فرنسا: انتشار أمني لحماية 4530 كنيسة من هجمات «إرهابية» خلال «الفصح»

رفعت مستوى التأهب الأمني إلى أعلى درجاته بعد هجوم تبناه «داعش»

وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (الثاني من اليسار) يلتقط صورة شخصية مع امرأة عند وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)
وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (الثاني من اليسار) يلتقط صورة شخصية مع امرأة عند وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

فرنسا: انتشار أمني لحماية 4530 كنيسة من هجمات «إرهابية» خلال «الفصح»

وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (الثاني من اليسار) يلتقط صورة شخصية مع امرأة عند وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)
وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (الثاني من اليسار) يلتقط صورة شخصية مع امرأة عند وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)

أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الأحد، أنه جرى نشر 13500 شرطي وجندي من قوات مكافحة الإرهاب خارج 4530 كنيسة؛ لحمايتها من أي أعمال «إرهابية»، تزامناً مع احتفالات عيد الفصح.

وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (يسار) يلتقي ضباط الشرطة الفرنسية لدى وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 في إطار زيارة حول موضوع الأمن ودور العبادة المسيحية خلال احتفالات عيد الفصح (أ.ف.ب)

وقال إن «قوات إنفاذ القانون حاضرة في كل مكان بأنحاء البلاد، من يوم الجمعة العظيمة حتى اثنين عيد الفصح؛ لحماية القداديس في سياق صعب جداً يمكن أن يضرب فيه الإرهاب».

وأضاف: «هناك 13500 عنصر من الشرطة والدرك وعسكريون من (قوات مكافحة الإرهاب) في 4530 مكان عبادة مسيحياً، سواء أكان كاثوليكياً أم بروتستانتياً».

وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (يسار) يلتقي ضباط الشرطة الفرنسية لدى وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)

ورفعت فرنسا مستوى التأهب الأمني إلى أعلى درجاته، بعد هجوم تبنّاه تنظيم «داعش» استهدف صالة للحفلات الموسيقية بالعاصمة الروسية، في 22 مارس (آذار)، وأودى بـ144 شخصاً.

وهزّت فرنسا سلسلة هجمات جهادية دامية، في السنوات الأخيرة، وأُحبط هجومان منذ مطلع العام.

وأفاد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب بأن أحد الهجومين كان مرتبطاً بـ«عمل عنيف ضد مبنى ديني كاثوليكي» من قِبل رجل «ملتزم بوضوح بالفكر الجهادي».

وأفاد المدّعون بأنه جرى توقيف الشخص البالغ 62 عاماً، وإيداعه الحبس، مطلع مارس.

يحتفل الكاثوليك والبروتستانت بعيد الفصح، هذا الأحد، بينما يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس في الخامس من مايو (أيار).

وزير الداخلية والخارجية الفرنسي جيرالد دارمانان (وسط) يلتقي ضباط الشرطة الفرنسية لدى وصوله إلى كاتدرائية سان ماكلو في بونتواز شمال باريس في 31 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، في مدينة بونتواز الواقعة شمال غربي ضواحي باريس، إن الوجود الأمني ضروري لحماية حرية العبادة. وأضاف أنه جرى استهداف الكنائس والمسيحيين في فرنسا، في الماضي. كانت فرنسا قد فرضت أعلى مستوى تحذيري من الإرهاب، في أعقاب هجوم أخير استهدف قاعة حفلات بالقرب من موسكو، وأودى بحياة ما لا يقل عن 150 شخصاً، وإصابة أكثر من 500 آخرين. وأعلن تنظيم «داعش - خراسان» مسؤوليته عن الهجوم. وقال دارمانان إنه جرى مؤخراً اعتقال مشتبه به؛ لصلته بخطط لتنفيذ هجوم على مبنى مسيحي أو ما يحيط به في فرنسا. ولم يقدم مزيداً من التفاصيل، لكنه أضاف أنه يجري إحباط كثير من الهجمات. وأضاف: «تهديد الإرهاب مرتفع جداً في الغرب بصورة عامة، وفي أوروبا وبالطبع في فرنسا بصورة خاصة».


