بنس يدخل السباق الرئاسي مراهناً على صوت الإنجيليين المحافظين

الاستطلاعات تضعه في المرتبة الثالثة بعد ترمب وديسانتس

جانب من كلمة بنس في ولاية أيوا في 23 مايو (أ.ب)
جانب من كلمة بنس في ولاية أيوا في 23 مايو (أ.ب)
TT

بنس يدخل السباق الرئاسي مراهناً على صوت الإنجيليين المحافظين

جانب من كلمة بنس في ولاية أيوا في 23 مايو (أ.ب)
جانب من كلمة بنس في ولاية أيوا في 23 مايو (أ.ب)

يدخل نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس (63 عاماً)، الأسبوع المقبل، السباق على الترشح الرئاسي للحزب الجمهوري، بالتزامن مع حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر مقرَّبة من بنس أن الإعلان سيتم، خلال خطاب يُلقيه في مدينة دي موين، عاصمة ولاية أيوا، في السابع من يونيو (حزيران) الحالي، وبذلك يكون بنس قد حسم قراره بمنافسة دونالد ترمب، على الرغم من كل التحفظات التي تحيط بترشحه، نظراً لعلاقته المعقدة مع الرئيس السابق، والخلافات التي أبعدته عنه منذ أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021.

تجمُّع لأنصار ترمب خارج «الكونغرس» قبل لحظات من اقتحامه في 6 يناير 2021 (غيتي)

بنس، الذي شغل عضوية «مجلس الشيوخ» لـ6 فترات، وعمل حاكماً لولاية إنديانا لفترة واحدة، عزَّز، في الأسابيع الأخيرة، من تحركاته في الولايات التي تشهد تصويتاً مبكراً في الانتخابات التمهيدية. وبذل كثيراً من الجهود في ولاية أيوا تحديداً، حيث زار عاصمتها، الأسبوع الماضي، ويخطط لحضور احتفال لجمع التبرعات، يرعاه سيناتور الولاية جوني أرنست، يوم السبت. واختياره دي موين لإعلان ترشحه دليلٌ على الاهتمام الخاص الذي يُوليه للناخبين الجمهوريين، المحافظين اجتماعياً في هذه الولاية، وخصوصاً من الإنجيليين المحافظين، وهي أكبر قاعدة انتخابية للجمهوريين.

وميّز بنس نفسه عن غيره من المرشحين الجمهوريين عبر تحدّيه لترمب، ولو بشكل غير مباشر، وذلك منذ أن قاوم ضغوط الرئيس السابق لإلغاء نتائج انتخابات 2020. ولم يتوانَ بنس عن انتقاد ترمب في كل شيء، من سياساته الخارجية، وخصوصاً موقفه من الحرب في أوكرانيا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الإنفاق الفيدرالي. وتسبَّب ذلك في إغضاب جزء كبير من قاعدة «ماغا» (اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى) الداعمة لترمب، كما عبّر بنس عن مواقف، عدّها البعض خروجاً عن الاتفاق الجمهوري في بعض القضايا الشائكة سياسياً، كدعوته لتغيير الرعاية الطبية، والضمان الاجتماعي، وفرض قيود على الإجهاض، مسلطاً الضوء على مواقف ترمب المتقلبة من هذه القضية التي تقسِّم الأميركيين. وقال، أمام حشد في نيو هامبشير أخيراً: «علينا أن نقاوم إغراء الشعبوية المنبثق عن القيم المحافظة الخالدة».

بيد أن أشهر ما انفصل فيه بنس عن ترمب، كان رفضه التدخل في المصادقة على فوز جو بايدن الانتخابي في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، مما دفع الحشود التي لبَّت دعوة الرئيس السابق للتجمع في ذلك اليوم، «لاستعادة الانتخابات المسروقة»، إلى اقتحام مبنى «الكابيتول»، وترديد هتافات تدعو إلى «شنق مايك بنس».

ورغم ذلك، ظلّ بنس مقيَّداً في انتقاد ترمب، وقال ببساطة إنهما قد لا «يتفقان أبداً»، بشأن ما حدث في 6 يناير. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أصدر بنس توبيخاً نادراً لترمب، بسبب عشاء الرئيس السابق مع مغنِّي الراب كاني ويست، والناشط نيك فوينتيس، وهما شخصيتان معروفتان بمجموعة من التعليقات المسيئة. وقال بنس إن ترمب «كان مخطئاً في دعوة رجل يؤمن بتفوق القوميين البيض، وآخَر مُعادٍ للسامية ومُنكر للمحرقة اليهودية، إلى طاولة العشاء».

