زيلينسكي يعرض مبادلة أراض... وموسكو ترفض مناقشة الموضوع وتعدّه «هراء»

هيغسيث يرى العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هدفاً غير واقعي... و«الناتو» يقول إن المساعدات الأمنية لكييف تجاوزت الهدف الذي وضعه الحلف لنفسه

أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)
أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)
TT

زيلينسكي يعرض مبادلة أراض... وموسكو ترفض مناقشة الموضوع وتعدّه «هراء»

أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)
أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)

رفضت موسكو، الأربعاء، تبادل مناطق محتلة مع كييف، في إطار أي اتفاق سلام قد يتم التوصل إليه، بعدما طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الفكرة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «إنه أمر مستحيل. روسيا لم ولن تناقش أبداً موضوع تبادل أراضيها»، مستبعداً فكرة زيلينسكي بتبادل أراضٍ روسية تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك، غرب روسيا، مقابل مناطق تسيطر عليها موسكو، بينما وصف ديمتري ميدفديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اقتراح كييف بأنه «هراء».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نيويورك 27 سبتمبر 2024 قبل عودته إلى البيت الأبيض (أ.ب)

شنت القوات الأوكرانية هجوماً عبر الحدود في أغسطس (آب)، العام الماضي، للسيطرة على أراض تأمل بأن تشكّل أساساً لأي اتفاق مستقبلي، لوضع حد للنزاع المتواصل. ووفقاً لخرائط مفتوحة المصدر لساحة المعركة، فإن روسيا تسيطر على ما يقرب من 20 في المائة من أوكرانيا، أو أكثر من 112 ألف كيلومتر مربع، في حين تسيطر أوكرانيا على نحو 450 كيلومتراً مربعاً من منطقة كورسك غرب روسيا.

وقال زيلينسكي: «سنبادل منطقة بأخرى»، مضيفاً أنه على استعداد لمبادلة أراضٍ في كورسك سيطرت عليها أوكرانيا، في إطار هجوم خاطف العام الماضي. ورفض الرئيس الأوكراني في الماضي التخلي عن أي أراضٍ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. لكن في مقابلة أجرتها معه «الغارديان» البريطانية اليومية، ونُشِرت الثلاثاء، قال إن كييف مستعدة لعقد محادثات جديّة قبيل اجتماع الجمعة أثناء «مؤتمر ميونيخ للأمن»، مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، المناهض علناً للدعم الأميركي العسكري لأوكرانيا.

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل الأربعاء 12 فبراير 2025 (أ.ب)

وقالت الحكومة الألمانية إنها لا تتوقع أن يحقق مؤتمر ميونيخ للأمن الذي سيُعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع، تقدماً ملحوظاً بشأن التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبسترايت، للصحافيين: «فيما يتعلق بـ(ميونيخ) و(مؤتمر الأمن)، لم أتلقَّ أي مؤشرات ملموسة إلى إمكان حدوث اختراق حاسم». وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية موقف بلاده القاضي بأنه «لا ينبغي أن يُقرر أي شيء رغماً عن الأوكرانيين، يجب أن يقرروا بأنفسهم كيف يبدأون المفاوضات مع الجانب الروسي».

وأشار هيبسترايت إلى أن «الطريقة الأسهل» لوقف الحرب «أن يسحب الرئيس الروسي قواته ويوقف هذه الحملة التي خلَّفت بالفعل مئات آلاف القتلى والجرحى وتسببت في دمار ومعاناة لا تُصدَّق».

أمين عام «الناتو» مع وزير الدفاع الأوكراني في بروكسل (إ.ب.أ)

وأقر زيلينسكي بأنه لن يكون بإمكان أوكرانيا أن تحظى بضمانات أمنية مع الشركاء الأوروبيين وحدهم، قائلاً إن «الضمانات الأمنية من دون أميركا ليست ضمانات أمنية حقيقية». وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الأربعاء، إن حلفاء «الناتو» تجاوزوا الهدف الذي فرضوه على أنفسهم، وقدموا لأوكرانيا مساعدات أمنية تقدر بأكثر من 50 مليار يورو (9.‏51 مليار دولار) في عام 2024. وأضاف روته: «تعهَّد الحلفاء بتزويد أوكرانيا بمساعدات أمنية بقيمة 40 مليار يورو في عام 2024، ولم ينفذ الحلفاء التزاماتهم فحسب، بل تجاوزوها بكثير». وأكد روته أنه تم تقديم أكثر من نصف المساعدات لأوكرانيا من قبل الحلفاء الأوروبيين وكندا. وأشار روته إلى أن «الناتو» سيتخذ خطوة كبيرة نحو ما يطالب به الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترمب، مضيفاً: «اتفق معه على أنه يجب أن نساوي المساعدات الأمنية لأوكرانيا»، مضيفاً أنه «لتغيير مسار الصراع بشكل حقيقي، نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود».

أمين عام الناتو مع وزير الدفاع الأوكراني في بروكسل(لرويترز)

قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي نتيجة واقعية لنهاية عبر التفاوض للحرب في أوكرانيا. وقال في اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية إن التوصل إلى السلام في أوكرانيا يُعدّ «أولوية قصوى» للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتنسق المجموعة عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف هيغسيث في مقر «الناتو» ببروكسل: «لن ننهي هذه الحرب المدمرة ونحقق سلاماً دائماً إلا من خلال ربط قوة الحلفاء بتقييم واقعي لساحة المعركة». وتابع: «ولكن يتعين علينا أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هي هدف غير واقعي. السعي لتحقيق هذا الهدف الوهمي لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب والتسبب في المزيد من المعاناة».

