بوادر توتر بين لندن وتل أبيب بعد إبعاد نائبتين بريطانيتين

عبّرتا عن «دهشتيهما» من هذه «الخطوة غير المسبوقة»

منعت السلطات الإسرائيلية دخول نائبتين بريطانيتين أراضيها ضمن زيارة رسمية للضفة الغربية ليل السبت - الأحد (أ.ف.ب)
منعت السلطات الإسرائيلية دخول نائبتين بريطانيتين أراضيها ضمن زيارة رسمية للضفة الغربية ليل السبت - الأحد (أ.ف.ب)
TT
20

بوادر توتر بين لندن وتل أبيب بعد إبعاد نائبتين بريطانيتين

منعت السلطات الإسرائيلية دخول نائبتين بريطانيتين أراضيها ضمن زيارة رسمية للضفة الغربية ليل السبت - الأحد (أ.ف.ب)
منعت السلطات الإسرائيلية دخول نائبتين بريطانيتين أراضيها ضمن زيارة رسمية للضفة الغربية ليل السبت - الأحد (أ.ف.ب)

اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إسرائيل، ليل السبت - الأحد، بإبعاد نائبتين من حزب العمال البريطاني؛ هما ابتسام محمد، النائبة عن «شيفيلد سنترال»، ويوان يانغ، النائبة عن «إيرلي آند وودلي»، وذلك بعد وصولهما إلى مطار بن غوريون في رحلة رسمية.

إجراء «غير مقبول»

وقال لامي، في بيان صادر عن وزارته، إنه «من غير المقبول وغير المُجدي ومن المثير للقلق الشديد أن يوقف عضوان من البرلمان البريطاني، ضمن وفد برلماني إلى إسرائيل، وأن تمنع السلطات الإسرائيلية دخولهما». وأكد لامي: «لقد أوضحتُ لنظرائي (الوزراء) في الحكومة الإسرائيلية أن هذه ليست طريقة لمعاملة برلمانيين بريطانيين»، مضيفاً: «نحن نتواصل معهما ونقدم لهما الدعم».

وشدد وزير خارجية بريطانيا على أن «حكومة المملكة المتحدة تبقى مركزة على استئناف وقف إطلاق النار والمفاوضات لوقف إراقة الدماء، وكذلك على إطلاق سراح الرهائن وإنهاء النزاع في قطاع غزة».

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال جلسة برلمانية حول الحرب في غزة 16 يناير (رويترز)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال جلسة برلمانية حول الحرب في غزة 16 يناير (رويترز)

ونقلت صحيفة «ذي غارديان» عن بيان لوزارة الهجرة الإسرائيلية، أوردته قناة «سكاي نيوز»، أنه تم رفض دخول النائبتين يوان يانغ وابتسام محمد في مطار بن غوريون القريب من تل أبيب، للاشتباه برغبتهما في «توثيق أنشطة قوات الأمن (الإسرائيلية)، ونشر كراهية ضد إسرائيل».

وفي بيان مشترك، قالت النائبتان إنهما «مندهشتان من الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية برفض دخول أعضاء في البرلمان البريطاني لزيارة الضفة الغربية المحتلة». وتابع البيان: «من الضروري أن يتمكّن البرلمانيون من تفقّد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مباشر».

كما أكّدتا أهمية الامتثال للقانون الإنساني الدولي، وأضافتا أنه ينبغي أن «يشعر البرلمانيون بحرية التحدث بصدق في مجلس العموم، دون التخوف من استهدافهم». وعن طبيعة الزيارة، أوضح البيان أن النائبتين توجّهتا إلى إسرائيل «ضمن وفد برلماني لزيارة مشاريع المساعدات الإنسانية والمجتمعات المحلية في الضفة الغربية، مع شركاء خيريين من المملكة المتحدة يتمتّعون بخبرة على مدى عقد في استقبال الوفود البرلمانية».

بدورها، عبّرت منظّمة «أصدقاء إسرائيل في حزب العمال» عن معارضتها قرار السلطات الإسرائيلية. وقالت في بيان: «على مر السنين، رافقنا مئات النواب إلى إسرائيل وفلسطين؛ ومن الضروري أن يتمكّن النواب من زيارة البلدين وفهم الوضع على أرض الواقع. هذا مبدأ نأمل أن تدعمه جميع الأحزاب السياسية».

خلاف بريطاني - بريطاني

وأثارت هذه الحادثة خلافاً في المملكة المتحدة، الأحد، بين زعيمة حزب المحافظين المعارض كيمي بادينوك، ووزير الخارجية ديفيد لامي. وقالت بادينوك لشبكة «سكاي نيوز» إنها «لم تُفاجأ» بقرار إسرائيل بشأن النائبتين المرحَّلتين، مُعربةً عن «القلق البالغ بشأن خطاب» كثير من نواب حزب العُمّال حول إسرائيل والوضع في الشرق الأوسط. وردّ عليها لامي عبر «إكس» بالقول إنه يرى من «المخزي» أن «تدعم قرار دولة أخرى بتوقيف وطرد اثنين من البرلمانيين البريطانيين».

