ماذا يحدث في حالة «إغلاق» الحكومة الأميركية؟

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
TT

ماذا يحدث في حالة «إغلاق» الحكومة الأميركية؟

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)

أوضح تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الولايات المتحدة على مسافة أيام من الإغلاق الحكومي الـ22 خلال الـ50 عاماً الماضية، وكشف التالي:

لماذا يحدث الإغلاق؟ وماذا يعني بالنسبة للأميركيين؟

يقترب الموعد النهائي للكونغرس لتمرير ميزانية جديدة لمواصلة تمويل الوكالات الحكومية، وهو منتصف ليل السبت المقبل. ودون التوصل إلى اتفاق، ستتوقف بعض الإدارات الرئيسية عن العمل بداية من يوم الأحد.

ما هو الإغلاق؟

تعتمد الكثير من الوكالات الحكومية الفيدرالية على التمويل السنوي الذي يوافق عليه الكونغرس.

وفي كل عام، تقدم هذه الوكالات طلباتها التي يتعين على الكونغرس إقرارها، كما يجب على الرئيس التوقيع على ميزانية السنة المالية الجديدة.

ومع اقتراب الموعد النهائي، عادة ما يتفق المشرعون من كلا الحزبين على تمويل مؤقت يستند إلى طلبات العام المنصرم.

ويسمى ذلك «الاتفاق المستمر»، وهو السبيل لضمان استمرارية عمل الوكالات دون توقف لحين اعتماد الميزانية الجديدة.

وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق بحلول بداية السنة المالية يوم 1 أكتوبر (تشرين الأول)، يتم في هذه الحالة إيقاف جميع الوظائف غير الأساسية.

لماذا لا يوجد اتفاق هذه المرة؟

يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب في الكونغرس، وهناك خلاف عميق داخل الحزب بشأن خطط الإنفاق. ويطالب اليمين بتخفيضات حادة، كما يسعى لوقف تمويل الحرب في أوكرانيا.

ويجب أن تجري الموافقة على أي ميزانية لمجلس النواب في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ثم يُوَقَّع عليها من قبل الرئيس جو بايدن.

ما الذي يتوقف عن العمل في حالة الإغلاق؟

في حالة عدم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، ستشهد الولايات المتحدة أول إغلاق لها منذ أوائل عام 2019.

هنا، تقدم كل وكالة خطتها للإغلاق، وتتحدد الأنشطة الحكومية التي ستتوقف، وعدد الأشخاص الذين سيشملهم التغيير بحيث يكونون في إجازة غير مدفوعة الأجر بشكل مؤقت. فعلى سبيل المثال، تشمل هذه المجموعة عمليات إصدار بطاقات الضمان الاجتماعي، ووقف عمليات التفتيش على الأغذية، وكذلك إغلاق المتنزهات.

كما سيؤثر الإغلاق أيضاً على عمليات استرداد الضرائب والأنشطة الإدارية المتعلقة بذلك مثل الرهن العقاري.

الأنشطة التي لا تتأثر بالإغلاق؟

لا تتأثر الأنشطة التي تندرج تحت مظلة «الخدمات الأساسية» وهي المرتبطة بالسلامة العامة، حيث يطلب من العاملين الحضور دون أجر. كذلك حماية الحدود، والرعاية في المستشفيات، ومراقبة الحركة الجوية، وإنفاذ القانون، وصيانة شبكة الكهرباء.

ماذا عن المكاتب المركزية للحكومة؟

لرئيس الولايات المتحدة دخل مضمون. كذلك الكونغرس، فقد جرت الموافقة على مشروع قانون تمويله.

أما في ما يخص وزارة العدل، فهي من بين المتضررين بحيث يجري إيقاف الكثير من المحامين والقضاة في أثناء فترة الإغلاق. ويعمل آخرون دون أجر.

وفي السياق نفسه، تستمر عمليات التحقيقات الجنائية بشكل طبيعي، بينما تتأثر القضايا المدنية.

