ماكرون يستضيف رئيس وزراء كندا في باريس الاثنينhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5122344-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%86%D9%8A%D9%86
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال حضور جلسة مجلس الوزراء في أوتاوا (رويترز)
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
20
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
ماكرون يستضيف رئيس وزراء كندا في باريس الاثنين
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال حضور جلسة مجلس الوزراء في أوتاوا (رويترز)
قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم السبت، إنه سيجتمع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في باريس يوم الاثنين، وذلك في أول زيارة خارجية لكارني منذ توليه منصبه.
ويعتزم كارني أيضاً، وفقاً لوكالة «رويترز»، زيارة بريطانيا خلال أيام، وذلك في خضم توترات تجارية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومناقشات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأعرب رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني، الجمعة، عن تطلعه للتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب «في الوقت المناسب»، مشدداً، في الوقت نفسه، على أن بلاده «لن تكون أبداً، وبأي شكل من الأشكال، جزءاً من الولايات المتحدة».
وأكد كارني، في كلمةٍ له عقب أدائه اليمين الدستورية، أنه «يحترم ما يسعى ترمب إلى تحقيقه... وحققنا تقدماً مع ترمب، وسنجد حلاً للخلافات القائمة»، لكنه وصف الحديث بأن تكون كندا الولاية الـ51 في الولايات المتحدة بأنه «أمر جنونيّ»، كما أن «وجهة النظر هذه جنونية».
وبُعَيد أداء اليمين الدستورية بصفته رئيس الحكومة الـ24 لكندا، خَلفاً لجاستن ترودو، الذي شغل المنصب منذ عام 2015، قال كارني إن التصدي للرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب سيكون أولوية. وأبدى أمله في أن تتمكّن حكومته وواشنطن، يوماً ما، من «العمل معاً» لخدمة مصالح البلدين.
بلغ سعر الذهب ذروته التاريخية الثلاثاء، مواصلاً مسيرته التاريخية متجاوزاً مستوى 3 آلاف دولار، حيث تفاقمت حالة عدم اليقين العالمية مع تصاعد التوترات التجارية.
بدأ وزراء خارجية مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى اجتماعات في كندا، على وقع تشققات بدأت تظهر بسبب السياسات الخارجية والتجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
لم تحمل عبارات وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف بعد جولة محادثات مع المبعوثين الأميركيين في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، تفاصيل كثيرة عن مضمون المحادثات. لكنه أبدى ارتياحاً لـ«النقاش المثمر» حول إنهاء الحرب.
وقال عمروف عبر الشبكات الاجتماعية: «اختتمنا اجتماعنا مع الفريق الأميركي، كان النقاش مثمراً ومركزاً، وقد أثرنا نقاطاً رئيسية بينها الطاقة»، مضيفاً أن أوكرانيا تعمل على جعل هدفها المتمثل في «سلام عادل ومستدام، حقيقة».
لا تبدو مهمة الوزير سهلة، وعباراته المتفائلة قد يكون خلفها شعور مرير بخيبة الأمل، إذ مَن كان يتوقع قبل سنوات قليلة أن يجلس أحد أبرز الصقور في مطبخ السياسة الأوكراني، الذي لعب أدواراً مهمة للغاية في مواجهة سياسات الكرملين، إلى طاولة مفاوضات تهدف إلى إغلاق ملف ضم شبه الجزيرة إلى روسيا، والقبول بالأمر الواقع الجديد؟
وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف خلال حفل استقبال في براغ في 15 مارس الحالي (إ.ب.أ)
تفاوض حول مصير القرم
لكن للتاريخ مقالب. فالوزير الذي عاش طفولته يعاني مع عائلته سياسة التهجير القسري لتتار القرم في عام 1944، ونشأ في شبابه على مشاعر الخوف من طموحات الكرملين التوسعية في البلد الجار؛ أمضى الجزء الأعظم من حياته محارباً الوجود الروسي في القرم، ومتمسكاً بسياسة «إنهاء آثار العدوان» وإعادة شبه الجزيرة إلى السيادة الأوكرانية، مع عودة ممثلي تتار القرم السكان الأصليين للمنطقة إلى تقرير مصيرهم بأنفسهم. وها هو يفاوض الأميركيين على صفقة تقضي بإنهاء القتال مقابل التنازل عن الأراضي.
ولد عمروف في مدينة سمرقند التاريخية في أوزبكستان التي كان والداه وصلا إليها في إطار رحلة التهجير القسرية بالقطارات المصفحة التي تم فيها نقل الجزء الأعظم من تتار القرم إلى جمهوريات آسيا الوسطى بسبب اتهام الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين لهم بأنهم «تآمروا مع جيوش هتلر» وهي التهمة نفسها التي كانت سبباً لتهجير جزء كبير من الشيشانيين أيضاً من أراضيهم في تلك الحقبة.
