​زيلينسكي ونظيره الكوري الجنوبي يدينان بشدة التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا

إصابات مدنية في استهداف لكييف... وموسكو تواصل تقدمها في محيط خاركيف

مضادات أوكرانية تتصدى للهجمات الروسية في كييف (رويترز)
مضادات أوكرانية تتصدى للهجمات الروسية في كييف (رويترز)
TT

​زيلينسكي ونظيره الكوري الجنوبي يدينان بشدة التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا

مضادات أوكرانية تتصدى للهجمات الروسية في كييف (رويترز)
مضادات أوكرانية تتصدى للهجمات الروسية في كييف (رويترز)

ترافق التصعيد المستمر في وتيرة المعارك في الحرب الروسية - الأوكرانية، مع تصاعد وتيرة مؤشرات انخراط كوريا الشمالية فيها، وما يعنيه ذلك من ارتفاع حدّة التوتر مع جارتها الجنوبية والدول الغربية في الإجمال.

وأعلن مسؤولون عسكريون أوكرانيون، عبر منصة «تلغرام» الأربعاء، إصابة تسعة أشخاص على الأقل بجروح جراء هجمات روسية بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف خلال الليل.

وسقط حطام طائرة مسيّرة على مبنى سكني متعدد الطوابق في منطقة بغرب كييف، ما أدى إلى اندلاع النيران في عدد من الشقق. كما تم الإعلان عن وقوع أضرار في مبنى روضة أطفال... ويمثل هذا الهجوم التاسع عشر بطائرات مسيّرة على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحده.

من أجواء كييف خلال القصف الروسي ليل الثلاثاء - الأربعاء (رويترز)

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن الجيش الروسي شن هجمات باستخدام 62 طائرة مسيّرة ضد أهداف في أوكرانيا، حيث تم إسقاط 33 طائرة مسيّرة في أكثر من 10 مناطق، بينما فقد الاتصال بـ25 أخرى.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم إسقاط 23 طائرة مسيّرة أوكرانية في ست مناطق روسية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت ودمرت، خلال ليل الثلاثاء - الأربعاء، 23 طائرة مسيّرة أوكرانية.

وقال البيان: «حاول نظام كييف تنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيّرة على أهداف في أراضٍ بروسيا الاتحادية، وتم اعتراض وتدمير 23 طائرة أوكرانية مسيّرة من قِبل أنظمة الدفاع الجوي»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

مبنى أصيب بالقصف الروسي في كييف (رويترز)

وأضاف البيان: «اعترضت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة، ودمرت 23 طائرة مسيّرة أوكرانية، حيث تم تدمير 7 طائرات مسيّرة فوق أراضي مقاطعة روستوف، و5 فوق مقاطعة كورسك، و4 فوق مقاطعة سمولينسك، و3 فوق مقاطعتي أوريول وبريانسك، وواحدة فوق مقاطعة بيلغورود».

كما أعلنت موسكو أن قواتها سيطرت على بلدة كروغلياكيفكا في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، حيث تكثّف ضغوطها على القوات الأوكرانية. وكانت هذه البلدة موطناً لنحو 1200 شخص قبل الحرب، وتقع على مسافة 20 كيلومتراً جنوب كوبيانسك، وتحاول موسكو محاصرتها.

وقالت وزارة الدفاع في مؤتمر صحافي، الأربعاء، إن وحدات الجيش الروسي «حرّرت بلدة كروغلياكيفكا في منطقة خاركيف» مستخدمة الاسم الروسي للقرية.

وأجبرت كييف القوات الروسية على الابتعاد عن كوبيانسك وجزء كبير من منطقة خاركيف في أواخر عام 2022، لكن القوات الروسية عادت بقوة وهي تكثف ضغطها على الجنود الأوكرانيين المنهكين. وتحرز تقدماً متواصلاً على الجبهة منذ نحو عام بوجه القوات الأوكرانية الأقل تجهيزاً وعتاداً.

وسيطر الجيش الروسي على مساحة 478 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا منذ مطلع أكتوبر ما يشكّل أكبر تقدم له خلال شهر منذ مارس (آذار) 2022 والأسابيع الأولى من الغزو، وفق تحليل وضعته «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى بيانات «المعهد الأميركي لدراسة الحرب»، بتحقق ثلثي التقدم (324 كيلومتراً مربعة) في منطقة دونيتسك.

