محاكمة ترمب: منع التداول في المحاكمة المدنية بعد إهانة الرئيس السابق لموظفة

TT

محاكمة ترمب: منع التداول في المحاكمة المدنية بعد إهانة الرئيس السابق لموظفة

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خارج برج ترمب في نيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خارج برج ترمب في نيويورك (رويترز)

أصدر القاضي المشرف على المحاكمة المدنية لدونالد ترمب ونجليه بتهمة تضخيم قيمة أصولهم، أمس الثلاثاء، قراراً مؤقتاً بمنع التداول بحق الرئيس الأميركي السابق، على خلفية منشور على منصات التواصل اعتُبر مُهيناً لإحدى الموظفات في المحكمة.

وقال آرثر إنغورون إن «الهجمات الشخصية على أفراد من فريق محكمتي غير مقبولة»، بينما جلس ترمب إلى طاولة الدفاع، في اليوم الثاني من محاكمته بتهمة الاحتيال المدني. وأضاف: «اعتبروا هذا التصريح منعاً للتداول يمنع كل الأطراف من نشر أو إرسال بريد إلكتروني أو التحدث علناً عن أي من الموظفين التابعين لي».

ولم يذكر القاضي ترمب بالاسم، إلا أنه تطرَّق إلى «منشور مُهين على منصات التواصل الاجتماعي» يعود لأحد المتهمين في القضية، في إشارة إلى ترمب، ونجليه دونالد الابن وإريك. ويواجه الثلاثة تهماً بالاحتيال عبر تضخيم قيمة العقارات والأصول المالية لـ«منظمة ترمب» على مدى سنوات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونشر الرئيس الجمهوري السابق، أمس الثلاثاء، على منصته «تروث سوشال» صورة لمعاوِنة لإنغورون، واصفاً إياها بـ«الصديقة الحميمة» لزعيم الغالبية الديمقراطية في «مجلس الشيوخ» تشاك شومر. وأضاف، في المنشور الذي جرى حذفه لاحقاً: «يجب ردّ هذه القضية على الفور».

ولم يكن ترمب، الذي يعدّ الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024 الرئاسية، مع تقدمه على منافسيه بفارق كبير، ملزَماً بحضور مجريات أول يومين في المحكمة، لكنه اختار ذلك وجلس على مقعد في المنطقة المخصصة للدفاع مُحاطاً بمحاميه.

وترى وسائل إعلام أميركية أن ترمب يصرّ على حضور الجلسات المرتبطة بالقضايا المتعددة التي يواجهها، لاعتباره أن ذلك يصبُّ لصالحه في الحملة للانتخابات الرئاسية، العام المقبل.

وكرَّر الملياردير الأميركي، البالغ 77 عاماً، التنديد بالمُدّعية العامة لنيويورك، ليتيشا جيمس، قبل دخوله قاعة المحكمة في ولاية قد يُمنَع من مزاولة الأعمال التجارية فيها.

المدعية العامة لنيويورك ليتيشا جيمس تغادر القاعة في اليوم الثاني لمحاكمة ترمب (أ.ف.ب)

وقبيل بدء جلسة اليوم الثاني، وصف ترمب، الذي يواجه معارك قضائية على جبهات عدة، جيمس بأنها «فاسدة جداً»، و«تفتقر بشكل فاضح إلى الكفاءة».

وسبَق لترمب أن وجّه انتقادات لاذعة إلى القاضي إنغورون كذلك، لكن الأخير لم يتطرق إلى شخصه في منع التداول، بل طلب وقف مهاجمة موظفي المحكمة.

وأبلغ ترمب الصحافيين، أثناء مغادرته قاعة المحكمة، بأنه سيعود، اليوم الأربعاء، وسيُدلي بشهادته «في الوقت المناسب».

جبهات قضائية

ويواجه ترمب، الذي تولّى رئاسة الولايات المتحدة بين 2017 و2021، معارك قضائية على جبهات متعددة. وقضية الاحتيال المدني المرفوعة ضده في نيويورك، قد تؤدي إلى منعه من مزاولة الأعمال في هذه الولاية.

وتسعى المدّعية جيمس لتغريم ترمب مبلغاً يصل إلى 250 مليون دولار، وإزاحته واثنين من أبنائه من إدارة إمبراطورية العائلة الاقتصادية.

وتأتي المحاكمة المدنية، بعدما خلص القاضي إنغورون إلى أن ترمب ونجليه إريك ودونالد جونيور قاما بالاحتيال عبر تضخيم قيمة العقارات والأصول المالية لـ«منظمة ترمب» على مدى سنوات.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يغادر قاعة المحكمة في نيويورك (رويترز)

وجاء في القرار أن ترمب ونجليه، إضافة إلى مسؤولين تنفيذيين في «منظمة ترمب»، كذبوا على جامعي الضرائب والمُقرضين وجهات التأمين، على مدى سنوات، في إطار خطة ضخَّمت قيمة أملاكهم بـ812 مليون دولار إلى 2.2 مليار دولار بين عاميْ 2014 و2021. ونتيجة ذلك، أمر القاضي بسحب تراخيص أعمال تجارية سمحت لـ«منظمة ترمب» بإدارة بعض أملاكها في نيويورك، في خطوة تُعرَف بأنها بمثابة «عقوبة إعدام بحق الشركات».

