مع إغلاق صناديق الاقتراع في روسيا، مساء اليوم (الأحد)، ينتظر الروس الإعلان رسمياً عن النتائج الأولية للاستحقاق الانتخابي. لا مفاجآت متوقعة يمكن أن تعكّر صفو النصر الكبير؛ إذ بعد ربع قرن من تسلمه السلطة، يستعد الرئيس فلاديمير بوتين لتدشين ولاية رئاسية جديدة بشبه إجماع وطني، ينتظر أن تثبته على مقعد الرئاسة في الكرملين حتى عام 2030 على الأقل، ليدخل بذلك في عداد الزعماء والقياصرة الروس الذين تربعوا على عرش الكرملين سنوات طويلة، شهدت خلالها البلاد تقلباتٍ ومراحلَ هبوطٍ وصعود.
مرَّ الاستحقاق الانتخابي بهدوءٍ لا يتناسب مع حجمِ المصاعب التي تحيط بالبلاد، وسط أجواء غابت عنها المنافسة. لكنَّه في الوقت نفسه، شهد حملات إعلامية وسياسية قوية لإظهار دعم المجتمع للرئيس وقراراته المصيرية، وعلى رأسها الهجوم على أوكرانيا قبل عامين ونيف.
ومهما بدتِ النتائجُ اللاحقة لقرار إطلاق «العملية العسكرية» في أوكرانيا متباينة ومتناقضة أحياناً مع الخطط التي رسمها الكرملين لمسار الحرب، فالأكيد أنَّ اتخاذ القرار في توقيته ومضمونه دلَّ على ثقة بوتين بتماسك الوضع الداخلي، وقدرته على إدارة المعركة.
وفي مقابل التماسك الداخلي، تواجه روسيا تحديات خارجية مهمة. فقد توسَّع حلف شمال الأطلسي خلال ربع قرن من حكم بوتين، وباتت قواته تقف على الحدود الروسية. والسجالات التي كانت في السابق تدور حول الضمانات الأمنية لروسيا بعدم نشر قوات أو أسلحة، أو بعدم ضم أوكرانيا أو جورجيا إلى الحلف، باتت تتخذ مسارات أكثر صعوبة.