ما مدى شيوع الإغلاق في الولايات المتحدة؟

هو أمر شائع إلى حد ما، ففي عهد دونالد ترمب حدث 3 مرات من بينها الأطول في تاريخ أميركا، ووصل إلى 36 يوماً وانتهى في يناير (كانون الثاني) 2019. وكان سبب هذا الإغلاق الخلافات حول تمويل الجدار على حدود المكسيك.

الإغلاق الحكومي مسألة تتفرد بها السياسة الأميركية بشكل خاص. فوفق النظام الأميركي، يتعين على مختلف أفرع الحكومة التوصل إلى اتفاق بشأن خطط الإنفاق قبل تشريعها.

في معظم البلدان، يكون التصويت على الميزانية بمثابة تصويت على الثقة بالحكومة نفسها، على عكس الولايات المتحدة التي تضم حكومتها فروعاً متعددة ومتساوية.


مقالات ذات صلة

الصين تقول إن واشنطن أعادت إليها 4 محتجَزين «لأسباب سياسية»

آسيا الصين تقول إن واشنطن أعادت إليها 4 محتجَزين «لأسباب سياسية» (أ.ب)

الصين تقول إن واشنطن أعادت إليها 4 محتجَزين «لأسباب سياسية»

أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة أعادت أربعة أشخاص إليها، منهم ثلاثة مواطنين صينيين على الأقل قالت إنهم كانوا محتجَزين «لأسباب سياسية».

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم الرئيس التايواني لاي تشينغ تي يلوّح بيده للحشد في اليوم الوطني للاحتفال بالذكرى السنوية الـ113 لميلاد «جمهورية الصين» وهو الاسم الرسمي لتايوان في تايبيه 10 أكتوبر 2024 (رويترز)

مرور الرئيس التايواني في أميركا يثير غضب الصين

يتوقف الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي، خلال أول رحلة له إلى الخارج، في هاواي وجزيرة غوام الأميركيتين، ما أثار غضب بكين التي نددت بـ«أعمال انفصالية».

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

رئيسة المكسيك تبحث مع ترمب ملفي الهجرة والأمن

أعلنت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، أنّها أجرت الأربعاء «محادثة ممتازة» مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بحثا خلالها ملفي الهجرة والأمن

«الشرق الأوسط» (مكسيكو)
رياضة عالمية سواريز بعد تجديد عقده مع نادي إنتر ميامي الأميركي (الشرق الأوسط)

سواريز يمدد عقده مع ميامي لموسم آخر

قال نادي إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم، يوم الأربعاء، إن لويس سواريز مهاجم أوروغواي وقَّع على تمديد عقده لعام آخر.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
الولايات المتحدة​ الصين تفرج عن 3 مواطنين أميركيين «محتجزين ظلماً» (أ.ب)

واشنطن تعلن الإفراج عن 3 أميركيين محتجزين في الصين

أفرجت الصين عن ثلاثة مواطنين أميركيين «محتجزين ظلماً» حسبما أعلن مسؤولون أميركيون اليوم الأربعاء، وذلك قبل أسابيع قليلة من تسلم ترمب للسلطة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ماسك يعلن عن أسماء الموظفين الحكوميين الذين يريد تسريحهم

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

ماسك يعلن عن أسماء الموظفين الحكوميين الذين يريد تسريحهم

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

عندما قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إن وزيري «الكفاءة الحكومية» إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي سيوصيان بتخفيضات كبيرة للحكومة الفيدرالية في إدارته، كان العديد من الموظفين الحكوميين يعرفون أن وظائفهم قد تكون على المحك.