ضباط الشرطة يقفون بالقرب من جثة مدني في أعقاب هجوم صاروخي بكييف (أ.ف.ب)

واستطرد هيغسيث أن الولايات المتحدة تريد «أوكرانيا ذات سيادة ومزدهرة»، لكنها تواجه أيضاً تهديدات أمنية أخرى على طول حدودها وفي المحيط الهادي. وأضاف: «بينما تعطي الولايات المتحدة الأولوية لاهتمامها بهذه التهديدات، يجب على الحلفاء الأوروبيين أن يكونوا في المقدمة».

تعهد الرئيس الأميركي ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، على الأرجح من خلال استخدام المساعدات الأميركية المقدرة بمليارات الدولارات التي قدمتها إدارة سلفه جو بايدن، كورقة ضغط على كييف لإجبارها على التنازل عن أراض. وأثمرت أول زيارة معروفة لعضو في إدارة ترمب إلى روسيا منذ عاد إلى البيت الأبيض، الشهر الماضي، وهي للموفد الخاص ستيف ويتكوف، ضمان إطلاق سراح مارك فوغيل المسجون منذ العام 2021 بتهم تتعلق بالمخدرات، في خطوة وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء بأنها بادرة حسن نية باتّجاه إنهاء الحرب. وقال ترمب للصحافيين تعليقاً على إطلاق سراح فوغيل: «تم التعامل معه بشكل جيد جداً في روسيا». وأضاف: «في الحقيقة، آمل بأن تكون هذه بداية علاقة يمكننا من خلالها إنهاء الحرب».

وقال ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا من عام 2008 إلى عام 2012، إن موسكو أظهرت أنها قادرة على تحقيق «السلام من خلال القوة»، بما في ذلك من خلال الضربات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت كييف الأربعاء؛ إذ أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الأربعاء، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت ستة صواريخ باليستية روسية من طراز «إسكندر - إم» و71 من أصل 123 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.

أشخاص ينظرون إلى موقع ضربة صاروخية روسية في كييف (إ.ب.أ)

وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 7 صواريخ باليستية من طراز «إسكندر - إم» تم إطلاقها من منطقة بريانسك وشبه جزيرة القرم المحتلة، و123 طائرة مسيرة من طراز «شاهد»، وطرازات أخرى خادعة، تم إطلاقها من مناطق ميلروفو، وأوريول، وبريانسك، وكورسك، وبريمورسكو - أختارسك، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية )يوكرينفورم(.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الروسي بمسيّرات وصواريخ على كييف في وقت مبكر، الأربعاء، يظهر أن الكرملين غير مهتم بالسعي لتحقيق السلام في أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني على وسائل التواصل الاجتماعي «(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يستعد للسلام، فهو يواصل قتل الأوكرانيين وتدمير المدن. فقط التدابير القوية والضغط على روسيا يمكن أن يوقفا هذا الإرهاب. الآن، نحتاج إلى الوحدة والدعم من جميع شركائنا في القتال من أجل نهاية عادلة لهذه الحرب».

اللقاء الثلاثي في قصر الإليزيه الذي جمع رؤساء فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا يوم 7 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

اتهمت أوكرانيا روسيا الأربعاء بتعمد تعطيل عمل بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، هيورهي تيخي، في بيان، إن الجانب الروسي استخدم من جديد الأساليب التي استخدمها من قبل. وأضاف تيخي: «ترسل روسيا إشارات غامضة حول استعدادها المفترض لضمان المرور الآمن، ولكن قبل ساعة من بدء التناوب تفتح النار أو تبدأ الأعمال القتالية في المنطقة».

وقالت أوكرانيا، الأسبوع الماضي، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اضطرت إلى تأجيل عملية التناوب بسبب عدم وجود ضمانات أمنية من روسيا، وهو ما تنفيه موسكو. واتهمت روسيا كييف الأربعاء بالقيام «باستفزازات» لتعطيل تناوب بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا. وقالت موسكو إن أوكرانيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على المدينة القريبة من المحطة، التي تقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا حيث سقط حطام طائرة مسيرة على بُعد 300 متر من أحد مفاعلات المحطة. وقالت إدارة المحطة إن عملية تناوب المفتشين لمراقبة السلامة في المنشأة لا تنتظم بسبب تصرفات أوكرانيا.

زيلينسكي مع وزير الدفاع الفرنسي (أ.ب)

أعلن جهاز الأمن الأوكراني، الأربعاء، أنه كشف وجود جاسوس رفيع المستوى في صفوفه كان يعمل لصالح روسيا. وقال رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، في رسالة مصوَّرة نشرها الجهاز: «مهما حاول العدو التسلل إلى صفوفنا، فلن ينجح». وتردد أن ماليوك هو الذي ألقى القبض على المشتبه به شخصياً. وقال ماليوك إن الشخص الذي تم اعتقاله كان يشغل منصب رئيس مقر مركز مكافحة الإرهاب التابع لجهاز الأمن الأوكراني. وأضاف ماليوك أن الجهاز وثق 14 حالة من نقل المعلومات إلى موسكو قام بها هذا الشخص. وأضاف ماليوك، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أنه تم استخدام المشتبه به كذلك لنقل معلومات زائفة إلى الجانب الروسي. ويواجه الجاسوس المزعوم الآن عقوبة تصل إلى 15 عاماً في السجن بتهمة الخيانة العظمى. ونشأ جهاز الأمن الأوكراني، مثل وكالة الاستخبارات المحلية الروسية، من جهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي).


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
أوروبا المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وارد.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.