دعوات روسية للأسد لإطلاق مبادرة سياسية تجنباً لمزيد من التصعيد

الكرملين يتريث في توسيع المساعدة… و«تقييم الوضع» يحدد درجة التدخل

TT

دعوات روسية للأسد لإطلاق مبادرة سياسية تجنباً لمزيد من التصعيد

لافتة في شوارع دمشق للرئيس الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2022 (رويترز)
لافتة في شوارع دمشق للرئيس الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2022 (رويترز)

لم تبدد تصريحات الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف الخميس الغموض الذي أحاط بموقف الكرملين حيال التطورات المتسارعة في سوريا. وبدا أن الرئاسة الروسية تتريث في إعلان عزمها على توسيع تدخل حازم إلى جانب القوات الحكومية السورية، وتفضل مواصلة «تقييم الوضع» وفقاً لإعلان الناطق. وربطت أوساط روسية هذا الموقف بالرغبة في إيجاد «فهم أكبر لدور الأطراف الخارجية» في التطورات الجارية، فضلاً عن فحص مدى استعداد القيادة السورية والطرفين الإيراني والتركي لإيجاد تسوية توقف العمليات العسكرية وترسم ملامح توافقات جديدة لدفع المسار السياسي في سوريا.

الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف

وقال بيسكوف في إيجاز صحافي يومي، الخميس، إن «موسكو تراقب عن كثب ما يحدث في سوريا وتجري حواراً مستمراً مع دمشق». وأوضح الناطق الذي تجنب للمرة الأولى وصف الفصائل المسلحة بـ«الإرهابيين» أن بلاده «في الوقت الحالي تراقب بعناية شديدة ما يحدث في سوريا، (...) نحن في حوار مستمر مع أصدقائنا السوريين، ومع دمشق».

وأضاف أنه «سيكون من الممكن الحديث عن مدى المساعدة المطلوبة من روسيا للسلطات السورية لمحاربة المسلحين اعتماداً على تقييم الوضع في البلاد»، مضيفاً أن «روسيا قادرة على تقديم المساعدة العسكرية لدعم سوريا إذا لزم الأمر».

في السياق ذاته، قالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن «موسكو تتعاون بشكل وثيق مع السلطات فيما يتعلق بالوضع في البلاد».

وأوضحت في إفادة أمام الصحافيين: «بالطبع، نحن نتعامل أولاً مع دمشق الرسمية، ونحن على اتصال وثيق مع الأطراف، ولن أفصح عن جوهر هذه الاتصالات، لكن يمكنني تأكيدها». وزادت زاخاروفا أن المسلحين السوريين «لم يكونوا ليقرروا الهجوم دون دعم وتحريض من قوى خارجية»، مضيفة أنه «ليس هناك شك في أنهم ما كانوا ليقرروا مثل هذا العمل الجريء دون تحريض ودعم كامل من قوى خارجية تسعى إلى إثارة جولة جديدة من المواجهات المسلحة في سوريا، ودوامة من العنف».

وفي اتهام مباشر للغرب، قالت زاخاروفا إنه «لولا سنوات عديدة من التدخل الأجنبي، سواء في المرحلة الحالية أو مع الأخذ في الاعتبار ما يفعله الأميركيون والبريطانيون في البلاد بأشكال مختلفة، بالطبع، لم يكن ليحدث أي مما يحدث الآن».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل الرئيس السوري بشار الأسد بالكرملين الأربعاء في زيارة غير معلنة سابقاً (أ.ف.ب)

وقال معلقون روس إن كلمات بيسكوف حول «تقييم الوضع تعني فحص سلوك النظام في التعامل مع الأزمة المتفاقمة، والأخذ في الاعتبار ضرورة القيام بخطوات جدية لإظهار الميل نحو دفع مسار سياسي للحل».

ورأت أوساط روسية أن موسكو تحاول تجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية واسعة في سوريا، يمكن أن تفتح «جبهة كبيرة جديدة، في ظروف الانخراط في الحرب الأوكرانية ووصول المواجهة في البلد الجار إلى مستويات خطرة تهدد باندلاع مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي». لكن في الوقت ذاته، أشار خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» إلى أن «لدى موسكو خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها، خصوصاً إذا تفاقم التدهور الحالي وبات يشكل تهديداً مباشراً ينذر بانهيار مؤسسات الدولة والنظام». ورأى بعضهم أن السيطرة على حماة والتلويح باحتمال التقدم نحو حمص قد يشكل الإنذار الأخير الذي لا يمكن السماح بتفاقم الخطر بعده.

