غيّرت الانتخابات التشريعية في بريطانيا خريطة البلاد السياسية، لتطوي صفحة المحافظين وتُدشّن عصراً جديداً اختار له رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر عنوان «الأمل». وفاز حزب العمال، الذي ينتمي إلى يسار الوسط، بأغلبية ساحقة في البرلمان، المؤلَّف من 650 مقعداً.
وفي حين وعد ستارمر، متحدثاً على عتبة «10 داونينغ ستريت»، بفترة من «التغيير»، إلا أن سياسته الخارجية التي يريدها «واقعية وتقدمية»، لن تبتعد كثيراً عن تلك التي انتهجها المحافظون، خلال السنوات الـ14 الماضية.
وبعد يومين فقط من انتقاله وأسرته إلى مقر إقامته الجديد وتشكيل حكومته، سيتّجه ستارمر إلى العاصمة الأميركية واشنطن للمشاركة في قمة قادة حلف شمال الأطلسي «الناتو». وتحمل هذه الزيارة المبكّرة أهمية خاصّة؛ ليس فقط لجهة «العلاقة الخاصة» التي تجمع الحليفين البريطاني والأميركي، فضلاً عن المشاركة الواسعة لقادة العالم الغربي، بل من ناحية التوازن الحذِر الذي سيسعى ستارمر لتحقيقه تمهيداً للعودة المحتملة للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض.
وإلى جانب حرب أوكرانيا التي ستهيمن على اجتماعات «الناتو» إلى حد كبير، ستحدد ثلاث قضايا مُلحّة ملامح سياسة ستارمر الخارجية؛ حرب غزة، والعلاقة مع أوروبا، والصين.