شكّك محامو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مصداقية محاميه السابق مايكل كوهين، الذي أدلى بشهادة أمام قاض في نيويورك ينظر في تهم موجّهة لترمب بالاحتيال المالي.
ويخضع كوهين، الذي واجه ترمب وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ خمس سنوات، لاستجواب لليوم الثاني على التوالي في قاعة محكمة بمانهاتن. واتّهم كوهين الرئيس السابق بتضخيم قيمة أصول منظومته العقارية للحصول على قروض بشروط أفضل من البنوك، كما اعترف بالتلاعب بالبيانات المالية حتى تتطابق قيمة العقارات مع «أي رقم أخبرنا به السيد ترمب». وواجهت محامية ترمب، ألينا هابا، كوهين بشأن «تاريخ من الخداع»، بما في ذلك اعترافه الثلاثاء بالكذب على قاض في قضية أخرى، إذ أقرّ بالذنب في عام 2018 في جرائم ضريبية يقول الآن إنه لم يرتكبها. وكان الإقرار بالذنب جزءاً من قضية اعترف فيها كوهين أيضاً بانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية نيابة عن ترمب، لكن تهم الاحتيال الضريبي لم تكن ذات صلة بالرئيس السابق، كما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».
سجال حاد
واعترضت محامية بمكتب المدعي العام الديمقراطي ليتيسيا جيمس، التي رفعت الدعوى المدنية ضد ترمب، على ما وصفته بممارسات «الترهيب» من جانب هابا، مما أثار سجالاً ساخناً مع فريق ترمب القانوني. وألقى محامي الرئيس السابق، كريستوفر كيسي، بظلال كثيفة على القضية التي تقدّمت بها المدعية العامة، ويرى أنها «تعتمد على شاهد زور»، في إشارة إلى كوهين.
وفي ظهوره أمام المحكمة الثلاثاء، أقرّ كوهين أيضاً بالذنب في تضليله الكونغرس في قضية منفصلة عام 2018 تتعلق بمعاملات ترمب التجارية في روسيا، وقال إنه كذب بناءً على توجيهات ترمب. ونفى ترمب، المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمنافسة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في انتخابات عام 2024، ارتكاب أي مخالفات في القضية، ودافع عن تقييم ممتلكاته. وفي حديثه للصحافيين خارج قاعة المحكمة، كرر ترمب هجومه على القضاء الأميركي، معتبراً محاكمته في نيويورك «مطاردة الساحرات». وقال: «الحقائق في صالحنا، والشركة أقوى بكثير مما تتوقعونه».
ورغم تصريحات ترمب المتفائلة، تهدد شهادة كوهين بتعزيز حجة المدعية العامة بأن الرئيس السابق والكثير من المديرين التنفيذيين قاموا بتضخيم قيمة العقارات بشكل غير قانوني. ومن الممكن أن تؤدي هذه القضية إلى تفكيك إمبراطورية ترمب التجارية.
إنذار من المحكمة
وقبل أيام من الجلسة التي جمعته بكوهين، غُرّم الرئيس الأميركي السابق خمسة دولارات بسبب منشور «مهين» بحق موظفة في محكمة نيويورك. وفي جلسة تغيّب عنها ترمب الأسبوع الماضي، ذكر القاضي آرثر إنغورون أنه سبق أن منع منذ اليوم الثاني للمحاكمة في 3 أكتوبر (تشرين الأول)، جميع الأطراف من مهاجمة فريقه، بعد منشور عُدّ «مهيناً» لمساعدته في المحكمة على حساب ترمب في شبكته الاجتماعية «تروث سوشال».
وعدّ القاضي أنه تمّ تحذير دونالد ترمب «بشكل كاف من عواقب انتهاك» الحظر، ولكن بما أن هذه هي المرة الأولى، فقد فرض «غرامة رمزية» بقيمة 5000 دولار. وحذّر القاضي من أن «الانتهاكات المستقبلية، سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة، ستعرض مرتكب الجريمة لعقوبات أشد بكثير»، مشيراً إلى غرامات «أشد» على ترمب أو حتى توجيه تهمة ازدراء المحكمة له و«ربما وضعه رهن الاحتجاز». ومنذ بدء محاكمته المدنية، لم يتوقف دونالد ترمب عن مهاجمة جيمس، المدعية العامة لولاية نيويورك، ووصفها بأنها «فاسدة» و«عنصرية». وتتّهم المدعية العامة ترمب واثنين من أبنائه، إريك ودونالد الابن، بالمبالغة في تقدير قيمة ملاعب الغولف والمساكن وناطحات السحاب في نيويورك بعدة مليارات من الدولارات في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للحصول على قروض بشروط أفضل من البنوك، وهو ما يدحضه دونالد ترمب. وتطالب جيمس بفرض غرامة قدرها 250 مليون دولار.