كورسك الروسية تعلن الطوارئ مع استمرار القتال إثر توغل أوكراني

العملية يشارك فيها نحو 1000 جندي... وبوتين يندد بـ«استفزاز واسع النطاق»

منزل متضرّر جرّاء القصف الأوكراني على منطقة كورسك (أ.ب)
منزل متضرّر جرّاء القصف الأوكراني على منطقة كورسك (أ.ب)
TT

كورسك الروسية تعلن الطوارئ مع استمرار القتال إثر توغل أوكراني

منزل متضرّر جرّاء القصف الأوكراني على منطقة كورسك (أ.ب)
منزل متضرّر جرّاء القصف الأوكراني على منطقة كورسك (أ.ب)

أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، أن القتال «متواصل» في منطقة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا، والمستهدَفة بضربات خلّفت ما لا يقلّ عن 5 قتلى مدنيين، حيث أطلقت أوكرانيا قبل أكثر من 24 ساعة توغلاً برياً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

يأتي ذلك فيما أعلن حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف، في منشور على تطبيق المراسلة تلغرام، حالة الطوارئ.

وأبلغ قائد الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن ما يصل إلى 1000 جندي أوكراني يشاركون في التوغل عبر الحدود في كورسك.

وقال بوتين إن أوكرانيا تقوم «باستفزاز واسع النطاق»، متهماً القوات الأوكرانية بـ«إطلاق عشوائي لأنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، على المباني المدنية، والمنازل، وسيارات الإسعاف».

ومن المقرّر أن يجتمع بوتين في وقت لاحق، الأربعاء، بمسؤولين أمنيين وعسكريين، وأمر السلطات المحلية «بتقديم المساعدة اللازمة» للسكان.

منزل متضرّر بعد تعرّضه للقصف في منطقة كورسك الروسية (أ.ب)

وأكّدت وزارة الدفاع الروسية أن «عملية تدمير تشكيلات الجيش الأوكراني مستمرة»، بعد أكثر من 24 ساعة على بدء هذا التوغل.

وأشارت إلى أن المواجهات استمرت «خلال الليل» في المناطق «المتاخمة مباشرة للحدود».

وأكّدت الوزارة على «تلغرام» أن الجنود الروس «منعوا العدو من التقدّم في عمق الأراضي الروسية»، فيما يبدو اعترافاً بأن الجنود الأوكرانيين سيطروا على أراضٍ أثناء توغّلهم.

وذكرت قناة «ريبار» عبر «تلغرام»، والتي يتابعها أكثر من مليون حساب، وهي مقرّبة من الجيش الروسي، أن القوات الأوكرانية استولت على 3 قرى في منطقة كورسك.

من جهته تحدّث مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عن تدمير مروحية روسية من طراز Mi-28، بواسطة مسيّرة صغيرة في «سابقة في هذه الحرب».

إجلاء الآلاف

غادر آلاف الأشخاص المنطقة بسبب القتال والقصف، الذي خلّف ما لا يقلّ عن 5 قتلى و28 جريحاً في صفوف المدنيين، حسبما قالت السلطات المحلية، التي أشارت إلى إلغاء كل الفعاليات العامة.

دمار يظهر بعد قصف أوكراني في منطقة كورسك (أ.ب)

من الجانب الآخر من الحدود، أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، إجلاءً إلزامياً لنحو 6 آلاف شخص، بينهم 425 طفلاً في منطقة سومي المحاذية لكورسك الروسية.

وأشارت وزارة الصحة الروسية إلى أن 13 شخصاً، بينهم 3 أطفال، أُدخلوا المستشفى في هذه المنطقة جرّاء الضربات الأوكرانية.

في هذا السياق، دعا الحاكم الإقليمي بالإنابة أليكسي سميرنوف، السكان إلى التبرع بالدم؛ لتجديد مخزون المراكز الطبية.

من جهتها، تَلزم السلطات الأوكرانية، منذ الثلاثاء، صمتاً شبه كامل حول الوضع في منطقة كورسك.

ولم يعلّق العديد من المسؤولين الأوكرانيين الذين تواصلت معهم «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر الخبير العسكري الأوكراني سيرغي زغوريتس أن يكون الجيش الأوكراني يسعى إلى صرف انتباه القوات الروسية عن مناطق أخرى في الجبهة كانت تتقدّم بها في الأشهر الأخيرة.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن أحد أهداف (كييف) هو سحب الاحتياطيات (الروسية)، وتبسيط عمليات جيشنا في قطاع خاركيف (شمال شرق)، وربما في مناطق أخرى».

وأشار إلى أن جغرافيا هذه المنطقة في روسيا تسمح بـ«تنفيذ فعّال لهذا النوع من الإجراءات الرادعة ضد العدو بجهاز مصغّر، وهذا ما يفعله ربما الجيش الأوكراني».

هجوم بمسيّرات

استهدفت هجمات بمسيّرات أوكرانية كذلك، الأربعاء، مباني سكنية في فورونيغ وبيلغورود الروسيتين الحدوديتين، حسبما قالت السلطات المحلية في المنطقتين.

وكتب حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف على «تلغرام» إن «مسيّرتين هاجمتا مبنى» في تشيبيكينو، ما أدّى إلى تدمير نوافذ شقة، واندلاع حريق في شقة أخرى، مشيراً إلى أن «أحداً لم يُصَب».

وفي مدينة فورونيغ عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ألحق حطام مسيّرتَين أسقطتهما الدفاعات الجوية أضراراً بواجهة أحد المباني، وحطّمت نوافذ عدة شُقق في مبنى آخر، حسبما قال الحاكم ألكسندر غوسيف.

