ماكرون يستنفر لمواجهة زلزال اليمين المتطرف

«البديل لألمانيا» استقطب الشباب على «تيك توك» في الانتخابات الأوروبية

ماكرون يحضر أمس مناسبة لإحياء ذكرى 99 مدنيا أعدمهم النازيون شنقا ببلدة تول وسط فرنسا عام 1944 (أ.ب)
ماكرون يحضر أمس مناسبة لإحياء ذكرى 99 مدنيا أعدمهم النازيون شنقا ببلدة تول وسط فرنسا عام 1944 (أ.ب)
TT

ماكرون يستنفر لمواجهة زلزال اليمين المتطرف

ماكرون يحضر أمس مناسبة لإحياء ذكرى 99 مدنيا أعدمهم النازيون شنقا ببلدة تول وسط فرنسا عام 1944 (أ.ب)
ماكرون يحضر أمس مناسبة لإحياء ذكرى 99 مدنيا أعدمهم النازيون شنقا ببلدة تول وسط فرنسا عام 1944 (أ.ب)

استنفر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مواجهة «الزلزال الانتخابي»، الذي نتج عن تحقيق حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف نتائج كاسحة في انتخابات البرلمان الأوروبي.

ودعا ماكرون إلى انتخابات مبكرة بدأت حملتها، أمس، وتستمر 3 أسابيع، على أن تجرى الدورة الأولى من الاقتراع في 30 يونيو (حزيران) والثانية في السابع من يوليو (تموز). ويرى مراقبون في خطوة ماكرون مجازفة رئاسية كبيرة تضع اليمين المتطرف في موقع قوة، وتغرق البلاد في غموض سياسي.

ودعا ماكرون الفرنسيين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، موضحاً أن فرنسا «بحاجة لأكثرية واضحة، حتى تعمل في أجواء من الصفاء والوئام».

وفي دول أوروبية أخرى، تأكد الزخم الذي يحظى به اليمين المتطرف، لا سيما في ألمانيا حيث صعد حزب «البديل من أجل ألمانيا» إلى المركز الثاني، من دون الإخلال بالتوازنات الرئيسية، وأرجع بعض المحلّلين شعبية «البديل» بين الشباب إلى حضور الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تطبيق «تيك توك».


مقالات ذات صلة

حزب «فرنسا الأبية» يسعى إلى تأمين دعم برلماني لعزل ماكرون

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

حزب «فرنسا الأبية» يسعى إلى تأمين دعم برلماني لعزل ماكرون

طلب حزب «فرنسا الأبية» اليساري من المجموعات البرلمانية الأخرى دعم محاولته، التي يبدو أنها بعيدة المنال، لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب «إخفاقات خطيرة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا سرب من طائرات رافال لسلاح البحرية الفرنسي فوق العاصمة الفرنسية بمناسبة العيد الوطني للبلاد (أ.ف.ب)

ماكرون يروج لصفقة دفاعية فرنسية إلى صربيا ويكثف البحث عن رئيس للحكومة الجديدة

الرئيس الفرنسي يدافع عن خيار تسليح صربيا بصفقة طائرات رافال قيمتها 3 مليارات يورو ويجهد في البحث عن شخصية يكلفها تشكيل حكومة جديدة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلغراد (أ.ب)

ماكرون يدافع عن قرار منح مؤسس «تلغرام» الجنسية الفرنسية

دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، عن قرار منح الجنسية الفرنسية لمؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف الذي أوقف في فرنسا نهاية الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
أوروبا العلم الفرنسي إلى جانب العلم الصربي يزينان القصر الجمهوري (أ.ف.ب)

ماكرون يبدأ زيارة رسمية لصربيا تاركاً الأزمة السياسية في باريس وراءه

الأزمة السياسية في فرنسا متواصلة والرئيس ماكرون لم يعثر بعد على الحل السحري لتشكيل حكومة جديدة ويبدأ زيارة لصربيا

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي دبابات إسرائيلية على الحدود مع غزة (رويترز)

ماكرون وستارمر: ندعو جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع في الشرق الأوسط

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باريس إنهما ناقشا الحاجة إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (باريس )

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)
القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)
TT

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)
القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية دائماً حول سير المعارك ضد القوات الأوكرانية المتوغلة في منطقة كورسك.

وقال في اليوم الأول من هذا الهجوم المباغت عبر الحدود في مطلع أغسطس (آب): «فلنهدأ، ونتناول بعض الفشار، ونشاهد بهدوء رجالنا وهم يدمرون العدو».

بعد ثلاثة أسابيع من بدء العملية، يفضّل كبار ضباط الجيش الروسي التزام الصمت بسبب عدم قدرتهم على صد القوات الأوكرانية.

القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

ويملأ أبتي علاء الدينوف (50 عاماً) هذا الفراغ عبر نشر مقاطع فيديو بشكل منتظم يبدو أنه تم تصويرها قرب الجبهة.