التكلفة البشرية

إلى ذلك، أعلنت كييف ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022، إلى نحو 693 ألفاً و640 جندياً، بينهم أكثر من ألف لقوا حتفهم، أو أصيبوا بجروح خلال اليومين الماضيين.

مبنى متضرر بالقصف الروسي في كييف (إ.ب.أ)

وجاء في بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) الأربعاء، أن القوات الأوكرانية دمرت منذ بداية الحرب 9137 دبابة، منها 8 دبابات الثلاثاء، و18433 مركبة قتالية مدرعة، و19955 نظام مدفعية، و1242 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و986 من أنظمة الدفاع الجوي.

وأضاف البيان، أنه تم أيضاً تدمير 369 طائرة حربية، و329 مروحية، و17979 طائرة مسيّرة، و2625 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و27840 من المركبات وخزانات الوقود، و3567 من وحدات المعدات الخاصة.

«العامل الكوري»

وفي سيول، ذكرت وكالة الاستخبارات العسكرية في كوريا الجنوبية أن فريقاً متقدماً من القوات الكورية الشمالية ربما تم نشره على الخطوط الأمامية في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وأبلغت الوكالة المشرعين بالمعلومات خلال مراجعة برلمانية منتظمة، حسبما قال النائب لي سونغ كيون من حزب «قوة الشعب» الحاكم، والنائب بارك سون وون من «الحزب الديمقراطي»، وهو حزب المعارضة الرئيسي، طبقاً لما ذكرته «وكالة يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء الأربعاء.

مدفع روسي في منطقة كورسك (أ.ب)

ورداً على سؤال حول تقارير إخبارية أجنبية تشير إلى نشر قوات كورية شمالية على الخطوط الأمامية في الحرب، قالت الوكالة: «لا توجد معلومات دقيقة حتى الآن تفيد بأن القوات الكورية الشمالية المنتشرة موجودة على الخطوط الأمامية». لكنها أضافت: «هناك احتمال أن تكون بعض الوحدات المتقدمة قد تم إرسالها إلى الخطوط الأمامية».

وأضافت الوكالة أن «حشد القوات باتجاه ساحات القتال، بما في ذلك منطقة كورسك الحدودية في غرب روسيا، يبدو وشيكاً».

وأفادت بيان، الأربعاء، بأن الرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوك - يول، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجريا محادثة هاتفية، وأدانا بشدة إرسال كوريا الشمالية قواتها إلى روسيا، واتفقا على تبادل المعلومات حول ساحات القتال بشكل نشط لتنسيق التدابير المضادة.

وقال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية، في بيان: «أدان الرئيسان بشدة التعاون العسكري غير القانوني بين كوريا الشمالية وروسيا، بما في ذلك نقل الأسلحة ونشر القوات، واتفقا على السعي لإجراء مشاورات استراتيجية من أجل استجابة مشتركة». وقال الرئيس يون إن كوريا الجنوبية «لن تتغاضى عن تعميق العلاقات العسكرية بين بيونغ يانغ وموسكو»، متعهداً باتخاذ «إجراءات تدريجية استجابة للتهديدات الأمنية الزائدة».

وأضاف يون: «تتخذ كوريا الشمالية خطوات غير مسبوقة وخطيرة من خلال نشر قوات خاصة في روسيا، متجاوزة مجرد تقديم الدعم العسكري»، مؤكداً على ضرورة التواصل الوثيق والاستجابة المنسقة بين كوريا الجنوبية وأوكرانيا.

وأعرب يون عن قلقه إزاء احتمال قيام موسكو بنقل تكنولوجيا عسكرية حساسة إلى بيونغ يانغ مقابل نشر القوات، وحصول القوات الكورية الشمالية على خبرة قتالية من الصراع في أوكرانيا، مما قد يشكل خطراً أمنياً كبيراً ضد كوريا الجنوبية.

وبدوره، قال زيلينسكي إنه اتفق مع يون على «تعزيز التواصل على جميع المستويات لبناء استراتيجيات، وتدابير مضادة للرد على التصعيد الناتج عن تورط كوريا الشمالية في الحرب في أوكرانيا».

من أحد شوارع كييف (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، إن الجانبين اتفقا على تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات، وتكثيف الاتصالات على جميع المستويات، خصوصاً على أعلى المستويات: «من أجل تطوير استراتيجية عمل وإجراءات مضادة لمعالجة هذا التصعيد، وإشراك الحلفاء المشتركين مع البلدين في التعاون».

