يستعد الجمهوريون لمناظرتهم الرئاسية الثانية في وقت يتخبط فيه الديمقراطيون في مستنقع التجاذبات السياسية، بعد اتهامات بالفساد طالت أحد أبرز الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب مننديز.
فبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم الرئيس السابق دونالد ترمب على الرئيس الأميركي جو بايدن بـ10 نقاط تقريباً، أعلنت اللجنة الوطنية الجمهورية تأهل 7 مرشحين جمهوريين فقط لخوض المناظرة الثانية، من دون مشاركة المرشح الأبرز، ترمب، الذي لم يتأهل للمشاركة. والسبب: رفضه التوقيع على تعهد بدعم المرشح الرسمي للحزب، وهو شرط من شروط التأهل.
لكن ترمب سبق أن أعلن رفضه المشاركة كما فعل في المناظرة الأولى، ليتوجه عوضاً عن ذلك إلى ولاية ميتشغان المتأرجحة ويعقد تجمعات انتخابية هناك.
المتأهلون
سيكون مسرح المناظرة أقل اكتظاظاً ليل الأربعاء موعد المناظرة الجمهورية الثانية، فقد تأهل 7 مرشحين فقط هذه المرة مقارنة بالـ8 الذين شاركوا في المناظرة الأولى، إذ لم يتمكن حاكم ولاية أركنسا السابق أسا هاتشينسون من استكمال الشروط المطلوبة للمشاركة هذه المرة، على خلاف منافسيه الذين شاركوه خشبة المسرح في المناظرة الأولى.
وتأهل للمشاركة في المناظرة، التي ستجرى في مكتبة رونالد ريغان في ولاية كاليفورنيا، كل من حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس، وحاكمة كارولاينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي، ونائب الرئيس السابق مايك بنس والسيناتور الجمهوري تيم سكوت، وحاكم نيوجرسي السابق كريس كريستي، وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بيرغم، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي.
وقد اختلفت شروط التأهل هذه المرة عن المناظرة الأولى، إذ تطلبت اللجنة الوطنية الجمهورية حصول المرشحين على 3 في المائة من الدعم في استطلاعين وطنيين للرأي، أو 3 في المائة في استطلاع وطني واحد و3 في المائة في استطلاعين في 4 ولايات تجري فيها انتخابات مبكرة، وهي ولايات أيوا ونيوهامشير ونيفادا وكارولاينا الجنوبية. كما على المتأهلين الحصول على 50 ألف مانح فردي منهم 200 من 20 ولاية أو مقاطعة. وأخيراً على المرشح التوقيع على تعهد بدعم المرشح الرسمي للحزب، وهو ما رفض ترمب الالتزام به.
استطلاعات الرأي
أظهر استطلاع للرأي لصحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع شبكة «إي بي سي» أن ترمب متقدم على بايدن بـ10 نقاط، إذ قال 52 في المائة من الناخبين إنهم سيصوتون للرئيس السابق مقابل 42 في المائة من الذين سيصوتون لبايدن.
أما بالنسبة للمرشحين الجمهوريين فقد أظهر الاستطلاع نفسه تقدم ترمب على منافسيه بشكل كبير، إذ حصل على 54 في المائة من الدعم، مقابل 15في المائة فقط لديسانتس. أما هايلي فقد حصدت دعم 7 في المائة يتبعها بنس بنسبة 6 في المائة، ثم سكوت بنسبة 4 في المائة، وصولاً إلى كريستي وراماسوامي المتعادلين بنسبة 3 في المائة.
مننديز و«الإحراج» الديمقراطي
في وقت ينهمك فيه الجمهوريون بالصراع الداخلي لانتزاع لقب المرشح الرسمي في الانتخابات التمهيدية، يتخبط الديمقراطيون في صراع من نوع آخر، عنوانه: الفساد والرشى.
فقد وضعت الاتهامات الموجهة بحق السيناتور الديمقراطي البارز، بوب مننديز، حزبه في موقف حرج، خاصة مع خوض الحزب لمعركة حاسمة في ولايته نيوجرسي، التي تجري في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل انتخابات تشريعية في المجلس التشريعي للولاية. وفيما يتمتع الديمقراطيون اليوم بالأغلبية في المجلس، فإن التهم الجدية التي يواجهها مننديز بدأت بالتأثير على رأي الناخب في الولاية ما قد يؤدي إلى قلب المعادلة لصالح الجمهوريين.
وفي حال حصول هذا، سينعكس الأمر على السباق التشريعي للاحتفاظ بمقعد مننديز في الولاية الزرقاء في الانتخابات التشريعية المقبلة التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
ومما لا شك فيه أن الاتهامات الموجهة لمننديز وضعت الديمقراطيين في موقف دفاعي بعد أن كانوا في موقع الهجوم على الرئيس السابق دونالد ترمب في ظل الاتهامات الموجهة له.