قال برايان لانزا، المستشار الكبير للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إن الإدارة ستركز على تحقيق السلام في أوكرانيا بدلاً من تمكينها من استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا.
وأضاف لانزا، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن «إدارة ترمب ستطلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نسخته من رؤية واقعية للسلام وإذا جاء زيلينسكي إلى الطاولة وقال، حسناً، لا يمكننا تحقيق السلام إلا إذا كانت لدينا شبه جزيرة القرم، فإنه يُظهر لنا أنه غير جاد، فقد اختفت شبه جزيرة القرم».
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، وبعد ثماني سنوات، شنت غزواً واسع النطاق لأوكرانيا واحتلت أراضي في شرق البلاد.
وقال ترمب باستمرار إن أولويته إنهاء الحرب ووقف ما يصفه بأنه استنزاف للموارد الأميركية، في شكل مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
ومع ذلك، لم يكشف بعد عن الكيفية التي ينوي بها القيام بذلك، ومن المرجح أن يسمع رؤى متنافسة لمستقبل أوكرانيا من مستشاريه المختلفين.
ولم يذكر لانزا، المستشار السياسي لترمب منذ حملته الانتخابية عام 2016، مناطق في شرق أوكرانيا، لكنه قال إن استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا «أمر غير واقعي وليس هدف الولايات المتحدة».
وتابع: «عندما يقول زيلينسكي إننا لن نوقف هذا القتال ولن يكون هناك سلام إلا بمجرد عودة شبه جزيرة القرم، سيكون لدينا أخبار للرئيس زيلينسكي: لقد اختفت شبه جزيرة القرم وإذا كانت هذه هي أولويتك لاستعادة شبه جزيرة القرم وجعل الجنود الأميركيين يقاتلون من أجل استعادتها، فأنت وحدك».
ولم تنشر الولايات المتحدة جنوداً قطّ للقتال في أوكرانيا، ولم تطلب كييف من القوات الأميركية القتال نيابة عنها وطلبت فقط المساعدة العسكرية الأميركية لتسليح جنودها.
وقال لانزا إنه يكن احتراماً كبيراً للشعب الأوكراني، ووصفه بأنه يمتلك قلوب الأسود، لكن قال إن أولوية الولايات المتحدة «السلام ووقف القتل وما سنقوله لأوكرانيا هو: هل تعلم ماذا ترى؟ ما الذي تراه رؤية واقعية للسلام، إنها ليست رؤية للفوز، لكنها رؤية للسلام. ولنبدأ في إجراء محادثة صادقة».
ومن المتوقع أن يتعامل ترمب مع محادثات السلام في دائرة قريبة من المساعدين بمجرد توليه منصبه.
وقال مساعد لم يُكشف عن اسمه في مجلس الأمن القومي خدم سابقاً تحت قيادة ترمب لصحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم الأربعاء: «أي شخص بغض النظر عن مدى كبره في دائرة ترمب يدعي أن لديه وجهة نظر مختلفة أو نافذة أكثر تفصيلاً على خططه بشأن أوكرانيا، ببساطة لا يعرف عما يتحدث فهو يتخذ قراراته الخاصة بشأن قضايا الأمن القومي، وقد فعل ذلك عدة مرات في الوقت الحالي».
وتحدث ترمب إلى زيلينسكي بعد فوزه في الانتخابات، وشارك الملياردير إيلون ماسك أيضاً في المكالمة.
وقال مصدر في المكتب الرئاسي الأوكراني لـ«هيئة الإذاعة البريطانية»، إن «المحادثة الجيدة» بين زيلينسكي وترمب استمرت «نحو نصف ساعة ولم تكن للحديث عن أشياء جوهرية للغاية، لكنها كانت دافئة وممتعة بشكل عام».
واتهم المعارضون الديمقراطيون ترمب بالتقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقولون إن نهجه في الحرب يرقى إلى الاستسلام لأوكرانيا مما يعرض أوروبا بأكملها للخطر.
وفي الشهر الماضي، قدم زيلينسكي «خطة نصر» للبرلمان الأوكراني تضمنت رفض التنازل عن أراضي أوكرانيا وسيادتها.
وخلال حملته الانتخابية، قال ترمب مراراً وتكراراً إنه يمكنه إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا «في يوم واحد»، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وقالت ورقة كتبها اثنان من رؤساء الأمن القومي السابقين في مايو (أيار): «إن الولايات المتحدة يجب أن تستمر في توريد الأسلحة»، لكنها تجعل الدعم مشروطاً بدخول كييف في محادثات سلام مع روسيا.
وقالت الورقة: «إن أوكرانيا يجب ألا تتخلى عن آمالها في استعادة كل أراضيها من الاحتلال الروسي، لكن يجب عليها التفاوض على أساس خطوط المواجهة الحالية».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هنأ بوتين ترمب على فوزه في الانتخابات وقال إن ادعاء ترمب بأنه يستطيع المساعدة في إنهاء الحرب بأوكرانيا «يستحق الاهتمام على الأقل».
وانتقد لانزا أيضاً الدعم الذي قدمته إدارة بايدن والدول الأوروبية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي، وقال: «الواقع على الأرض هو أن الدول القومية الأوروبية والرئيس بايدن لم يمنحوا أوكرانيا القدرة والأسلحة للفوز بهذه الحرب في البداية وفشلوا في رفع القيود المفروضة على أوكرانيا للفوز».
وفي وقت سابق من هذا العام، وافق مجلس النواب الأميركي على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا للمساعدة في مكافحة الغزو الروسي.