رئيس الأركان المصري أول مسؤول عسكري رفيع يزور تركيا منذ 2013

جاءت قبل زيارة السيسي المرتقبة وتناولت علاقات التعاون بين البلدين

رئيس الأركان التركي خلال استقباله نظيره المصري في أنقرة الاثنين (وزارة الدفاع التركية)
رئيس الأركان التركي خلال استقباله نظيره المصري في أنقرة الاثنين (وزارة الدفاع التركية)
TT

رئيس الأركان المصري أول مسؤول عسكري رفيع يزور تركيا منذ 2013

رئيس الأركان التركي خلال استقباله نظيره المصري في أنقرة الاثنين (وزارة الدفاع التركية)
رئيس الأركان التركي خلال استقباله نظيره المصري في أنقرة الاثنين (وزارة الدفاع التركية)

بحث رئيسا أركان الجيشين التركي متين غوراك، والمصري أسامة عسكر علاقات التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية والدفاعية.

واستقبل رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال متين غوراك، في مقر رئاسة الأركان التركية في أنقرة، الاثنين، بمراسم رسمية، رئيسَ الأركان المصرية الفريق أسامة عسكر. وأجرى رئيسا أركان البلدين جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة شارك فيها وفدا البلدين.

بحث العلاقات العسكرية

وحسب مصادر تركية تناولت المباحثات علاقات التعاون العسكري والتعاون بين تركيا ومصر في مجال الصناعات الدفاعية.

وتعد هذه أول زيارة لمسؤول عسكري مصري رفيع المستوى لتركيا منذ توتر العلاقات بين البلدين عام 2013 على خلفية سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، وذلك بعد أن أعاد البلدان تطبيع علاقاتها بشكل كامل منذ العام الماضي.

كما تأتي الزيارة قبل زيارة مرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى تركيا، حيث سيترأس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اجتماع المجلس الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين، الذي أُعيد إحياؤه خلال زيارة إردوغان للقاهرة في 14 فبراير (شباط) الماضي، التي كانت الأولى بعد آخر زيارة له لمصر منذ 12 عاماً.

ووجّه إردوغان الدعوة إلى السيسي لزيارة تركيا. ومن المتوقع أن تكون في مايو (أيار) المقبل.

جانب من المؤتمر الصحافي بين فيدان وشكري في إسطنبول 20 أبريل (الخارجية التركية)

التحضير لزيارة السيسي

وفي إطار التحضير للزيارة، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري، إسطنبول في 20 أبريل (نيسان) الحالي، حيث أجرى مباحثات مع نظيره التركي هاكان فيدان، والتقى الرئيس رجب طيب إردوغان.

وجرى خلال لقاء شكري مع إردوغان تأكيد أهمية التنسيق في ليبيا وتنفيذ القرارات الدولية لحل الأزمة هناك، واستعراض الجهود التي تبذلها مصر لاستعادة الاستقرار في السودان تجنباً لانهيار الدولة ومؤسساتها، سواء في إطار ثنائي، أو في إطار مسار دول الجوار، أو من خلال التنسيق مع جميع المبادرات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة، حسبما أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، عقب اللقاء.

كما أكد شكري لإردوغان ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وبما يضمن تحقيق سيادة سوريا وأمنها واستقرارها.

وقال المتحدث إن لقاء شكري وإردوغان استهدف الإعداد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتطرق إلى «الفوائد التي ستعود على البلدين مع زيادة وتيرة التنسيق بينهما تجاه القضايا الأفريقية المختلفة».

وأضاف أن اللقاء تناول أيضاً ملفات مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، والوضع في القرن الأفريقي والصومال والساحل والصحراء، والتطورات المتعلقة بالأزمة السورية، والحرب في قطاع غزة.

وتابع أنه جرى التأكيد خلال اللقاء، ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار «والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، فضلاً عن التحذير مجدداً من مغبة الإقدام على أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية».

