ترمب ينتقد بوتين ويقول إنه «يدمّر روسيا» برفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا

قال إنه سيلتقيه قريباً دون أن يحدد موعداً... وشي يُجري اتصالاً مع «صديقه المفضّل»

الرئيسان ترمب وبوتين خلال اجتماعهما على هامش قمة «العشرين» في هامبورغ يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان ترمب وبوتين خلال اجتماعهما على هامش قمة «العشرين» في هامبورغ يوليو 2017 (أ.ب)
TT

ترمب ينتقد بوتين ويقول إنه «يدمّر روسيا» برفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا

الرئيسان ترمب وبوتين خلال اجتماعهما على هامش قمة «العشرين» في هامبورغ يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان ترمب وبوتين خلال اجتماعهما على هامش قمة «العشرين» في هامبورغ يوليو 2017 (أ.ب)

تشكّل التعليقات التي أطلقها دونالد ترمب بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة موقفاً انتقادياً غير عادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يكّن له إعجاباً، كما أعرب عن ذلك في الماضي. وقال ترمب إن نظيره فلاديمير بوتين «يدمّر روسيا» برفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا لإنهاء الحرب. وصرّح ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «عليه أن يبرم صفقة. أعتقد أنه يدمّر روسيا بعدم إبرام صفقة»، محذراً: «أعتقد أن روسيا ستكون في ورطة كبيرة».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقّع على وثائق في أثناء إصداره أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي خلال يوم التنصيب (رويترز)

وكرّر الرئيس الأميركي الـ47 تعهده بأنه سيحاول إنهاء حرب أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، وقال إنه سيلتقي نظيره الروسي؛ لكنه أشار إلى أن موعد اللقاء لم يحدَّد بعد.

وفي سياق متصل، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ، الثلاثاء، اتصالاً عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حسب ما أفاد الإعلام الرسمي في بكين، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت شبكة البث الرسمية «سي سي تي في»، إن شي وبوتين «عقدا اجتماعاً عبر الفيديو في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الثلاثاء، من دون تقديم تفاصيل عن فحوى الاتصال».

سعت الصين إلى تصوير نفسها على أنها طرف محايد منذ بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

لكنها ما زالت شريكاً سياسياً واقتصادياً مقرّباً من موسكو، ولم تدن الحرب إطلاقاً؛ مما دفع بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى القول إنها داعمة للحرب.

دونالد ترمب يتحدث إلى جانب فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان 28 يونيو 2019 (أرشيفية - رويترز)

وسبق لشي أن وصف الرئيس الروسي بأنه «صديقه المفضّل»، في حين أشاد بوتين في المقابل بشي على أنه «شريك يمكن الاعتماد عليه».

وفي رسالة إلى بوتين بمناسبة العام الجديد الشهر الماضي، تعهّد شي بدعم «السلام في العالم والتنمية»، حسب تقرير للتلفزيون الصيني (سي سي تي في).

ونقلت الشبكة عن شي قوله: «في مواجهة التغيرات المتسارعة التي لم نشهد لها مثيلاً منذ قرن والوضع الدولي المضطرب، تحرّكت الصين وروسيا بشكل ثابت إلى الأمام يداً بيد على الطريق الصحيح القائم على عدم الانحياز، وعدم المواجهة، وعدم استهداف أي طرف ثالث».

ولفت ترمب أيضاً إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه برغبته في التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022. وأكد ترمب الذي وجّه مراراً انتقادات إلى الزعيم الأوكراني في الماضي، أن «زيلينسكي يريد التوصل إلى اتفاق».

وتعهّد ترمب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل سريع دون التطرق إلى كيفية القيام بذلك، وقد اقترح مساعدوه استخدام المساعدات الأميركية بصفتها وسيلة ضغط على كييف لتقديم تنازلات.

وأضاف ترمب: «لا يمكنه (بوتين) أن يشعر بالإثارة كونه لا يبلي بلاء حسناً. أعني أنه يبذل ما باستطاعته، لكن معظم الناس كانوا يعتقدون أن هذه الحرب ستنتهي في نحو أسبوع واحد، والآن أنت تدخل السنة الثالثة، أليس كذلك؟». وأشار إلى أن الاقتصاد الروسي تعرّض لضربة قاسية، بما في ذلك التضخم.

وكانت القمة التي جمعت بوتين وترمب خلال الولاية الأولى للاخير قد حصلت على سمعة سيئة، بعدما بدا أن الرئيس الأميركي ينصت للزعيم الروسي أكثر من استخباراته. وتابع ترمب: «توافقت معه بشكل رائع، وآمل أن يرغب في التوصل إلى اتفاق».

* ضربة أوكرانية

على الصعيد الميداني أعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، إنه هاجم البنية التحتية في مصنع روسي للطائرات في منطقة سمولينسك، بالإضافة إلى تنفيذ الضربة الثانية في أسبوع على مستودع نفط في منطقة فارونيش، في حين قالت القوات الروسية إنها سيطرت على قرية فوفكوف في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

وزادت أوكرانيا وتيرة شن ضربات بعيدة المدى على روسيا في الأشهر القليلة الماضية، مما ألحق ضرراً بالبنية التحتية للطاقة والمرافق العسكرية الصناعية الروسية.

من جانب آخر، أقر جندي كوري شمالي أسير لدى أوكرانيا لمحققين يستجوبونه، بأن القوات الكورية الشمالية التي تقاتل إلى جانب الجيش الروسي في منطقة كورسك الروسية تكبدت خسائر بشرية فادحة، وفق ما أظهر مقطع فيديو رسمي نُشر الاثنين.

ووقع جنديان كوريان شماليان في أسر القوات الأوكرانية بمنطقة كورسك الحدودية، حيث تم نشر مقاطع فيديو لاستجوابهما.