زعيمة حزب المحافظين المعارض كيمي بادينوك خلال مقابلة على «بي بي سي» 6 أبريل (أ.ف.ب)
زعيمة حزب المحافظين المعارض كيمي بادينوك خلال مقابلة على «بي بي سي» 6 أبريل (أ.ف.ب)

تأتي هذه الحادثة بعد أيام على إدانة مساعد وزير الخارجية البريطاني، هايمش فالكونر، توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكداً أنه «قلق جداً» إزاء استئناف الأعمال العدائية. وقال فالكونر أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، إن «سياسات الحكومة البريطانية والحكومة الإسرائيلية تختلف. وهذه الاختلافات ستستمر حتى نعود إلى مسار حل الدولتين».


مقالات ذات صلة

مقتل طفل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة

المشرق العربي جندي إسرائيلي يوجه سلاحه أثناء تركيب بوابة حديدية على مدخل مخيم جنين بالضفة الغربية (رويترز)

مقتل طفل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء أن طفلاً فلسطينياً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
شؤون إقليمية دورية راجلة لجنود من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (أرشيفية - رويترز)

الجيش الإسرائيلي: «تحييد» شخص أطلق النار على جنود في الضفة

قال الجيش الإسرائيلي إنه «حيد» شخصاً أطلق النار على جنوده في مستوطنة حومش بالضفة الغربية اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية بطريرك القدس بييرباتيستا بيتسابالا يقود قداس عيد الفصح في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة الأحد (رويترز)

«فصح الفلسطينيين»... آلام لا تنتهي وآمال بالانتصار

بلا احتفالات، أحيا المسيحيون في الأراضي الفلسطينية عيد الفصح، يوم الأحد، وسط آمال بانتهاء الحرب والانتصار.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية فلسطينيون يبتهلون خلال صلاة الجمعة يوم 11 أبريل 2025 خلال احتجاج على الاستيطان قرب الخليل بالضفة الغربية (رويترز)

هكذا تفرض إسرائيل ضم الضفة الغربية أمراً واقعاً

تباهى رئيس مديرية الاستيطان بوزارة الدفاع الإسرائيلية بأن ضم الضفة الغربية لم يعد هدفاً تسعى إسرائيل لتحقيقه، بل أضحى «واقعاً» يفرض نفسه ولا يجد ما يعرقله.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تحاصر مقلعاً قرب قرية قباطية بالضفة الغربية (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يقتل شابين فلسطينيين في الضفة

كشف مسؤولون فلسطينيون، اليوم (الجمعة)، عن أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على 3 فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

إسبانيا تلغي صفقة شراء ذخيرة من إسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماعهما في القدس نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماعهما في القدس نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

إسبانيا تلغي صفقة شراء ذخيرة من إسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماعهما في القدس نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز خلال اجتماعهما في القدس نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال مصدر حكومي، الخميس، إن الحكومة الإسبانية ألغت من جانب واحد صفقة شراء ذخيرة لوزارة الداخلية من شركة إسرائيلية، بعد ضغوط من ائتلاف «سومار» الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم.

ودائماً ما انتقدت إسبانيا سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وتعهدت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل على خلفية حربها مع «حركة حماس» في غزة، قبل أن توسع نطاق هذا الالتزام العام الماضي ليشمل شراء الأسلحة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

أدى قرار وزارة الداخلية الإسبانية بالمضي قدماً في عقد لشراء ذخائر من شركة إسرائيلية إلى زيادة التوتر داخل الائتلاف اليساري الحاكم، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أكتوبر 2024 قالت الوزارة إنها شرعت في إجراءات إلغاء عقد بقيمة 6.8 مليون يورو وقع في فبراير (شباط) 2024 على شركة «غارديان» للدفاع والأمن الداخلي لشراء ذخيرة من عيار 9 ملم لوحدات مختلفة من الحرس المدني الإسباني. وتمثل «غارديان» شركة IMI Systems Ltd الإسرائيلية.

ويتناقض العقد مع التزام حكومة بيدرو سانشيز بعدم إبرام أي صفقة أسلحة مع إسرائيل، للشراء أو البيع، في أعقاب الحرب في غزة التي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته «حركة حماس» في إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأثارت الصفقة غضب تحالف «سومار» اليساري المشارك مع الحزب «الاشتراكي» الذي يتزعمه سانشيز في الائتلاف الحاكم. وأعلنت وزارة الداخلية أنها بدأت إجراءات إلغاء العقد.

وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي المدمر إلى تحويل قطاع غزة إلى أنقاض، متسبباً بأزمة إنسانية كارثية، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 51 ألفاً و355 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع، وتعدها الأمم المتحدة موثوقة.