فرنسا: جدل بشأن اقتراح قانون يحظر على القاصرين حضور عروض مصارعة الثيران

الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)
الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

فرنسا: جدل بشأن اقتراح قانون يحظر على القاصرين حضور عروض مصارعة الثيران

الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)
الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)

يدرس مجلس الشيوخ الفرنسي الخميس اقتراح قانون يرمي إلى حظر «مصارعة الثيران ومصارعة الديوك بحضور مَن هم تحت سن السادسة عشرة» من أجل «حمايتهم من مشاهد العنف»، لكنّ احتمال إقراره ضئيل في وقت يندد فيه المعنيون بقطاع مصارعة الثيران بما رأوا فيه حدّاً من «الحرية»، وإساءة إلى «التقاليد».

تقول كريستين بانولس، العضوة في جمعية «لا إمبيستيدا» لمصارعة الثيران في بويارغ بجنوب فرنسا: «ينبغي منح كل والد وكل طفل حرية الاختيار».

وتعد المرأة الخمسينية أنّ اقتراح القانون «يرمي إلى القضاء على مصارعة الثيران»، مضيفة: «في حال أوقفنا نقل قيم مصارعة الثيران للأطفال، فسوف يحجمون مستقبلاً عن ارتياد حلبات مصارعة الثيران، وسينتهي هذا التقليد».

منذ عام 2012، تنظّم جمعية «لا إمبيستيدا» خلال منتصف أكتوبر (تشرين الأول) في حلبات بويارغ، أحد العروض الأخيرة ضمن موسم مصارعة الثيران، مع مصارعي ثيران من الطلاب الشباب.

هذا العام، شارك ثلاثة من «النوفييروس» (أي المتدرّبين على مصارعة الثيران) الإسبان، مرتدين ملابسهم الزاهية، في عروض لمصارعة الثيران تحت المطر، وقتلوا ستة ثيران صغيرة من مزارع فرنسية لتربية هذه الحيوانات.

وفي المدرجات الممتلئة تقريباً، حضر نحو عشرة قاصرين بينهم أطفال لمشاهدة نوفيّادا، وهي عروض بين ثيران صغيرة ومصارعين لا يزالون متدرّبين. ولا يدفع هؤلاء القاصرون رسم الدخول البالغ 15 يورو (16 دولاراً) في حال كان برفقتهم شخص بالغ.

من بين الحاضرين نجل ماكسيم، وهو صبي يبلغ ثماني سنوات، يقول والده إنه يحب مصارعة الثيران.

ويضيف ماكسيم (36 عاماً) الذي يصطحب ابنه إلى هذه العروض لـ«إسعاده»: «كنت أخشى أن يؤثر قتل الثور عليه، لكنه لم يشعر بصدمة كبيرة».

ويضيف ماكسيم، وهو أحد القلائل الذين لم يغضبوا من الاقتراح: «سنتوقّف عن حضور هذه الفعاليات» في حال أُقرّ اقتراح القانون.

وتدافع لوديفين بوير بدورها عن هذا «التقليد»، وترى خلال حضورها إلى الحلبة مع مجموعة من صديقاتها وابنتها البالغة أربع سنوات، أنّ حضور الصغار عروض مصارعة الثيران «مهم»، لكن من دون «إجبارهم» على ذلك.

وتقول المرأة البالغة 36 عاماً: «نعم، من الصعب أن يروا ثوراً يُقتل، لكن تعرض قطة للدهس أمر قاسٍ لهم أيضاً»، عادّةً أنّ اصطحاب الأطفال إلى عروض مصارعة الثيران «هو خيار للوالدين، ويندرج في إطار التعليم (...) نحن في بلد الحريات».

وتُعدّ فرنسا، حيث تُنظَّم عروض مصارعة الثيران في المنطقة الجنوبية فقط وتحديداً في بايون ومون دو مارسان ونيم وأرل وبيزييه، إحدى الدول الثماني في العالم التي لا تزال تُقام فيها هذه العروض. وتعتزم كولومبيا حظرها عام 2027.

وفي معظم البلدان التي تُعدّ فيها مصارعة الثيران قانونية، يُسمح بحضور القُصّر الذين عليهم أحياناً أن يكونوا برفقة بالغين. وثمة بعض حالات الحظر، كما في منطقة غاليسيا الإسبانية التي تُمنع فيها مشاهدة مصارعة الثيران للأطفال دون سن 12 عاماً.

وفي نهاية عام 2022، أحدث اقتراح قانون آخر بحظر مصارعة الثيران نهائياً تقدّم به اليسار الراديكالي، جدلاً حادّاً في مجلس النواب قبل أن يسحبه معدّه، في ظل طرح مئات التعديلات التي تهدف، على حد قوله، إلى «عرقلة» المناقشة.

ويرى الأستاذ في مركز مصارعة الثيران في نيم مارك جاميه الذي يدرّب العشرات ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و22 عاماً، أن حظر مصارعة الثيران على القصّر هو خطوة غير موفقة، عادّاً أنّ نقل هذا التقليد من جيل إلى آخر سيتوقّف.

ويقول مصارع الثيران السابق ريشار ميليان الذي يدير مدرسة مصارعة الثيران الوحيدة في جنوب غربي فرنسا، وتحديداً في كاونا: «هم أطفال يذهبون لمشاهدة مصارعة الثيران مع جدهم أو آبائهم الذين تعرضوا للدغات بعوض محلي».

