إيطاليا: 40 مفقوداً و6 جثث في غرق مركب بالبحر المتوسط

أفراد طاقم سفينة إنقاذ يوزّعون سترات نجاة على مجموعة من مهاجرين غير شرعيين على متن قارب خشبي أثناء عملية إنقاذ في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا وسط البحر المتوسط 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
أفراد طاقم سفينة إنقاذ يوزّعون سترات نجاة على مجموعة من مهاجرين غير شرعيين على متن قارب خشبي أثناء عملية إنقاذ في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا وسط البحر المتوسط 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT
20

إيطاليا: 40 مفقوداً و6 جثث في غرق مركب بالبحر المتوسط

أفراد طاقم سفينة إنقاذ يوزّعون سترات نجاة على مجموعة من مهاجرين غير شرعيين على متن قارب خشبي أثناء عملية إنقاذ في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا وسط البحر المتوسط 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
أفراد طاقم سفينة إنقاذ يوزّعون سترات نجاة على مجموعة من مهاجرين غير شرعيين على متن قارب خشبي أثناء عملية إنقاذ في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا وسط البحر المتوسط 28 سبتمبر 2023 (رويترز)

لقي ستة أشخاص حتفهم وفُقد 40 آخرون بعد غرق مركب مهاجرين في البحر المتوسط، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، في وقت تبحث السلطات الإيطالية عن ناجين قبالة جزيرة لامبيدوسا، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين كيارا كاردوليتي على منصة «إكس»: «ما زال هناك الكثير من القتلى جراء حادث غرق جديد في المتوسط».

وأضافت أنّ القارب المطاطي غادر ميناء صفاقس التونسي، الاثنين، وعلى متنه 56 شخصاً، قبل أن يواجه أي مشاكل.

وأوضحت أنّه «بعد إبحاره بساعات عدة، بدأ الهواء ينفد من القارب وبدأت المياه تدخل إليه. تم العثور على ست جثث. هناك 40 مفقوداً».

ووفق تقارير إعلامية إيطالية، فقد أنقذ عناصر خفر السواحل والشرطة المالية الإيطالية عشرة أشخاص، هم ستة رجال وأربع نساء.

وقال خفر السواحل في بيان: «بسبب الظروف الجوية والبحرية السيئة بشكل خاص، تجري عمليات البحث بدعم من طائرات مختلفة... ستتناوب على التحليق فوق المنطقة».

وأضافت أن هذه الطائرات تتبع للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، ولحرس السواحل الأوروبيين.

وذكرت التقارير أن القارب المطاطي عُثر عليه منكمشاً بشكل جزئي قبالة جزيرة لامبيوني الصخرية الصغيرة غربي لامبيدوسا وهي أقرب إلى شمال أفريقيا من أوروبا.

وقال خفر السواحل إنّه تمّ إبلاغ مراكز البحث والإنقاذ في مالطا وتونس، في إطار الجهود المبذولة لاستعادة المفقودين.

أفراد طاقم سفينة إنقاذ يوزّعون سترات النجاة على مهاجرين على متن قارب مكتظ في البحر المتوسط 25 أكتوبر 2022 (رويترز)
أفراد طاقم سفينة إنقاذ يوزّعون سترات النجاة على مهاجرين على متن قارب مكتظ في البحر المتوسط 25 أكتوبر 2022 (رويترز)

«سقطوا في البحر»

وقال متحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ الأشخاص الذين تم إنقاذهم، وهم ستة رجال وأربع نساء، أفادوا بأن 56 شخصاً كانوا على متن القارب عندما أبحر، وهم من ساحل العاج، ومالي، وغينيا والكاميرون.

وقال الناجون الذين يتلقّون الدعم النفسي، إنّ بعض المفقودين سقطوا في البحر الهائج، حسبما أفادت وكالة أنباء «إي جي آي».

وبعد إنقاذ هؤلاء المهاجرين، وصلت مجموعة منفصلة تضمّ 40 مهاجراً إلى لامبيدوسا بعد سفرهم من صفاقس في قوارب معدنية، وفق وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).

وأضافت الوكالة أنّ لامبيدوسا شهدت خمس عمليات إنزال، الثلاثاء، شملت 213 مهاجراً؛ ما أدّى إلى رفع عدد الأشخاص في مركز الاستقبال في الجزيرة إلى 230 شخصاً.

ووصل نحو 8743 مهاجراً إلى إيطاليا هذا العام، وهو عدد أكثر بقليل من عدد الأشخاص الذين وصلوا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية.