توافق ثنائي وإقليمي

وأكد وزيرا خارجية تركيا ومصر عزمهما على الاستمرار في تعزيز العلاقات فيما بينهما في المرحلة المقبلة في جميع المجالات، واستمرار العمل على وضع الإطار القانوني لتعزيز العلاقات، والتحضير لاجتماع المجلس الاستراتيجي الأعلى للتعاون الذي سيُعقَد قريباً في أنقرة برئاسة إردوغان والسيسي.

وقال فيدان، في مؤتمر صحافي مشترك مع شكري، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتركيا كانت ضمن جدول أعمال مباحثاته مع نظيره المصري، مشدداً على أن «التعاون بين مصر وتركيا يهدف إلى صالح الشعبين والمنطقة، ومن هذا المنطلق قررنا تعزيز العلاقات بشكل كبير».

وأضاف: «خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان التاريخية للقاهرة في 14 فبراير (شباط) الماضي، تجلّت الإرادة في هذه الاتجاه على مستوى القيادة، وجرى التوقيع في القاهرة على الإعلان المشترك بشأن إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، ويضم جدول الأعمال مناقشة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تركيا بمناسبة انعقاد المجلس».

وتابع: «ناقشنا خلال مباحثاتنا الاستعدادات لاجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مع أخي العزيز سامح شكري، فضلاً عن القضايا المدرجة على جدول أعمالنا بالتفصيل، وتشكل التجارة والاقتصاد أحد أقوى أشكال التعاون، والاستثمارات التركية في مصر تقترب من 3 مليارات دولار، ويبلغ حجم التجارة بيننا 8 مليارات دولار».

وأشار فيدان إلى أنه أُعلن خلال زيارة الرئيس إردوغان مصر، هدف زيادة حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار من خلال توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة، وإعادة تشغيل خط الشحن البحري (رورو)، وتعزيز العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية، وهناك أيضاً فرصة لتعزيز التعاون في مجال الطاقة، والغاز الطبيعي المسال، والطاقة النووية.

وأكد الوزيران أهمية التعاون بين مصر وتركيا وفائدته لشعبي البلدين وللمنطقة أيضاً، ولفتا إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً لبحث حل الأزمة في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية عبر مصر.

كما أكدا الاتفاق في مواقف البلدين بشأن وحدة ليبيا، والعمل معاً على إيجاد حلول جذرية لوقف الحرب في السودان، وأهمية التنسيق لتحقيق الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط.

وقال شكري إن الدولة المصرية تعمل على توثيق التعاون مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأشار إلى أن التجارة تشكل نقطة ضوء مهمة في العلاقات بين البلدين بعد أن وصل حجمها إلى 8 مليارات دولار، نطمح إلى رفعه إلى 15 مليار دولار».

ولفت إلى أن هناك تكاملاً بين مواقف البلدين بشأن الأوضاع في سوريا، وليبيا، والسودان، والصومال، واليمن فضلاً عن تطابق وجهات النظر بالنسبة إلى الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية وتحقيق حل الدولتين.


مقالات ذات صلة

نقاشات سعودية - أوروبية تتناول جهود حل النزاعات الإقليمية والدولية

الخليج وزير الدولة السعودي خلال اجتماعه مع أعضاء اللجنة السياسية والأمنية والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي (واس)

نقاشات سعودية - أوروبية تتناول جهود حل النزاعات الإقليمية والدولية

شهدت العاصمة الرياض، الأحد، مناقشات سعودية - أوروبية تناولت جهود الجانبين في حل النزاعات الإقليمية والدولية وأوجه التعاون والتنسيق المشترك في العديد من المجالات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج م. وليد الخريجي وفروخ شريفزاده يترأسان الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين السعودية وطاجيكستان في الرياض (واس)

مشاورات سعودية - طاجيكية تناقش تعزيز التعاون في شتى المجالات

بحثت جولة المباحثات الثالثة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والطاجيكستانية، الأربعاء، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج م. وليد الخريجي ترأس الجانب السعودي في الجولة الثانية من المشاورات السياسية مع «الخارجية الصينية» (واس)

