ترمب وبوتين يتفقان على «هدنة محدودة» في أوكرانياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5123415-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%87%D8%AF%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7
اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما أمس (الثلاثاء) على «هدنة محدودة» في أوكرانيا، وتشكيل لجنة خبراء من البلدين لدفع التسوية، إضافة إلى تدابير لتعزيز الثقة وتحسين العلاقات بين البلدين.
وقال ترمب بعد المحادثة إنه اتفق مع بوتين على العمل «بسرعة» من أجل «هدنة شاملة» في أوكرانيا. وبدوره، أفاد البيت الأبيض بأن الزعمين توافقا على هدنة في أوكرانيا لثلاثين يوماً تشمل «الطاقة والبنى التحتية»، وعلى وجوب البدء فوراً بمحادثات هدفها التوصل إلى هدنة أوسع نطاقاً.
وفي موسكو، ذكرت مصادر الكرملين أن ترمب وبوتين تطرقا خلال المحادثة التي استمرت نحو ساعتين، إلى ملف العلاقات الثنائية، حيث تم التوافق على تسريع وتائر تحسين العلاقات والتخلص من العراقيل التي وقفت أمام استئناف عمل قنوات الاتصال في كل المجالات.
أبدى مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلاً حيال الجولة الثالثة من المحادثات التي تستضيفها السعودية، دعماً لجهود وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكران
فتح الرحمن يوسف (الرياض)
هبة القدسي (اشنطن)
رستم عمروف أبرز «صقور» كييف يخوض «المهمة الأصعب»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5125298-%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D9%85-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%B5%D9%82%D9%88%D8%B1-%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AE%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D8%B9%D8%A8
لم تحمل عبارات وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف بعد جولة محادثات مع المبعوثين الأميركيين في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، تفاصيل كثيرة عن مضمون المحادثات. لكنه أبدى ارتياحاً لـ«النقاش المثمر» حول إنهاء الحرب.
وقال عمروف عبر الشبكات الاجتماعية: «اختتمنا اجتماعنا مع الفريق الأميركي، كان النقاش مثمراً ومركزاً، وقد أثرنا نقاطاً رئيسية بينها الطاقة»، مضيفاً أن أوكرانيا تعمل على جعل هدفها المتمثل في «سلام عادل ومستدام، حقيقة».
لا تبدو مهمة الوزير سهلة، وعباراته المتفائلة قد يكون خلفها شعور مرير بخيبة الأمل، إذ مَن كان يتوقع قبل سنوات قليلة أن يجلس أحد أبرز الصقور في مطبخ السياسة الأوكراني، الذي لعب أدواراً مهمة للغاية في مواجهة سياسات الكرملين، إلى طاولة مفاوضات تهدف إلى إغلاق ملف ضم شبه الجزيرة إلى روسيا، والقبول بالأمر الواقع الجديد؟
وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف خلال حفل استقبال في براغ في 15 مارس الحالي (إ.ب.أ)
تفاوض حول مصير القرم
لكن للتاريخ مقالب. فالوزير الذي عاش طفولته يعاني مع عائلته سياسة التهجير القسري لتتار القرم في عام 1944، ونشأ في شبابه على مشاعر الخوف من طموحات الكرملين التوسعية في البلد الجار؛ أمضى الجزء الأعظم من حياته محارباً الوجود الروسي في القرم، ومتمسكاً بسياسة «إنهاء آثار العدوان» وإعادة شبه الجزيرة إلى السيادة الأوكرانية، مع عودة ممثلي تتار القرم السكان الأصليين للمنطقة إلى تقرير مصيرهم بأنفسهم. وها هو يفاوض الأميركيين على صفقة تقضي بإنهاء القتال مقابل التنازل عن الأراضي.
ولد عمروف في مدينة سمرقند التاريخية في أوزبكستان التي كان والداه وصلا إليها في إطار رحلة التهجير القسرية بالقطارات المصفحة التي تم فيها نقل الجزء الأعظم من تتار القرم إلى جمهوريات آسيا الوسطى بسبب اتهام الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين لهم بأنهم «تآمروا مع جيوش هتلر» وهي التهمة نفسها التي كانت سبباً لتهجير جزء كبير من الشيشانيين أيضاً من أراضيهم في تلك الحقبة.
