روسيا تقرّ بمسؤولية «داعش» عن هجوم «كروكوس»

أصرّت على فرضية الصلة مع الاستخبارات الأوكرانية

زهور قرب مكان الهجوم في كروكوس (رويترز)
زهور قرب مكان الهجوم في كروكوس (رويترز)
TT

روسيا تقرّ بمسؤولية «داعش» عن هجوم «كروكوس»

زهور قرب مكان الهجوم في كروكوس (رويترز)
زهور قرب مكان الهجوم في كروكوس (رويترز)

أقرّت السلطات الأمنية الروسية بوضوح بمسؤولية تنظيم «داعش» في الهجوم الدموي على مركز تجاري ترفيهي شمال العاصمة الروسية في مارس (آذار) الماضي. وحملت لهجة مدير هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف تأكيداً بأن التنظيم الإرهابي «حضّر وموّل وسهّل انسحاب الإرهابيين». لكنه في الوقت ذاته، كرر توجيه اتهامات للاستخبارات العسكرية الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، من دون أن يوضح الدور الذي لعبه الجهاز الأمني الأوكراني فيه.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في وقت سابق إن التحقيقات دلت إلى أن «منفذي الهجوم عناصر تابعة لتنظيم (داعش خراسان)»، متهماً الأجهزة الأوكرانية بأنها «الراعي والطرف الذي دبّر الهجوم وأمر بتنفيذه».

وجاء حديث بورتنيكوف مطابقاً لهذه النظرية، لكنه بدا أكثر وضوحاً في توجيه الاتهام لـ«داعش» بكل التفاصيل المتعلقة بالهجوم الدموي والتي أظهرتها التحقيقات خلال الشهرين الماضيين.

وقال مدير جهاز الأمن الروسي، الجمعة، خلال اجتماع لمجلس رؤساء وكالات الأمن والخدمات الخاصة للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة في بيشكيك، إنه تم اعتقال أكثر من 20 شخصاً أظهرت التحقيقات أن لهم صلات متفاوتة بالهجوم الإرهابي.

وأوضح أن أجهزة التحقيق الروسية تحدّد حالياً «الدائرة الكاملة للمتورطين في الجريمة، وتم بالفعل اعتقال أكثر من 20 شخصاً، بما في ذلك الجناة المباشرون والمتواطئون معهم».

 

تنسيق مع «داعش خراسان» عبر الإنترنت

وقال المسؤول: «نتيجة للتحقيق، تبيّن أن إعداد وتمويل ومهاجمة وانسحاب الإرهابيين تم بالتنسيق عبر الإنترنت من قِبل مسلحين من جماعة (ولاية خراسان) من المنطقة الأفغانية - الباكستانية».

وأضاف: «في نهاية الهجوم، تلقى الإرهابيون أمراً واضحاً بالانتقال إلى الحدود الأوكرانية، حيث تم إعداد (نافذة) على هذا الجانب لمرورهم على هذا الجانب من الحدود».

ورأى أن أحد أهداف مدبري الهجوم الإرهابي كان «الإضرار بالعلاقات بين دول رابطة الدول المستقلة باستخدام العوامل الدينية والوطنية».

وزاد: «يتوقع خصومنا الجيوسياسيون تدمير التوازن الفريد بين الأعراق والأديان الذي تطور على مدى فترة طويلة من التعايش بين شعوبنا»، معرباً عن امتنانه لزملائه من أجهزة المخابرات في بلدان رابطة الدول المستقلة، الذين قدموا لروسيا كل ما هو ممكن للمساعدة في التحقيق في الهجوم الإرهابي.

وحمل هذا الحديث إشارة إلى أن كل منفذي الهجوم ومن ساعدهم في الحصول على الأسلحة وسهّل إقامتهم وتنقلاتهم داخل الأراضي الروسية هم من حملة الجنسية الطاجيكية.

وخلص رئيس جهاز الأمن الفيدرالي إلى القول: «أريد أن أؤكد أنه سيتم الكشف عن جميع ملابسات الجريمة وأن جميع المتورطين لن يفلتوا من العقاب».

وقع الهجوم الإرهابي على قاعة احتفالات في مجمع «كروكوس» الترفيهي التجاري قرب العاصمة الروسية. وأظهرت كاميرات المراقبة في المكان كيف اقتحم أربعة مسلحين يرتدون ملابس مموهة المبنى، وأطلقوا النار بكثافة على الناس من مسافة قريبة، وألقوا قنابل حارقة، وأشعلوا النيران في قاعة حفلات موسيقية. ووفقاً لأحدث البيانات، فقد قتل 145 شخصاً في الهجوم وجُرح عشرات آخرون.

وكان بورتنيكوف قد قال في وقت سابق إن «الإسلاميين وحدهم لم يكونوا قادرين على الإعداد للهجوم الإرهابي».