سوريون يعاينون الدمار إثر غارات روسية - سورية استهدفت منطقة إدلب شمال سوريا (إ.ب.أ)

في هذا الإطار، كان ملاحظاً أن بعض الخبراء وجزءاً واسعاً من التعليقات على المنصات الإلكترونية الروسية حملت الرئيس السوري مسؤولية التصعيد الحالي بسبب التعنت في إطلاق عملية سياسية جادة، والتهرب من التجاوب مع الجهود الروسية في ملف التقارب مع أنقرة وتقليص التصعيد حول منطقة خفض التصعيد في إدلب. فضلاً عن تردي الأحوال الداخلية بقوة بسبب سياسات الحكومة.

نقطة طبية مغلقة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري في حلب الأربعاء (رويترز)

وكتب مراسل عسكري روسي خدم في سوريا لسنوات أن «قوات النظام في أضعف حالاتها والفساد والفوضى مستشريان ولا يبدو أن هناك أفقاً لإصلاح الوضع».

ورغم ذلك، أشار خبراء إلى أن موسكو لا يمكن أن تسمح بانهيار مفاجئ للنظام لأن هذا من شأنه أن يدفع البلاد «نحو فوضى كاملة واقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة قد يعيد إلى الأذهان الكارثة التي حلت في رواندا».

كما كتب المستشار المقرب من وزارة الخارجية، رامي الشاعر، والمطلع على النقاشات الداخلية الروسية حول سوريا أن الموقف الروسي ينطلق من ضرورة الدفاع عن سيادة سوريا ووحدة أراضيها والعمل على استعادة السيادة السورية من خلال توافقات سورية - سورية وتعديل الدستور بما يلبي مصالح وتطلعات كل السوريين.

الرئيس السوري بشار الأسد خلال خطاب أمام مجلس الشعب الأحد (سانا)

مع ذلك، لاحظ المستشار أن «النظام للأسف في كثير من الحالات لا يتجاوب مع النصائح التي تقدمها موسكو، وعلى سبيل المثال، قد وعد الأسد شخصياً بالتجاوب مع جهودنا للتطبيع مع أنقرة لكنه قام على عكس ذلك بإطلاق تصريحات عدائية ضد تركيا». ولفت الدبلوماسي إلى أن «السوريين جميعاً وفي مقدمتهم الرئيس يدركون اليوم أن أمامهم فرصة أخيرة لإنقاذ البلاد وإلا فإن الشعب السوري الذي يعاني من وضع مأساوي وغير مقبول، لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الاستخفاف بمصيره».

وحملت هذه العبارة تحذيراً من تفاقم أوسع محتمل في سوريا، في حال واصلت السلطات تجنب القيام بخطوات سياسية لتخفيف حدة الاحتقان وإطلاق عملية حوار جدية مع المعارضة.

مخاوف من هبة الجنوب

في هذا الإطار رأى الشاعر في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن الأنظار مع احتدام المعارك في شمال ووسط سوريا تتجه إلى الجنوب، مبدياً مخاوف من هبات شعبية في المنطقة التي «عانى أهلها طويلاً. ونجحت الوساطات الروسية في السابق في تخفيف الاحتقان، ومنع وقوع صدامات واسعة (...)».

مركز للمصالحات في درعا جنوب سوريا (أرشيفية - الشرق الأوسط)

لكن الأهالي في المقابل وُعدوا باقتراب إطلاق عملية سياسية تنظم الانتقال السلمي للسلطة وفق القرار 2254 وطال انتظارهم ولم يتم إطلاق أي عملية سياسية.

وزاد، أن المطلوب من الأسد حالياً التقدم سريعاً بمبادرة لعقد لقاء مع ممثلي المعارضة والوجهاء في المدن والمحافظات وممثلي الفصائل المسلحة، لوضع آليات لتسوية سياسية، مضيفاً أنه «من الملح دعوة اللجنة الدستورية للانعقاد في دمشق وبضمانات كاملة للبدء في ترتيب عملية الانتقال السلمي للسلطة ووضع دستور جامع للبلاد (...)»، مشدداً: «لا أرى مدخلاً آخر لتفادي الانزلاق نحو مواجهة انتفاضات شعبية واسعة في المحافظات بما في ذلك درعا والسويداء».