ولم تعترف موسكو بنشر جنود من كوريا الشمالية لمساندتها في القتال بمنطقة كورسك، رغم تأكيدات من سيول وواشنطن.

لقاء سابق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ في قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية عام 2019 (رويترز)

ونشر زيلينسكي، الاثنين، مقطع فيديو لجندي كوري شمالي شاب طريح الفراش وهو يتحدث عن سقوط الكثير من القتلى منذ دخوله ميدان المعركة في 3 يناير (كانون الثاني). وكان الجندي يرد على سؤال حول أعداد القتلى والجرحى بين رفاقه.

وفي مقطع فيديو سابق، أفاد الجندي الشاب بأنه اختبأ في خندق عندما رأى رفاقه يسقطون قتلى خلال هجوم في 3 يناير، لكنه أُصيب هو نفسه وأُسِر بعد يومين. وأضاف الجندي الكوري الشمالي الأسير في الفيديو، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه خدم في وحدة استطلاع ولم يتدرب على استخدام الأسلحة الروسية بخلاف رفاقه. وزعم أنه نُقل من كوريا الشمالية إلى روسيا مع نحو 100 آخرين على متن سفينة شحن ثم قطار. وكشف أنه جرى تجنيده وهو في سن الـ17، مكرراً ادعاءات سابقة بعدم معرفته أنه متوجه إلى روسيا للقتال.


مقالات ذات صلة

شولتس: انتصار روسيا وانهيار أوكرانيا «لن يجلبا» السلام

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يدلي ببيان في برلين 13 فبراير 2025 (رويترز)

شولتس: انتصار روسيا وانهيار أوكرانيا «لن يجلبا» السلام

حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من مفاوضات تُفضي إلى انتصار روسي وانهيار لأوكرانيا، وعَدّ أن ذلك لن يجلب السلام، بل على العكس.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتفقد الغنائم العسكرية من حلف شمال الأطلسي التي تم الاستيلاء عليها في المعارك بأوكرانيا (أ.ب)

التقديرات أن ترمب لم يستسلم لبوتين في شأن أوكرانيا رغم اللهجة الودية بينهما

بات من الممكن القول إن العد العكسي لوضع حد للحرب في أوكرانيا قد بدأ، بعد المكالمتين الهاتفيتين للرئيس دونالد ترمب مع نظيريه الروسي والأوكراني.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا جندي أوكراني يقوم بدورية في شارع بجوار مبانٍ تضررت خلال القتال بين القوات الأوكرانية والروسية ببلدة تسيطر عليها أوكرانيا بمنطقة كورسك 16 أغسطس 2024 (رويترز)

أوكرانيا خسرت ثلثيْ ما كانت تسيطر عليه بمنطقة كورسك الروسية

أعلنت أوكرانيا أنها تسيطر على 500 كلم مربّع من منطقة كورسك الروسية، ما يعني أنّ قواتها خسرت ثلثي المساحة التي كانت تسيطر عليها في أغسطس.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ صورتا ترمب وبوتين على لعبة خشبية روسية تقليدية في أحد مخازن موسكو (إ.ب.أ)

ترمب يهاتف بوتين لإنهاء الحرب متخطياً أوكرانيا والدول الأوروبية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امتدت لـ90 دقيقة.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هيلسنكي عام 2018 (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: لقاء رفيع أميركي روسي أوكراني في السعودية الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس أن اجتماعا سيعقد في السعودية الأسبوع المقبل بين مسؤولين أميركيين وروس كبار ستشارك فيه أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«اعتداء ميونيخ» يلقي بظلاله على الانتخابات

خدمات الطوارئ في مكان الحادث بعد أن صدمت سيارة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحضرون مظاهرة لنقابة «فيردي» في ميونيخ بألمانيا... 13 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
خدمات الطوارئ في مكان الحادث بعد أن صدمت سيارة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحضرون مظاهرة لنقابة «فيردي» في ميونيخ بألمانيا... 13 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
TT

«اعتداء ميونيخ» يلقي بظلاله على الانتخابات

خدمات الطوارئ في مكان الحادث بعد أن صدمت سيارة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحضرون مظاهرة لنقابة «فيردي» في ميونيخ بألمانيا... 13 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
خدمات الطوارئ في مكان الحادث بعد أن صدمت سيارة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحضرون مظاهرة لنقابة «فيردي» في ميونيخ بألمانيا... 13 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

ألقى اعتداء نفذه طالب لجوء أفغاني في مدينة ميونيخ الألمانية، أمس، دهساً بسيارته، مما أوقع 28 جريحاً، بظلاله على حملة الانتخابات التشريعية في البلاد.

وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتس ترحيل منفذ الاعتداء قائلاً: «لا يمكن لهذا المجرم أن يتوقع أي رحمة. يجب معاقبته وعليه أن يغادر البلاد»، مندداً بـ«اعتداء مروع».

وأشعل الهجوم الجدل بشأن الهجرة وسط حملة الانتخابات المقررة في 23 من الشهر الحالي.

وسبق الهجوم وصول القادة المشاركين في مؤتمر ميونيخ للأمن المقرر، اليوم (الجمعة). واستعانت ولاية بافاريا بعناصر من الشرطة من ولايات أخرى؛ لتأمين المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام.

وأوضحت الشرطة أن المشتبه به (24 عاماً) اقترب بسيارته (طراز ميني كوبر) من مظاهرة نظمت بدعوة من نقابة «فيردي» لقطاع الخدمات، وتجاوز عندها آلية للشرطة كانت تحرس الموكب واقتحم المتظاهرين داهساً إياهم. وأوقفت الشرطة السيارة، وأوقفت الشاب المعروف لديها في قضايا مخدرات وسلب من المتاجر.