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)
جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)
جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خطاباً متلفزاً في 24 فبراير (شباط) 2022 أعلن فيه تضمن الإعلان عن الغزو الروسي لأوكرانيا، ما تم تفسيره بأنه تهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا ما تدخلت. وقال إن روسيا سترد على الفور، وستكون العواقب منقطعة النظير على نحو لم تشهده هذه الدول طيلة تاريخها. ثم في 27 فبراير 2022 أمر بوتين روسيا بنقل قوات نووية إلى «وضع خاص للمهام القتالية»، وهذا له معنى مهم من حيث البروتوكولات المتعلقة بإطلاق أسلحة نووية من روسيا.

وقالت باتريشيا لويس، مديرة الأبحاث ومديرة برنامج الأمن الدولي في «معهد تشاتام هاوس» (المعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية) إنه وفقاً لخبراء متخصصين في الأسلحة النووية الروسية، لا يستطيع نظام القيادة والتحكم الروسي نقل أوامر الإطلاق في وقت السلم، ولذلك فإن رفع الوضع إلى «المهام القتالية» يسمح بتمرير أمر الإطلاق وتنفيذه.

أضافت باتريشيا، في تقرير نشره «تشاتام هاوس»، وبثته «وكالة الأنباء الألمانية»، أن بوتين وجه تهديدات نووية أشد في سبتمبر (أيلول) 2022 عقب أشهر من الصراع العنيف والمكاسب التي حققها هجوم مضاد أوكراني. وأشار إلى توسيع في العقيدة النووية الروسية، مخفضاً عتبة استخدام الأسلحة النووية من تهديد وجودي لروسيا إلى تهديد لسلامة أراضيها.

بوتين مجتمعاً مع كبار مسؤولي وزارة الدفاع في الكرملين (أرشيفية - إ.ب.أ)

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 وفقاً لتقارير كثيرة ترددت لاحقاً، رصدت الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات أشارت إلى أنه كان يتم تعبئة القوات النووية الروسية. وبعد موجة من النشاط الدبلوماسي، تدخل الرئيس الصيني شي جينبينغ لتهدئة الموقف، وأعلن معارضته لاستخدام الأسلحة النووية.

وفي سبتمبر 2024 أعلن بوتين تحديثاً للعقيدة النووية الروسية لعام 2020، وتم نشر التحديث في 19 نوفمبر، وخفض رسمياً عتبة استخدام الأسلحة النووية.

وتشير المبادئ الأساسية الجديدة للاتحاد الروسي بشأن الردع النووي بدلاً من ذلك إلى عدوان ضد روسيا أو بيلاروسيا «باستخدام أسلحة تقليدية من شأنها أن تُشكل تهديداً خطيراً لسيادتهما أو سلامة أراضيهما».

وفي 21 نوفمبر الحالي هاجمت روسيا دنيبرو في أوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي جديد للمرة الأولى، وأعلن الرئيس بوتين أنه تم إطلاق اسم أوريشنيك على الصاروخ، الذي يفهم أنه صاروخ باليستي متوسط المدى وقادر على حمل أسلحة نووية، وله مدى نظري أقل من 5500 كيلومتر.

وأطلقت روسيا صواريخ مسلحة تقليدية قادرة على حمل أسلحة نووية على أوكرانيا طوال الحرب، ولكن أوريشنيك أسرع بكثير ومن الصعب التصدي له، ويشير إلى نيات روسيا للتصعيد.

الردع النووي في الحرب الباردة

وتم تطوير ردع الأسلحة النووية خلال حقبة الحرب الباردة في المقام الأول على أساس ما تم وصفه بالتدمير المتبادل المؤكد. والفكرة وراء التدمير المتبادل المؤكد هي أن الرعب من الأسلحة النووية أمر كاف لردع أي عمل عدواني وحرب.