ووفق تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، الآن لدى الموظفين الحكوميين خوف جديد: أن يصبحوا أهدافاً شخصية لأغنى رجل في العالم - وجحافل أتباعه. في الأسبوع الماضي، في خضم موجة من رسائله اليومية، أعاد ماسك نشر منشورين على موقع «إكس» يكشفان عن أسماء وألقاب أشخاص يشغلون 4 مناصب حكومية غامضة نسبياً تتعلق بالمناخ. تمت مشاهدة كل منشور عشرات الملايين من المرات، وتعرض الأفراد المذكورون لوابل من الاهتمام السلبي. قامت واحدة على الأقل من النساء الأربع المذكورات بحذف حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن المعلومات التي نشرها عن تلك المناصب الحكومية متاحة من خلال قواعد البيانات العامة على الإنترنت، فإن هذه المنشورات تستهدف موظفين حكوميين غير معروفين في أدوار لا تتعامل مباشرة مع الجمهور. أخبر العديد من الموظفين الفيدراليين الحاليين الشبكة أنهم يخشون أن تتغير حياتهم إلى الأبد - بما في ذلك التهديد الجسدي - حيث يحول ماسك البيروقراطيين وراء الكواليس إلى أهداف شخصية. وقال آخرون إن التهديد بالوقوع في مرمى نيران ماسك قد يدفعهم إلى ترك وظائفهم بالكامل.

قال إيفرت كيلي، رئيس الاتحاد الأميركي لموظفي الحكومة، الذي يمثل أكثر من 800 ألف من أصل 2.3 مليون موظف فيدرالي مدني: «تهدف هذه التكتيكات إلى بث الرعب والخوف بين الموظفين الفيدراليين. ويهدف هذا إلى جعلهم خائفين من التحدث». هذا ليس سلوكاً جديداً بالنسبة لماسك، الذي غالباً ما كان يستهدف الأفراد الذين يدعي أنهم ارتكبوا أخطاء أو يقفون في طريقه. قالت إحدى الموظفات الفيدراليات السابقات، التي استهدفها ماسك سابقاً، إنها عانت من شيء مشابه جداً.

وقالت ماري ميسي كامينغز، أستاذة الهندسة وعلوم الكمبيوتر في جامعة جورج ماسون، التي أثارت غضب ماسك بسبب انتقاداتها لشركة «تسلا» عندما كانت في الإدارة الوطنية لسلامة المرور: «إنها طريقته في ترهيب الناس للاستقالة أو إرسال إشارة إلى جميع الوكالات الأخرى مفادها أنكم التاليون».

أثارت كامينغز غضب ماسك عندما تم تعيينها مستشارة أولى في الإدارة الوطنية لسلامة المرور لأن أبحاثها وتعليقاتها العامة كانت تنتقد برامج مساعدة السائق في «تسلا». استهدف ماسك كامينغز على ما كان يسمى آنذاك «تويتر»، وتبعه جحافل من المعجبين به.

في مقابلة، قالت كامينغز إنها تلقت سيلاً من الهجمات، بما في ذلك التهديدات بالقتل، واضطرت إلى نقل مكان إقامتها مؤقتاً.

قالت كامينغز إنها تعرف بالفعل موظفين فيدراليين «كرسوا حياتهم للخدمة المدنية»، وتركوا وظائفهم بالفعل تحسباً لما سيأتي. وأضافت: «كان ينوي لهم، لأشخاص مثلهم، أن يتم ترهيبهم والمضي قدماً والاستقالة حتى لا يضطر إلى طردهم. لذا فإن خطته، إلى حد ما، تعمل».

تواصلت الشبكة مع العديد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في التحرش الإلكتروني والتشهير والإساءة عبر الإنترنت. لكن العديد منهم رفضوا التعليق على السجل خوفاً من أن يصبحوا أهدافاً لماسك. قال أحدهم: «ما حدث له تأثير مخيف لا يصدق ومروع». وقال آخر إنهم «غير متفاجئين»، مضيفاً أنها مثال على «نمط كلاسيكي» للتحرش الإلكتروني.

لم يرد راماسوامي بشكل مباشر على الأسئلة حول تحديد الموظفين الفيدراليين الأفراد ولكنه قال للشبكة: «معظم الموظفين الفيدراليين، مثل معظم البشر، هم أشخاص طيبون في الأساس ويستحقون أن يعاملوا باحترام، لكن المشكلة الحقيقية هي البيروقراطية». وأضاف: «خصمنا ليس فرداً معيناً. خصمنا هو البيروقراطية».