كشفت نائبة وزير العدل الأميركي ليزا موناكو أن الولايات المتحدة تواجه «لحظة فريدة» و«مزعجة» من التهديدات الداخلية المزدادة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكانت موناكو تتحدث في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية للتلفزيون، إذ قدمت تفاصيل هي الأولى حول أثر هذا النزاع الخارجي وتحوّله إلى تهديد مرتفع بالفعل داخلياً، فيما يعدّه كثير من المسؤولين الأميركيين بأنه الأكثر تحدياً للسلطات في الولايات المتحدة منذ ما قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية ضد البلاد. وأفادت بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) اضطر إلى فحص أكثر من 1800 تقرير عن «تهديدات أو أنواع أخرى من النصائح أو الخيوط» المتعلقة بالحرب التي بدأت بهجوم «حماس» ضد المستوطنات (الكيبوتزات) الإسرائيلية المحيطة بغزة. وأضافت أن لدى «إف بي آي» الآن أكثر من 100 تحقيق مفتوح حالياً بطريقة ما مرتبطة بالنزاع، مؤكدة أن أكبر المخاوف «الذئاب المنفردة» والمجموعات الصغيرة التي تتخذ إجراءات من دون سابق إنذار.
وقالت موناكو: «أعتقد أننا في لحظة فريدة حيث أكثر ما يقلقنا - هؤلاء منا في مجتمع الأمن القومي وإنفاذ القانون - هم الأفراد أو المجموعات الصغيرة التي غالباً ما تصبح متطرفة عبر الإنترنت والذين يتم تحفيزهم والتأثير عليهم». وأضافت: «من خلال مجموعة من الآيديولوجيات، من الإرهاب الأجنبي والمنظمات الإرهابية الأجنبية إلى المظالم المحلية». وزادت أنه «في كثير من الأحيان ما نراه بالشكل الأكثر فتكاً هو من آيديولوجيات ذات دوافع عنصرية أو إثنية».
وأشارت كذلك إلى أنه في كثير من الحالات، تم «حل التهديدات أو النصائح التي تلقاها مكتب التحقيقات الفيدرالي من دون وقوع أي حادث»، إلا أن الحجم الهائل للتهديدات أو النصائح التي تلقاها «إف بي آي» تسبب «كثيراً من الضغط» على سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، حيث يطارد العملاء والمدعون العامون الخيوط المحتملة في جميع أنحاء البلاد، بالتعاون مع الشركاء المحليين. وقالت: «هذه تهديدات وخدع ويمكن أن تنطوي على مزاعم بتمويل الإرهاب»، مشددة على أن السلطات تراجع «الارتفاع الكبير في حجم وتواتر أنواع التقارير التي نتلقاها».
واستشهدت بـ«الصور المؤلمة» للهجوم الذي شنته «حماس»، فضلاً عن روايات «الآباء الذين تجمعوا مع أطفالهم في غرف آمنة، وأحبائهم يُقتلون أمام أطفال بعضهم - وينتزعون حرفياً من والديهم ويتم اختطافهم»، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 1200 شخص، بينهم أكثر من 30 أميركياً، مما أثار ردود فعل عاطفية في كل أنحاء العالم أدت بدورها إلى «ارتفاع كبير للغاية في التهديدات» و«العنف الفعلي» داخل الولايات المتحدة. وقالت: «رأينا أفراداً يأخذون، على ما أعتقد، الإلهام الملتوي من تلك الصور».
وأشارت موناكو أيضاً إلى أن وزارة العدل شهدت ارتفاعاً في التهديدات التي تستهدف المسؤولين السياسيين والحكوميين. وفي هذا الأسبوع وحده، أشارت إلى القضايا المرفوعة ضد أفراد متهمين بتهديد قاضي المحكمة العليا الأميركية وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي و3 مرشحين للرئاسة.