مسلمو البوسنة يحيون الذكرى الـ29 لمجزرة سريبرينتسا

«الأمم المتحدة» خصصت يوماً سنوياً لهذه الإبادة الجماعية

طفل بوسني يحضن شاهد قبر قرب أمه في المقبرة التذكارية لضحايا المجزرة ببوتوكاري الخميس (رويترز)
طفل بوسني يحضن شاهد قبر قرب أمه في المقبرة التذكارية لضحايا المجزرة ببوتوكاري الخميس (رويترز)
TT

مسلمو البوسنة يحيون الذكرى الـ29 لمجزرة سريبرينتسا

طفل بوسني يحضن شاهد قبر قرب أمه في المقبرة التذكارية لضحايا المجزرة ببوتوكاري الخميس (رويترز)
طفل بوسني يحضن شاهد قبر قرب أمه في المقبرة التذكارية لضحايا المجزرة ببوتوكاري الخميس (رويترز)

أحيا آلاف الأشخاص، الخميس، في سريبرينتسا ذكرى المذبحة، التي تعرّض لها مسلمو البوسنة خلال الحرب الأهلية في البلاد عام 1995، بعد شهرين من تخصيص الأمم المتحدة يوماً سنوياً لإحياء ذكرى هذه الإبادة الجماعية.

وينظَّم الحدث إحياءً لذكرى الحادي عشر من يوليو (تموز) 1995، حين سيطرت قوات صرب البوسنة، بقيادة راتكو ملاديتش، على مدينة سريبرينتسا، قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت ثلاث سنوات في البوسنة.

وفي الأيام التالية، قتلت قوات صرب البوسنة نحو ثمانية آلاف مسلم من رجال ومراهقين، في جريمة وصفتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية بأنها إبادة.

بوسنيون مسلمون خلال دفن رفات 14 من الضحايا في مقبرة تذكارية ببوتوكاري خارج سريبرينتسا مباشرة الخميس (رويترز)

وجاءت مولودة حسنوفيتش عند قبر ابن عمها، الذي كان عمره 18 عاماً عندما قُتل. وقالت: «الأمر صعب عندما يأتي يوليو. انتهى بهم الأمر على هذا النحو؛ فقط لأنهم يحملون اسماً (مسلماً) مختلفاً».

وفقدت حسنوفيتش أكثر من عشرة من أقاربها الذكور في المذبحة، بينهم والدها، وزوجها الذي يقع قبره بجوار قبر ابن عمها.

وأكدت السيدة، البالغة 54 عاماً، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنها لا تزال تبحث عن بقايا شقيقها، «على الأقل عظمة واحدة»؛ لدفنه.

في أواخر مايو (أيار) الماضي، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص يوم عالمي لذكرى الإبادة في سريبرينتسا، على الرغم من المعارضة الشديدة لصرب البوسنة ولصربيا.

نفى ميلوراد دوديك، رئيس الكيان الصربي في البوسنة، مراراً أن تكون هناك إبادة جماعية، وقال إن إدارته لن تعترف بالقرار، لكنه عبّر، الخميس، عن تعاطفه مع أُسر الضحايا، وكتب، في منشور على موقع «إكس»، قائلاً: «بغضّ النظر عن خلافاتنا، يجب علينا أن نُظهر الاحترام للألم والمعاناة التي حلّت بكثير من الأشخاص من جميع الأمم والأديان في البوسنة والهرسك».

أصدرت محكمة تابعة للأمم المتحدة حكماً بالسجن مدى الحياة على الزعيم السياسي لصرب البوسنة، رادوفان كارادجيتش، وقائد جيشه، راتكو ملاديتش، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الإبادة الجماعية في سريبرينتسا.

والخميس، دفن رفات 14 آخرين من الضحايا، بينهم فتى كان في السابعة عشرة، بمقبرة تذكارية في بوتوكاري، خارج سريبرينتسا مباشرة.

وحتى الآن، دُفن رفات 6988 من ضحايا سريبرينتسا، ومنها كثير غير مكتمل، وغالبيتها تحت شواهد القبور البيضاء في بوتوكاري.

بوسنيون مسلمون خلال دفن رفات 14 من الضحايا في مقبرة تذكارية ببوتوكاري خارج سريبرينتسا مباشرة الخميس (رويترز)

وعُثر على الرفات في 87 مقبرة جماعية، وقالت متحدثة باسم معهد المفقودين في البوسنة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهم ما زالوا يبحثون عن نحو ألف شخص.

