6 قتلى و35 جريحاً في هجوم بمُسيرات على بيلغورود الروسية

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
TT
20

6 قتلى و35 جريحاً في هجوم بمُسيرات على بيلغورود الروسية

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بإطفاء السيارات المحترقة بعد القصف في بيلغورود ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ.ب)

قُتل 6 أشخاص على الأقل، وأُصيب 35 آخرون، صباح اليوم الاثنين، في هجوم بطائرات مُسيّرة متفجرة في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، والمستهدَفة بانتظامٍ بضربات من كييف، وفق ما قال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف.

وقال غلادكوف، على «تلغرام»: «هُوجمت شاحنتان صغيرتان كانتا تُقلّان موظفين نحو مكان عملهم وسيارة، من قِبل الجيش الأوكراني بواسطة مُسيّرات انتحارية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «تُوفي 6 أشخاص، وأُصيب 35 شخصاً؛ بينهم رجل في وضع صعب»، في حين أصيب الجرحى الآخرون «بجروح خطيرة نوعاً ما بسبب الشظايا، ونقَلَهم مسعفون إلى مراكز طبية في المنطقة».

ونوّه بأن «طفلَين يعانيان جروحاً سطحية».

وأشار إلى أن الهجوم حدث قرب قرية بيريوزوفكا، القريبة من الحدود الأوكرانية.

ولفتت السلطات المحلية إلى أن المركبات المستهدفة كانت لشركة محلية لإنتاج اللحوم، وكانت تُقلّ موظفين.

وفتحت لجنة التحقيق الروسية، المسؤولة عن التحقيقات الكبيرة في البلد، تحقيقاً في الهجوم.

من جانبها، قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم، إن أنظمة دفاعاتها الجوية دمرت 12، من 13 طائرة مُسيرة هجومية أطلقتها روسيا. وأضافت القوات الجوية، عبر تطبيق «تلغرام»، أنه جرى تدمير الطائرات المُسيرة فوق منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا. ولم يتضح بعدُ مصير الطائرة التي لم يجرِ إسقاطها، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

يأتي هذا الهجوم الأوكراني عشية تنصيب فلاديمير بوتين، الذي سيبدأ رسمياً ولايته الرئاسية الخامسة، غداً الثلاثاء، وقبل ثلاثة أيام من احتفالات التاسع من مايو (أيار) بانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وألغت السلطات جزءاً من الاحتفالات التي تستقطب بالعادة حشوداً كبيرة في جميع أنحاء البلاد؛ لأسباب أمنية متعلقة خصوصاً بالحرب في أوكرانيا.

وتؤكد أوكرانيا أنها تواجه، كل ليلة، تقريباً هجمات جوية بعشرات الصواريخ والمُسيرات تستهدف بصورة خاصة المدن.

وتردُّ القوات الأوكرانية، منذ أشهر، على الضربات الروسية بشن هجمات بالمُسيّرات والصواريخ داخل الأراضي الروسية مُوقعة قتلى بين المدنيين. وتستهدف هذه الهجمات بصورة خاصة منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.

في 30 ديسمبر (كانون الأول)، تعرضت بيلغورود لهجوم أوكراني أسفر عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة أكثر من مائة. وجاء هذا الهجوم، الذي يُعدّ الأعنف على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، رداً على قصف روسي مكثف طال مدناً أوكرانية.


مقالات ذات صلة

واشنطن: الأسبوع المقبل مفصلي لإنهاء حرب أوكرانيا

أوروبا 
نساء يسرن في شارع قرب لافتة بألوان العلم الروسي كُتب عليها «لن نتخلى عن شعبنا» في يالطا بشبه جزيرة القرم أمس (رويترز)

واشنطن: الأسبوع المقبل مفصلي لإنهاء حرب أوكرانيا

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس، ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، مشيراً إلى أن بلاده تملك خيارات لتحميل مسؤولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو - كييف)
أوروبا مبنى سكني مدمر إثر هجوم صاروخي روسي في كييف (أ.ف.ب) play-circle

أوكرانيا: مقتل شخص في هجوم روسي كبير بطائرات مسيرة

قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد إن روسيا شنت هجوما الليلة الماضية أطلقت فيه 149 طائرة مسيرة بينما ذكر حاكم منطقة بشرق البلاد أن شخصاً قتل وأصيبت فتاة

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ ترمب وستارمر وماكرون وزيلينسكي عقدوا اجتماعاً إيجابياً على هامش جنازة البابا فرنسيس (أ.ف.ب)

