الولايات المتحدة إلى إستونيا وفق منشور لوزير الخارجية الإستوني على منصة «إكس» اليوم

أميركا تسلّم إستونيا 6 أنظمة صواريخ «هيمارس» في صفقة تسليح ضخمة

تسلّمت إستونيا ست منظومات صواريخ متعددة من طراز «هيمارس» من الولايات المتحدة، وذلك في إطار واحدة من أكبر صفقات السلاح في تاريخها.

«الشرق الأوسط» (ريغا)
العالم الطالب الفلسطيني محسن مهداوي (متداولة)

قاضٍ يُفرج عن ناشط طلابي فلسطيني اعتُقل أثناء مقابلة للحصول على الجنسية الأميركية

أفرج قاض عن فلسطيني قاد احتجاجات ضد حرب غزة عندما كان طالباً في جامعة كولومبيا، واعتقله مسؤولو الهجرة خلال مقابلة لإتمام إجراءات حصوله على الجنسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع في البيت الأبيض (أ.ب)

ترمب يدرس إمكانية اتخاذ إجراء قانوني ضد «نيويورك تايمز»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأربعاء، أنّه يدرس إمكان اتخاذ إجراء قانوني ضدّ صحيفة «نيويورك تايمز»، في أحدث هجوم على إحدى وسائل الإعلام الكبرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تعلن عن اتفاق مع كييف بشأن «صندوق استثماري لإعادة الإعمار»

منجم إلمنيت مفتوح لدى منطقة كيروفوراد الأوكرانية (أ.ب)
منجم إلمنيت مفتوح لدى منطقة كيروفوراد الأوكرانية (أ.ب)
TT
20

واشنطن تعلن عن اتفاق مع كييف بشأن «صندوق استثماري لإعادة الإعمار»

منجم إلمنيت مفتوح لدى منطقة كيروفوراد الأوكرانية (أ.ب)
منجم إلمنيت مفتوح لدى منطقة كيروفوراد الأوكرانية (أ.ب)

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء أنّ الولايات المتّحدة وأوكرانيا وقّعتا اتفاقية لإنشاء «صندوق استثماري لإعادة الإعمار» بعد أسابيع من مفاوضات صعبة بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان «اعترافا بالدعم المالي والمادّي الكبير الذي قدّمه شعب الولايات المتّحدة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي، فإنّ هذه الشراكة الاقتصادية تضع بلدينا في وضع يسمح لهما بالتعاون والاستثمار معا لضمان أنّ أصولنا ومواهبنا وقدراتنا يمكن أن تعمل على تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا»، من دون تقديم تفاصيل عن فحوى الاتفاق.

من جهتها أعلنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو من واشنطن أنّ الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين بلادها والولايات المتّحدة سيتيح تمويل «مشاريع لاستخراج معادن ونفط وغاز» في أوكرانيا. وكتبت الوزيرة في منشور على فيسبوك أنّ «الوثيقة في شكلها الحالي هي ضمانة نجاح لبلدينا - أوكرانيا والولايات المتحدة»، مؤكّدة في الوقت نفسه أنّ بلادها ستحتفظ «بالملكية والسيطرة الكاملة» على مواردها الطبيعية.