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات روسي من طراز «يارس» يمر أمام حرس الشرف خلال عرض عسكري في موسكو (أرشيفية - رويترز)

ولكن تطبيق نظرية الردع على حقائق ما بعد حقبة الحرب الباردة أكثر تعقيداً في عصر الهجمات السيبرانية والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يتداخل ذلك مع القيادة والتحكم بشأن الأسلحة النووية.

وعلى ضوء هذه المخاطر، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ بياناً مشتركاً من قمة «مجموعة العشرين» الشهر الحالي في البرازيل، يؤكد على السيطرة البشرية على القرار الخاص باستخدام الأسلحة النووية.

وتتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية، بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة، وهي معاهدة بين الدولتين تهدف إلى الحد من الأسلحة النووية ومراقبتها، والتي من المقرر أن ينتهي العمل بها في فبراير 2026.

ولكن مع قرار الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى في عام 2019 لم تعد هناك أي اتفاقية بين الولايات المتحدة وروسيا تنظم عدد أو نشر الصواريخ النووية، التي يتم إطلاقها من الأرض. وتم سحب الأسلحة النووية قصيرة المدى ووضعها في المخازن نتيجة للمبادرة النووية الرئاسية لعام 1991، ولكنها لا تخضع لأي قيود قانونية.

وتم عقد المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في عام 2022 في نيويورك، وكانت قضية تهديدات الأسلحة النووية واستهداف محطات الطاقة النووية في أوكرانيا محور المناقشات.

وتمت بعناية صياغة وثيقة لإحداث توازن بشكل دقيق بشأن الركائز الرئيسية للمعاهدة، وهي عدم الانتشار ونزع السلاح النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية. ولكن روسيا سحبت موافقتها في اليوم الأخير للمؤتمر، مما عرقل إحراز تقدم.

وقالت باتريشيا إنه كان يعتقد بأنه إذا كانت روسيا ستستخدم أسلحة نووية، فإن من المرجح أن يكون ذلك في أوكرانيا، باستخدام أسلحة نووية ذات قوة منخفضة في ميدان القتال. ويعتقد بأن روسيا لديها احتياطي من هذه الأسلحة يبلغ أكثر من ألف.

وتشير البيانات الصادرة من روسيا على نحو زائد، إلى أن التهديدات النووية موجهة بشكل مباشر أكثر إلى حلف «الناتو»، وليس أوكرانيا فقط، وكانت تشير إلى أسلحة نووية طويلة المدى ذات قوة أعلى.

وعلى سبيل المثال في خطابه بتاريخ 21 سبتمبر 2022، اتهم بوتين دول «الناتو» بالابتزاز النووي، مشيراً إلى بيانات أدلى بها ممثلون رفيعو المستوى للدول الرئيسة في «الناتو» بشأن احتمال قبول استخدام أسلحة الدمار الشامل (أسلحة نووية) ضد روسيا. وقال بوتين: «في حالة وجود تهديد لسلامة أراضي بلادنا، وللدفاع عن روسيا وشعبنا، فمن المؤكد أننا سوف نستخدم كل نظم الأسلحة المتاحة لنا».

ولم تكن هناك تهديدات صريحة باستخدام الأسلحة النووية أطلقتها دول «الناتو». ولا يعتمد «الناتو» على الأسلحة النووية بوصفها شكلا من أشكال الردع، والتزم مؤخراً بأن يعزز بشكل كبير وضعه الخاص بالردع، والدفاع على المدى الأطول رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.

وسيتم رصد ومراقبة أي تحرك لتجهيز ونشر أسلحة نووية روسية بواسطة الأقمار الاصطناعية، التابعة للولايات المتحدة ولدول أخرى، والتي يمكنها الرصد عبر غطاء من السحب وفي الليل، كما يبدو أنه حدث بالفعل في أواخر عام 2022.

واختتمت باتريشيا تقريرها بالقول إنه اعتمادا على المعلومات الاستخباراتية الأخرى والتحليل، وفشل كل المحاولات الدبلوماسية لإثناء روسيا عن موقفها، فإنه ربما تقرر دول «الناتو» التدخل لمنع عملية إطلاق من خلال قصف مواقع التخزين ومواقع نشر الصواريخ مسبقاً.