ترمب يتساءل عن رغبة بوتين في إنهاء الحرب

تساءل الرئيس الأميركي دونالد ترمب عمّا إذا كان نظيره الروسي فلاديمير بوتين يرغب في إنهاء حربه بأوكرانيا، معرباً عن تشككه مجدداً في إمكانية إبرام اتفاق سلام قريب

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يتهم البعض ترمب بالتودد إلى بوتين (أ.ف.ب)

مسؤولون روس احتفوا بها... كيف صبت سياسات ترمب في مصلحة موسكو؟

اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب سياسات صبت في مصلحة روسيا، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، لدرجة أن مسؤولين روساً احتفلوا ببعضها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المحققون الروس في موقع اغتيال ياروسلاف موسكاليك (أ.ب) play-circle 00:23

روسيا تعتقل «عميلاً لأوكرانيا» مشتبهاً به في اغتيال جنرال قرب موسكو

قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، السبت، إنه ألقى القبض على شخص يُشتبه في ضلوعه في اغتيال ضابط عسكري روسي كبير، الجمعة، بسيارة ملغومة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

واشنطن: الأسبوع المقبل «مفصلي» لإنهاء حرب أوكرانيا

أشخاص يسيرون بشارع قرب لافتة بألوان العلم الروسي كُتب عليها: «لن نتخلى عن شعبنا» في يالطا بشبه جزيرة القرم الأحد (رويترز)
أشخاص يسيرون بشارع قرب لافتة بألوان العلم الروسي كُتب عليها: «لن نتخلى عن شعبنا» في يالطا بشبه جزيرة القرم الأحد (رويترز)
TT
20

واشنطن: الأسبوع المقبل «مفصلي» لإنهاء حرب أوكرانيا

أشخاص يسيرون بشارع قرب لافتة بألوان العلم الروسي كُتب عليها: «لن نتخلى عن شعبنا» في يالطا بشبه جزيرة القرم الأحد (رويترز)
أشخاص يسيرون بشارع قرب لافتة بألوان العلم الروسي كُتب عليها: «لن نتخلى عن شعبنا» في يالطا بشبه جزيرة القرم الأحد (رويترز)

أفاد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الأحد، بأن الأسبوع المقبل قد يكون «مفصلياً» على صعيد الجهود المبذولة لوضع حد للحرب الدائرة في أوكرانيا، في خضم ضغوط يمارسها الرئيس دونالد ترمب على موسكو وكييف لإبرام اتفاق.

ويُبدي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي التقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على هامش جنازة البابا فرنسيس، بشكل متصاعد نفاد صبره إزاء الطرفين، وقال السبت الماضي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ربما لا يريد وقف الحرب». وصرح روبيو، الأحد، لشبكة «إن بي سي»: «نحن قريبون للغاية، لكننا لسنا قريبين بما يكفي». وأضاف: «أعتقد أن الأسبوع سيكون مفصلياً (...) علينا أن نتّخذ قراراً بشأن ما إذا كنا نريد مواصلة الانخراط في هذا المسعى، أو ما إذا كان الوقت قد حان للتركيز على قضايا أخرى لا تقلّ أهمية؛ إن لم تكن أكبر أهمية، في بعض الأحيان». لكن روبيو لفت إلى وجود «أسباب تدعو إلى التفاؤل، وأخرى تدعو للتحلّي بالواقعية» في ما يتّصل بفرص التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع الذي أشعل فتيله الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022. وإذ شدّد على عدم وجود «حلّ عسكري» للحرب، فقد قال إن «الحلّ الوحيد لهذه الحرب هو بتسوية تفاوضية يتعيّن فيها على الطرفين التخلّي عن شيء يقولان إنهما يريدانه، وإعطاء الطرف الآخر شيئاً يتمنّيان عدم إعطائه».

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، الأحد، في تصريح لشبكة «فوكس نيوز»: «أُجريَ عدد من النقاشات بشأن الأراضي» مع موسكو وكييف، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ونقلت مجلة «تايم»، الجمعة الماضي، عن الرئيس الأميركي قوله في مقابلة إن «القرم ستبقى مع روسيا. وزيلينسكي يُدرك ذلك».

صورة ملتقطة من فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية لقواتها في منطقة كورسك (أ.ب)
صورة ملتقطة من فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية لقواتها في منطقة كورسك (أ.ب)

«عمل بطولي»

وجاءت تصريحات روبيو في وقت تتواصل فيه الهجمات الروسية على القوات الأوكرانية، خصوصاً في منطقة كورسك الروسية. ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله، الأحد، إن الرئيس فلاديمير بوتين اتصل هاتفياً بقادة كبار في منطقة كورسك غرب روسيا لتهنئتهم بطرد القوات الأوكرانية. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف: «بوتين هنأهم بالنصر وشكرهم على عملهم البطولي».