ترمب وبنس خلال اجتماع في البيت الأبيض في مارس 2020 (غيتي)

وفي حين يُتوقع أن تعلن شخصيات جمهورية أخرى ترشحها، بدا من الواضح أن حلبة المنافسة مع ترمب باتت أكثر ازدحاماً. غير أن حظوظ بنس، مقابل المرشحين الآخرين، ليست معدومة. وتضع استطلاعات الرأي بنس في المرتبة الثالثة، بعد حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وترمب. ومع ميل «الحزب الجمهوري» للتخلي عن ادّعاءات سرقة الانتخابات عام 2020، واحتمال تلاشي حظوظ ديسانتيس، يمكن لبنس، الذي لا تزال قاعدة كبيرة من الجمهوريين، وخصوصاً الإنجيليين منهم، ترى فيه شخصية موثوقة ومحافِظة، أن يحظى بفرصة جِدية في الانتخابات التمهيدية.


مقالات ذات صلة

مصادر: بوتين سيطالب بعدم انضمام أوكرانيا لـ«الناتو» أبداً ضمن أي محادثات مع ترمب

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

مصادر: بوتين سيطالب بعدم انضمام أوكرانيا لـ«الناتو» أبداً ضمن أي محادثات مع ترمب

كشفت مصادر مطلعة عن أن روسيا ستطالب بأن تقلص أوكرانيا علاقاتها العسكرية بشكل كبير مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأن تصبح دولة محايدة تمتلك جيشاً محدوداً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس البنمي حينها خوان كارلوس فاريلا يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن... 19 يونيو 2017 (رويترز)

بعد تهديده باستعادة القناة... هل يدفع ترمب بنما لمزيد من التقارب مع الصين؟

حذّر مسؤولون أميركيون سابقون من أن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بالقوة العسكرية لاستعادة قناة بنما قد ينفّر الحكومة البنمية ويدفعها للاقتراب من الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ ترمب وروبين في حدث انتخابي في كارولاينا الشمالية 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

روبيو... صقر جمهوري لمنصب وزير الخارجية

حرص ماركو روبيو، الذي اختاره دونالد ترمب لوزارة الخارجية في إدارته الجديدة، أمام مجلس الشيوخ، الأربعاء، على مهاجمة الصين.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق غزة»: بداية لأشياء عظيمة قادمة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخبب دونالد ترمب اليوم (الأربعاء) عبر منصته «تروث سوشيال» التوصل الى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)

الجيش الإيراني يدشن مدمرة للرصد المخابراتي

أعلنت البحرية الإيرانية عن تدشين أول مدمرة للرصد المخابراتي ورصد الذبذبات، وذلك بعد أيام قليلة من تسلم الجيش ألف طائرة مسيرة جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

بايدن يلقي خطاب الوداع وسط مستويات تأييد منخفضة

جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)
جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)
TT

بايدن يلقي خطاب الوداع وسط مستويات تأييد منخفضة

جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)
جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)

يُلقي الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الأربعاء، خطابه الوداعي والأخير من المكتب البيضاوي قبل رحيله من البيت الأبيض، محاولاً تذكير الأميركيين بما قدمه على مدار مسيرته السياسية التي استمرت نصف قرن. إلا أن خطاب بايدن لن ينجح، على الأرجح، في تحسين شعبيته؛ إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن مستوى التأييد لفترته الرئاسية لا يتجاوز 37 في المائة، وفق بيانات كلية «إيمرسون».

إنجازات داخلية وخارجية

ونشر البيت الأبيض بياناً مطولاً رصد فيه سجل إدارة بايدن على مدى أربع سنوات، مشيراً إلى أنه تسلم السلطة في أعقاب جائحة «كورونا»، وأزمة اقتصادية هي الأكبر منذ الكساد الكبير، وقام بتوفير اللقاحات، وأصدر خطة إنقاذ أميركية لدعم الأسر المتضررة. كما لفت البيان إلى أن بايدن يترك الاقتصاد في وضع قوي، واستطاع خلق 16.6 مليون وظيفة جديدة، وحسّن الأجور، وخفّض مستويات البطالة والتضخم.

