الكرملين لا يعارض اتصالات مع واشنطن... و«الناتو» يتحفظ على فكرة «المظلة الجوية»

حكم بالسجن 8 سنوات على روسية - أميركية من معارضي بوتين بسبب تعليقات عن الجيش

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك عبر رابط فيديو في حفل إطلاق منشآت تعدينية جديدة في إقليم دونيتسك الاثنين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك عبر رابط فيديو في حفل إطلاق منشآت تعدينية جديدة في إقليم دونيتسك الاثنين (رويترز)
TT

الكرملين لا يعارض اتصالات مع واشنطن... و«الناتو» يتحفظ على فكرة «المظلة الجوية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك عبر رابط فيديو في حفل إطلاق منشآت تعدينية جديدة في إقليم دونيتسك الاثنين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك عبر رابط فيديو في حفل إطلاق منشآت تعدينية جديدة في إقليم دونيتسك الاثنين (رويترز)

أعلن الكرملين أنه لا يعارض إيجاد «نقاط التقاء» مع واشنطن على الرغم من تدهور العلاقات إلى أدنى مستوى.

وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف، في حوار تلفزيوني بث ليل الاثنين: «لا يزال من الممكن إيجاد نقاط التقاء بين روسيا والولايات المتحدة، رغم مرور العلاقات بين البلدين بمرحلة مواجهة حادة».

ورداً على سؤال حول احتمال إحياء بعض قنوات الاتصال، بعد مكالمتين هاتفيتين هذا الشهر بين وزيري دفاع البلدين، قال بيسكوف: «بالطبع هذا ممكن... لو كان ذلك مستحيلاً، لكانت مهنة مثل الدبلوماسية قد ماتت منذ فترة طويلة باعتبارها غير مطلوبة».

ورغم ذلك، قال بيسكوف إن نتائج قمة «الناتو» الأخيرة «شكلت تهديداً لروسيا... الحلف يظهر تصميمه على البقاء عدواً لنا، وهم يؤكدون ذلك بشكل مباشر (...) لا نرى أي مرونة فيما يتعلق بمخاوفنا الرئيسية بشأن عضوية أوكرانيا في الحلف».

وأضاف أن ذلك «يعني عدم وجود ظروف مؤاتية للمفاوضات حتى الآن، نحن بحاجة إلى مواصلة العمل لتحقيق الأهداف التي حددها رئيسنا».

وكان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قال إن بلاده «لن تبادر إلى قطع العلاقات مع الولايات المتحدة»، لكنه أضاف أن هذا الخيار «يبقى على الطاولة ويعتمد على سلوك واشنطن».

وأشار الكرملين إلى أنه «يراقب بعناية سير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة»، لكن بيسكوف رفض التكهن بنتائجها وما إذا كانت سياسة واشنطن ستتغير بعد الانتخابات، وقال: «فليتعامل الأميركيون بأنفسهم مع الوضع الذي يعيشونه».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث في مؤتمر صحافي بكييف الاثنين (أ.ف.ب)

وحمل حديث الكرملين حول انسداد أفق المفاوضات، رفضاً مسبقاً لأي جهود تبذل حالياً لعقد مؤتمر دولي جديد حول أوكرانيا تحضره روسيا.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعرب الاثنين، للمرة الأولى عن تأييده لمشاركة روسيا في قمة مقبلة حول السلام في أوكرانيا تنظمها كييف، بعدما جرت المناقشات الأولى في منتصف يونيو (حزيران) في سويسرا من دون حضور موسكو.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف: «أعتقد أنه يجب أن يحضر ممثلون روس هذه القمة الثانية»، معرباً عن أمله في أن تكون «خطة» لمثل هذا اللقاء جاهزة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتزامن ذلك مع تواصل السجالات حول التحركات العسكرية لحلف الأطلسي، وحول احتمال توسيع الانخراط في الحرب الأوكرانية عبر إنشاء مظلة دفاع جوية موحدة تعمل على مواجهة الهجمات الصاروخية الروسية.

ونقلت وكالة أنباء «تاس» الحكومية عن نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، قوله إن أي توسيع لنطاق التدريبات العسكرية بين حلف شمال الأطلسي واليابان لن يؤدي سوى إلى تصعيد التوتر. بينما أكد الكرملين أن موسكو تراقب دعوات بعض البلدان المنخرطة في الحرب، لإنشاء آليات مشتركة لحماية أجواء أوكرانيا. وأعربت بولندا عن استعدادها لإسقاط صواريخ روسية فوق الأجواء الأوكرانية، وهو مطلب تقدمت به كييف أخيراً إلى قمة «الناتو» في واشنطن.

لكن الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ أبدى تحفظات على الفكرة. وقال خلال مشاركته في ماراثون تلفزيوني أوكراني، إن «سياسة الحلف لم تتغير. لن نشارك في هذا الصراع. سندعم أوكرانيا في تدمير الطائرات الروسية لكن حلف شمال الأطلسي لن يشارك بشكل مباشر».

داخلياً، حُكم على الصحافية الروسية - الأميركية، ماشا جيسن، التي تنتقد الرئيس فلاديمير بوتين بشدّة، غيابياً بالسجن 8 سنوات في روسيا بسبب تعليقات أدلت بها بشأن الجيش الروسي، وفقاً للائحة الاتهام.

الصحافية الروسية - الأميركية ماشا جيسن (إلى اليسار) خلال مشاركتها في احتجاج خارج البرلمان بموسكو في 11 يونيو 2013 (أ.ف.ب)

ويأتي هذا التطور بعد سلسلة ملاحقات تعرض لها معارضون للحرب في أوكرانيا.