يبلغ عدد متابعي العسكري الشيشاني 275 ألف مشترك على تطبيق «تلغرام»، ما يجعله بعيداً عن أن يكون نجماً على الإنترنت، لكن مداخلاته تنقلها وسائل الإعلام الروسية، وخصوصا التلفزيون.

يرأس أبتي علاء الدينوف «قوات أحمد» الشيشانية المشكلة من قوات خاصة، وقد أرسل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف العديد من عناصرها للقتال في أوكرانيا.

وبالاعتماد على وضعه العسكري، يسعى إلى طمأنة الروس من خلال التأكيد أن «العدو أوقف تقريباً» أو أن الوضع «يستقر»، بينما يواصل الأوكرانيون التقدم.

كما ادعى مؤخراً أن الحرب في أوكرانيا ستنتهي في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.

«الكرملين يحركه»

يتعجب الصحافي تيخون دزيادكو من وسيلة الإعلام الروسية المستقلة «دوزد»، لبروز أبتي علاء الدينوف.

وكتب على «تلغرام»: «جزء من روسيا تحت سيطرة دولة أخرى (...) والمعلق الرئيسي على ما يحدث في منطقة كورسك هو هذه الشخصية المضحكة علاء الدينوف».

وأكد خبراء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن مثل هذا الحضور الإعلامي يحظى بالضرورة بموافقة السلطات العليا.

تقول سارة أوتس، المتخصصة في الدعاية الروسية في الجامعة الأميركية في ميريلاند: «أنا مقتنعة بأن الكرملين هو الذي يحركه».

ويرى جورجي بوفت، المحلل السياسي المقيم في موسكو، أنه «من الواضح أنه ينال رضا القادة حتى الآن».

ويبدو أن أبتي علاء الدينوف يحظى على غرار رمضان قديروف بقدر غير عادي من حرية التعبير، حتى إن مراقبين قدموه خليفة محتملاً للزعيم الشيشاني الذي يشاع أنه يعاني مشكلات صحية.

القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

عندما أعربت عائلات عن قلقها من تعبئة أبنائها البالغين 18 عاماً للقتال ضد الجيش الأوكراني، وهو موضوع حساس للغاية في روسيا، لم يُظهر أبتي علاء الدينوف أي تعاطف معها.

وقال في مقطع فيديو إنه إذا كان هؤلاء الشباب «لا يدافعون عن الوطن (...) فلماذا يحتاج وطنكم إليكم وإلى أطفالكم؟».

«جيش تيك توك»

يتناقض الأسلوب الواقعي والتقني البحت للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، بشكل جذري، مع أسلوب أبتي علاء الدينوف.

ويعتقد جورجي بوفت أن الأخير «يقدم المعلومات بطريقة أكثر عاطفية، ربما يكون من الأسهل على الجمهور استيعابها».

رئيس الشيشان رمضان قديروف والقائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (قناة دينوف عبر «تلغرام»)

وترى سارة أوتس أن تصريحات أبتي علاء الدينوف التي تصفها بـ«الفجة» تذكر بأسلوب الرئيس فلاديمير بوتين في أيام حكمه الأولى، عندما وعد «بمطاردة الإرهابيين وقتلهم حتى في المراحيض». وتضيف: «أعتقد أنه متحدث فعّال في نشر الدعاية».

نشأ أبتي علاء الدينوف في منطقة ستافروبول في جنوب روسيا. وقُتل والده وأحد إخوته في الشيشان التي شهدت حربين ضد القوات الاتحادية الروسية في التسعينات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأصبح فيما بعد قائد الشرطة الشيشانية ونائب وزير الداخلية.

وقد فرضت دول عدة عقوبات عليه، من بينها الولايات المتحدة، بتهمة الخطف والتعذيب.

كتبت صحيفة «نوفايا غازيتا» الروسية المستقلة عام 2016 أن أبتي علاء الدينوف «القوي والخطير»، كان منذ فترة طويلة جزءاً من «الحرس المقرب من قديروف».

القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

وأقيل من الحكومة الشيشانية بقرار من فلاديمير بوتين عام 2021، وهو ما عُدّ مؤشر خلاف مع رمضان قديروف.

لكن في الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، أعلن قديروف أن «أخاه العزيز» سيقود المقاتلين الشيشانيين.

وحصل أبتي علاء الدينوف على ميدالية بطل روسيا المرموقة، لكن «قوات أحمد» التي يقودها يُطلق عليها أحيانا اسم «جيش تيك توك» في ظل اتهامات بأنها تعطي الأولوية للدعاية على الشبكات الاجتماعية على حساب الفاعلية القتالية في ميدان المعركة.

وكانت «قوات أحمد» تساعد في حماية كورسك عندما هاجمت القوات الأوكرانية المنطقة الروسية. وفي مقطع فيديو، اعترف أبتي علاء الدينوف بنبرة حزينة على غير عادته بأن جنود كييف «قاموا بعمل جيد»، لكن «الشيء الوحيد الذي لم يأخذوه في الاعتبار هو أن الله يحب روسيا».