ولا تشارك هيئة محلّفين في المحكمة المدنية، التي بدأت، هذا الأسبوع، ما يعني أن مصير ترمب بأيدي إنغورون وحده، وهو أمر لم يُثن الرئيس السابق عن وصفه بأنه قاض ديمقراطي «مارق» ينبغي منعه من مزاولة المهنة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

حقائق

مصير ترمب

لا تشارك هيئة محلّفين في المحكمة المدنية لترمب، ما يعني أن مصيره بأيدي القاضي إنغورون وحده

وحضر، في قاعة المحكمة، أمس الثلاثاء، أيضاً دونالد الابن وإريك، إضافة إلى المدّعية جيمس. واعتبر ترمب أن هذه الاتهامات «زائفة»، وتهدف حصراً إلى عرقلة حملته للعودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية لنوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ولا يمكن الحكم على ترمب بالسجن في هذه القضية، لكن هذه المحاكمة ستقدم لمحة مسبقة عن الأحداث القانونية التي يرجح أن تعرقل حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري إلى انتخابات 2024.

وترمب متهم جنائياً في أربع قضايا مختلفة لم تؤثر بعدُ على شعبيته لدى القاعدة الجمهورية. ويتعين عليه خصوصاً المثول اعتباراً من 4 مارس (آذار) أمام محكمة اتحادية في واشنطن، وهو متهم بأنه حاول، خلال وجوده بالبيت الأبيض، قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي فاز بها جو بايدن.


مقالات ذات صلة

أميركا: مقتل جندي بقوات التحالف في ضربات استهدفت «داعش» في العراق

المشرق العربي جنود من «التحالف الدولي» (أرشيفية - رويترز)

أميركا: مقتل جندي بقوات التحالف في ضربات استهدفت «داعش» في العراق

قال الجيش الأميركي اليوم الاثنين إن جندياً غير أميركي في قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» لقي حتفه الأسبوع الماضي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي من أمام المقر الرئيسي للبنك المركزي السوري بينما يتحرك الناس لصرف الدولار الأميركي بأسعار أقل من السوق السوداء... دمشق 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

رخصة أميركية لسوريا تتيح معاملات مع مؤسسات حكومية

أصدرت الخزانة الأميركية، اليوم (الاثنين)، رخصة عامة لسوريا تسمح لها بإجراء معاملات مع مؤسسات حكومية وكذلك بعض معاملات الطاقة والتحويلات المالية الشخصية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جلسة الكونغرس الأميركي للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

الكونغرس الأميركي يُصادق على فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية

صادق الكونغرس الأميركي، اليوم الاثنين، على فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس السابع والأربعين للبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مخبز في سوريا (د.ب.أ)

وزير سوري: دمشق عاجزة عن استيراد القمح والوقود بسبب العقوبات الأميركية

قال وزير التجارة السوري الجديد إن دمشق غير قادرة على إبرام صفقات لاستيراد الوقود أو القمح أو البضائع الرئيسية الأخرى بسبب العقوبات الأميركية الصارمة

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ تظهر نظارات «ميتا» الذكية المحدثة في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك بكاليفورنيا في الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ما نظارات «ميتا» التي استخدمها مهاجم نيو أورليانز للاستكشاف قبل عمله الإرهابي؟

نظارات «ميتا» هي أجهزة بها كاميرا مدمجة ومكبرات صوت وذكاء اصطناعي، يمكن التحكم فيها بصوتك وبأزرار، والتحكّم بها كذلك ببعض الإيماءات.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز (الولايات المتحدة))

رفض طلب ترمب تأجيل نطق الحكم بقضية «شراء الصمت»

رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)
رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)
TT

رفض طلب ترمب تأجيل نطق الحكم بقضية «شراء الصمت»

رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)
رسم لجلسة محاكمة ترمب بنيويورك ويظهر فيها ابنه إريك 30 أبريل (أرشيفية - رويترز)

أحبطت محاولة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الإثنين، لتأجيل جلسة النطق بالحكم المقررة هذا الأسبوع إلى أجل غير مسمى في قضيته المعروفة بـ«شراء الصمت»، بينما يستأنف حكما أيد الإدانة ويمهد الطريق ليصبح أول رئيس يتولى منصبه وهو مدان بجرائم.

وأمر القاضي خوان ميرشان في مانهاتن بالمضي قدما في جلسة النطق بالحكم يوم الجمعة المقبل كما هو مقرر، رافضا دفوع محاميي ترمب التي طالبت بتأجيلها أثناء تقديمهم طلبا لمحكمة الاستئناف لإلغاء قراره بالإبقاء على الإدانة. ولا يزال بإمكان ترمب مطالبة محكمة الاستئناف بالتدخل وإصدار قرار بتأجيل الجلسة. وخلاف ذلك، سيتم النطق بالحكم عليه قبل أكثر من أسبوع بقليل من حفل تنصيبه لولاية ثانية.

وأبلغ محامو ترمب القاضي ميرشان بأنه إذا عقدت جلسة النطق بالحكم، فسيحضرها عبر الفيديو بدلا من الحضور شخصيا، حيث منحه القاضي هذا الخيار نظرا لمتطلبات عملية الانتقال الرئاسي. وكان القاضي ميرشان رفض، يوم الجمعة الماضي، محاولة ترمب إلغاء الحكم بسبب عودته الوشيكة إلى البيت الأبيض، لكنه أشار إلى أنه من غير المرجح أن يفرض على ترمب أي عقوبة بالسجن على إدانته بـ 34 تهمة جنائية بتزوير السجلات التجارية.