من جانبها، أفادت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» بأنّ العدد يشمل «نحو ألف قاصر غير مصحوبين بذويهم».

وكانت رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرّفة جورجيا ميلوني تبنّت موقفاً صارماً تجاه المهاجرين، وتعهّدت وقف وصولهم. وقد انخفضت أعدادهم بشكل حاد مقارنة بأرقام عام 2023.

وتعدّ إيطاليا الميناء الأول للكثير من الأشخاص الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر على متن قوارب صغيرة من شمال أفريقيا إلى أوروبا.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، لقي 140 شخصاً حتفهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط حتى الآن، خلال هذا العام.

ويراقب الأوروبيون من كثب مبادرة إيطاليا حيث تعمل ميلوني على تكليف ألبانيا معالجة طلبات اللجوء المقدمة من المهاجرين مع ترجيح احتمال ترحيلهم.

لكن هذه الخطة واجهت الكثير من العقبات القانونية، بينما لا تزال المراكز التي تمّ بناؤها لهذا الغرض في ألبانيا فارغة.


مقالات ذات صلة

عون يؤكد للشرع ضرورة التنسيق لحل قضية الحدود بين لبنان وسوريا

المشرق العربي عون يؤكد للشرع ضرورة التنسيق لحل قضية الحدود بين لبنان وسوريا

عون يؤكد للشرع ضرورة التنسيق لحل قضية الحدود بين لبنان وسوريا

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون في اتصال هاتفي مع نظيره السوري أحمد الشرع، الجمعة، ضرورة التنسيق بين البلدين لمعالجة موضوع الحدود المشتركة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)

«سنعود لمنازلنا»... سودانيون يحتفلون في بورتسودان بسيطرة الجيش على الخرطوم

اكتظَّت شوارع مدينة بورتسودان، مساء الأربعاء، بعشرات السودانيين الذين خرجوا للاحتفال بإعلان الجيش سيطرته على الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
المشرق العربي وزيرا داخلية ألمانيا والنمسا في جولة داخل العاصمة الأردنية الأربعاء قبيل إلغاء زيارتهما لدمشق (د.ب.أ)

«تهديدات إرهابية» تلغي زيارة وزيرَي داخلية ألمانيا والنمسا لدمشق

ألغى وزيرا داخلية ألمانيا والنمسا زيارة غير معلنة لسوريا في اللحظات الأخيرة، بسبب «تهديدات أمنية من مجموعات إرهابية تهدف لزعزعة استقرار الحكومة الانتقالية».

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا وزيرة الاندماج النمساوية كلوديا بلاكولم (رويترز)

سابقة بالاتحاد الأوروبي... النمسا تعلّق لم شمل عائلات اللاجئين

أعلنت النمسا اليوم الأربعاء أنها ستعلّق لم شمل عائلات اللاجئين اعتبارا من مايو (أيار)، لتصبح أول دولة في الاتحاد الأوروبي تقوم بهذه الخطوة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
المشرق العربي أطفال سوريون من الأقلية العلوية نزحوا أخيراً إلى شمال لبنان بسبب أحداث الساحل السوري (أ.ف.ب)

عائلات سورية نازحة إلى لبنان تعود إلى القصير

أعلن مصدر أمني لبناني عودة 20 عائلة من مخيم في البقاع إلى القصير السورية

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الاحتجاجات في صربيا تحرّك بروكسل... وبلغراد تبحث عن «الركيزة الرابعة»

تجمع احتجاجي كبير ضد السلطة في بلغراد (أ.ب)
تجمع احتجاجي كبير ضد السلطة في بلغراد (أ.ب)
TT
20

الاحتجاجات في صربيا تحرّك بروكسل... وبلغراد تبحث عن «الركيزة الرابعة»

تجمع احتجاجي كبير ضد السلطة في بلغراد (أ.ب)
تجمع احتجاجي كبير ضد السلطة في بلغراد (أ.ب)

عندما التقى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، قبل أيام، سمع الأول كلاماً واضحاً عن ضرورة أخذ المطالب التي أثارتها الاحتجاجات التي تجتاح صربيا منذ أشهر في الاعتبار. وقد أُبلغ عبر ما نشرته السيدة أورسولا على «إكس» بضرورة أن تنجز بلغراد «إصلاحات الاتحاد الأوروبي، لا سيما اتخاذ خطوات حاسمة نحو حرية الإعلام، ومكافحة الفساد، والإصلاح الانتخابي». وختمت: «مستقبل صربيا يكمن في الاتحاد الأوروبي».

