التحقيق مع هانتر انتكاسة جديدة لبايدن قبل انتخابات 2024

الرئيس الأميركي جو بايدن ونجله هانتر يترجلان من طائرة بعد وصولهما إلى نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونجله هانتر يترجلان من طائرة بعد وصولهما إلى نيويورك (أ.ف.ب)
TT

التحقيق مع هانتر انتكاسة جديدة لبايدن قبل انتخابات 2024

الرئيس الأميركي جو بايدن ونجله هانتر يترجلان من طائرة بعد وصولهما إلى نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونجله هانتر يترجلان من طائرة بعد وصولهما إلى نيويورك (أ.ف.ب)

مع استعداده لخوض حملة جديدة لإعادة انتخابه، يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن بالفعل أسئلة حول قدرته على إقناع الناخبين بأن الاقتصاد يعمل بشكل جيد. هناك شكوك حول قدرة الرئيس البالغ من العمر 80 عاماً على إدارة ولاية ثانية. وأمس (الجمعة)، واجه بايدن انتكاسة جديدة عندما عين المدعي العام ميريك غارلاند مستشاراً خاصاً للتحقيق مع ابنه هانتر، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

تتضاءل تحديات بايدن مقارنة بسلفه ومنافسه المحتمل في المستقبل، دونالد ترمب، الذي يواجه ثلاث لوائح اتهام جنائية، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. لكن تعيين المستشار الخاص كان مع ذلك تذكيراً بنقاط الضعف التي يواجهها بايدن وهو يطلق حملة انتخابية أخرى في مناخ سياسي غير مستقر.

كان هناك القليل من الدلائل الفورية على أن قرار غارلاند غيّر بشكل ملموس مكانة بايدن داخل حزبه. إذا كان هناك أي رمز، فهو التأكيد على الطبيعة غير المسبوقة للانتخابات المقبلة. وبدلاً من خوض معركة الأفكار على مسار الحملة التقليدية، قد تتشكل الجهود التالية من أجل الرئاسة من خلال التقلبات القانونية المفاجئة في قاعات المحاكم من واشنطن إلى ديلاوير وميامي.

وقال راي باكلي، رئيس الحزب الديمقراطي لولاية نيوهامبشاير، عن إعلان أمس: «قبل ترمب، كانت هذه القضية ستصبح ضخمة... الآن، لا أعتقد أن ذلك يعني أي شيء. لقد جعل ترمب الجميع مخدرين للغاية تجاه هذه الأمور».

هانتر (وسط) نجل الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

في إشارة إلى شعار ترمب «لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، أضاف باكلي، «نظراً لمدى الرفض للجرائم الحقيقية للغاية التي ارتكبها ترمب وعائلته، فقد خدر عقول الناخبين المتأرجحين والناخبين الديمقراطيين أو النشطاء الذين عادة ما يكونون غاضبين بشكل كامل».

أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن الناخبين الديمقراطيين لم يكونوا متحمسين لإعادة انتخاب بايدن حتى قبل إعلان غارلاند.

أراد 47 في المائة فقط من الديمقراطيين أن يترشح بايدن مرة أخرى في عام 2024، وفقاً لاستطلاع أجري في أبريل (نيسان). كان حماس الديمقراطيين لحملة بايدن الرئاسية باستمرار أقل من حماس الجمهوريين لترمب: قال 55 في المائة من الجمهوريين إنهم يريدون ترشح ترمب مرة أخرى في الاستطلاع. كما أن معدلات قبول بايدن، التي بلغت 40 في المائة في أحدث استطلاع أجرته مؤسسة «غالوب»، تعد أقل تقريباً من أي رئيس آخر في العصر الحديث باستثناء جيمي كارتر.

أعلن غارلاند أمس أنه عيّن ديفيد فايس، المحامي الأميركي المعين من قبل ترمب في ديلاوير، مستشارا خاصا في التحقيق الخاص بهانتر بايدن. يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه محادثات صفقة الإقرار بالذنب التي تنطوي على رسوم ضرائب وسلاح في القضية التي كان فايس يحقق فيها بالفعل إلى طريق مسدود.

ديفيد فايس تم تعيينه مستشارا خاصا في التحقيق المرتبط بهانتر بايدن (أ.ب)

يضمن تعيين مستشار خاص أن ترمب لن يقف بمفرده كمرشح رئاسي وحيد يتصارع مع تداعيات تحقيق جنائي خطير في خضم موسم حملة 2024.

بطبيعة الحال، فإن القضايا ليست متساوية في سياق الانتخابات الرئاسية المقبلة.

لا يوجد دليل على أن الرئيس بايدن نفسه قد ارتكب أي مخالفات. في غضون ذلك، اتُهم ترمب في مؤامرة لتقويض الديمقراطية بسبب أفعاله التي أدت إلى هجوم 6 يناير (كانون الثاني) عام 2021 على مبنى الكابيتول.

