دعوة البابا تتفاعل... وموسكو مستعدة للتفاوض

ألمانيا تدخل الخط وتنتقد موقف الحبر الأعظم من حرب أوكرانيا

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية الاثنين لجندي يصوت في زابوريجيا أثناء التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الروسية (أ.ب)
صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية الاثنين لجندي يصوت في زابوريجيا أثناء التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الروسية (أ.ب)
TT

دعوة البابا تتفاعل... وموسكو مستعدة للتفاوض

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية الاثنين لجندي يصوت في زابوريجيا أثناء التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الروسية (أ.ب)
صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية الاثنين لجندي يصوت في زابوريجيا أثناء التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الروسية (أ.ب)

لا تزال الدعوة التي أطلقها بابا الفاتيكان فرنسيس لإجراء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا تتفاعل، حيث دخلت موسكو على الخط، وأكدت استعدادها للجلوس على طاولة المفاوضات، بينما رفضت كييف دعوة البابا، حيث ترى أن الغرب قادر على هزيمة روسيا.

وكان البابا فرنسيس قد ذكر في مقابلة مع قناة سويسرية بثّت السبت، أن أوكرانيا يجب أن تتحلى بما سماها شجاعة «الراية البيضاء»، وأن تتفاوض على إنهاء الحرب التي بدأت بغزو روسي واسع النطاق، وأودت بحياة عشرات الآلاف.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين عندما سئل عن تصريحات البابا: «من المفهوم تماماً أن (البابا) تحدث من أجل إجراء مفاوضات»، مضيفاً أن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث مراراً عن استعداد روسيا وانفتاحها على المفاوضات، لكن أوكرانيا رفضت مثل هذه المقترحات.

أعمق خطأ

وتابع المتحدث الرئاسي «للأسف، تعرضت تصريحات البابا والتصريحات المتكررة لأطراف أخرى، ومنها نحن، لرفض شديد للغاية في الآونة الأخيرة». وأوضح بيسكوف أن الوضع في ساحة المعركة يظهر أن آمال الغرب في إلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا كانت خاطئة. وأضاف بيسكوف «هذا هو أعمق سوء فهم وأعمق خطأ، ويعد مسار الأحداث، في ساحة المعركة في المقام الأول، هو أوضح دليل على ذلك».

ورفضت أوكرانيا الأحد دعوة البابا فرنسيس للتفاوض مع روسيا على إنهاء الحرب، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن البابا يشارك في «وساطة افتراضية»، بينما قال وزير الخارجية إن كييف لن تستسلم أبداً. وشدّد زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو، على أن مواطنيه من جميع الأديان وقفوا للدفاع عن بلادهم منذ بداية الغزو الروسي. وأكد أن «المسيحيين والمسلمين واليهود والجميع (...) يدعموننا بالصلاة والمحادثة والعمل». وأضاف «هذا هو المكان الذي يجب أن تكون فيه الكنيسة، مع الناس وليس على بعد 2500 كيلومتر، بوساطة افتراضية بين من يريد أن يعيش ومن يريد تدميرك».

وأرسل بوتين عشرات الآلاف من القوات الروسية إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 مما أدى إلى اندلاع حرب واسعة النطاق بعد ثماني سنوات من الصراع في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والأوكرانيين الموالين لروسيا ووكلاء روسيا.

بريطانيا عرقلت اتفاقاً

ويقول بوتين إنه بعد وقت قصير من إرسال قوات إلى أوكرانيا، اقتربت موسكو وكييف من الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكن بريطانيا عرقلت الاتفاق. وذكرت وكالة «رويترز» الشهر الماضي أن الولايات المتحدة رفضت اقتراح بوتين بوقف إطلاق النار في أوكرانيا لتجميد الحرب بعد اتصالات بين وسطاء.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها: «من وجهة نظري فإن البابا يطلب من الغرب أن ينحي طموحاته جانباً ويعترف بأنه كان مخطئاً». وقال زيلينسكي، الذي وقّع مرسوماً في عام 2022 يستبعد إجراء محادثات مع بوتين، الأسبوع الماضي إن روسيا لن تكون مدعوة لحضور قمة السلام الأولى المقرر عقدها في سويسرا.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (د.ب.أ)