يرى ساسة ومحللون كثر أن الاتحاد الأوروبي تأخر في التعبير عن موقفه مما يجري في صربيا، الدولة المهمة في منطقة غرب البلقان (تضم أيضاً ألبانيا، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا الشمالية، والجبل الأسود، وكوسوفو)، ذات الموقع الحساس في أوروبا التي تتقاذفها رياح هوجاء، اشتدّت منذ عام 2014 مع الانقلاب السياسي في أوكرانيا وما أعقبه من تداعيات.

وفسّر البعض الموقف الأوروبي «الخجول» من الاحتجاجات الشعبية المنددة بالفساد المستشري والمحسوبيات في عهد فوتشيتش، بالمصالح الاقتصادية التي اتُّهمت بروكسل بتقديمها على القيم التي تنادي بها.

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في بروكسل (إ.ب.أ)
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في بروكسل (إ.ب.أ)

يتولى فوتشيتش (55 عاماً) رئاسة صربيا منذ عام 2017، وكان قبل ذلك رئيس الوزراء لثلاث سنوات. وهو سياسي يميني ينتمي إلى الحزب الراديكالي الصربي، تعود أصوله إلى منطقة صربية في البوسنة، هُجّرت عائلته منها بعد مقتل عدد من أفرادها على أيدي الفاشيين الكروات (أوستاشا) خلال الحرب العالمية الثانية.

مع مرور السنوات بدأ الصرب يتململون من سياسات فوتشيتش، وانفجر الغضب الشعبي بعد مأساة محطة القطارات بمدينة نوفي ساد في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين أدى انهيار سقف في المحطة إلى مقتل 15 شخصاً. وقبل ذلك بأشهر، خرج مواطنون إلى الشوارع احتجاجاً على صفقة استخراج الليثيوم بين صربيا وألمانيا. وقد تم الاحتفاء بالاتفاق في الغرب باعتباره وسيلة لتقليل الاعتماد على الصين التي تنتج رقائق تكنولوجية يحتاج تصنيعها إلى هذا المعدن، ولكن بالنسبة إلى العديد من الصرب، عكست الصفقة حالة أخرى من الحكم غير المسؤول، والاستخفاف بالأخطار البيئية التي تنجم عن التعدين، وتقديم المصالح الأجنبية على المصلحة الوطنية.

المأزق الأوروبي

المهم أنه في ظل هذه الخلفية، يواجه الاتحاد الأوروبي معضلة. فهو لا يستطيع معاداة صربيا ومعاقبتها بسهولة لأنها القوة الاقتصادية الكبرى في غرب البلقان، ولأن بروكسل تخشى أن يؤدي الضغط على بلغراد إلى تشجيعها على توسيع تعاونها مع روسيا والصين، علماً أن صربيا شريك في مبادرة «الحزام والطريق» الصينية القائمة على تنفيذ مشاريع البنى التحتية الكبرى.

في هذا الصدد، يقول نيبويشا فلاديسافليفيتش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد، إن نهج الاتحاد الأوروبي تجاه غرب البلقان كان منذ فترة طويلة يتمثل في إبقاء الوضع الراهن. ويضيف أن «الاتحاد الأوروبي لم يكن في الواقع يدعم الديكتاتوريين كما يدَّعي البعض، بل كان يُبدي لا مبالاة تامة تجاه قضية ما إذا كانت الدول المعنية ديمقراطية أم لا. لدى الاتحاد الأوروبي بعض الأولويات، وأهمها الاستقرار كما يراه، وهو استقرار قصير المدى. لكننا، نحن الذين نعيش هنا في المنطقة، نعلم أن الاستبداد قد يوفر استقراراً قصير المدى، لكنه في الواقع يُسبب عدم استقرار على المديين المتوسط ​​والطويل».

وجدير بالذكر هنا، أنه على الرغم من أن طريق صربيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي لا يزال طويلاً، فقد نجحت بلغراد في إقامة علاقات اقتصادية وثيقة مع التكتل الذي يضم 27 دولة والذي يُعَدّ شريكها التجاري الأول. ولعل هذا ما يفسر عدم حماسة الصرب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما أظهر استطلاع للرأي أُجريَ عام 2024، فقد أيد 40 في المائة فقط من المستطلَعين الانضمام، وفسر معظم الرافضين موقفهم بكون بروكسل تُبدّي في علاقتها مع بلغراد الجانب الاقتصادي على كل أمر آخر.

