«السلاح الاكثر فتكاً بالعالم»... انفجار صاروخ «الشيطان 2» أثناء اختباره في روسيا (صور)

صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية عبر شركة «ماكسار» لموقع إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات روسي من طراز «آر إس - 28» في مطار بليسيتسك الفضائي بشمال روسيا (رويترز)
صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية عبر شركة «ماكسار» لموقع إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات روسي من طراز «آر إس - 28» في مطار بليسيتسك الفضائي بشمال روسيا (رويترز)
TT

«السلاح الاكثر فتكاً بالعالم»... انفجار صاروخ «الشيطان 2» أثناء اختباره في روسيا (صور)

صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية عبر شركة «ماكسار» لموقع إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات روسي من طراز «آر إس - 28» في مطار بليسيتسك الفضائي بشمال روسيا (رويترز)
صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية عبر شركة «ماكسار» لموقع إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات روسي من طراز «آر إس - 28» في مطار بليسيتسك الفضائي بشمال روسيا (رويترز)

فشل صاروخ روسي يُروَّج له بوصفه «أشد الأسلحة فتكاً في العالم» في الانطلاق للمرة الرابعة، حيث انفجر أثناء إعادة تزويده بالوقود في قاعدة بليسيتسك الفضائية على بعد 500 ميل شمال موسكو.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن صاروخ سارمات «آر إس - 28» القادر على حمل رؤوس نووية، والملقب بـ«الشيطان 2»، وترك حفرة على منصة الإطلاق، مع ظهور أضرار مرئية للطرق والمباني المحيطة، حسبما أوردت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وقال مشروع «MeNMyRC»، وهو مشروع تحقيق مفتوح المصدر: «انفجر الصاروخ في الصومعة، مخلفاً حفرة ضخمة ودمر موقع الاختبار». وأضاف المشروع أن 4 سيارات إطفاء تم تصويرها في موقع الاختبار كانت «تستجيب لحريق غابات»، ربما كان مرتبطاً بالإطلاق الفاشل.

صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر موقع إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات روسي من طراز «آر إس - 28» في مطار بليسيتسك الفضائي بشمال روسيا (رويترز)

وعدّ المشروع أن «صاروخ (سارمات) يعمل بالوقود السائل، لذا فإن هذا الحادث ربما وقع منفصلاً عن نشاط الإطلاق الفعلي».

وجاءت عملية الإطلاق الفاشلة بعد أسبوع من تحذير أحد أعضاء مجلس الأمن التابع لفلاديمير بوتين من أن صاروخ «سارمات» قد يضرب البرلمان الأوروبي بستراسبورغ في أقل من 4 دقائق.

وقال فياتشيسلاف فولودين رداً على تصويت الاتحاد الأوروبي الذي أوصى بالسماح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ غربية: «لعلمكم، فإن زمن طيران صاروخ (سارمات) إلى ستراسبورغ هو 3 دقائق و20 ثانية».

ورفض الكرملين التعليق على الحادث، لكن بافيل بودفيغ، الباحث البارز في معهد الأمم المتحدة لدراسات نزع السلاح، أكد أن صاروخ «سارمات» انفجر قبل إطلاق تجريبي، وقال: «يبدو أن اختبار سارمات لم يكن ناجحاً تماماً، بعبارة ملطفة. إنها حفرة كبيرة».

ولم يُطلق صاروخ «سارمات» إلا مرة واحدة بنجاح، في أبريل (نيسان) 2022.

صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر موقع إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات روسي من طراز «آر إس - 28» في مطار بليسيتسك الفضائي بشمال روسيا (رويترز)

وروج الكرملين لبرنامج «سارمات» بوصفه صاروخه النووي الأساسي، حيث أنتج مقاطع فيديو باستخدام رسومات تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر، تُظهر أنه يلحق الموت بمئات الآلاف من الناس على الجانب الآخر من العالم في غضون دقائق من إطلاقه.

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الصاروخ في عام 2018، بديلاً للصاروخ الأصلي الأصغر «الشيطان». وكان الهدف من ذلك دعم وعده بشن حرب نووية إذا تم تجاوز «خطوطه الحمراء»، على الرغم من أن المحللين قللوا من أهمية هذه التهديدات.

وقال كارل بيلت، رئيس الوزراء السويدي السابق والرئيس المشارك الآن لمؤسسة أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «هذه علامة على أن التصنيع الروسي يتدهور بشكل خطير».