كما يواجه تهماً منفصلة لرفضه تسليم مستندات سرية بعد مغادرة البيت الأبيض وجرائم مالية في نيويورك تتعلق بقضية أموال صامتة ترتبط بنجمة إباحية. يحقق المدعون العامون في جورجيا فيما إذا كان الرئيس السابق قد انتهك قوانين الولاية بالتدخل في انتخابات 2020.

ومع ذلك، يأمل الجمهوريون في أن يحول المستشار الخاص الجديد الانتباه في نهاية المطاف بعيداً عن ترمب، بينما يدعمون الدعوات لعزل الرئيس الديمقراطي.

استغل ترمب، الأوفر حظاً في معركة الترشيح الجمهوري للرئاسة، الفرصة لوضع خصمه المحتمل في الانتخابات العامة في موقف دفاعي، مشيراً إلى «عائلة بايدن الإجرامية» و«كارتل بايدن».

وأفادت حملة ترمب في بيان «إذا كان هذا المستشار الخاص مستقلاً حقاً - رغم أنه فشل في توجيه الاتهامات المناسبة بعد تحقيق مدته أربع سنوات ويبدو أنه يحاول نقل القضية إلى مكان أكثر ملاءمة للديمقراطيين - فسوف يستنتج سريعاً أن جو بايدن، الذي يعاني من مشاكل، وابنه هانتر ومساعديهما، بما في ذلك وسائل الإعلام، التي تواطأت مع 51 من مسؤولي المخابرات الذين ضللوا الجمهور عن عمد بشأن الكومبيوتر المحمول الخاص بهانتر، يجب أن يواجهوا العواقب المطلوبة».

بالعودة إلى نيوهامبشاير، أقر باكلي بأن الناخبين ليسوا متحمسين لإعادة انتخاب بايدن. وتابع «لكنهم في الحقيقة غير متحمسين بشأن ترمب... هناك جدية حول هذه الانتخابات. يمكن للناس أن يقولوا إنهم غير متحمسين بشأن بايدن... لكن الحقيقة هي أنه البديل الوحيد لترمب».


مقالات ذات صلة

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

المشرق العربي إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن استعدادات بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة حلب قريباً، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ صواريخ يمكنها حمل أقمار اصطناعية بقاعدة فضائية في شيتشانغ جنوب غربي الصين (أ.ف.ب)

تزايد المخاوف بشأن اصطدام الأقمار الاصطناعية في الفضاء مع كثرة أعدادها

لم يسلم الفضاء من تزايد التنافس الاقتصادي والتكنولوجي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، وسط تحذيرات من الخبراء من التعقيدات التي يسببها الازدحام الفضائي

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية ويندل سمولود (الشرق الأوسط)

نجم كرة القدم الأميركية جونيور يعترف بالاحتيال

اعترف اللاعب السابق في فريق "فيلادلفيا إيغلز" لكرة القدم الأميركية ويندل سمولود جونيور بأنه مذنب في جرائم احتيال اتحادية بعد أن تم اتهامه بتقديم إقرارات ضريبية.

«الشرق الأوسط» (بنسلفانيا)
أوروبا لقطة تُظهر المنازل بعد غروب الشمس في تاسيلاك بغرينلاند (أ.ب)

بعد تأكيد ترمب رغبته بالسيطرة عليها... الدنمارك تعزز دفاعاتها في غرينلاند

أعلنت الحكومة الدنماركية عن زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي على غرينلاند، بعد ساعات من تكرار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب رغبته في شراء المنطقة القطبية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون (أ.ب)

الرئيس الأميركي الأسبق كلينتون يغادر المستشفى بعد علاجه من الإنفلونزا

قال أنجيل أورينا نائب كبير موظفي الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إن كلينتون غادر مستشفى في واشنطن اليوم الثلاثاء بعد خضوعه للعلاج من الإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الدنمارك تعزز «دفاعات غرينلاند» بعد تصريحات ترمب

TT

الدنمارك تعزز «دفاعات غرينلاند» بعد تصريحات ترمب

جبال جليدية ضخمة تظهر بالقرب من كولوسوك في غرينلاند (أ.ب)
جبال جليدية ضخمة تظهر بالقرب من كولوسوك في غرينلاند (أ.ب)

تتواصل ردود الفعل في الدنمارك وبنما على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، الذي هدّد خلال الأيام الماضية بشراء غرينلاند و«استعادة السيطرة على بنما».

وأعلنت وزارة الدفاع الدنماركية، الثلاثاء، عن إنفاق دفاعي ضخم جديد يركز على غرينلاند؛ الجزيرة القطبية الشمالية الغنية بالمعادن والموارد الطبيعية التي يطمح الرئيس الأميركي المنتخب إلى الاستحواذ عليها.

يأتي ذلك بعد تلويح ترمب بـ«ضرورة الاستحواذ» على الجزيرة «لأغراض الأمن القومي».