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مقابلة، بُثت الأحد، إن موسكو ستواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني. ورداً على سؤال بشأن استهداف مبنى سكني في كييف الأسبوع الماضي ما أودى بحياة ما لا يقل عن 12 شخصاً، قال لافروف إن الهدف لم يكن «مدنياً بالكامل». وأضاف لافروف في مقابلة مع برنامج «واجه الأمة»، سجلتها شبكة «سي بي إس» يوم الخميس بعد الهجوم: «سنواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيشُ الأوكراني وبعضُ المرتزقة من دول أجنبية والمدربون الذين أرسلهم الأوروبيون رسمياً للمساعدة في استهداف المواقع المدنية الروسية». ودفعت الضربة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى توجيه توبيخ نادر لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ قال: «فلاديمير؛ توقف». وقال لافروف إن روسيا لم تتلق مطلقاً عرضاً للمساعدة في تشغيل المحطة النووية في زابوريجيا الأوكرانية. وتابع أن روسيا ستكون على استعداد لتخزين المواد النووية المخصبة الإيرانية إذا اعتقد كل من الولايات المتحدة وطهران أن ذلك سيكون مفيداً.

الرئيس الأميركي أثناء اجتماعه مع الرئيس الأوكراني على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان السبت (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي أثناء اجتماعه مع الرئيس الأوكراني على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان السبت (إ.ب.أ)

وكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي قابل ترمب في روما السبت قبل جنازة البابا فرنسيس، على تطبيق «تلغرام»، أن قائد الجيش أبلغه أن روسيا شنت بالفعل نحو 70 هجمة الأحد. وقال إن الوضع يظل صعباً. وأضاف: «الوضع في الخطوط الأمامية والنشاط الحقيقي للجيش الروسي يثبت أن الضغوط العالمية الحالية غير كافية على روسيا لإنهاء هذه الحرب».

وأكد الرئيس الأوكراني، في تصريحات أخرى له، الأحد، أن قواته تواصل عملياتها في منطقة كورسك الروسية، في تناقض مع إعلان موسكو السبت عن «تحرير» هذه المنطقة الحدودية بالكامل. وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: «تواصل قواتنا عملياتها الدفاعية النشطة في المناطق المحددة بمنطقتي كورسك وبيلغورود» في روسيا. كما نفى المسؤولون العسكريون الأوكرانيون أيضاً تصريحات «كاذبة» من هيئة الأركان العامة للجيش الروسي السبت، وأدانوا «الدعاية» الروسية بشأن هذا الموضوع. ومنذ السبت، أفادت قنوات روسية عدة على تطبيق «تلغرام»، مختصة بمتابعة المعارك، باستمرار الاشتباكات بين الروس والأوكرانيين بمنطقة كورسك. لكن رئيس أركان الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، أكد للرئيس فلاديمير بوتين السبت أن هذه المنطقة الروسية المتاخمة لأوكرانيا تم «تحريرها» بالكامل من القوات الأوكرانية. ودخلت قوات كييف المنطقة في أغسطس (آب) 2024، واحتلت في البداية مئات عدة من الكيلومترات المربعة، قبل أن يبقى جيب صغير فقط تحت سيطرتها. وشدد بوتين في وقت سابق على أنه غير مستعد للتفاوض بشأن تسوية النزاع، الذي اندلعت شرارته بسبب هجوم قواته على أوكرانيا في عام 2022، حتى يتم «دحر» القوات الأوكرانية بالكامل من المنطقة. ومنذ أسابيع عدة، تتراجع القوات الأوكرانية في هذه المنطقة من الجبهة، ويستعيد الجيش الروسي الأراضي تدريجاً.

«مبادلة أراضٍ»

وبرر القادة الأوكرانيون هذا الهجوم المفاجئ على الأراضي الروسية برغبة في الحصول على ورقة ضغط لاستعمالها في أي محادثات سلام محتملة. واقترح زيلينسكي مؤخراً على روسيا «مبادلةً» للأراضي، وهو ما رفضته موسكو على الفور فيما يواصل جيشها التقدم.

ميدانياً؛ واصل الجيش الروسي قصف المدن والبلدات الأوكرانية. وقُتل 3 أشخاص الأحد وأصيب 4 آخرون في ضربة روسية على كوستيانتينيفكا القريبة من الجبهة، وفق سلطات منطقة دونيتسك شرق البلاد.