بريطانيا تستأنف تمويل «الأونروا»

الأضرار التي أعقبت القصف العسكري الإسرائيلي على مدرسة أبو عربان التي تديرها «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 14 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
الأضرار التي أعقبت القصف العسكري الإسرائيلي على مدرسة أبو عربان التي تديرها «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 14 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تستأنف تمويل «الأونروا»

الأضرار التي أعقبت القصف العسكري الإسرائيلي على مدرسة أبو عربان التي تديرها «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 14 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
الأضرار التي أعقبت القصف العسكري الإسرائيلي على مدرسة أبو عربان التي تديرها «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 14 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

قالت حكومة حزب «العمال» البريطانية الجديدة، اليوم الجمعة، إنها ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ودعت إسرائيل إلى السماح بتعزيز دخول المساعدات إلى غزة.

كانت بريطانيا من بين بضع دول أوقفت تمويلها لـ«الأونروا» بعد اتهامات من إسرائيل بأن بعض موظفي الوكالة متورطون في هجوم حركة «المقاومة الإسلامية الفلسطينية» (حماس) في أكتوبر (تشرين الأول) الذي أشعل فتيل حرب غزة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان إنه مطمئن إلى أن الوكالة اتخذت خطوات «لضمان التزامها بأعلى معايير الحيادية». وأضاف أن الحكومة ستقدم الآن 21 مليون جنيه إسترليني (27.1 مليون دولار) في التمويل الجديد.

وقال لامي إن سوء التغذية في غزة بلغ الآن حداً جعل الأمهات لا يجدن ما يطعمن به أطفالهن من أثدائهن، وإن معدلات الإسهال أعلى 40 مرة عن المعدلات الطبيعية، كما ظهر مرض شلل الأطفال.

وأضاف: «المساعدات الإنسانية ضرورة أخلاقية في مواجهة مثل هذه الكارثة، ووكالات الإغاثة هي التي تضمن وصول الدعم البريطاني إلى المدنيين في أرض الواقع... (الأونروا) تلعب قطعاً دوراً محورياً في هذه الجهود. ولا تستطيع أي وكالة أخرى تقديم المساعدات بالحجم المطلوب».

واستأنفت دول أخرى، منها اليابان وألمانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا، تمويلها للوكالة.

وتتهم إسرائيل «الأونروا» بالتواطؤ مع «حماس»، قائلة إن الجماعة الإسلامية المسلحة منبثة في البنية التحتية للوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وقالت مراجعة قادتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، ونُشرت في أبريل (نيسان)، إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهامها بأن المئات من موظفي الوكالة أعضاء في جماعات متشددة.

وفي فبراير (شباط)، قال وزير الخارجية البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون إنه يريد «ضماناً قاطعاً» بأن «الأونروا» لن تستقطب موظفين يرغبون في مهاجمة إسرائيل.

وحل لامي محل كاميرون وزيراً للخارجية بعد فوز حزب «العمال» في الانتخابات التي أجريت في الرابع من يوليو (تموز) الحالي.


مقالات ذات صلة

«اليونيفيل» تدعو للتهدئة الفورية في لبنان

المشرق العربي مركبات تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) تسير في قرية الوزاني اللبنانية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، جنوب لبنان، 6 يوليو 2023 (رويترز)

«اليونيفيل» تدعو للتهدئة الفورية في لبنان

حثت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، اليوم (الجمعة)، على خفض التصعيد بعد زيادة كبيرة في الأعمال القتالية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة تُظهر جهاز اتصال مُلقى على الأرض بينما تستعد القوات اللبنانية لتدميره بعد الاستهدافات الإسرائيلية لأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها «حزب الله» (أ.ف.ب)

بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة: متفجرات زُرعت في أجهزة الاتصال قبل وصولها للبلاد

أظهرت تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هذا الأسبوع «تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان»، حسبما ذكرت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية يرأس وفد السعودية بـ«الجمعية العامة للأمم المتحدة»

يرأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي وفد بلاده المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«الإسكوا»: 565 مليون دولار صادرات السعودية الدوائية في 2023

شهدت السعودية في عام 2023 نمواً مستداماً في صادراتها الدوائية، إذ بلغ مجموعها 565 مليون دولار، مستهدفة بصفة أساسية الأسواق العربية والآسيوية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تحاول الوصول وسط التدافع لتلقي الطعام المطبوخ من مطبخ خيري في شمال قطاع غزة (رويترز)

لجنة أممية: إسرائيل انتهكت معاهدة عالمية لحماية الأطفال في غزة

نددت لجنة تابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس بالانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها إسرائيل لاتفاقية حقوق الطفل خلال حربها المستمرة على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط»

فون دير لاين تقدم لأوكرانيا قرضاً بقيمة 40 مليار دولار من أرباح الأصول الروسية

زيلينسكي وفون دير لاين في كييف (أ.ف.ب)
زيلينسكي وفون دير لاين في كييف (أ.ف.ب)
TT

فون دير لاين تقدم لأوكرانيا قرضاً بقيمة 40 مليار دولار من أرباح الأصول الروسية

زيلينسكي وفون دير لاين في كييف (أ.ف.ب)
زيلينسكي وفون دير لاين في كييف (أ.ف.ب)

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، أن الاتحاد الأوروبي سيمنح أوكرانيا قرضاً تصل قيمته إلى 35 مليار يورو (40 مليار دولار) لمساعدتها على الصمود خلال حرب تخوضها مع روسيا. وأعلنت فون دير لاين عن القرض أثناء زيارة إلى كييف، وهو جزء من خطة أوسع نطاقاً بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لجمع أموال من عوائد الأصول الروسية التي جمدتها لمعاقبة روسيا على غزوها جارتها.

