احتدام المواجهة بين بايدن والجمهوريين حول الهجرة وأوكرانيا

أفراد من الحرس الوطني في تكساس يراقبون نهر ريو غراندي في إيغل باس بتكساس حيث يعبر كثير من المهاجرين غير القانونيين آتين من دول أميركا اللاتينية عبر المكسيك (أ.ف.ب)
أفراد من الحرس الوطني في تكساس يراقبون نهر ريو غراندي في إيغل باس بتكساس حيث يعبر كثير من المهاجرين غير القانونيين آتين من دول أميركا اللاتينية عبر المكسيك (أ.ف.ب)
TT

احتدام المواجهة بين بايدن والجمهوريين حول الهجرة وأوكرانيا

أفراد من الحرس الوطني في تكساس يراقبون نهر ريو غراندي في إيغل باس بتكساس حيث يعبر كثير من المهاجرين غير القانونيين آتين من دول أميركا اللاتينية عبر المكسيك (أ.ف.ب)
أفراد من الحرس الوطني في تكساس يراقبون نهر ريو غراندي في إيغل باس بتكساس حيث يعبر كثير من المهاجرين غير القانونيين آتين من دول أميركا اللاتينية عبر المكسيك (أ.ف.ب)

احتدمت المواجهة فجأة بين الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريين بشأن المفاوضات الصعبة في الكونغرس حول أوكرانيا والهجرة، في مؤشر إضافي إلى اشتداد الحملة الانتخابية.

وتحت ضغط اليمين، يجري التفاوض في مسألتَي المساعدات لأوكرانيا وأزمة الهجرة ضمن مشروع قانون واحد، ما يعرّض للخطر إمدادات الأسلحة والمعدات الأساسية للجيش الأوكراني مع تعثر المحادثات حول سياسة الهجرة.

ودعا الرئيس الديمقراطي، مساء أمس الجمعة، المحافظين في الكونغرس إلى عدم عرقلة مشروع قانون حول الهجرة أحرزت المفاوضات بشأنه بين الحزبين تقدما في الأيام الأخيرة في مجلس الشيوخ، مؤكدا أنه سيشكل في حال إقراره «حزمة الإصلاحات الأكثر صرامة والأكثر عدلا على الإطلاق لتأمين الحدود».

وأضاف في بيان أن «ذلك سيمنحني بصفتي رئيسا سلطة طوارئ جديدة لإغلاق الحدود عندما تصبح مكتظة»، مؤكدا أنه إذا أُعطيَ هذه السلطة «سأستخدمها في اليوم نفسه الذي أوقّع فيه مشروع القانون ليصبح نافذاً».

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

وقال بايدن الذي يأمل بموقفه في وضع اليمين في موقع صعب حول موضوع يشكل نقطة ضعف سياسية له، «إذا كنتم جادين بشأن أزمة الحدود، مرروا مشروع قانون يحظى بموافقة الحزبين وسأوقعه».

وأصدر بايدن (81 عاما) بيانه ردا على رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الذي حذر الجمعة من أن أي نص حول تمويل جديد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا كما لتعزيز الأمن على الحدود مع المكسيك التي تشهد تدفقا قياسيا للمهاجرين، سيكون «ميتا في المهد».

ويجري هذا التصعيد في النبرة في وقت يمارس الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الأبرز لتمثيل الحزب الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض، ضغوطا على نواب حزبه لعرقلة مطالب خصمه الديمقراطي بشأن الميزانية.

وقال جونسون في رسالة إلى النواب الأميركيين «إن كانت الشائعات حول مضمون مشروع القانون (قيد التفاوض حاليا في مجلس الشيوخ) صحيحة، فسيكون ميتا في المهد حتى قبل وصوله إلى مجلس النواب».

وهذه الرسالة مؤشر سلبي إضافي إلى النتيجة المتوقعة للمفاوضات المعقدة الجارية في الكونغرس المنقسم بين مجلس شيوخ ذي غالبية ديموقراطية ومجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون.

ويطالب الرئيس بالتصويت على ميزانية إضافية بقيمة تقارب مائة مليار دولار لتلبية حاجات ملحة، في طليعتها تأمين إمدادات لأوكرانيا ومساعدة لإسرائيل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

تكساس والحدود

وازدادت المفاوضات تعقيدا مع تسارع حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) والتي يتوقع أن تتكرر فيها المواجهة بين بايدن وترمب الذي جعل من الهجرة إحدى المسائل الرئيسية لهجومه على خصمه.

وبعدما بدا من الممكن التوصل إلى تسوية في مجلس الشيوخ، تبدد هذا الأمل فجأة هذا الأسبوع ورأت الصحافة الأميركية في ذلك يد الرئيس السابق البالغ 77 عاما والذي يحتفظ بسيطرة كبيرة على حزبه.

كما يتصاعد التوتر بين الحكومة الفدرالية وحاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت الذي مدّ أسلاكا شائكة على الحدود مع المكسيك، متحدّيا بذلك سلطة واشنطن على صعيد أمن الحدود. وقد تلقى أبوت، الذي يؤكد حق الولاية في «الدفاع عن نفسها» في وجه موجات الهجرة، دعما كبيرا من ترمب وعدد من الساسة الجمهوريين.