البُعد الآخر

في البُعد الغربي الآخر للموقف، لم تتضّح بعد التفاصيل الكاملة لأجندة السياسة الخارجية لدونالد ترمب تجاه منطقة البلقان الغربية. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة الصغيرة قد تلعب دوراً كبيراً في أوروبا على مدى السنوات الأربع المقبلة وما بعدها.

اللافت أن فوتشيتش قال بعد عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض: «أنا واثق من أنه سيجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وأننا سنجعل صربيا دولة حقيقية، دولة قادرة على التعاون بشكل جيد للغاية مع الولايات المتحدة». وكشف عن أنه أكد لترمب في مكالمة هاتفية أن التأييد الذي يحظى به هو أكبر في صربيا منه في أي مكان آخر بأوروبا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن جاريد كوشنر، زوج إيفانكا ابنة ترمب، يملك مشاريع عقارية في صربيا.

صرب يحتجون على مشروع عقاري لإنشاء فندق فخم ينفّذه جاريد كوشنر صهر دونالد ترمب على أرض كان يقوم عليها مقر قيادة الجيش اليوغوسلافي (أ.ف.ب)
صرب يحتجون على مشروع عقاري لإنشاء فندق فخم ينفّذه جاريد كوشنر صهر دونالد ترمب على أرض كان يقوم عليها مقر قيادة الجيش اليوغوسلافي (أ.ف.ب)

لربما شاء الرئيس الصربي أن يكمل هيكلية علاقات بلاده الخارجية بالركيزة الرابعة، فبلغراد تملك علاقات ممتازة مع موسكو وبكين وبروكسل، ولإكمال اللوحة وتحقيق التوازن لا بدّ من روابط استراتيجية مع واشنطن.

ولربما، أيضاً، شعر فوتشيتش بالارتياح آملاً في أن يكون موقف إدارة ترمب ليّناً أكثر في المواجهة بين صربيا وكوسوفو، الدولة الصغيرة التي انشقت عن الأولى، طبعاً من غير أن يصل الأمر إلى تغيّر جذري لأن واشنطن كانت في أساس تحوّل هذا الجيب ذي الأكثرية الألبانية إلى دولة.

لكن، هل ستذهب إدارة ترمب إلى حد دعم فوتشيتش ونظامه في وقت يواجه فيه مشكلة احتجاجات الطلاب ومن معهم؟

يدور في أوساط سياسية وأكاديمية صربية كلام عن أن ترمب ماضٍ في تهميش أوروبا الغربية مقابل تعزيز الاهتمام بأوروبا الشرقية لأهداف عدة، ليس أقلها ضبط الأطماع الروسية وكبح جماح الدور التركي المتعاظم، وهذا على الرغم من كون فلاديمير بوتين «صديقاً» لترمب وتركيا حليفاً «أطلسياً».

ومن المؤشرات الإيجابية التي أثلجت صدر فوتشيتش، قرار إدارة ترمب في الأمس التمديد مرة ثانية مدة ثلاثين يوماً لإعفاء شركة النفط الصربية من العقوبات بما يسمح لها بمواصلة العمل مع أن غالبية أسهمها تملكها شركتا «غازبرومنفت» و«غازبروم» الروسيتان.

في أي حال، ليس خافياً على أحد أن التباين قائم ويشتدّ بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أكثر من جبهة، خصوصاً الحرب الروسية - الأوكرانية والعلاقات التجارية والعلاقات داخل حلف شمال الأطلسي وجزيرة غرينلاند وسوى ذلك، ولن يكون التوجه حيال غرب البلقان مختلفاً عن هذا الواقع المتفاقم بين ضفّتي المحيط الأطلسي. وبالتالي، يُتوقع تحوّل غرب البلقان إلى منطقة تنافس لا منطقة تكامل بين واشنطن وبروكسل.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيوجيرسي (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيوجيرسي (أ.ف.ب)

الأسئلة والاحتمالات كثيرة. ففي ظل عدم الاستقرار في صربيا، المكوّن الأكبر في يوغوسلافيا السابقة، يُحتمل تفجّر الوضع بينها وبين كوسوفو خصوصاً مع دخول المصالح الخارجية على الخطّ، من دون إغفال خطر عودة نُذُر الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك حيث يتعايش الصرب والكروات والمسلمون وفق صيغة لا تتمتع بالصلابة الكافية لمحو حسابات الماضي، مع ضرورة أن تؤخذ في الاعتبار ديناميكيات التحركات الروسية والأميركية في منطقة هي من الأكثر تعقيداً وقابلية للانفجار في العالم.