لن تفهم حتى ترى

بدورها، دخلت برلين على الخط، إذ انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بشدة دعوة الحبر الأعظم للتفاوض مع موسكو. وقالت بيربوك لقناة «إيه آر دي» العامة مساء الأحد: «لا أفهم» موقف البابا. وأضافت الوزيرة التي زارت كييف مرات عدة منذ بداية الحرب «أعتقد أن بعض الأشياء لا يمكن فهمها إلا إذا رأيتها بنفسك».

وفي حديثها إلى أطفال أوكرانيين متضررين في الحرب، قالت إنها طرحت على نفسها سؤال «أين البابا؟ يجب أن يعرف عن هذه الأمور». وتابعت أنه إذا لم تظهر أوكرانيا وحلفاؤها «القوة الآن فلن يكون هناك سلام»، مؤكدة أنه «يجب أن نقف إلى جانب أوكرانيا، ونبذل كل ما في وسعنا لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها».

وتعد ألمانيا ثاني أكبر مساهم في المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

البابا فرنسيس يدعو إلى «عدم الرضوخ لمنطق السلاح»

العالم البابا فرنسيس (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يدعو إلى «عدم الرضوخ لمنطق السلاح»

دعا البابا فرنسيس في رسالة وجهها بمناسبة عيد الفصح في الفاتيكان، الأحد، إلى وقف النزاعات في العالم، من أوكرانيا إلى غزة، و«عدم الرضوخ لمنطق السلاح».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
يوميات الشرق البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)

لأول مرة... البابا يخصص «خميس الأسرار» للنساء فقط ويغسل أقدام 12 سجينة

قام البابا فرنسيس الذي غالباً ما يدعو للتعاطف مع السجناء بغسل أقدام 12 امرأة سجينة في روما، الخميس، بمناسبة «خميس الأسرار» لدى الطوائف الكاثوليكية.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان (رويترز)

بابا الفاتيكان يظهر بصحة أفضل ويدعو للسلام في أوكرانيا والشرق الأوسط

بدا البابا فرنسيس أفضل حالاً، اليوم (الأربعاء)، قبيل أسبوع الفصح المزدحم، بعد أن بدت صحته على غير ما يرام في الآونة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا 
صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية أمس لجندي يقترع في زابوريجيا أثناء التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الروسية (أ.ب)

روسيا «مستعدة» للتفاوض تجاوباً مع دعوة البابا

جددت موسكو، أمس (الاثنين)، استعدادها للتفاوض مع أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ تجاوباً مع الدعوة التي أطلقها بابا الفاتيكان فرنسيس للحوار، بينما رفضت كييف فكرة

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف - استوكهولم)
أوروبا طلاب عسكريون ومدنيون يحملون علماً وطنياً أوكرانياً كبيراً أثناء غناء النشيد الوطني الأوكراني في لفيف بغرب أوكرانيا في 11 مارس 2024 وسط الغزو الروسي للبلاد (إ.ب.أ)

أوكرانيا تستدعي سفير الفاتيكان رداً على دعوة البابا كييف إلى «رفع الراية البيضاء»

استدعت أوكرانيا سفير الفاتيكان لديها للاحتجاج على تصريحات للبابا فرنسيس السبت، دعا فيها كييف إلى التحلي «بشجاعة رفع الراية البيضاء والتفاوض» مع موسكو.

«الشرق الأوسط» (كييف)

معهد العلوم السياسية في باريس يؤكد تمسّكه بالعلاقات مع جامعات إسرائيل

المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
TT

معهد العلوم السياسية في باريس يؤكد تمسّكه بالعلاقات مع جامعات إسرائيل

المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)

رفض معهد العلوم السياسية في باريس مطالب للطلاب المحتجين بتشكيل مجموعة عمل لمراجعة علاقات المعهد مع الجامعات الإسرائيلية.

