بدأت في ساحل ولاية فلوريدا الأميركية على خليج المكسيك عمليات التطهير من تبعات إعصار «إداليا»، اليوم (الخميس)، بعد أن جاءت خسائره المادية والبشرية وانقطاعات الكهرباء محدودة مقارنة بآخر إعصار كبير ضرب الولاية قبل نحو عام، وفقاً لـ«رويترز».
ووصل «إداليا» إلى اليابسة صباح أمس (الأربعاء) بقوة إعصار من الفئة الثالثة عند شاطئ كيتون في منطقة بيغ بيند بولاية فلوريدا، حيث اجتاح الساحل برياح عاتية وصلت سرعتها إلى 201 كيلومتر في الساعة، وصاحبها هطول أمطار غزيرة وارتفاع في الأمواج.
واندفعت مياه أمواج البحر بفعل رياح الإعصار إلى البر لعمق أميال لتغمر مناطق سكنية منخفضة وطرقاً.
وبعد مرور ساعات عدة على وصوله إلى اليابسة، أعلن رون ديسانتس، حاكم ولاية فلوريدا، عدم ورود تقارير عن سقوط قتلى بسبب إعصار «إداليا».
وأنقذت قوات الحرس الوطني سائقي سيارات تقطعت بهم السبل في مقاطعتي تايلور وهرناندو، بينما أنقذت فرق الطوارئ التي جابت الشوارع التي غمرتها المياه في قوارب عشرات الأشخاص من مياه الفيضانات في سان بطرسبرغ التي تبعد نحو 322 كيلومتراً جنوبي منطقة وصول الإعصار إلى اليابسة.
ونفذت الفرق عمليات إنقاذ مماثلة بقوارب لسكان محاصرين في منازلهم جراء مياه الفيضان في بلدة واحدة على الأقل في ولاية جورجيا المجاورة حيث ضعفت قوة إعصار «إداليا» واتجه شمالاً خارج ولاية فلوريدا. وبحلول الليل، استمرت السلطات في محاولة تقييم نطاق الأضرار.
ورغم الأضرار والخسائر وانقطاعات الكهرباء، جاء إعصار «إداليا» أقل تدميراً وفتكاً من إعصار «إيان» الذي كان من الفئة الخامسة عندما ضرب فلوريدا في سبتمبر (أيلول) 2022 وتسبب في سقوط 150 قتيلاً وخسائر قدرت بنحو 112 مليار دولار، وفقاً لبيانات حكومية أميركية.
وقال ديسانتس، في مؤتمر صحافي، مساء أمس، إن «الاتصالات التي تحمل أنباء سيئة والتي اعتدناها خلال (إيان) لم تحدث هذه المرة».
وقال مسؤولون إن كل جسور الولاية في المناطق التي ضربها الإعصار تم فحصها والسماح بفتحها كما تعتزم أغلب مدارس المنطقة العودة للعمل، اليوم (الخميس).
وبينما جاء «إداليا» أقل وطأة مما كان يخشى، فإنه أوضح أيضاً ميلاً متزايداً من العواصف لاكتساب القوة لمستوى الأعاصير بسرعة، وهي ظاهرة يقول علماء إنها من تبعات تغير المناخ.