وأضاف زيلينسكي: «في جزء من هذا الاتفاق، ستقوم أوكرانيا وكوريا الجنوبية قريباً بتبادل الوفود لتنسيق الإجراءات».

وذكر زيلينسكي أنه شارك بيانات حول نشر ثلاثة آلاف جندي كوري شمالي في منشآت تدريب روسية بالقرب من ساحة المعركة، مع توقعات بزيادة العدد إلى نحو 12 ألف جندي. وأضاف أنه تقدم بالشكر إلى يون على «الدعم المستمر الذي تقدمه كوريا الجنوبية لبلاده، وعلى المساعدات المالية والإنسانية التي قدمتها وتعهدت بها».

ثقافة

إلى ذلك، عدّت وزيرة الثقافة الألمانية كلاوديا روت أن حرب روسيا ضد أوكرانيا «تستهدف الثقافة الأوكرانية والهوية الثقافية للبلاد»، وتعهدت بمواصلة الدعم الألماني للفنون الأوكرانية.

وقالت روت لـ«وكالة الأنباء الألمانية» في اليوم الثاني من زيارتها لمدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا: «هذه حرب موجهة عمداً ضد الثقافة والهوية الثقافية لأوكرانيا».

وتفقدت روت الأضرار الناجمة عن القصف الروسي على المواقع الثقافية، بما في ذلك «كاتدرائية التجلي»، وبيت العلماء، ومتحف الأدب. وشدّدت على أهمية الدعم الألماني المستمر للقطاع الثقافي في أوكرانيا، وسلطت الضوء على الحاجة إلى «حماية الأصول الثقافية، وإنتاج الكتب والأفلام، والتعاون مع المتاحف، ورقمنة الأعمال الفنية».


مقالات ذات صلة

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

كشف تقرير صحافي أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على عدة شركات صينية يُزعم أنها ساعدت شركات روسية في تطوير طائرات مسيرة هجومية تم استخدامها ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)

مدير المخابرات الروسية: نرغب في «سلام راسخ وطويل الأمد» في أوكرانيا

قال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية إن بلاده تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا؛ لأن موسكو بحاجة إلى «سلام راسخ وطويل الأمد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

قال ضابط روسي هارب إنه في اليوم الذي تم فيه شن الغزو في فبراير 2022 كانت قاعدة الأسلحة النووية التي كان يخدم فيها «في حالة تأهب قتالي كامل».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون من لواء المدفعية 43 يطلقون مدفعاً ذاتي الحركة من طراز 2S7 باتجاه مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

محللون: روسيا تتقدم في أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ بداية الحرب

يقول محللون ومدونو حرب إن القوات الروسية تتقدم في أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للغزو عام 2022، حيث سيطرت على منطقة كبيرة خلال الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)
المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)
المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

فجّر المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو، الاثنين، مفاجأة مدوية بتصدّره الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حسب النتائج شبه النهائية، وسينافس سياسية مغمورة في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وبعد فرز أكثر من 99 في المائة من الأصوات، حصل كالين جورجيسكو (62 عاماً) المنتمي إلى اليمين المتطرف، والمعارض لمنح أوكرانيا المجاورة مساعدات والمناهض لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على 22.94 في المائة من الأصوات، متقدماً على إيلينا لاسكوني (52 عاماً)، وهي رئيسة بلدية مدينة صغيرة تترأس حزباً من اليمين الوسط وحلّت في المركز الثاني بـ19.17 في المائة من الأصوات في الانتخابات التي أُجريت، الأحد.

إيلينا لاسكوني (52 عاماً) التي ستخوض الجولة الثانية في أثناء إدلائها بصوتها الأحد (إ.ب.أ)

وتراجع رئيس الوزراء المؤيّد لأوروبا مارسيل شيولاكو الذي كان المرشح الأوفر حظاً، إلى المركز الثالث، بفارق نحو ألف صوت فقط عن لاسكوني (19.15 في المائة).

وحقّق جورجيسكو هذه النتيجة المفاجئة بعد أن أطلق حملة عبر تطبيق «تيك توك» ركزت على ضرورة وقف كل مساعدة لكييف، وحقّقت انتشاراً واسعاً خلال الأيام الماضية.