وزاد في مقابلة صحافية: «أستطيع أن أقول بالتأكيد إن هناك خلفية سياسية، ولم يكن الإسلاميون ليتمكنوا وحدهم من الإعداد لمثل هذا العمل». مشيراً إلى أن «المخابرات العسكرية الأوكرانية لها علاقة مباشرة بالهجوم».

وأضاف المسؤول: «اليوم اتخذت الشكوك شكلاً واضحاً: نظام كييف ليس مجرد شريك، بل هو منظم للهجوم الإرهابي. إن تورط المخابرات العسكرية الأوكرانية يعكس مستوى انتشار عدوى جرائم الحرب خارج حدود أوكرانيا».

وعاد خلال الاجتماع الأمني في بشكيك، الجمعة، إلى تأكيد هذه الفرضية. وقال إنه «بمساعدة دول (ناتو)، يستمر النقل الجماعي للإرهابيين من مناطق أخرى في العالم إلى أوكرانيا، ويستخدم بعضهم لمزيد من التوسع الإرهابي في رابطة الدول المستقلة».

وقال بورتنيكوف: «إننا نسجل النقل الجماعي المستمر لمرتزقة ومسلحي المنظمات الإرهابية الدولية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان إلى أوكرانيا بمساعدة دول (ناتو)، ويستخدم بعضهم لمزيد من التوسع الإرهابي في منطقة الكومنولث». وخلص إلى أن «المخابرات العسكرية الأوكرانية مرتبطة بشكل مباشر بالهجوم الإرهابي الذي وقع في قاعة مدينة كروكوس بالقرب من موسكو، ويمكن أن نقول ذلك بالفعل بثقة».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا عنصرا أمن يقتادان منفذ هجوم الطعن في زولينغن إلى التحقيق (د.ب.أ)

حملة تفتيش جديدة للشرطة الألمانية على خلفية هجوم إرهابي

على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع أخيراً في مدينة زولينغن الألمانية، أجرت الشرطة مرة أخرى حملة تفتيش في إحدى المناطق بالمدينة. وقالت مصادر أمنية، إن قوات…

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج الملتقى سيشهد على مدى 3 أيام أوراقاً علمية وحلقات نقاش بمشاركة عربية ودولية (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف ملتقى حول الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية

بدأت في الرياض، الثلاثاء، أعمال «الملتقى الثاني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية: التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا عربات عسكرية في واغادوغو (أرشيفية رويترز)

بعد «هجوم باماكو»... عواصم دول الساحل تعيش حالة طوارئ غير معلنة

أعلنت سلطات بوركينا فاسو أن سيارات الإسعاف والمركبات الدبلوماسية وعربات نقل الموتى، ستخضع للتفتيش في العاصمة واغادوغو خشية استغلالها لشن هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تقرير عن إنتاج روسيا طائرات مُسيرة بدعم صيني

جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة صغيرة خلال أحد التدريبات (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة صغيرة خلال أحد التدريبات (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
TT

الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تقرير عن إنتاج روسيا طائرات مُسيرة بدعم صيني

جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة صغيرة خلال أحد التدريبات (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
جندي روسي يطلق طائرة مُسيرة صغيرة خلال أحد التدريبات (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إن التكتل يساوره «قلق بالغ» إزاء تقرير ذكر أن روسيا تطوِّر برنامج طائرات مُسيّرة هجومية بدعم من الصين، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، الأربعاء، أن شركة «آي. إي. إم. زد كوبول»، التابعة لشركة الأسلحة الروسية الحكومية (ألماز-أنتي)، طوّرت واختبرت طرازاً جديداً من الطائرات المُسيّرة يسمى «جاربيا-3 (جي 3)» في الصين، بدعم من متخصصين محليين.

واعتمدت «رويترز»، في تقريرها، على مصدرين لدى وكالة مخابرات أوروبية، بالإضافة إلى وثائق حول البرنامج.

وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي: «لاحظنا التقارير المثيرة للقلق، التي ذكرت أن روسيا تُطوّر طائرات مُسيّرة هجومية في الصين لاستخدامها في حربها العدوانية ضد أوكرانيا».

وأضافت، وفقاً لوكالة «رويترز»: «إذا ثبتت صحة التقارير، فهذا يعني أن الشركات الصينية تقدم لروسيا مساعدات فتاكة». وتابعت: «سيكون ذلك مخالفاً للرواية الرسمية التي تسردها الصين بأنها لا تقدم أسلحة فتاكة لدعم روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا، ومن ثم نتوقع من السلطات الصينية التحقق والتعامل من هذه التقارير بشكل شامل فوري».

وقالت وزارة الخارجية الصينية، لوكالة «رويترز»، إنها ليست على علم بالبرنامج، مضيفة أن بكين لديها تدابير صارمة للتحكم في تصدير الطائرات المُسيّرة.

ولم تردَّ «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق على التقرير المنشور يوم الأربعاء.