وللتغطية على الجريمة، قامت قوات صرب البوسنة بنقل جثث الضحايا إلى مقابر جماعية ثانوية.

والأربعاء، وصف الاتحاد الأوروبي، الذي تطمح البوسنة للانضمام إليه، هذه الفظائع بأنها «واحدة من أحْلك اللحظات في تاريخ أوروبا الحديث».

وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع، أوليفر فارهيلي، في بيان مشترك: «لا مكان بيننا لأولئك الذين ينكرون الإبادة الجماعية ويحاولون إعادة كتابة التاريخ وتمجيد مجرمي الحرب».

بوسني يقرأ الفاتحة وسط شواهد القبور في المقبرة التذكارية لضحايا المجزرة ببوتوكاري الخميس (رويترز)

والاثنين، انطلق آلاف الأشخاص في مسيرة إلى سريبرينتسا، شرق البوسنة؛ لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية.

والمسيرة، التي تمتد على مائة كيلومتر، تُنظَّم سنوياً، انطلاقاً من سريبرينتسا، وصولاً إلى قرية نيزوك التي وصلها أوائل الناجين حينها.

ودارت الحرب في البوسنة بين عامي 1992 و1995 بين الكروات والمسلمين والصرب، وأودت بحياة ما يقرب من 100 ألف شخص.

وبعدما يقرب من ثلاثة عقود من انتهاء الحرب، لا تزال الدولة في البلقان منقسمة بشدة على أسس عِرقية.


مقالات ذات صلة

ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
العالم العربي نزوح سكان شمال غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

المنسق الأممي للسلام: الوضع في غزة «كارثي» مع بداية الشتاء ونزوح سكان الشمال

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين إن الوضع في قطاع غزة «كارثي» مع بداية فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أفريقيا لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي قافلة من مركبات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تسير في منطقة مرجعيون في جنوب لبنان... 8 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

قائد «اليونيفيل»: القرار 1701 ما زال مفتاح استعادة الاستقرار على الحدود بين لبنان وإسرائيل

أكد قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أن القرار 1701 لا يزال مفتاح استعادة الاستقرار على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» ضمن قافلة تمر من مدينة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان

عكس إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الخميس، عن الرد على مصادر النيران إثر تعرض إحدى دورياتها لإطلاق نار في جنوب لبنان، تحوّلاً في تجربتها

نذير رضا (بيروت)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)
روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)
TT

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)
روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية والعسكرية، وفي ضوء الحرب في أوكرانيا.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يقارن المسؤولون الروس بانتظام بين محاربة الجيش السوفياتي لألمانيا النازية، والهجوم الكبير الذي شنه فلاديمير بوتين على أوكرانيا التي «يجب نزع سلاحها» وفقاً للخطاب الرسمي.

في المقابل، تقارن أوكرانيا بين طموحات الكرملين، وسعي نظام أدولف هتلر للهيمنة.

وقالت وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا، خلال مؤتمر صحافي بمتحف النصر في موسكو: «التاسع من مايو (أيار) تاريخ مقدس لكل واحد منا، وهو رمز للهوية الوطنية».

وأكدت: «سنجعله أكبر احتفال في تاريخ روسيا» كاشفة برنامج احتفالات عام 2025 الذي سيشهد -كما كل عام- عرضاً عسكرياً في الساحة الحمراء يوم 9 مايو.

ويحتفل الحلفاء الغربيون باستسلام النازيين في 8 مايو، وتحتفل روسيا بذلك في اليوم التالي بسبب فارق التوقيت.

ويأتي الإعلان عن هذه الاحتفالات في وقت تشتد فيه الضربات العنيفة التي يشنها الجيش الروسي على أوكرانيا.

ووقَّع فلاديمير بوتين اليوم (الثلاثاء) مرسوماً يوسع نطاق استخدام الأسلحة النووية، بعد الضوء الأخضر الذي أعطاه جو بايدن لأوكرانيا، لاستخدام الصواريخ الأميركية في عمق الأراضي الروسية.

ويحذِّر المسؤولون الروس الغربيين بانتظام من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة، قد يتسبب بها دعمهم لأوكرانيا.