مشاورات سعودية – صينية تعزز التنسيق المشترك

بحثت الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والصينية في الرياض، الاثنين، تطوير العلاقات الثنائية، وأهمية تعزيز التنسيق المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

الخلافات السياسية تعرقل صادرات القمح الفرنسي إلى الجزائر

كانت الجزائر تستورد ما بين مليونين و6 ملايين طن قمح فرنسي سنوياً؛ مما جعلها من أكبر زبائن فرنسا. غير أن الكميات المستوردة انخفضت بشكل لافت في السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

بقناصة ورشاش... شاهد الأمير ويليام يجري تدريبات عسكرية مع الحرس الويلزي

الأمير ويليام يصوب باتجاه الهدف من بندقية قناصة (إكس)
الأمير ويليام يصوب باتجاه الهدف من بندقية قناصة (إكس)
TT

بقناصة ورشاش... شاهد الأمير ويليام يجري تدريبات عسكرية مع الحرس الويلزي

الأمير ويليام يصوب باتجاه الهدف من بندقية قناصة (إكس)
الأمير ويليام يصوب باتجاه الهدف من بندقية قناصة (إكس)

انضم ويليام، أمير ويلز، إلى تدريب إطلاق الذخيرة الحية مع الحرس الويلزي، مرتدياً زيه العسكري و«البيريه»، ليرى كيف يستعد الجنود للخدمة في جيش الميدان.

ووفق تقرير لصحيفة «التليغراف» البريطانية، انضم الأمير ويليام، وهو عقيد بالحرس الويلزي، إلى الكتيبة الأولى في سهل سالزبوري في جزء من تمرين تدريبي، حيث جلس لإطلاق النار من بندقية قناصة «عيار 338»، واستلقى على بطنه لاستخدام مدفع رشاش «7.62 GPMG».

الأمير ويليام مرتدياً زيه العسكري (إكس)

وبينما كان يصوب لإطلاق النار، كان الأمير يهتز مع كل طلقة قبل إعادة التحميل وإطلاق النار مرة أخرى.

كذلك، جال الأمير ويليام على أرض التدريب، خلال استخدام المنظار، وشاهد أسلحةً، بما في ذلك طائرات دون طيار.

«السلامة والكفاءة والمعرفة»

وكانت الكتيبة مؤخراً في مهمة احتفالية، حيث قضت العامين الماضيين في أداء دورها في أحداث مثل جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، والتتويج، وحفلة الألوان. كما نفَّذت عمليات خارجية في جزر فوكلاند وعمان.

وتنتقل الكتيبة الآن إلى الميدان، حيث يتم تجديد معلومات أفراد الخدمة حول كيفية استخدام أنظمة الأسلحة المختلفة؛ لضمان «السلامة والكفاءة والمعرفة».

وكان من المتوقع أن يشاهد الأمير عروض إطلاق الذخيرة الحية، لكنه اختار الانضمام بنفسه للتدريبات.

أكمل الأمير ويليام تدريبه العسكري بنفسه، وانضم إلى ساندهيرست بعد تخرجه في الجامعة عام 2005 لدورة مدتها 44 أسبوعاً ضابطاً متدرباً.

تم تكليفه ضابطاً في الجيش البريطاني في ديسمبر (كانون الأول) 2006، وانضم إلى سلاح الفرسان الملكي، (البلوز والرويال)، برتبة ملازم ثانٍ، وتمت ترقيته إلى ملازم بعد عام.

في عام 2008، خدم في مرفقات للقوات الجوية الملكية والبحرية الملكية، بما في ذلك التدريب على قيادة المروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة، والتدريب على الشاطئ والملاحة.

وعمل لاحقاً طيارَ بحث وإنقاذ، أولاً في «RAF Valley»، ثم مع سيارة الإسعاف الجوي «East Anglian».