وتم تصميم صاروخ «سارمات» صاروخاً عابراً للقارات «ثقيل»، ويبلغ مداه 11100 ميل، ويمكنه حمل ما يصل إلى 16 رأساً نووياً، وفق صحيفة «تلغراف».


مقالات ذات صلة

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

يرى خبراء أنّ قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا من شأنه أن يعزّز التحالف العسكري المثير للجدل مع موسكو

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)

بوتين يُعلن انفتاحه على «محادثات سلام» مع أوكرانيا في السعودية

عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الجمعة)، عن انفتاحه على «محادثات سلام» مع أوكرانيا، بشرط «البناء على ما تمّ الاتفاق عليه مع كييف في إسطنبول». وفي ردّه.

«الشرق الأوسط» (موسكو - سيول)
أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مع نظيره الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)

سيول تتهم بيونغ يانغ بأنها بدأت بمد موسكو بالجنود في أوكرانيا

عقد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، اجتماعاً أمنياً طارئاً في وقت مبكر، الجمعة، لمناقشة قرار بيونغ يانغ إرسال قوات إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سيول) «الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ندوة للمسؤولين ورجال الأعمال في منتدى الأعمال لمجموعة «بريكس» في موسكو (أ.ب)

بوتين: مجموعة «بريكس» ستولد أغلب النمو الاقتصادي العالمي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن مجموعة «بريكس» ستولد أغلب النمو الاقتصادي العالمي في السنوات المقبلة، بفضل حجمها ونموها السريع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات (وام)

محمد بن زايد يشارك في قمة «بريكس»

قالت الإمارات إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس البلاد، سيبدأ الاثنين المقبل زيارة رسمية إلى روسيا، سيبحث خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مختلف أوجه…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

هل يمكن أن تساعد روسيا كوريا الشمالية في برنامجها النووي والصاروخي؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن أن تساعد روسيا كوريا الشمالية في برنامجها النووي والصاروخي؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

يرى سيجفرايد هيكر، الأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية التابع لجامعة مونتيري الأميركية، أن العلاقات المزدهرة بين كوريا الشمالية وروسيا أكثر بكثير من مجرد زواج مصلحة ناجم عن حرب روسيا في أوكرانيا. فقبل الحرب كانت كوريا الشمالية بالفعل قد أجرت تحولاً استراتيجياً تجاه روسيا، حيث تخلت عن هدفها الساعي إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو في كييف السبت (أ.ب)

قال وزير الخارجية الأوكراني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي في كييف، السبت، إن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا تمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، بنشر قوات أمن إلى جانب القوات الروسية والاستعداد لإرسال عشرة آلاف جندي لمساعدة موسكو في جهودها الحربية.

وكشفت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية عن أن كوريا الشمالية قرّرت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا. ونشرت صوراً تفصيلية مُلتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تظهر أول عملية نشر لجنود تابعين لفرقة النخبة في القوات الخاصة الكورية الشمالية.

وتنفي موسكو وبيونغ يانغ الانخراط في عمليات نقل أسلحة. كما رفض الكرملين تأكيدات كوريا الجنوبية بأن كوريا الشمالية ربما أرسلت بعض العسكريين لمساعدة روسيا ضد أوكرانيا.

ورحبت روسيا بدعم كوريا الشمالية السياسي للحرب، وسرعان ما استفادت من إمدادات الذخيرة والصواريخ الباليستية. ونظراً لأنه على المدى الطويل لن يكون لدى أي من الطرفين ما يريده الطرف الآخر بشدة، فإن التحالف بينهما قد يكون محكوماً عليه في نهاية المطاف بالذبول. ومع ذلك، فإنه في الوقت الحالي يؤدي التحالف إلى مزيد من الدمار في أوكرانيا، ويهدد بتصعيد الأعمال القتالية في شبه الجزيرة الكورية.

وأوضح هيكر، في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، ونقلت عنه «الوكالة الألمانية» للأنباء، أن الرئيس الكوري كيم يونغ أون اتجه إلى روسيا قبل غزوها لأوكرانيا. فبعد القمة الفاشلة مع الرئيس السابق ترمب في هانوي في فبراير (شباط) 2019، قام كيم يونغ أون بمراجعة وإعادة صياغة السياسيات الأمنية لكوريا الشمالية.

