أوكرنيا: مقتل أكثر من نصف مليون جندي روسي منذ بدء الحرب

واشنطن تعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.7 مليار دولار

عناصر من «لواء آزوف» يحيون ذكرى رفاق لهم قضوا في الحرب (أ.ف.ب)
عناصر من «لواء آزوف» يحيون ذكرى رفاق لهم قضوا في الحرب (أ.ف.ب)
TT

أوكرنيا: مقتل أكثر من نصف مليون جندي روسي منذ بدء الحرب

عناصر من «لواء آزوف» يحيون ذكرى رفاق لهم قضوا في الحرب (أ.ف.ب)
عناصر من «لواء آزوف» يحيون ذكرى رفاق لهم قضوا في الحرب (أ.ف.ب)

قال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض 9 من أصل 10 طائرات مسيرة مقاتلة أطلقتها روسيا خلال ليل الاثنين - الثلاثاء، بالإضافة إلى صاروخ كروز روسي، من دون تسجيل أي أضرار جراء الهجمات، فيما أعلن بيان إحصائي للجيش في كييف، أن أكثر من نصف مليون جندي روسي قتلوا في الحرب منذ بدئها في فبراير (شباط) 2022.

وحلقت طائرات مسيرة في الاتجاه الآخر أيضاً، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين إن 39 طائرة مسيرة أوكرانية أسقطت فوق مناطقها الحدودية، فيما ألحق هجوم أوكراني بطائرة مسيرة أضراراً بمحطة كهرباء في منطقة أوريول بشرق روسيا، حسبما قال الحاكم في وقت سابق في منشور على «تلغرام». كما ذكرت وسائل الإعلام الروسية، أن أضراراً لحقت بالمحطات الفرعية في منطقة بيلغورود.

وفي السياق، قال خبير الطيران العسكري الأوكراني أناتولي خراتشينسكي، إنه يمكن للمقاتلات الأميركية «إف - 16» المقرر تسليمها إلى أوكرانيا في المستقبل القريب، أن تسهم بشكل كبير في تأمين المجال الجوي للبلاد ضد الهجمات الروسية.

مبنى متضرر من القصف في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

وأضاف خراتشينسكي في حديثه للتلفزيون الأوكراني، أن المقاتلات ستقدم «كثيراً من الاحتمالات الممكنة للحماية الأساسية للمجال الجوي. وستكون أكثر فاعلية من أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها أوكرانيا في الوقت الحالي».

ويرى خراتشينسكي، أن وصول أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» ستقلل بشكل كبير من استخدام الصواريخ، لأنه من المرجح أن تتراجع هجمات الطائرات الروسية.

ورغم ذلك، لم يتوقع الخبير العسكري خوض معارك جوية «لأن الهدف الرئيسي، هو تأمين المجال الجوي الأوكراني من الهجمات الصاروخية»، وقال إن «الاستخدام المحتمل لصواريخ جو - جو التي تحملها مقاتلات (إف - 16) ضد هجمات المقاتلات الروسية، ينبغي أن يساعد في تأمين المجال الجوي».

يُشار إلى أن أوكرانيا طالبت كثيراً من الدول الأوروبية بتزويدها بطائرات غربية حديثة، وبتدريب طياريها لتمكينها من التصدي للتفوق الجوي الروسي في الحرب التي تشنها موسكو منذ فبراير عام 2022.

دبابة أوكرانية بأحد شوارع تورتسك في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

وإلى ذلك أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تقدر قيمتها بنحو 1.7 مليار دولار، وتتضمن ذخائر دفاع جوي، وقذائف مدفعية تقول قوات كييف إنها في أمسّ الحاجة إليها.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان، إن الحزمة تتضمن معدات بقيمة 200 مليون دولار سيتم سحبها من مخزونات الجيش الأميركي الحالية، وستصل إلى الميدان بسرعة، وأخرى بنحو 1.5 مليار دولار سيتم طلبها من شركات الأسلحة، ويستغرق وصولها وقتاً أطول.

وستوفر المساعدة لأوكرانيا، عدة أنواع من ذخائر الدفاع الجوي للحماية من الضربات الروسية، وقذائف المدفعية، وذخيرة لقاذفات الصواريخ الدقيقة من طراز «هيمارس»، وعدة أنواع من الأسلحة المضادة للدبابات، من بين قدرات أخرى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه «ممتن للغاية» لنظيره الأميركي جو بايدن والكونغرس والشعب الأميركي على المساعدة.

جندي أوكراني مصاب يتفحص منصة وسط كييف لذكرى رفاقه الذين قضوا في الحرب (أ.ف.ب)

وفي السياق أيضاً، أعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجنود الروس منذ بداية الحرب على أوكرانيا إلى نحو 577 ألفاً و60 جندياً، بينهم 1060 لقوا حتفهم، أو أصيبوا بجروح خلال اليومين الماضيين.

وجاء ذلك وفقاً لبيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

ووفق البيان، فقد «دمرت القوات الأوكرانية 8381 دبابة، منها 25 دبابة الاثنين، و16141 مركبة قتالية مدرعة، و16056 نظام مدفعية، و1130 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و906 من أنظمة الدفاع الجوي». وأضاف البيان أنه تم أيضاً «تدمير 363 طائرة حربية، و326 مروحية، و12832 طائرة مسيرة، و2406 صواريخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و21687 من المركبات وخزانات الوقود، و2696 من وحدات المعدات الخاصة».

زيلينسكي مع ضباط الميدان قرب الحدود الروسية (أ.ف.ب)

وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي زار يوم الاثنين مركز قيادة بالقرب من مدينة فوفشانسك المحاصرة في إقليم خاركيف قرب الحدود الروسية.