مقالات ذات صلة

تعويل تركي على انفتاح ترمب على موقفها من «قسد»

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

تعويل تركي على انفتاح ترمب على موقفها من «قسد»

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
خاص مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية (الصف الأمامي يسار) يقود متطوعين في دورية راجلة بحي الميدان الدمشقي (الشرق الأوسط)

خاص «الشرق الأوسط» تستطلع عمل دوريات أهلية وسط دمشق

بلباس مدني وأسلحة خفيفة ومتطوعين شكلوا لجاناً أمنية، قرر مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية، قيادة شبان حي الميدان، لحماية البيوت والمحلات بعد سقوط نظام الأسد.

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر تتبع قوات سوريا الديمقراطية (قناتهم عبر تطبيق «تلغرام»)

مقتل 8 من عناصر «قسد» في معارك بشمال وشرق سوريا

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الاثنين، مقتل 8 من عناصرها، خلال المعارك في مناطق شمال وشرق سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)

دمشق ترفض تكتلاً خاصاً بالأكراد في الجيش

رفضت دمشق وجود تكتل خاص بالأكراد في الجيش، وقال وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، إنه لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات.


​أوروبا تحبس أنفاسها على أعتاب ولاية ترمب الثانية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)
TT

​أوروبا تحبس أنفاسها على أعتاب ولاية ترمب الثانية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

العالم الذي يبدأ فيه دونالد ترمب ولايته الثانية رئيساً للولايات المتحدة، لا يشبه كثيراً العالم الذي فاز فيه برئاسته الأولى عام 2016. في أوروبا تخوض روسيا حرباً ضروساً ضد أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، والاتحاد الأوروبي ما زال يتردد في وضع الركائز الأساسية لاستراتيجية دفاعية موحدة تحجز له مقعداً في الصف الأمامي من المشهد الجيوسياسي الجديد، فيما تقضّ تصريحات ترمب المتعاقبة وتهديداته مضاجع المسؤولين في باريس وبرلين وبروكسل، وتطرب لها آذان القيادات الحاكمة في روما وبودابست ومن لفّ لفيفها من القوى والأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تتطلع إلى «عصر ذهبي» تتفتح براعمه خلال الحقبة الترمبية الثانية.

لم تعد المؤسسات الأوروبية الكبرى تخفي قلقها من تداعيات الرياح الأميركية الجديدة، التي بدأت تهب على العالم حتى قبل جلوس ترمب في المكتب البيضوي، وها هو رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يعلن قُبيل سفره إلى واشنطن لحضور حفل التنصيب، أن ولاية ترمب الثانية ستطلق أجنحة اليمين الأوروبي الجديد، ويبشّر أوربان بحقبة ذهبية في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ويقول: «أعلن انطلاق المرحلة الثانية من الهجوم الكبير الذي يهدف إلى احتلال أوروبا».

أميركي يعتمر قبعة عليها صورة ترمب بواشنطن الاثنين (رويترز)

وخلافاً لما كان عليه الوضع إبّان ولايته الأولى، حين كانت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا مجرد مشاريع هامشية في المشهد السياسي، أصبح حلفاء ترمب الأوروبيون اليوم على جانب من النفوذ، في الحكم وخارجه، وعلى تناغم تام مع أفكاره ومواقفه الراديكالية حول الهجرة والبيئة والقضايا الاجتماعية، ويشاطرون رؤيته الجيوسياسية لعالم تقوم فيه التحالفات على المصالح التجارية وليس على الأفكار والمعتقدات السياسية. ولم يعد سراً أن المخاوف الأوروبية الكبرى ليست مقصورة على التدابير التجارية المزمعة للرئيس الأميركي الجديد، بل إن أخطرها قد يأتي من «وصفته» لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، ومن مصير العباءة الدفاعية التي يؤمنها الحلف الأطلسي للدول الأوروبية.