شباب كوريون يوقّعون على عرائض للانضمام إلى الجيش الكوري الشمالي (رويترز)

وبحلول عام 2021، خلص كيم إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلاده أو لنظامه بالبقاء. وتخلى عن السياسة التي دامت 30 عاماً، والتي صاغها كيمال سونغ، وواصلها كيم يونغ إل، لتطبيع العلاقات مع واشنطن كعازل ضد الصين وروسيا. وبعد أن اقتنع كيم بأن الولايات المتحدة في حالة تدهور، اختار مرة أخرى الانضمام إلى الصين وروسيا في معارضتهما للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وهذا التحول الأساسي في السياسة تم قبل غزو روسيا لأوكرانيا. وكان كيم على استعداد لدعم روسيا سياسياً ومادياً بمجرد بدء الحرب. وفي خلال العامين الماضيين زودت كوريا الشمالية روسيا بصواريخ باليستية وبأكثر من عشرة آلاف حاوية عسكرية التي ربما كانت تحمل الملايين من الذخيرة.

وهذه الإمدادات لم تؤدِّ فقط إلى المساعدة في نجاح روسيا في أوكرانيا، ولكنها وفرت أرض اختبار لإنتاج كوريا الشمالية من الذخيرة والصواريخ، وربما اختبار أيضاً لأطقم الصواريخ.

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في مناسبة لخريجي أكاديمية «أو جين يو» للمدفعية (أ.ف.ب)

وبحلول يوليو (تموز) 2023، كانت هناك بالفعل دلائل على أن هناك توتراً بين بيونغ يانغ وبكين بسبب اتجاه كوريا الشمالية نحو روسيا. فالصين لا تحبذ دعم بيونغ يانغ لحرب روسيا في أوكرانيا ببرنامجها النووي والصاروخي المتسارع بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الصينية تنتقد بصورة روتينية واشنطن بسبب زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، فمن الشائع الآن تلميح بكين بأن كوريا الشمالية ترتكب أخطاء بنفس القدر. وأوضحت بيونغ يانغ تماماً تفضيلها لروسيا. وتعكس رسائل كيم جونغ أون إلى بوتين وشي جينبينغ ذلك.

وليس معروفاً سوى قدر ضئيل عما تقدمه روسيا لكوريا الشمالية في مقابل مساعداتها العسكرية. وتشير رحلات الطائرات العسكرية الروسية إلى كوريا الشمالية إلى أن هناك تواصلاً مستمراً في مجال المعرفة الفنية. وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية أصبحت تمتلك ترسانة نووية تنطوي على تهديد، فإنها ما زالت تعاني من فجوات كبيرة في إمكانياتها.

كوريا الشمالية تفجر أجزاء من طريق تربطها بجارتها الجنوبية (أ.ف.ب)

وعلى سبيل المثال، تمتلك كوريا مخزوناً محدوداً من البلوتونيوم والتريتيوم، وهما من الوقود المطلوب لإنتاج القنابل الهيدروجينية الحديثة. وفي حقيقة الأمر يعدّ تطوير كوريا الشمالية وتصغيرها لحجم رؤوسها الحربية محدوداً، حيث أجرت ستة اختبارات نووية فقط حتى الآن، بالمقارنة بـ1054 اختبارا أجرتها الولايات المتحدة، و715 اختباراً أجرتها روسيا، و45 اختباراً أجرتها الصين.

ويقول هيكر إن القلق يكمن في إمكانية أن تساعد روسيا كوريا الشمالية سريعاً في سد ما تعاني منه من فجوات. ومثل هذه المساعدة سوف تمثل انتهاكاً لالتزامات روسيا بالنسبة لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

يذكر أنه قبل ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 وغزو أوكرانيا عام 2022، كان الاتحاد السوفياتي/روسيا دولة مسؤولة فيما يتعلق بالمعاهدة، وعضواً داعماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولسوء الحظ، فإن روسيا بغزوها لأوكرانيا، أصبحت دولة مارقة.

فقد هددت باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا والدول المحيطة. وانتهكت الضمانات الأمنية لحظر الانتشار النووي التي قدمتها لأوكرانيا عندما وقعت مذكرة بودابست عام 1994 باحترام سيادة أوكرانيا مقابل إعادة الأسلحة النووية المتبقية من العهد السوفياتي إلى موسكو. وارتكبت إرهاب الدولة النووي عندما انتهكت منطقة استبعاد حادث تشيرنوبيل النووي واحتلالها للمحطات النووية في زابوريجيا تحت تهديد السلاح.

ويمكن القول إن روسيا تحولت إلى دولة نووية غير مسؤولة لم يعد من الممكن لبقية دول العالم الاعتماد عليها لتعزيز معايير حظر الانتشار النووي. وذلك هو القلق الأساسي على المدى القريب بالنسبة للعلاقة الجديدة بين روسيا وكوريا الشمالية.