أقر البرلمان البريطاني ليل الاثنين - الثلاثاء مشروع قانون مثيراً للجدل يتيح للحكومة ترحيل طالبي لجوء وصلوا إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية إلى رواندا.
وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بدء ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في الأشهر المقبلة في إطار خطة تهدف إلى ردع المهاجرين غير النظاميين عن المجيء إلى المملكة المتحدة. فما هي هذه الخطة.
ماذا سيحدث؟
بحسب تقرير لشبكة «بي بي سي»، سيتم إرسال بعض طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المملكة المتحدة إلى رواندا، لمعالجة طلباتهم هناك، بموجب اتفاقية مدتها خمس سنوات.
وإذا نجحوا، فيمكن منحهم وضع اللاجئ، والسماح لهم بالبقاء. أما في حال عدم نجاحهم، فيمكنهم التقدم بطلب للاستقرار في رواندا لأسباب أخرى، أو طلب اللجوء في «بلد ثالث آمن» آخر، وفق الشبكة.
ولن يتمكن أي طالب لجوء من التقدم بطلب العودة إلى المملكة المتحدة مرة أخرى.
ويرى الوزراء البريطانيون أن الخطة ستمنع الناس من الوصول إلى إنجلترا على متن قوارب صغيرة عبر القناة الإنجليزية.
عدد غير معروف
بموجب هذه السياسة، يمكن إرسال أي شخص «دخل المملكة المتحدة بشكل غير قانوني» بعد 1 يناير (كانون الثاني) 2022 إلى رواندا، من دون قيود على الأعداد.
وكان من المقرر أن تنطلق الرحلة الأولى إلى هذه الدولة الصغيرة غير الساحلية في وسط أفريقيا في يونيو (حزيران) 2022، لكن تم إلغاؤها بعد طعون قانونية. ولم يُرسل أي طالب لجوء إلى رواندا حتى الآن.
وخلال مؤتمر صحافي، قال رئيس الوزراء ريشي سوناك أمس (الاثنين): «ستغادر أول رحلة تقل طالبي اللجوء إلى رواندا خلال 10 إلى 12 أسبوعاً».
ورفض سوناك تقديم تفاصيل عن عدد الأشخاص الذين سيكونون على متن الطائرات، لكنه قال إنه ستكون هناك رحلات متعددة شهرياً خلال فصل الصيف وما بعده.
وسعى رئيس الوزراء ريشي سوناك وحزب المحافظين الحاكم إلى تمرير هذا النصّ لإجبار القضاة على اعتبار رواندا الواقعة في شرق إفريقيا «دولة ثالثة آمنة».
وتتعرّض حكومة سوناك لضغوط متزايدة لخفض الأعداد القياسية لطالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش انطلاقاً من السواحل الفرنسية على متن قوارب صغيرة.
ويمنح التشريع الجديد الوزراء صلاحية التغاضي عن أجزاء من القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان البريطاني.
ولجأ سوناك لإقرار هذا التشريع ردّاً على حكم أصدرته المحكمة العليا العام الماضي واعتبرت فيه أنّ إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا مخالف للقانون الدولي.
وتفيد تقديرات مكتب الوطني لمراجعة الحسابات بأنّ ترحيل أول 300 مهاجر سيكلّف المملكة المتحدة 540 مليون جنيه استرليني (665 مليون دولار) أي ما يعادل حوالى مليوني جنيه إسترليني لكل شخص.
وأكد سوناك أنّ الحكومة جهّزت مطاراً وحجزت طائرات تجارية مستأجرة للرحلة الأولى.