وعلّق جورجيسكو، الأحد، بالقول: «هذا المساء، هتف الشعب الروماني من أجل السلام، وهتف بصوت عالٍ للغاية».

وكان من المتوقع أن يبلغ الجولة الثانية جورج سيميون (38 عاماً)، زعيم تحالف اليمين المتطرف من أجل وحدة الرومانيين (أور)، لكنه حلّ رابعاً بـ13.87 في المائة من الأصوات. وهنّأ خصمه، معرباً عن سعادته بأن «سيادياً» سيترشح للجولة الثانية.

رئيس الوزراء المؤيّد لأوروبا مارسيل شيولاكو يلقي خطاباً وهو محاط بكبار المسؤولين في بوخارست الأحد (إ.ب.أ)

وعوّل سيميون المعجب بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على خطاباته القومية، للاستفادة من غضب مواطنيه الذين يعانون الفقر بسبب التضخم القياسي.

كما أراد أن يُظهر نفسه معتدلاً؛ لكن ذلك «انعكس عليه سلباً بين الأكثر تطرفاً»، وفق ما قاله المحلل السياسي كريستيان بيرفوليسكو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تصويت مناهض للنظام

وأشار المحلل بيرفوليسكو إلى أن «اليمين المتطرف هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات»؛ إذ نال أكثر من ثلث الأصوات، متوقعاً أن تنعكس هذه النتائج لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل. لكن حصول ذلك يؤشّر إلى مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلاف.

جورج سيميون (38 عاماً) زعيم تحالف اليمين المتطرف يتحدّث للإعلام في بوخارست الأحد (إ.ب.أ)

ويحكم الديمقراطيون الاشتراكيون، ورثة الحزب الشيوعي القديم الذي هيمن على الحياة السياسية في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، حالياً في ائتلاف مع الليبراليين من حزب التحرير الوطني الذي هُزم مرشحه أيضاً.

وبات الرومانيون يعوّلون على المرشحين المناهضين للنظام، في ظل صعود الحركات المحافظة المتشددة في أوروبا، بعد عقد من حكم الليبرالي كلاوس يوهانيس، وهو من أشد المؤيدين لكييف. وتراجعت شعبيته لا سيما بسبب رحلاته المكلفة إلى الخارج المموّلة بالمال العام. ويرى خبراء أن اليمين المتطرف استفاد من مناخ اجتماعي وجيوسياسي متوتر في رومانيا المنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وبات لهذه الدولة الواقعة على حدود أوكرانيا دور استراتيجي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا؛ حيث ينتشر على أراضيها أكثر من 5 آلاف جندي من حلف «الناتو»، وتشكّل ممراً لعبور الحبوب الأوكرانية.

وتُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا المجاورتين. ويشغل رئيس الجمهورية منصباً فخرياً إلى حد كبير، لكنه يتمتع بسلطة معنوية ونفوذ في السياسة الخارجية. وتباينت المواقف حيال هذه النتائج في شوارع بوخارست، الاثنين. ورأى البعض فيها مفاجأة سارّة، مثل المتقاعدة ماريا شيس (70 عاماً) التي عدّت أن جورجيسكو «يبدو رجلاً نزيهاً وجاداً ووطنياً وقادراً على إحداث التغيير». وأوضحت أنها أُعجبت بمقاطع الفيديو التي نشرها على «تيك توك» مشيراً فيها إلى موقفه من الحرب في أوكرانيا وتعهّده بـ«السلام والهدوء». وأضافت: «انتهى الخنوع للغرب، وليُفسح المجال لمزيد من الاعتزاز والكرامة».

في المقابل، أعرب آخرون، مثل أليكس تودوز، وهو صاحب شركة إنشاءات، عن «الحزن وخيبة الأمل أمام هذا التصويت المؤيّد لروسيا بعد سنوات عدة في تكتلات أوروبية أطلسية». وعدّ أنه بمثابة تصويت ضد الأحزاب التقليدية التي لحقت بها حملة «تضليل» على الشبكات الاجتماعية أكثر من كونه موقفاً مؤيداً لـ«الكرملين». وحول الجولة الثانية، فقد أعرب عن خشيته من أن «الرومانيين ليسوا مستعدين لانتخاب امرأة (لاسكوني)»؛ لصد اليمين المتطرف في هذا البلد؛ حيث لا تزال النعرات الذكورية راسخة.