شاهد إلياس (13 سنة) أول عرض لمصارعة الثيران عندما كان في الثالثة، ويتدرب راهناً في نيم ليحقق حلمه بأن يصبح مصارع ثيران. يقول: «عندما كنت صغيراً، كنت أقول في قرارة نفسي إنني قد أصبح مثل الرجل الواقف في منتصف الحلبة».

ولاستقطاب الشباب، حدّد اتحاد مدن تورين الفرنسية (UVTF) أسعاراً مناسبة لهم، ووفّر هذا العام أماكن لـ2300 شخص لا تتخطى أعمارهم 25 عاماً.


مقالات ذات صلة

مارين لوبن تدفع ببراءتها في قضية اختلاس أموال أوروبية

أوروبا مارين لوبن (رويترز)

مارين لوبن تدفع ببراءتها في قضية اختلاس أموال أوروبية

دفعت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن، المتّهمة باختلاس أموال البرلمان الأوروبي، ببراءتها الاثنين أمام المحكمة في إطار استجوابها للمرة الأولى في قضية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الحكومة الفرنسية ميشال بارنييه (إ.ب.أ)

فرنسا: الجمعية الوطنية تُسقط مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة

أُسقطت مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة الفرنسية في الجمعية الوطنية، قدّمها ائتلاف اليسار والاشتراكيين والخضر واليسار الراديكالي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

فرنسا «تضمحل»... فهل يستطيع ماكرون استعادة مكانته على الساحة الدولية؟

سيسعى الرئيس ماكرون لإعادة إثبات موقع فرنسا القوي على الساحة الدولية، بعد شهرين من الفوضى السياسية التي شهدتها بلاده، وذلك في الأمم المتحدة، ثم في كندا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه ورئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس (أ.ب)

بارنييه يأمل إعلان تشكيل حكومته وتظاهرات لليسار في فرنسا

يأمل رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه أن يعلن تشكيل حكومته «قبل الأحد»، في حين يتظاهر قسم من اليسار مجدداً، اليوم، للتنديد بالتوجهات السياسية للحكومة.

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان (أ.ف.ب)

لوبان تطالب بانتخابات تشريعية جديدة في فرنسا العام المقبل

طالبت زعيمة اليمين المتطرّف الفرنسي، مارين لوبان، السبت، بإجراء انتخابات برلمانية جديدة العام المقبل، محذّرة من أن الوضع السياسي في البلاد «لا يمكن أن يستمر».

«الشرق الأوسط» (باريس)

ماذا نعرف عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أُطلق على أوكرانيا؟

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي خلال إطلاق تجريبي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
صاروخ «يارس» الباليستي الروسي خلال إطلاق تجريبي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
TT

ماذا نعرف عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أُطلق على أوكرانيا؟

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي خلال إطلاق تجريبي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
صاروخ «يارس» الباليستي الروسي خلال إطلاق تجريبي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بإطلاق بلاده صاروخاً جديداً فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح، غير المعروف حتى الآن، استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب.

فيما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أُطلق عليه اسم «أوريشنيك»:

آلاف الكيلومترات

حتى استخدامه يوم الخميس، لم يكن هذا السلاح الجديد معروفاً. ووصفه بوتين بأنه صاروخ باليستي «متوسط المدى»، يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي قبل إطلاقه (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

وحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية؛ مما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعطِ أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدّد بإعادة استخدامه.

تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أُطلق منها صاروخ «أوريشنيك»، الخميس، حسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريباً 1000 كيلومتر.

وإذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها على 5500 كيلومتر) يمكن لـ«أوريشنيك» إذا أُطلق من الشرق الأقصى الروسي نظرياً أن يضرب أهدافاً على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وقال الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، بافيل بودفيغ، في مقابلة مع وسيلة الإعلام «أوستوروزنو نوفوستي»، إن «(أوريشنيك) يمكنه (أيضاً) أن يهدّد أوروبا بأكملها تقريباً».

وحتى عام 2019 لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقّعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.

لكن في عام 2019 سحب دونالد ترمب واشنطن من هذا النص، متهماً موسكو بانتهاكه؛ مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.

3 كلم في الثانية

أوضحت نائبة المتحدث باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، للصحافة، الخميس، أن «(أوريشنيك) يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ الباليستي العابر للقارات RS - 26 Roubej» (المشتق نفسه من RS - 24 Yars).

وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف، على تطبيق «تلغرام»، إن «هذا النظام مكلف كثيراً، ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة»، مؤكداً أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة تزن «عدة أطنان».

في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح «RS - 26 Roubej»، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، حسب وكالة «تاس» الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع «بالتزامن» مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة «Avangard» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويُفترض أنها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريباً.

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي على متن شاحنة مدولبة (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

حسب بوتين فإن الصاروخ «أوريشنيك» «في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت» يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، «أو 2.5 إلى 3 كيلومترات في الثانية» (نحو 12350 كلم في الساعة). وأضاف: «لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي لمثل هذه الأسلحة».

عدة رؤوس

أخيراً، سيتم تجهيز «أوريشنيك» أيضاً بشحنات قابلة للمناورة في الهواء؛ مما يزيد من صعوبة اعتراضه.

وشدد بوتين على أن «أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حالياً في العالم، وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا، لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد».

وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة -حسب الخبراء- إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل. يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مساراً مستقلاً عند دخوله الغلاف الجوي.