العهد الأميركي الجديد يعرف أن «أحصنة طروادة» التي تفاخر بنصرته في أوروبا لم تعد تلك الأحزاب المنبوذة، التي فرضت عليها القوى التقليدية حجراً صحياً منذ عقود، ومنعت وصولها إلى مواقع القرار والسلطة، بل أصبحت في مراكز الحكم وتتوثّب اليوم، مدعومة بسخاء من الأوليغارشية الرقمية، لتوسيع دائرة شعبيتها ونفوذها المباشر بعد أن صارت تشكّل الكتلة الثالثة في البرلمان الأوروبي.

اجتماع سابق لترمب مع قادة «الناتو» في بروكسل (أرشيفية - رويترز)

وهي لم تنم فحسب على الصعيد الانتخابي، في ألمانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا وإسبانيا ورومانيا، بل إن أفكارها وطروحاتها أصبحت تلقى تجاوباً واسعاً في أوساط الرأي العام، وتكاد تتطابق مع تلك التي يطلقها ترمب مثلاً حول الهجرة، أو حول الحرب في أوكرانيا. فكرة الجدار لمنع دخول المهاجرين مثلاً كانت مرفوضة على امتداد المشهد السياسي والاجتماعي في أوروبا، أما اليوم فإن عدداً من الدول الأوروبية يدرس سياسات لمنع الهجرة غير الشرعية التي لا تقلّ راديكالية عن فكرة الجدار.

الانتخابات الأوروبية، التي أجريت مطالع الصيف الماضي أظهرت مدى صعود الموجة اليمينية المتطرفة، وزعزعت أركان الحكم في فرنسا وألمانيا، وأثمرت البرلمان الأوروبي الأكثر جنوحاً نحو اليمين منذ تأسيسه. لكن ذلك لم يكن سوى انعكاس مباشر لواقع ملموس منذ سنوات في الدول الأعضاء، وأصبح اليمين المتطرف اليوم طرفاً في ائتلافات حاكمة، أو طرفاً أساسياً داعماً لها، في إيطاليا والسويد وفنلندا والجمهورية التشيكية وهولندا والمجر وكرواتيا، وهو يتفاوض حالياً للوصول إلى الحكم في النمسا، فضلاً عن أن القوى اليمينية المتطرفة تتطلع إلى زيادة شعبيتها ونفوذها في الانتخابات الألمانية أواخر الشهر المقبل، والرومانية في الربيع، والتشيكية في خريف العام الحالي.

دونالد ترمب يتحدث إلى جانب فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان 28 يونيو 2019 (أرشيفية - رويترز)

تكفي نظرة سريعة على قائمة المدعوين الأوروبيين إلى حفل التنصيب في واشنطن، لنتبيّن حجم «جبهة الإسناد» الأوروبية لترمب داخل الاتحاد الأوروبي: من الإيطالية جورجيا ميلوني إلى المجري فيكتور أوربان، ومن الإسباني سانتياغو أباسكال، إلى تينو شروبالا من «البديل من أجل ألمانيا»، ومن الفرنسي إريك زمور إلى البرتغالي أندريه فينتورا. ميلوني هي الوحيدة بين قادة الاتحاد التي قررت حضور حفل التنصيب، فاتحة بذلك ثغرة جديدة مع شركائها الأوروبيين، يرجح أن تتعمق أكثر في الأشهر المقبلة. لكن الأخطر من ذلك هو أن عودة ترمب تمنح هذه الأحزاب جواز عبور إلى المشهد السياسي الطبيعي في أوروبا، وتتيح للإدارة الجديدة التأثير المباشر في السياسات الأوروبية، والقدرة على زرع الشقاق لفتح الطريق أمام سياساتها التجارية والتكنولوجية، خاصة بعد دخول اصطفاف الشركات التكنولوجية الضخمة إلى جانب الرئيس الأميركي الجديد، ومساعيها المعروفة للالتفاف على القواعد الأوروبية.

ترمب من جهته أوضح غير مرة أنه يريد تصحيح الخلل في الميزان التجاري مع أوروبا، عن طريق رفع الرسوم الجمركية، وزيادة الاستثمارات الأوروبية في الولايات المتحدة، فضلاً عن مطالبته برفع نسبة مساهمات الأعضاء الأوروبيين في ميزانية الحلف الأطلسي، وزيادة مشاركتهم في جهود إعمار أوكرانيا. لكن الهاجس الأوروبي الأكبر يبقى في الحفاظ على وحدة الصف والموقف أمام الضغوط والتهديدات الأميركية.