عاد إلى القرم طفلاً، في بداية تسعينات القرن الماضي، عندما سمحت التطورات بعودة السكان الأصليين إلى مناطقهم. وكان لمكانة عائلته التاريخية في بلدة الوشتا، وبسبب أنها كانت عائلة ميسورة الحال، الفضل في أنه تخرج في مدرسة القرم الداخلية للأطفال الموهوبين، وهذه المدرسة كانت جزءاً من الشبكة التعليمية للداعية فتح الله غولن. بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، أكمل تدريباً في الولايات المتحدة في إطار برنامج تبادل القادة المستقبليين، الذي تنفذه وزارة الخارجية الأميركية. وبعد عودته إلى أوكرانيا، تخرج في قسم الاقتصاد في الأكاديمية الوطنية للإدارة، وتخصص في التمويل والائتمان.
وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف يصافح نظيرته التشيكية يانا سيرنوخوفا خلال حفل استقبال في براغ في 15 مارس الحالي (إ.ب.أ)
نشاط سياسي مبكر
بدأ حياته المهنية في مجال الاتصالات وتحوّل إلى رجل أعمال بارز في هذا القطاع، لكن هاجسه الأساسي برز في نشاطه السياسي المبكر، وكان من بين مؤسسي منظمة «مجتمع تتار القرم»، التي ركزت على تطوير التمثيلات الإقليمية لتتار القرم في أوكرانيا. في عام 2007، أصبح أيضاً أحد مؤسسي منظمة الشباب لمجلس شعب تتار القرم «بيزيم كيريم». وبين عامي 2011 و2013، كان أحد المؤسسين ورئيس صندوق تنمية شبه جزيرة القرم، الذي شارك على وجه الخصوص في تنظيم الاجتماعات الدولية لزعيم المجلس، مصطفى جميليف، الشخصية الأبرز التي واجهت التوغل الروسي وقرارات الضم لاحقاً.
وبرز اسم رستم عمروف سريعاً باعتباره أحد قادة مجتمع تتار القرم وغدا لاحقاً نائباً في البرلمان الأوكراني عن منطقته.
ومنذ عام 2014، لعب عمروف أدواراً بارزة، وكان أميناً لمجلس تبادل السجناء السياسيين من شبه جزيرة القرم.
وفي البرلمان، أصبح أميناً للجنة البرلمان الأوكراني المعنية بحقوق الإنسان و«إنهاء الاحتلال وإعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتاً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك وجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول والأقليات القومية والعلاقات بين الأعراق». وكان النائب عضواً في الوفد الدائم لدى مجلس أوروبا.
وفي يوليو (تموز) 2022، ترأس اللجنة الخاصة المؤقتة في البرلمان المعنية بمراقبة تسلم واستخدام المساعدات المادية والتقنية الدولية أثناء الأحكام العرفية. وقبل ذلك، في عام 2020، انضم إلى مجموعة العمل التابعة لمجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا لتطوير «استراتيجية إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم»، وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه ساهم في إطلاق «مبادرة منصة القرم» التي وفرت مظلة دولية للتذكير وممارسة الضغوط لإنهاء الوجود الروسي في المنطقة.
وأثناء الحرب، لعب عمروف دوراً مهماً في محطات حساسة، فهو كان ضمن الوفد الأوكراني في عدة مراحل من المفاوضات مع الاتحاد الروسي. وشارك في مفاوضات لتبادل الأسرى، ثم شارك في مفاوضات إسطنبول لإقرار صفقة الحبوب. وفي تلك المرحلة كاد أن يتعرض لمحاولة اغتيال بالسم، وفق تأكيد مصادر أوكرانية قالت إن عمروف ظهرت عليه علامات تسمم بمادة مجهولة بعد لقاء مع رجل أعمال مقرب من الكرملين.
وشغل أول منصب رفيع في صيف عام 2022 عندما عين رئيساً لصندوق ممتلكات الدولة في أوكرانيا، ونجح في هذه المهمة في محاربة الفساد، واعتبر من السياسيين القلائل في أوكرانيا الذين لم يرتبط اسمه بملفات فساد.
خلال عام 2023 رافق القيادة الأوكرانية في رحلات عمل إلى عدة بلدان، بينها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وكان لوجوده أهمية؛ كونه يمثل تتار القرم. في ذلك الوقت كتبت صحف أوكرانية أن رستم عمروف يحظى بعلاقات جيدة في المنطقة، خصوصاً مع السعودية وتركيا.
تم تعيين عمروف وزيراً للدفاع في سبتمبر (أيلول) 2023 ليكون أول وزير مسلم في أوكرانيا، وأول وزير من تتار القرم في هذا البلد. وعُدّ تعيينه رسالة سياسية من جانب كييف بأنه لا تنازل عن القرم وعن ملكيتها لسكانها التتار في أي مفاوضات مقبلة.