روسيا توسّع مكاسبها الميدانية في شرق أوكرانيا

سيطرت على 200 كلم مربع في شهر يوليو

دخان كثيف في سماء خاركيف عقب هجوم صاروخي روسي (رويترز)
دخان كثيف في سماء خاركيف عقب هجوم صاروخي روسي (رويترز)
TT

روسيا توسّع مكاسبها الميدانية في شرق أوكرانيا

دخان كثيف في سماء خاركيف عقب هجوم صاروخي روسي (رويترز)
دخان كثيف في سماء خاركيف عقب هجوم صاروخي روسي (رويترز)

سيطرت روسيا على نحو 200 كيلومتر مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا خلال شهر يوليو (تموز) وحده، معظمها في منطقة دونيتسك، في زيادة لمكاسبها الميدانية مقارنة بالشهر السابق، بحسب تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بناء على بيانات للمعهد الأميركي لدراسة الحرب.

غير أن هذا التقدّم يبقى أقلّ بمرتين من التقدم الذي حققته القوات الروسية في مايو (أيار)، حين سيطرت على 449 كيلومتراً مربعاً (بمقدار 14.5 كيلومتراً مربعاً يومياً) في بداية الهجوم الروسي الجديد الذي طال منطقة خاركيف وتوقف مذاك. وكان هذا التقدّم الأكبر شهرياً الذي تسجّله القوات الروسية منذ مارس (آذار) 2022، بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا.

تقدّم على الجبهة الشرقية

ومنذ بداية العام 2024، سيطرت القوات الروسية على ما مجموعه 1246 كيلومتراً مربّعاً من الأراضي في أوكرانيا، وهي مساحات أكبر من تلك التي سيطرت عليها طوال العام 2023 (584 كيلومتراً مربّعاً). غير أن ذلك يمثل 0.2 في المائة فقط من أراضي أوكرانيا التي احتلتها روسيا في العام 2014، حين بدأ انفصاليون موالون لموسكو يحاربون في شرق أوكرانيا من أجل الاستقلال. ولم يسفر ذلك عن أي اختراق حاسم لقوات موسكو.

وفي التفاصيل، سيطرت القوات الروسية بين الأول من يوليو و30 منه على 198 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا، بينها 155 كيلومتراً مربعاً في منطقة دونيتسك وحدها (شرق)، حيث تتقدم القوات الروسية باتجاه مدن بوكروفسك وتوريتسك وتشاسيف يار، لتتمكّن لاحقاً من مهاجمة كراماتورسك وسلوفيانسك.

ومنذ بدء الغزو الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، وحتى 30 يوليو 2024، استولت روسيا على 65776 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية. وتُصبح بذلك 18 في المائة من الأراضي الأوكرانية محتلة من القوات الروسية، التي ضمّت كذلك في العام 2014 شبه جزيرة القرم وتسيطر منذ ما قبل الغزو على مناطق في الشرق. واستندت «وكالة الصحافة الفرنسية» في أرقامها إلى بيانات ينشرها يومياً المعهد الأميركي لدراسة الحرب، والذي يعتمد على معلومات عامّة ينشرها كلا المعسكرين، بالإضافة إلى تحليل صور الأقمار الاصطناعية.

هجوم مسيرات

في سياق آخر، اتّهمت أوكرانيا الأربعاء روسيا بإطلاق صاروخ عابر و89 مسيرة هجومية إيرانية الصنع ليلاً، قائلة إن الهجوم هو الأكبر منذ أشهر. وقال سلاح الجو في بيان: «اليوم، تصدّت الدّفاعات الجوية الأوكرانية لهجوم كبير بطائرات من دون طيار شنها العدو»، مؤكداً أنه تم إسقاطها جميعها. وتمّ إسقاط أكثر من 40 مسيرة فوق العاصمة كييف وضواحيها دون وقوع إصابات، بحسب الإدارة العسكرية للمدينة. وفي منطقة كييف، «تضرّر 13 منزلاً سكنياً (...). وألحق الحطام أضراراً بواجهات مبانٍ وأسطح ونوافذ. وأخمدت أجهزة الطوارئ حريقاً في أحدها»، كما أفاد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية رسلان كرافتشينكو. وتطلق روسيا ليلياً مسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، مؤكّدة أنها تطال أهدافاً عسكرية ومنشآت الطاقة، رغم أن الضربات الروسية كثيراً ما تستهدف مناطق سكنية مما يؤدي إلى مقتل أو جرح مدنيين.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: الانتخابات الأميركية تشكل «تحدياً وخطراً» لنا

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: الانتخابات الأميركية تشكل «تحدياً وخطراً» لنا

أقر الرئيس الأوكراني بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) تشكل «خطراً» على أوكرانيا التي تعول على استمرار الدعم العسكري.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا مركبات الجيش الروسي تظهر في أثناء التدريبات على نشر الأسلحة النووية التكتيكية (رويترز)

روسيا: بدء المرحلة الثالثة من تدريبات استخدام أسلحة نووية تكتيكية

أعلنت روسيا، الأربعاء، أنها أطلقت المرحلة الثالثة من تدريباتها على استخدام أسلحة نووية تكتيكية تشمل بشكل خاص قوات المنطقة العسكرية الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من «لواء آزوف» يحيون ذكرى رفاق لهم قضوا في الحرب (أ.ف.ب)

أوكرنيا: مقتل أكثر من نصف مليون جندي روسي منذ بدء الحرب

قال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض 9 من أصل 10 طائرات مسيرة مقاتلة أطلقتها روسيا خلال ليل الاثنين - الثلاثاء، بالإضافة إلى صاروخ كروز روسي.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)

ميلوني: الصين «لاعب رئيسي» في عملية السلام بأوكرانيا

شددت ميلوني في لقائها مع الزعيم الصيني على «أهمية بكين بصفتها شريكاً في التعامل مع انعدام الأمن المتزايد على المستوى العالمي».