وصرحت فون دير لاين متحدثة إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: «نحن واثقون الآن من قدرتنا على تسليم أوكرانيا هذا القرض بسرعة كبيرة، قرض تدعمه أرباح الأصول الروسية المجمدة».

وكتبت فون دير لاين في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «تعني هجمات روسية متواصلة أن أوكرانيا تحتاج إلى دعم مستمر من الاتحاد الأوروبي». وأضافت: «إن ذلك إسهام كبير آخر من الاتحاد الأوروبي لتعافي أوكرانيا».

وقالت موسكو إن الاتحاد الأوروبي «فقد عقله»، ويسلك مساراً مدمراً بتخصيص أموال إضافية لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

وكانت فون دير لاين قد وصلت إلى كييف الجمعة، حاملة وعوداً بتقديم دعم مستدام من جانب الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدة التي أعلنت عنها، فيما من المتوقع أن يكون شتاء قاسٍ آخر. وقالت فون دير لاين، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، مصحوباً بصورة لها في محطة القطار: «تأتي زيارتي الثامنة إلى كييف مع اقتراب موسم التدفئة، وما زالت روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة».

وخصصت ألمانيا ما يقرب من 400 مليون يورو (450 مليون دولار) من المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا. وتضاف هذه الأموال إلى نحو ثمانية مليارات يورو مخصصة لأوكرانيا في 2024.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس إن 160 مليون يورو (179 مليون دولار) من عائدات الأصول الروسية المجمدة سيتم تحويلها لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأوكرانيا لهذا الشتاء.

وتسببت روسيا في أعطال في البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما أوقف ما يوازي تسعة غيغاواط من إنتاج الكهرباء، وهو ما وصفته فون دير لاين بأنه «يوازي الكهرباء في دول البلطيق الثلاث».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال تسليم مولّدات كهرباء (رويترز)

وكررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تأكيدها أن الاتحاد الأوروبي فقد استقلاليته وأصبح خاضعاً لأهداف واشنطن، قائلة إن بروكسل تفقد كل سلطتها في هذه العملية. وقالت: «الآن الاتحاد الأوروبي فقد عقله وشل إرادته من أجل مواصلة المسار التصادمي والانتحاري بالنسبة للتكتل... هذا مسار لتصعيد التوتر مع روسيا». وأضافت عن تمويل ذلك من عوائد أصول روسيا المجمدة: «يسرقون كل شيء... عقارات، منقولات، أصولاً سيادية... غسل الأموال من تلك الممتلكات المستحوذ عليها بشكل غير قانوني يحدث أمام أعيننا حرفياً، وسيغسلونها بشراء أسلحة لأوكرانيا».

وقالت فون دير لاين في منشور على «إكس»: «تشير الهجمات الروسية المتواصلة إلى حاجة أوكرانيا إلى دعم مستمر من الاتحاد الأوروبي».

وتواجه أوكرانيا احتياجات مالية ضخمة بعد مرور أكثر من عامين على بدء الحرب العنيفة التي دمرت بنيتها التحتية. فقد حرمت روسيا أوكرانيا من بنى تحتية للطاقة كانت توفر نحو تسعة غيغاواط من الطاقة.

محوّل كهرباء جرى إعطابه بغارة روسية على كييف (رويترز)

وجمدت مجموعة «السبع» أصولاً مالية روسية بنحو 300 مليار دولار بعد وقت قصير من غزو موسكو لأوكرانيا في 2022. وتعهدت باستخدام العوائد لمساعدة حليفتها، لكنها احتاجت شهوراً لمناقشة طريقة تنفيذ ذلك. وفي مايو (أيار)، توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بين الدول الأعضاء تؤول بموجبه 90 بالمائة من العوائد إلى صندوق يديره الاتحاد لإمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، مع ذهاب النسبة المتبقية البالغة 10 بالمائة لدعم كييف بطرق أخرى. وتدر الأصول فوائد استثنائية لأنها مجمدة، مما يؤدي إلى ما تسمى بالأرباح غير المحتسبة. ويتوقع دبلوماسيون أن تتلقى أوكرانيا الدفعة الأولى في يوليو (تموز).

ويعتبر القرض جزءاً من خطة أوسع نطاقاً بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، والتي كانت نتاج مفاوضات مع أميركا ودول مجموعة «السبع»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء الجمعة. وأضافت فون دير لاين: «سنساعد أوكرانيا في جهودها الشجاعة. لقد أتيت إلى هنا لبحث دعم أوروبا؛ من الاستعداد لفصل الشتاء إلى الدفاع، والانضمام إلى مجموعة الدول (السبع) والتقدم بشأن القروض من المجموعة».

وما زالت الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ أكثر من 30 شهراً، في حين تسيطر أوكرانيا راهناً على أجزاء من منطقة كورسك الروسية، وتتقدّم موسكو ميدانياً في شرق أوكرانيا. وضغطت أوكرانيا على حلفائها من أجل السماح لها باستخدام أسلحة قدّمها لها الغرب لضرب أهداف عسكرية «مشروعة» في عمق الأراضي الروسية. وتنظر الولايات المتحدة وبريطانيا في هذه المسألة، لكن دول الاتحاد الأوروبي ما زالت منقسمة بشأنها.

وتبنى البرلمان الأوروبي الخميس قراراً يدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف عسكرية في العمق الروسي. وتسمح واشنطن لأوكرانيا في الوقت الحالي بضرب أهداف روسية فقط في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا وبعض المناطق الحدودية الروسية المرتبطة مباشرة بالعمليات القتالية لموسكو.