جدير بالذكر أن آخر حزمة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا تعود إلى أواخر ديسمبر (كانون الأول)، ونبّه البيت الأبيض مرارا إلى أنها ستكون آخر مساعدات ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن ميزانية إضافية.


مقالات ذات صلة

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي صورة أرشيفية لمهاجرين على متن زورق بعد محاولة فاشلة للعبور إلى جزيرة ليسبوس اليونانية عندما اقترب منهم قارب لخفر السواحل التركي في مياه شمال بحر إيجه قبالة شواطئ كاناكالي بتركيا في 6 مارس 2020 (رويترز)

فقدان 45 مهاجراً في انقلاب قارب قبالة ساحل اليمن

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن، اليوم (الخميس)، انقلاب قارب يقل 45 لاجئاً ومهاجراً قبالة ساحل اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جانب من السياج الحدودي بين اليونان وتركيا في ألكسندروبوليس باليونان في 10 أغسطس 2021 (رويترز)

اليونان تنفي اتهامات أنقرة بدفع مهاجرين إلى الأراضي التركية

نفى خفر السواحل اليوناني اتهامات من وزارة الدفاع التركية، الاثنين، بأنه دفع مهاجرين من قبالة جزيرة ليسبوس إلى تركيا.

«الشرق الأوسط» (أثينا )
شمال افريقيا رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)

مصر والاتحاد الأوروبي ينسقان لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»

تنسق مصر والاتحاد الأوروبي لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»، عبر برامج تعليمية وآليات حماية اجتماعية للشباب والأسر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مهاجرون سريون تم اعتراض قاربهم من طرف خفر السواحل التونسية (أ.ف.ب)

تونس تعترض 74 ألف مهاجر سري حتى يوليو الحالي

الحرس البحري التونسي اعترض أكثر من 74 ألف مهاجر سري في البحر، كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية هذا العام وحتى منتصف يوليو (تموز) الحالي.

«الشرق الأوسط» (تونس)

3 طرق أمام ترمب لإنهاء «شهر عسل» هاريس

نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كامالا هاريس تتحدث للصحافة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كامالا هاريس تتحدث للصحافة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

3 طرق أمام ترمب لإنهاء «شهر عسل» هاريس

نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كامالا هاريس تتحدث للصحافة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كامالا هاريس تتحدث للصحافة بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

في لحظة من الاضطرابات غير المسبوقة في التاريخ السياسي الأميركي الحديث، تعيش كامالا هاريس «شهر عسل» بشكل ملحوظ، وقد لا يدوم طويلاً.

ويصف توني فابريزيو، خبير استطلاعات الرأي في حملة دونالد ترمب، الوقت منذ ترشح كامالا هاريس بأنه «شهر عسل»؛ إذ اجتمع مزيج من الصحافة الجيدة والطاقة الإيجابية لإعطاء المرشحة الديمقراطية دفعة من الزخم، معتبراً أن الشيء الذي يميز شهر العسل، بطبيعة الحال، هو أنه ينتهي.

في الوقت الحالي، تلقى هاريس حفاوة وسط الديمقراطيين، في الوقت الذي فوجئ فيه الجمهوريون في البداية إلى حد ما بالإعلان التاريخي لانسحاب بايدن، يعيدون توجيه نيرانهم نحو المرشح الجديد.

وفيما يلي نظرة على 3 مجالات ركّزت عليها «هجمات» الجمهوريين الأخيرة، وبعض الطرق التي قد يحاول الديمقراطيون من خلالها صرف انتباههم، وفقاً لتحليل لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

1. وصف هاريس بأنها يسارية «راديكالية»

إن محاولة حملة هاريس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة لعام 2020 لا تزال في الذاكرة، إذ تشمل هذه المحنة الافتقار إلى الرسائل الواضحة، وحملة مليئة بالخلافات الداخلية، ومرشحة كانت عرضة للمقابلات المحرجة والأخطاء. ومع ذلك، حدث شيء آخر خلال محاولتها الفاشلة، فقد اتجهت - مثل كثير من المرشحين في ذلك السباق - بشكل حاد إلى اليسار، لتكون أكثر انسجاماً مع الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية.

ويقول مات بينيت، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة في «ثيرد واي»، وهي مؤسسة فكرية ديمقراطية وسطية: «كان هناك كثير من الضغوط على هؤلاء الرجال من القاعدة النشطة. عندما تتنافس في الانتخابات التمهيدية، تكون أولوياتك السياسية مختلفة تماماً عن الركض نحو خط النهاية في الانتخابات العامة».

المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث في مؤتمر في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة (رويترز)

على مدار عام 2019 - في المناقشات والمقابلات - أيّدت هاريس إلغاء التأمين الصحي الخاص لصالح نظام تديره الحكومة، كما أشادت بإصلاح الشرطة، بما في ذلك إعادة توجيه ميزانيات إنفاذ القانون إلى أولويات أخرى. كما أيدت إلغاء تجريم الدخول غير الموثق إلى الولايات المتحدة، ورحّبت بإلغاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك. كما دعمت التشريعات البيئية الشاملة للصفقة الخضراء الجديدة، ودعمت حظر التكسير الهيدروليكي والحفر البحري. والآن قد تعود هذه المواقف لتطاردها.

2. ربط هاريس بسجل بايدن

تُظهِر استطلاعات الرأي أن حملة بايدن كانت تتخبط منذ أشهر، وكانت سياساته المتعلقة بالهجرة غير شعبية. وعلى الرغم من تراجع التضخم ونمو الاقتصاد، فإن الناخبين ما زالوا يلومونه على ارتفاع الأسعار. وكان دعمه المستمر لإسرائيل في حرب غزة سبباً في استنزاف دعمه بين الناخبين الشباب. ولذلك، ستكون هاريس، في دورها بصفتها نائبة للرئيس، مرتبطة إلى حد ما بسجل الإدارة الأميركية الحالية بالكامل - للأفضل أو للأسوأ. يحاول الجمهوريون بالفعل تحميل هاريس مسؤولية قضية الهجرة، ويستشهدون بتصريحاتها السابقة بشأن الهجرة وادعائها، خلال مقابلة في عام 2022، بأن «الحدود آمنة».

وقال تايلور بودويتش، الذي يدير لجنة العمل السياسي التابعة لحملة ترمب، في بيان: «كامالا هاريس معروفة حالياً فقط بأنها نائبة رئيس فاشلة وغير شعبية طعنت رئيسها في ظهره لتأمين ترشيح لم تتمكن من الحصول عليه، لكن الناخبين على وشك أن يتعلموا، الأمر يزداد سوءاً».

يقوم مختص إنتاج المطبوعات آرون ميلر بقطع سلسلة من اللافتات بطول 100 ياردة لدعم الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مصنع جلو في توسون بولاية أريزونا بالولايات المتحدة (رويترز)

وعدّ التقرير أن هاريس لن تتمكن من إبعاد نفسها تماماً عن سجل بايدن، لكنها قد تكون قادرة على وضعه في ضوء جديد للناخبين، حتى في مواجهة هجمات الجمهوريين. ويقول بينيت: «ما يمكنها فعله هو جعل هذا الأمر يتعلق بالمستقبل بطرق من الصعب جداً على رجل يبلغ من العمر 81 عاماً القيام بها. يمكنها أن تزعم أن ترمب يريد فقط النظر إلى الوراء».

3. مهاجمة سنوات عملها بصفتها مدعية عامة

في أول تجمع عام لحملتها الرئاسية، كشفت هاريس عن خط هجومي محدد بشكل خاص ضد الرئيس السابق. وأشارت إلى أنها عملت مدعية عامة في قاعة المحكمة، ومدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وقالت إنها واجهت «مرتكبي الجرائم من جميع الأنواع». واختتمت قائلة: «اسمعني عندما أقول إنني أعرف نوع دونالد ترمب».

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)

وفي هذا السياق، يصف كريج فاروجا، مستشار الحملة الديمقراطية والمدرس المساعد في الجامعة الأميركية، خلفية نائبة الرئيس في مجال إنفاذ القانون بأنها «قوتها العظمى»؛ وهي القوة التي لم تكن قادرة على استخدامها بالكامل في حملة الحزب الديمقراطي عام 2019، عندما كان إصلاح الشرطة قضية رئيسية.

لكن حملة ترمب تُظهر بالفعل علامات على كيفية ردّها، فقد صنع مدير حملته، كريس لاسيفيتا، مكانته في الحزب الجمهوري من خلال مواجهة القوة العظمى المفترضة لمرشح ديمقراطي آخر وتحويلها ضده. في عام 2004، كان المرشح الديمقراطي جون كيري يروّج لسجله بوصفه محارباً قديماً في حرب فيتنام دليلاً على أنه سيكون قائداً عاماً فعالاً خلال حرب العراق. قاد لاسيفيتا سلسلة من الإعلانات الهجومية التي تشكك في وطنية كيري وما قام به، والتي تضم البحارة الذين خدموا مع كيري على متن قارب سريع للبحرية يقوم بدوريات في الأنهار والشواطئ في فيتنام. وقد أدى ذلك إلى ظهور مصطلح «القوارب السريعة»؛ الذي يعني نزع سلاح المرشح من خلال مهاجمة قوته المفترضة.

ويبدو أن حملة ترمب تستعد لشن هجمات على سجل نائبة الرئيس في الادعاء، وفقاً لـ«بي بي سي».

من ناحية، يهاجمونها لأنها صارمة للغاية - خاصة مع الرجال السود في جرائم المخدرات - في محاولة لتقويض الدعم من قاعدتها. ومن ناحية أخرى، يستشهدون بحالات؛ حيث اختارت هاريس إما عدم مقاضاة الأفراد الذين ارتكبوا جرائم جديدة، وإما السماح بالإفراج المشروط عنهم.