عاد إلى القرم طفلاً، في بداية تسعينات القرن الماضي، عندما سمحت التطورات بعودة السكان الأصليين إلى مناطقهم. وكان لمكانة عائلته التاريخية في بلدة الوشتا، وبسبب أنها كانت عائلة ميسورة الحال، الفضل في أنه تخرج في مدرسة القرم الداخلية للأطفال الموهوبين، وهذه المدرسة كانت جزءاً من الشبكة التعليمية للداعية فتح الله غولن. بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، أكمل تدريباً في الولايات المتحدة في إطار برنامج تبادل القادة المستقبليين، الذي تنفذه وزارة الخارجية الأميركية. وبعد عودته إلى أوكرانيا، تخرج في قسم الاقتصاد في الأكاديمية الوطنية للإدارة، وتخصص في التمويل والائتمان.
وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف يصافح نظيرته التشيكية يانا سيرنوخوفا خلال حفل استقبال في براغ في 15 مارس الحالي (إ.ب.أ)
نشاط سياسي مبكر
بدأ حياته المهنية في مجال الاتصالات وتحوّل إلى رجل أعمال بارز في هذا القطاع، لكن هاجسه الأساسي برز في نشاطه السياسي المبكر، وكان من بين مؤسسي منظمة «مجتمع تتار القرم»، التي ركزت على تطوير التمثيلات الإقليمية لتتار القرم في أوكرانيا. في عام 2007، أصبح أيضاً أحد مؤسسي منظمة الشباب لمجلس شعب تتار القرم «بيزيم كيريم». وبين عامي 2011 و2013، كان أحد المؤسسين ورئيس صندوق تنمية شبه جزيرة القرم، الذي شارك على وجه الخصوص في تنظيم الاجتماعات الدولية لزعيم المجلس، مصطفى جميليف، الشخصية الأبرز التي واجهت التوغل الروسي وقرارات الضم لاحقاً.
وبرز اسم رستم عمروف سريعاً باعتباره أحد قادة مجتمع تتار القرم وغدا لاحقاً نائباً في البرلمان الأوكراني عن منطقته.
ومنذ عام 2014، لعب عمروف أدواراً بارزة، وكان أميناً لمجلس تبادل السجناء السياسيين من شبه جزيرة القرم.
وفي البرلمان، أصبح أميناً للجنة البرلمان الأوكراني المعنية بحقوق الإنسان و«إنهاء الاحتلال وإعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتاً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك وجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول والأقليات القومية والعلاقات بين الأعراق». وكان النائب عضواً في الوفد الدائم لدى مجلس أوروبا.
وفي يوليو (تموز) 2022، ترأس اللجنة الخاصة المؤقتة في البرلمان المعنية بمراقبة تسلم واستخدام المساعدات المادية والتقنية الدولية أثناء الأحكام العرفية. وقبل ذلك، في عام 2020، انضم إلى مجموعة العمل التابعة لمجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا لتطوير «استراتيجية إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم»، وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه ساهم في إطلاق «مبادرة منصة القرم» التي وفرت مظلة دولية للتذكير وممارسة الضغوط لإنهاء الوجود الروسي في المنطقة.
وأثناء الحرب، لعب عمروف دوراً مهماً في محطات حساسة، فهو كان ضمن الوفد الأوكراني في عدة مراحل من المفاوضات مع الاتحاد الروسي. وشارك في مفاوضات لتبادل الأسرى، ثم شارك في مفاوضات إسطنبول لإقرار صفقة الحبوب. وفي تلك المرحلة كاد أن يتعرض لمحاولة اغتيال بالسم، وفق تأكيد مصادر أوكرانية قالت إن عمروف ظهرت عليه علامات تسمم بمادة مجهولة بعد لقاء مع رجل أعمال مقرب من الكرملين.
وشغل أول منصب رفيع في صيف عام 2022 عندما عين رئيساً لصندوق ممتلكات الدولة في أوكرانيا، ونجح في هذه المهمة في محاربة الفساد، واعتبر من السياسيين القلائل في أوكرانيا الذين لم يرتبط اسمه بملفات فساد.
خلال عام 2023 رافق القيادة الأوكرانية في رحلات عمل إلى عدة بلدان، بينها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وكان لوجوده أهمية؛ كونه يمثل تتار القرم. في ذلك الوقت كتبت صحف أوكرانية أن رستم عمروف يحظى بعلاقات جيدة في المنطقة، خصوصاً مع السعودية وتركيا.
تم تعيين عمروف وزيراً للدفاع في سبتمبر (أيلول) 2023 ليكون أول وزير مسلم في أوكرانيا، وأول وزير من تتار القرم في هذا البلد. وعُدّ تعيينه رسالة سياسية من جانب كييف بأنه لا تنازل عن القرم وعن ملكيتها لسكانها التتار في أي مفاوضات مقبلة.