وتوقّف البيت الأبيض كذلك عند إنجازات بايدن التشريعية، مع إصدار قانون المناخ، وأول قانون لتقنين استخدام الأسلحة النارية الهجومية، وتحسين البنية التحتية، وتحفيز الاستثمار في مجال أشباه الموصلات والابتكارات التكنولوجية، وجذب أكثر من تريليون دولار من الاستثمارات من القطاع الخاص للطاقة النظيفة، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية، وإصلاح الطرق والجسور والمطارات، وتعزيز سلاسل التوريد، وبناء المساكن.

وقال البيان إن الرئيس بايدن يفتخر بأنه الرئيس الأكثر تأييداً للنقابات في التاريخ، وأنه رفع الحدّ الأدنى للأجور، وعزّز الاستثمارات في قطاع التصنيع الأميركي بشعار «صنع في أميركا».

وفي مجال السياسة الخارجية، قال البيت الأبيض إن بايدن أعاد تأكيد قيادة أميركا على الساحة العالمية، وأعاد تنشيط شبكات التحالفات والشراكات، وقام بتحديث الجيش بما جعل الشعب الأميركي أكثر أماناً وازدهاراً. ودون تسمية أفغانستان، اكتفى البيان بالقول إن بايدن أنهى أطول حرب في تاريخ أميركا. كما تحدّث بتفاصيل أكثر عن دفاع بايدن عن أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ودعمها اقتصادياً وعسكرياً، وحشد 50 دولة لمساندة كييف، وفرض أقوى حملة عقوبات ضد روسيا، وتعزيز دفاعات حلف «الناتو»، وقام بتعزيز موقف الولايات المتحدة التنافسي مع الصين.

التحالفات والشراكات

وتُعدّ شبكة التحالفات والشراكات هي المجال الأبرز الذي يدفع به البيت الأبيض، مستدلّاً بالشراكة الثلاثية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وتحالف «أوكوس» بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وتوسيع الشراكة مع الفلبين، إضافة إلى إطلاق استراتيجية تجاه أفريقيا. ووصف البيت الأبيض هذه التحالفات بأنها الأقوى على الإطلاق في التاريخ الحديث، بفضل عمل الرئيس بايدن على تنشيط العلاقات مع الدول في جميع أنحاء العالم.

ويتباهى البيت الأبيض بتأسيس بايدن تحالفاً للدفاع عن إسرائيل، بعد أن شنّت «حركة حماس» هجوماً في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وبعدما أطلقت إيران مئات الصواريخ بدعم من وكلائها. وقال البيان إن الرئيس «عمل ليلاً ونهاراً» لتأمين صفقة تحرير الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، ووقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الصراع، وبناء الظروف لإحلال السلام، ودعم حل الدولتين.

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال فعالية بالبيت الأبيض (د.ب.أ)

وقال البيان إن إدارة بايدن أنشأت شبكات واتفاقيات دفاع جوي في منطقة الشرق الأوسط، وأصبح خصوم الولايات المتحدة التقليديون، بما في ذلك إيران و«حزب الله» و«حماس» في «أضعف وضع منذ عقود». وتابع أنه بتوجيه من بايدن، نجحت الولايات المتحدة في ملاحقة قادة «داعش» و«القاعدة»، وقتلت أيمن الظواهري، وأطلقت استراتيجية لمكافحة الإرهاب المحلي، كما استخدمت الدبلوماسية المكثفة للتفاوض على إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين ظلماً في الخارج، وإعادة 75 أميركياً إلى الوطن.

شعبية منخفضة

بايدن يترك البيت الأبيض بشعبية منخفضة بين الناخبين الأميركيين (رويترز)

ويُظهر استطلاع للرأي أجرته كلية «إيمرسون»، أن بايدن بدأ ولايته في عام 2021 بنسبة تأييد عند 49 في المائة، لكنه يختتم ولايته بتراجع 12 نقطة لتصل إلى 37 في المائة. كما وجد الاستطلاع الذي نشر الثلاثاء، أن 67 في المائة من الناخبين الأميركيين يعتقدون أن أميركا تسير على المسار الخطأ، مقابل 33 في المائة يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.

ووجد استطلاع رأي آخر، أجرته مؤسسة «غالوب»، مستويات تأييد أكثر إيجابية في عدد من القضايا؛ إذ حصل بايدن على تقييمات تزيد قليلاً على 50 في المائة في 18 قضية تشمل الديون الفيدرالية (67 في المائة)، والهجرة (64 في المائة)، وتقليص الفجوة بين الأثرياء والأقل ثراء (60 في المائة)، والاقتصاد (59 في المائة)، ومكانة الولايات المتحدة في العالم (58 في المائة)، ومكافحة الجريمة (51 في المائة).