وفي أبريل (نيسان)، أُلقي القبض على سيرغي مينغازوف، وهو صحافي يعمل في النسخة الروسية من مجلة «فوربس»، وذلك بسبب منشوراته عن أحداث دموية وقعت في بلدة بوتشا الأوكرانية.

كذلك، حُكم على المعارض إليا إياشين في وقت سابق، بالسجن 8 أعوام ونصف العام، جراء استنكاره «مقتل مدنيين» في أوكرانيا.

وفي قضية أخرى، حكمت محكمة في موسكو الاثنين غيابياً، بالسجن لمدّة 7 سنوات و6 أشهر على العضوة السابقة في مجلس البلدية، إيلينا كوتيونوتشكينا، لنشرها معلومات وُصفت بالكاذبة عن الجيش الروسي.

ويتهمها القضاء الروسي بدعم عضو آخر في بلدية موسكو، وهو أليكسي غورينوف، الذي يقضي عقوبة السجن لمدّة 7 سنوات بسبب تنديده بـ«العدوان» الروسي على أوكرانيا.

وقبل يومين، أدرجت محكمة روسية يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني على لائحة الإرهاب، وأصدرت مذكرة اعتقال غيابية ضدها، بعد توجيه لائحة اتهامات حول ارتباطها بـ«تنظيمات متطرفة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في روسيا».

على صعيد آخر، شارك بوتين، عبر رابط فيديو، في حفل إطلاق منشآت تعدينية جديدة في إقليم دونيتسك الذي تدور على أطرافه حالياً معارك ضارية. وكانت موسكو أعلنت بشكل أحادي ضم الإقليم الانفصالي، وواجهت اتهامات غربية بالسعي إلى استغلال الثروات الطبيعية في هذه المنطقة الغنية.

وأطلق بوتين تشغيل الفرن العالي رقم 5 في مصنع يناكيفو للمعادن في دونيتسك. ومن شأن إعادة تشغيل الفرن، الذي ظل خاملاً منذ عام 2020، أن يتيح إمكانية صهر أكثر من مليون طن من الفولاذ سنوياً.


مقالات ذات صلة

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

استعرضت «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

تتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة التي سينتهي العمل بها عام 2026

«الشرق الأوسط» (لندن)

النرويج تلغي تحقيقاً بشأن أجهزة «البيجر» التي انفجرت في لبنان

خلال عمليات الإسعاف بعد انفجار أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» للتواصل في جميع أنحاء لبنان... الصورة في بيروت 17 سبتمبر 2024 (رويترز)
خلال عمليات الإسعاف بعد انفجار أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» للتواصل في جميع أنحاء لبنان... الصورة في بيروت 17 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

النرويج تلغي تحقيقاً بشأن أجهزة «البيجر» التي انفجرت في لبنان

خلال عمليات الإسعاف بعد انفجار أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» للتواصل في جميع أنحاء لبنان... الصورة في بيروت 17 سبتمبر 2024 (رويترز)
خلال عمليات الإسعاف بعد انفجار أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» للتواصل في جميع أنحاء لبنان... الصورة في بيروت 17 سبتمبر 2024 (رويترز)

قالت قوة شرطة الأمن النرويجية، اليوم (الاثنين)، إنها لم تجد أي أساس للتحقيق في صلات نرويجية بتوريد أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) الملغومة لجماعة «حزب الله» في لبنان التي انفجرت في سبتمبر (أيلول)، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف.

واعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن تفجير أجهزة «البيجر» في هجوم باغتت به «حزب الله» وتبعته بحملة عسكرية جوية وبرية كبرى ضد الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

وأطلقت شرطة الأمن النرويجية تحقيقاً أولياً حول أي صلة نرويجية بالقضية، بعد أن تبين أن شخصاً نرويجياً أُدرج على أنه مالك شركة بلغارية تخضع للتحقيق في بلغاريا بشأن صلات محتملة بالقضية، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال محامي شرطة الأمن هاريس هرينوفيتشا لوكالة «رويترز»، الاثنين، عبر المتحدث باسمه: «يشير التقييم الشامل لجهاز شرطة الأمن إلى أنه لا يوجد أساس لبدء تحقيق عادي في إطار تفويضنا».

ولم يقدم المحامي أي تفاصيل. وشرطة الأمن هي هيئة معنية بمكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب.

وقالت وكالة الأمن الوطني البلغارية يوم 20 سبتمبر إنها «تأكدت بشكل لا يقبل الجدل» من أن أجهزة البيجر المستخدمة في الهجوم في لبنان لم يتم تصنيعها في بلغاريا ولا تصديرها من الدولة.

وغادر مالك الشركة البلغارية التي تخضع للتحقيق في بلغاريا، رينسون خوسيه (39 عاماً)، النرويج إلى الولايات المتحدة في 17 سبتمبر، وهو اليوم الذي انفجرت فيه أجهزة «البيجر» في لبنان.

وكان خوسيه يعمل في مجال المبيعات لدى شركة نرويجية، وهي مجموعة «دي إن ميديا»، التي تقدمت ببلاغ لدى الشرطة عن اختفائه. وقالت الشرطة إنها أغلقت قضية الاختفاء في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن اتصل خوسيه بصاحب العمل.

ولم تكشف السلطات النرويجية عن مكان وجود خوسيه. وعندما اتصلت «رويترز» برقم هاتفه النرويجي، اليوم (الاثنين)، أجابت رسالة صوتية بأن الهاتف مغلق. ولم يرد على طلب للتعليق عبر «واتساب».