حزمة دفاعية ضخمة

وقال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، إن حزمة الإنفاق الدفاعي ستبلغ 10 مليارات كرونة دنماركية؛ أي ما يعادل 1.5 مليار دولار. وأوضح لصحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية أنه سيخصَّص جزء في الميزانية الجديدة لشراء زورقَي دورية من طراز «ثيتيس»، وطائرتين مسيّرتين بعيدتَي المدى، ولدعم زيادة عدد الأفراد في القيادة القطبية الشمالية الدنماركية. وأضاف بولسن: «لم نستثمر بما يكفي في القطب الشمالي لسنوات كثيرة، والآن نخطط لوجود أقوى»، كما نقلت عنه «وكالة الأنباء الألمانية». وأكّدت السلطات الدنماركية أن قرار تعزيز دفاعات غرينلاند غير مرتبط بتصريحات ترمب.

جبال جليدية ضخمة تظهر بالقرب من كولوسوك في غرينلاند (أ.ب)

وأكد وزير الدفاع أن الدنمارك لا تستطيع مراقبة أراضي غرينلاند الشاسعة بمفردها. وقال بولسن: «لا توجد خطط ملموسة، لكننا سنعمل مع الولايات المتحدة». وكان ترمب قد اقترح شراء غرينلاند خلال فترة ولايته الأولى. وأدى العرض إلى خلاف دبلوماسي بين واشنطن وكوبنهاغن؛ التي وصفت الخطة بأنها «سخيفة». ولكن بعد سنوات، لا تزال غرينلاند في ذهن ترمب. وكتب الرئيس المنتخب، في منشور على منصة «تروث سوشيال»، الاثنين، أن «الولايات المتحدة الأميركية تشعر أن امتلاك غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم». وقال رئيس وزراء غرينلاند، موتي بي إيجيدي، في بيان، رداً على تصريحات الرئيس المنتخب: «نحن لسنا للبيع، ولن نكون للبيع أبداً. غرينلاند لنا. يجب ألا نخسر معركتنا التي استمرت لسنوات من أجل الحرية». وتتنافس الولايات المتحدة وروسيا والصين بشكل متنامٍ بشأن النفوذ والسيطرة على المناطق القطبية الغنية بالموارد والتي تتمتع بموقع استراتيجي.

غضب في بنما

لم تقتصر تصريحات ترمب المثيرة للجدل خلال أعياد الميلاد على غرينلاند، بل شملت قناة بنما كذلك. وتظاهر نحو مائة شخص، الثلاثاء، أمام سفارة الولايات المتحدة لدى بنما، بعد أن لوّح الرئيس الأميركي المنتخب باستعادة السيطرة على القناة الرابطة بين المحيطين الأطلسي والهادئ إذا لم تخفض بنما رسوم مرور السفن الأميركية.

وهتف المتظاهرون: «كفّ يدك عن القناة»، وأحرقوا صورة للرئيس المنتخب والسفيرة الأميركية لدى بنما، ماري كارمن أبونتي. كما رددوا شعارات مثل: «أرض واحدة وعلم واحد». وتجمع المتظاهرون بناء على دعوة من «نقابة البناء» ومنظمات يسارية أخرى، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وحمل البعض لافتات كتب عليها: «دونالد ترمب... عدو كل بنما». وجرت المظاهرة دون وقوع أي حوادث أمام السفارة، بحراسة نحو 20 عنصر أمن.

وانتقلت قناة بنما، التي حفرتها الولايات المتحدة وافتتحتها عام 1914، إلى إدارة بنما في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999 بموجب معاهدة وقعها عام 1977 الرئيس الأميركي جيمي كارتر والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس. وقال زعيم «نقابة البناء»، ساوول مينديز: «بنما بلد سيّد، وتوجد قناة هنا، وهي بنمية، ولا يمكن لدونالد ترمب وهذيانه الإمبريالي المطالبة بسنتيمتر واحد من أرض بنما».

سفينة شحن تعبر قناة بنما في 2 سبتمبر 2024 (أ.ب)

تأتي المظاهرة رداً على تصريحات أدلى بها ترمب السبت، قال فيها: «إذا لم تكن بنما قادرة على ضمان التشغيل الآمن والفعال والموثوق» لهذا الممر البحري، «فسوف نطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل ودون نقاش». وتُحدَّد رسوم المرور عبر قناة بنما على أساس سعة السفن ونوع البضائع، وليس على أساس بلد المنشأ. كما عدّ الرئيس الأميركي المنتخب أن الصين تدير عمليات القناة، التي تشرف عليها في الواقع هيئة عامة بنمية مستقلة. ورد رئيس بنما، خوسيه راوول مولينو، الثلاثاء في بيان، وقّعه بالاشتراك مع 3 رؤساء بنميين سابقين، مؤكداً أن «سيادة بلادنا وعلى قناتنا غير قابلة للتفاوض».