وقام مقاتلون أوكرانيون بعدة عمليات توغّل في روسيا منذ بداية النزاع بأوكرانيا فبراير (شباط) 2022.

وأكّد الجيش الروسي في كل مرّة أنه صدَّهم، لكن بعضهم دفعه للجوء إلى المدفعية والطيران، كما حدث الثلاثاء.

وتأتي هذه العملية في وقت يحقق الجنود الروس مكاسب تدريجية في شرق أوكرانيا منذ أشهر، في مواجهة جيش أوكراني يفتقر إلى المجنّدين الجُدد والذخيرة.

وشنّت القوات الروسية في مايو (أيار) هجوماً برياً في منطقة خاركيف الحدودية، مسيطِرةً على عدة مواقع، قبل أن تُوقفها القوات الأوكرانية.


مقالات ذات صلة

بوتين يندد بـ«استفزاز واسع النطاق» بعد توغل أوكراني في منطقة حدودية

أوروبا منزل متضرر بعد قصف طال منطقة كورسك الروسية (أ.ب)

بوتين يندد بـ«استفزاز واسع النطاق» بعد توغل أوكراني في منطقة حدودية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، أن أوكرانيا تقوم بـ«استفزاز واسع النطاق» في منطقة كورسك الحدودية التي شهدت توغلاً للقوات الأوكرانية.

أوروبا عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية (أ.ب)

روسيا تتهم أوكرانيا بفتح «جبهة ثانية» بأفريقيا بعد الهجوم على «فاغنر» في مالي

اتهمت روسيا، الأربعاء، أوكرانيا بفتح «جبهة ثانية» في أفريقيا، عبر دعمها «جماعات إرهابية»، بعد أيام على الخسائر الفادحة التي لحقت المرتزقة الروس من مجموعة …

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أفريقيا رجل يحمل العلم الروسي بينما يحتج النيجيريون في الشوارع خلال المظاهرات المناهضة للحكومة (رويترز)

نيجيريا: توقيف متظاهرين رفعوا أعلاماً روسية

أعلنت الشرطة في نيجيريا اليوم (الثلاثاء) أنها أوقفت أكثر من 90 متظاهراً يحملون أعلاماً روسية خلال تظاهرات جرت في الأيام الأخيرة ضد ارتفاع الأسعار وسوء الإدارة.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
الاقتصاد شعار شركة «روساتوم» النووية الروسية العملاقة (رويترز)

وفد روسي في بوركينا فاسو لتقييم مشروع كهرباء بالطاقة النووية

بدأ وفد من شركة «روساتوم» النووية الروسية العملاقة اليوم (الثلاثاء) زيارة تستغرق أربعة أيام إلى بوركينا فاسو لتقييم مشروع لبناء محطة لتوليد الكهرباء مع الحكومة.

«الشرق الأوسط» (واغادوغو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبابلو غونزاليس (وسط) ومجموعة من السجناء المفرَج عنهم خلال وصولهم إلى مطار فنوكوفو الحكومي خارج موسكو (أ.ب)

ابنة الجواسيس الروس... تريد أن تصبح مثلهم

أبدت صوفيا البالغة من العمر 12 عاماً اهتماماً بأن تصبح جاسوسة مثل والديها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الآلاف يتظاهرون ضد العنصرية في أنحاء بريطانيا

متظاهرون مناهضون للعنصرية يتجمعون في والثامستو شرق لندن بريطانيا 7 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
متظاهرون مناهضون للعنصرية يتجمعون في والثامستو شرق لندن بريطانيا 7 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

الآلاف يتظاهرون ضد العنصرية في أنحاء بريطانيا

متظاهرون مناهضون للعنصرية يتجمعون في والثامستو شرق لندن بريطانيا 7 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
متظاهرون مناهضون للعنصرية يتجمعون في والثامستو شرق لندن بريطانيا 7 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

شارك آلاف المحتجين المناهضين للعنصرية في مظاهرات في مدن إنجليزية عدة الأربعاء، تنديداً بمظاهرات لليمين المتطرف تخلّلتها أعمال عنف جرت في الأيام الأخيرة.

وتجمّع آلاف المتظاهرين في منطقة والثامستو في شمال لندن في تحرك مضاد لاحتجاج لليمين المتطرف كان قد أعلن عنه هناك، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية»، في حين نظّمت تحركات مماثلة ضد العنصرية في برمنغهام وبريستول وليفربول.

رجال شرطة يقفون على محيط المتظاهرين المناهضين للعنصرية في والثامستو شرق لندن بريطانيا 7 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

وكانت اندلعت أعمال شغب في احتجاجات مناهضة للمهاجرين بمدن وبلدات في شتى أنحاء بريطانيا الأسبوع الماضي، وشنت جماعات يمينية متطرفة هجمات على مساجد وفنادق تؤوي طالبي لجوء.

ففي 29 يوليو (تموز)، قُتلت ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين ست وتسع سنوات خلال هجوم على حفل راقص للأطفال يستلهم أسلوب تايلور سويفت في بلدة ساوثبورت الساحلية في شمال إنجلترا، وأصيب ثمانية أطفال واثنان من البالغين.

أشخاص يحملون لافتة كتب عليها «مرحباً باللاجئين» خلال مظاهرة مضادة ضد احتجاج مناهض للهجرة دعا إليه نشطاء من اليمين المتطرف في برمنغهام، وسط إنجلترا 7 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وألقت الشرطة القبض على فتى يبلغ من العمر 17 عاما، فيما انتشرت معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن المشتبه به مهاجر ينتمي إلى تيار إسلاموي، ما أدى إلى احتجاجات عنيفة مناهضة للمسلمين في ساوثبورت في اليوم التالي ومحاولة مهاجمة مسجد البلدة.