قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يجري مناورات على الانتشار السريع عبر أوروبا الشرقية، دون مساعدة أميركية مباشرة مع تغيير واشنطن موقفها تجاه الدفاع الأوروبي والحرب في أوكرانيا.
وأضافت الوكالة أن المناورات التي ستستمر ستة أسابيع ستقام في بلغاريا ورومانيا واليونان، ويشارك بها نحو 10 آلاف جندي من تسع دول، وتمثل أكبر مناورة للحلف هذا العام، وتأتي مع اقتراب الذكري الثالثة لغزو روسيا لأوكرانيا.
وتشمل المناورات قوات من تسعة أعضاء في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك المنافسان الإقليميان اليونان وتركيا، ونشر 17 سفينة بحرية وأكثر من 20 طائرة وأكثر من 1500 مركبة عسكرية، وتقودها بريطانيا بـ2600 فرد عسكري و730 مركبة، وتتولى قيادة جميع القوات البرية خلال التدريبات.
ويأتي غياب الولايات المتحدة عن المناورات في الوقت الذي تسارع فيه الدول الأوروبية إلى بناء قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي العسكري بسبب مخاوفها بشأن التزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالدفاع المشترك والمطالبات بزيادة الإنفاق العسكري الأوروبي.
وأعلن ترمب، الأربعاء، عن نيته التفاوض مع روسيا بشكل مباشر.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في أول اجتماع له مع زملائه في حلف شمال الأطلسي في بروكسل، الأربعاء، إن الدول الأوروبية يجب أن تزيد بشكل كبير من إنفاقها الدفاعي، وتتحمل الجزء الأكبر من التمويل لأوكرانيا.
وقاد مشاة البحرية اليونانيون والإسبان العرض العسكري، الخميس، بالقرب من مدينة فولوس بوسط اليونان، في أول انتشار كامل لقوة الرد الجديدة التابعة لحلف شمال الأطلسي.
تمثل القوة، التي تأسست في يوليو (تموز) الماضي، أحدث تطور استراتيجي للحلف، والمصممة للانتشار على نطاق واسع في غضون 10 أيام، والجمع بين القوات التقليدية وعناصر التكنولوجيا السيبرانية والفضائية.
وقال قائد قوة الرد، الفريق أول الإيطالي لورينزو داداريو، لوكالة «أسوشييتد برس» بعد العرض الذي استمر 90 دقيقة: «الناتو يريد أن يكون لديه قوة جاهزة ومرنة وقادرة على العمل عبر المجالات الخمسة: الجو والبحر والبر، والفضاء الإلكتروني والفضاء، بطريقة تضمن تلبية احتياجات الدفاع والردع».
ويقول المسؤولون العسكريون الغربيون - الذين يتوقعون توتراً دائماً مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، ربما بعد الصراع في أوكرانيا - إن القدرة الجديدة لحلف شمال الأطلسي أصبحت مهمة بشكل متزايد لتعزيز جناحه الشرقي.
ووصف نائب قائد قيادة القوة المشتركة لحلف شمال الأطلسي بيتر سكوت المناورات بأنها «علامة فارقة مهمة، وإنجاز في تحديث وتوسيع استعداد الناتو للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء».
وقال سكوت إن الاستعدادات بدأت قبل عامين، وتبعها تعاون من دول غير مشاركة، بما في ذلك الولايات المتحدة.