أكدت وكالة الاستخبارات النمساوية أن الشاب البالغ من العمر 19 عاماً الذي أُوقِف الأربعاء كان يحضر لهجوم انتحاري خلال إحدى حفلات المغنية تايلور سويفت في فيينا «لقتل عدد كبير من الأشخاص»؛ ما أدى إلى «تجنّب حمام دم».
إلغاء 3 حفلات
وحفاظاً على «الأمن» ألغى المنظمون ثلاث حفلات كانت مقررة هذا الأسبوع في فيينا؛ ما أحزن محبي المغنية الأميركية الشهيرة.
وغداة الخبر الصادم، تجمّع المئات من محبّي سويفت في عدة أماكن بفيينا، وأحيوا حفلاً موسيقياً قرب كاتدرائية سانت إتيين وتبادلوا أساور عربون صداقة.
وقال مدير وكالة الاستخبارات عمر حيجاوي - بيرشنر خلال مؤتمر صحافي إن المشتبه به المنتسب إلى تنظيم «داعش» منذ مطلع يوليو (تموز) «أدلى باعترافات كاملة، وقال إنه كان ينوي تنفيذ هجوم باستخدام المتفجرات والسلاح الأبيض».
وأضاف أن «هدفه كان الانتحار وقتل عدد كبير من الأشخاص؛ إما اليوم أو غداً، خلال الحفلة».
وأوضح أن الشرطة أوقفت أيضاً «شابّاً في السابعة عشرة وُظِّف قبل أيام قليلة من جانب شركة متعاقدة كانت ستوفر خدمات في الملعب خلال الحفلة الموسيقية».
وأكد المنظمون أن هذا العنصر كان حاسماً لناحية اتخاذ قرار إلغاء الحفلات. وأشاد المستشار النمسوي المحافظ كارل نيهامر بالقرار في ضوء «خطط ملموسة ومفصلة جداً،» تهدف إلى «التسبب بمأساة بحجم تلك التي وقعت في باريس أو مانشستر أو موسكو»، و«حمام دم».
وسيعقد مجلس للأمن في البلاد اجتماعاً في الأيام المقبلة.
حزن محبي سويفت
إلى ذلك، وجَّه نيهامر كلمة للذين كانوا ينتظرون حضور الحفل «بحماس كبير» منذ أشهر لرؤية تايلور سويفت على المسرح، وللسفيرة الأميركية لدى النمسا فيكتوريا كينيدي التي «تشعر بالحزن». وفي أحد شوارع العاصمة، قالت ديليارا جولداسوفا، وهي مهندسة تبلغ 23 عاماً جاءت خصيصاً من كازاخستان لمشاهدة سويفت، إن «قلبها انفطر». وأكدت أنها تتفهم أسباب إلغاء الحفل لأن «الأولوية للأمن». وقالت كيتي هيجي، مديرة الموارد البشرية من شمال المجر «إنه لأمر مفجع بالنسبة لنا أن نرى الإرهابيين يغزون أماكننا التي عادة ما تكون آمنة جداً للفتيات والمثليين».
وأكدت السلطات أنها تمكنت من تحديد المشتبه فيه الرئيسي بناء على معلومات تلقتها من «شركاء أجانب»، لكنها رفضت التأكيد إن كان هذا الطرف هو الولايات المتحدة، كما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
أصوله من مقدونيا الشمالية
والمشتبه فيه الرئيسي يحمل الجنسية النمساوية، وأصوله من مقدونيا الشمالية، على غرار منفذ الهجوم الإسلامي الوحيد الذي وقع في النمسا عام 2020، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص.
وقال مدير الأمن العام، فرانس روف: «غيّر مظهره بشكل واضح ليتماشى مع دعاية تنظيم (داعش). في حين أن المشتبه فيه الثاني إسلاموي نمساوي من أصل تركي أو كرواتي (وقد قطع علاقته بحبيبته قبل فترة قصيرة)».
وكان يُفترض أن تحيي المغنية البالغة 34 عاماً حفلات الخميس والجمعة والسبت في فيينا في إطار جولتها العالمية، «إيراس»، التي انطلق شقها الأوروبي في مايو (أيار) بباريس.
وبعد فرنسا، أقامت حفلات في السويد والبرتغال فإسبانيا والمملكة المتحدة مروراً بآيرلندا وهولندا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وبولندا مع تأثير إيجابي ملحوظ على الاقتصاد المحلي. في النمسا، كان يُنتظر حضور أكثر من 170 ألف شخص الحفلات الثلاث مع عائدات تقدر بنحو مائة مليون يورو، وفق أرقام أوردتها وكالة الأنباء المحلية (أبا). وجاء في بيان المنظمين أنّ كلّ الذين اشتروا تذاكر للحفلات سيستردّون ثمنها.
وقال عمر حيجاوي - بيرشنر مدير جهاز أمن الدولة والاستخبارات في وزارة الداخلية النمساوية، إن الشاب كان يريد استخدام قنابل محلية الصنع وسكاكين لقتل أشخاص أثناء العرض الخاص بسويفت.
وأوضح حيجاوي - بيرشنر أن المشتبه به بحث على الإنترنت عن كيفية تصنيع القنابل، وأنه أخبر المحققين في اعترافاته بأنه كان يعتزم «قتل نفسه وحشد كبير من الأشخاص، إما اليوم أو غداً». واستقال الشاب (19 عاماً) من عمله في 25 يوليو، وذكر أن لديه خططاً مستقبلية كبيرة، وفقاً للمحققين.
وقال فرانتز روف، المدير العام للأمن العام بوزارة الداخلية النمساوية، إن الشاب بدأ «أعمالاً تحضيرية ملموسة» لتنفيذ الهجوم. وذكر روف أنه تمت مصادرة مواد كيماوية ومواد تستخدم لصنع قنابل من منزل المتهم النمساوي في تيرنيتس جنوب فيينا.
كما تم العثور على إضاءة زرقاء وصافرة إنذار للشرطة. ويُحتمَل أن يكون المقصود منهما مساعدة المشتبه بهما في دخول مسرح الجريمة أو الفرار منه.
ويعمل متهم آخر (17 عاماً) في شركة كان يُفترض أن تقدم الطعام لمرتادي الحفل الذي كانت ستحييه سويفت في استاد «إرنست هابل». وألقت قوة خاصة من الشرطة القبض عليه وهو في طريقه إلى الاستاد.
وبحسب السلطات، انفصل المتهم عن صديقته أثناء استعداده لتنفيذ الهجوم.
وكان منظمو عروض سويفت قد ألغوا، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ثلاثة عروض لها، بعد اعتقال اثنين مشتبه بهما بتهمة التخطيط لشن هجمات إرهابية.
وكتب المستشار النمساوي كارل نيهامر، على منصة التواصل الاجتماعي (إكس): «بفضل التعاون المكثف بين الشرطة لدينا ومديرية الأمن القومي والاستخبارات الجديدة مع الاستخبارات الخارجية، تم رصد التهديد مبكراً ومكافحته ومنع وقوع مأساة». ووصف نيهامر إلغاء الحفلات بأنه «خيبة أمل مريرة» للجماهير، مضيفاً أن «الوضع المحيط بالهجوم الإرهابي المخطط له في فيينا كان خطيراً جداً».