وقال في مقطع فيديو على تطبيق «تلغرام»، إن هذا الجزء على الأرجح «هو من أصعب المناطق»، وقدّم الأوسمة لجنود بمناسبة يوم القوات الخاصة.

وفي مايو (أيار) الماضي، عبرت القوات الروسية الحدود قرب مدينة فوفشانسك شرق البلاد، وتندلع اشتباكات عنيفة منذ ذلك الحين حول المدينة التي تقع على بُعد أربعة كيلومترات من الحدود.

كما زار زيلينسكي مدينة ديرهاتشي الصغيرة التي تقع على بُعد عدة كيلومترات شمال خاركيف، حيث تفقّد 18 منزلاً أعيد إعمارها وملاجئ شيدت حديثا. وتعرضت المدينة للقصف عدة مرات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

ميلوني: الصين «لاعب رئيسي» في عملية السلام بأوكرانيا

أوروبا ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)

ميلوني: الصين «لاعب رئيسي» في عملية السلام بأوكرانيا

شددت ميلوني في لقائها مع الزعيم الصيني على «أهمية بكين بصفتها شريكاً في التعامل مع انعدام الأمن المتزايد على المستوى العالمي».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ جندي أوكراني يحمل نظام صواريخ «جافلين» في موقع على خط المواجهة في منطقة كييف الشمالية بأوكرانيا في 13 مارس 2022 (رويترز)

واشنطن تعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.7 مليار دولار

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تقدر قيمتها بنحو 1.7 مليار دولار، وتتضمن ذخائر دفاع جوي وقذائف مدفعية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتز مع زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدرش ميرز يشاركان في الذكرى 80 لمحاولة الانقلاب على النازيين في 20 يوليو ببرلين (رويترز)

ألمانيا تقلل من تهديدات روسيا وتتمسك بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن

قللت ألمانيا من تحذيرات موسكو لها بالسماح للولايات المتحدة بنشر أسلحة بعيدة المدى على أراضيها.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)

ميلوني تبحث مع جينبينغ تطورات أوكرانيا والشرق الأوسط

قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الاثنين)، إنها بحثت مع الرئيس الصيني شي جينبينغ تطورات الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا مستودع للوقود يحترق إثر ضربة أوكرانية على مدينة بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)

هجوم أوكراني يلحق أضراراً بمحطة كهرباء في جنوب غرب روسيا

قال حاكم منطقة أوريول في جنوب غرب روسيا إن هجوماً نفذته أوكرانيا بطائرات مسيرة ألحق أضراراً بمحطة للكهرباء في أوريول.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ميلوني: الصين «لاعب رئيسي» في عملية السلام بأوكرانيا

ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)
ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)
TT

ميلوني: الصين «لاعب رئيسي» في عملية السلام بأوكرانيا

ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)
ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)

أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إمكانية مساعدة الصين في إنهاء الحرب الضروس التي تشنها روسيا على أوكرانيا، في الوقت الذي أقامت فيه علاقات أوثق مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت ميلوني، في مؤتمر صحافي بالعاصمة بكين، الثلاثاء، إن دعم بكين للصناعات الدفاعية الروسية هو مجال «احتكاك كبير»، في حين أشارت إلى أن الحكومة الصينية طرف مهم في إيجاد حل للصراع الروسي - الأوكراني، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

ميلوني خلال مؤتمرها الصحافي الثلاثاء (رويترز)

وقالت ميلوني، في أول زيارة رسمية تجريها للصين منذ توليها رئاسة الوزراء في إيطاليا عام 2022، مشيرة إلى الحرب في أوكرانيا: «أعتقد أن الصين يمكن أن تصبح لاعباً رئيسياً في المساعدة في تحديد عناصر السلام العادل، انطلاقاً من مبادئ السيادة والسلامة الإقليمية التي تدعو إليها دائماً».

ووصلت ميلوني إلى العاصمة الصينية، يوم السبت الماضي، واجتمعت مع الرئيس شي جينبينغ، يوم الاثنين.

وقال مكتب رئيسة الوزراء في روما، إنها بحثت مع الرئيس الصيني تطورات الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط خلال الاجتماع.

وشددت ميلوني، التي تتولى بلادها حالياً الرئاسة الدورية لـ«مجموعة السبع»، خلال المحادثات، على «أهمية الصين بصفتها شريكاً في التعامل مع انعدام الأمن المتزايد على المستوى العالمي».

وذكر المكتب، في بيان، أن الجانبين تناولا «القضايا ذات الأولوية على الساحة الدولية، من الحرب في أوكرانيا، إلى مخاطر تفاقم التصعيد في الشرق الأوسط. كما ناقشا التوترات المتزايدة في (منطقة) المحيطين الهندي والهادي».

جانب من العاصمة بكين الثلاثاء (أ.ف.ب)

وتسعى ميلوني إلى إعادة دفع علاقات بلادها الاقتصادية مع بكين، بعد انسحاب إيطاليا العام الماضي من «مبادرة الحزام والطريق» التي أطلقها شي، وسط تدهور العلاقات التجارية بين الغرب وثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت ميلوني، خلال المحادثات في بكين، إن «هناك انعداماً أمنياً متزايداً على المستوى العالمي، وأعتقد أن الصين ستلعب حتماً دوراً محورياً للغاية للتعامل مع كل هذه المتغيرات».

وأصبحت إيطاليا في عام 2019 العضوة الوحيدة في «مجموعة السبع»، التي تنضم إلى «مبادرة الحزام والطريق»، قبل أن تنسحب منها العام الماضي تحت ضغط من الولايات المتحدة؛ بسبب المخاوف من النفوذ الاقتصادي لبكين.

لكن روما أشارت إلى أنها «لا تزال ترغب في إقامة علاقات تجارية أقوى مع بكين»، ووقّعت معها خطة عمل مدتها ثلاث سنوات.