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا سائحون في مدينة فلورنسا بوسط إيطاليا (أرشيفية - رويترز)

إيطاليا تصادر ممتلكات رجل أعمال روسي يخضع للتحقيق في أوكرانيا

لا ترتبط المصادرة الإيطالية بجولات العقوبات الغربية على الأثرياء الروس التي فُرضت رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (فلورنسا (إيطاليا))

زيلينسكي: الانتخابات الأميركية تشكل «تحدياً وخطراً» لنا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي: الانتخابات الأميركية تشكل «تحدياً وخطراً» لنا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)

أقر الرئيس الأوكراني بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) تشكل «خطراً» على أوكرانيا التي تعول على استمرار الدعم العسكري الأميركي لمواجهة روسيا.

وقال فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أجريت أمس (الثلاثاء) مع وسائل إعلام فرنسية بينها «وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا يمكننا التأثير في أي انتخابات، ولكن بالتأكيد تشكل الولايات المتحدة تحدياً اليوم. وهناك خطر لا يستطيع أي منا أن يتوقعه... علينا أن نجري اتصالات لمناقشة طبيعة المستقبل في حال فاز هذا المعسكر أو ذاك».

الرئيس الأميركي جو بايدن (يسار) يسير إلى جانب نظيره الأوكراني في كييف (أ.ب)

وقدمت الولايات المتحدة عشرات مليارات الدولارات من المساعدة العسكرية لأوكرانيا بدفع من الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الأمر الذي يتوقع أن تواصله نائبة الرئيس كامالا هاريس في حال تم انتخابها في نوفمبر، بخلاف ما قد يكون موقف المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب.

وأضاف زيلينسكي: «بصفتي رئيساً لأوكرانيا، علي أن أجري حواراً مع فريقي وفريق بايدن وترمب والآن هاريس. علينا أن نجري هذه الاتصالات لمناقشة طبيعة المستقبل في حال فوز هذا المعسكر أو ذاك في الانتخابات».

لكنه أبدى رغم ذلك ثقته بأنه ستكون هناك دائماً «غالبية تتحرك دعماً لأوكرانيا».

كما أعرب زيلينسكي عن رغبة بلاده والعالم بأسره في رؤية روسيا تشارك في المؤتمرات العالمية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكان قادة ومسؤولون كبار من أكثر من 90 دولة قد وفدوا إلى منتجع بورغنستوك السويسري في يونيو (حزيران) لحضور قمة السلام الأولى التي عدّتها روسيا مضيعة للوقت.

لكن زيلينسكي أشار مؤخراً إلى أنه يجب أن تُمَثَّل موسكو في القمة الثانية التي يتم التخطيط لها، ما يعكس تغييراً في النهج بعد أن استبعدت كييف موسكو صراحة من القمة الأولى.

وقال زيلينسكي: «الغالبية في العالم تقول اليوم إن روسيا يجب أن تكون ممثلة في القمة الثانية، وإلا فلن نحقق نتائج ذات مغزى».

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» ووسائل إعلام فرنسية أخرى خلال مقابلة الثلاثاء في غرب أوكرانيا: «بما أن العالم بأسره يريدهم أن يكونوا على الطاولة، فلا يمكننا أن نكون ضد ذلك».

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه منفتح على المفاوضات، لكنه لن يأمر بوقف إطلاق النار إلا إذا تنازلت كييف عن الأراضي التي تدعي موسكو سيادتها عليها.

وقال زيلينسكي أيضاً إنه لا يريد أن تتوسط الصين حليفة موسكو الوثيقة التي استضافت مؤخراً وزير خارجية أوكرانيا لإجراء محادثات، في جهود السلام. وحض بكين على الضغط على موسكو لإنهاء الحرب.

وأضاف: «إذا أرادت الصين، يمكنها إجبار روسيا على وقف هذه الحرب. الصين جزء أساسي من هذا العالم ودولة مؤثرة».

وتابع الرئيس الأوكراني: «لا أود منهم أن يؤدوا دور الوسيط. بل ما أوده هو أن يضغطوا على روسيا».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مركز قيادة قوات العمليات الخاصة في خاركيف (أ.ف.ب)

وفي المقابلة، لفت زيلينسكي أيضاً إلى أن القوات الروسية حققت مكاسب في شرق أوكرانيا لأن حلفاء كييف يقيدون استخدامها للأسلحة التي يوفرونها لها، كما أن قواته لا تزال تنتظر تسلم أسلحة من الخارج.

وأوضح أن كييف «تبذل جهوداً كبيرة» للحصول على إذن لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية بأسلحة مقدمة من الغرب.

وأضاف: «للأسف، لا يزال شركاؤنا يخشون هذا الأمر».

وأوضح أيضاً: «لم نعد نخفي سراً أننا كنا نجهز 14 لواء. هل تعتقدون أنه من الممكن إيقافهم إذا تم تجهيز ثلاثة ألوية فقط من أصل 14»، مبيناً كيف تمكنت روسيا من الاستيلاء على سلسلة من القرى في منطقة دونيتسك الشرقية خلال الأشهر الأخيرة.