صرح بذلك جان باسيريس، القائم بأعمال مدير المعهد، للصحافيين، اليوم الخميس، بعد اجتماع مفتوح مع طلاب وموظفين.

وكان هذا أحد مطالب الطلاب، الأسبوع الماضي، لإلغاء احتجاجاتهم على الحرب في غزة.

وطالب كثيرون أيضاً المعهد بقطع كل علاقاته مع إسرائيل، وقال باسيريس إنه يدرك أن رفض عقد مجموعة العمل هذه قد يثير غضب بعض المتظاهرين.

وأضاف: «أدعو الجميع لإظهار الشعور بالمسؤولية»، وحثّ على السماح بمواصلة الامتحانات.

وقال إن جامعة العلوم السياسية ستعمل على إيجاد أفضل السبل لتنظيم النقاش الداخلي حول الموضوعات الرئيسية.

وقالت أرانشا غونزاليس، التي ترأس قسم الشؤون الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس: «آخر علاقات يتعين قطعها هي تلك التي بين الجامعات». وأضافت أن الجامعة (المعهد) لديها بالفعل قواعد لمراجعة الشراكات.

وأغلق طلاب في عدد من الجامعات الفرنسية، بما في ذلك معهد العلوم السياسية بباريس، ومعهد الدراسات السياسية في ليل، ومعهد الصحافة في ليل، المؤسسات التعليمية، أو احتلوها بعد مسيرات في الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة.

وتحركت الشرطة الفرنسية، يوم الاثنين، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين نصبوا خياماً في ساحة جامعة السوربون بباريس.


الكرملين يرفض اتهامات باستخدام «الكيماوي» ويعارض «مؤتمر السلام» في سويسرا

مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)
مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)
TT

الكرملين يرفض اتهامات باستخدام «الكيماوي» ويعارض «مؤتمر السلام» في سويسرا

مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)
مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)

رفضت موسكو، الخميس، اتهامات غربية باستخدام أسلحة كيماوية ومواد مشعة في الحرب الأوكرانية. وشنّ الكرملين هجوماً مضاداً على الولايات المتحدة بعد تبني الأخيرة رزمة عقوبات جديدة على قطاع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الروسي.

ومع احتدام السجالات المتبادلة حول مسار المعارك واستخدام أسلحة محظورة خلالها، حذّرت موسكو من تصعيد تعد له كييف بالتعاون مع الحلفاء الغربيين، يهدف إلى تنشيط ما وصفته «الهجمات الإرهابية» في القرم.

الرئيس فلاديمير بوتين مع المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ب)

وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا «لا أساس لها»، مشدداً على أن القوات الروسية «لا تزال ملتزمة بتعهداتها بموجب القانون الدولي في إطار نشاطاتها العسكرية».

وجاء رد الفعل الروسي بعد إعلان الولايات المتحدة رزمة عقوبات جديدة، طاولت هذه المرة قوات الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي التابعة للقوات المسلحة الروسية، بالإضافة إلى عدد من المعاهد والشركات الصناعية في هذا القطاع. ونصت العقوبات على تدابير ضد المؤسسات وعدد من الشخصيات والمسؤولين فيها.

وبررت وزارة الخارجية الأميركية القرار بتأكيد أن روسيا استخدمت مادة الكلوروبكرين السامة في أوكرانيا. لكن موسكو قالت إن الجانب الأميركي «لم يقدم أي دليل على اتهاماته». وانتقد الكرملين في المقابل ما وصفه «الرفض الأميركي المتواصل لملاحظة الكثير من الحقائق حول استخدام القوات المسلحة الأوكرانية أسلحة كيماوية».

جنود أوكرانيون يحضّرون قذائف هاوتزر قريباً من خط النار في أوكرانيا (رويترز)

وقال بيسكوف للصحافيين، الخميس : «رأينا الأخبار المتعلقة بهذا الأمر. وكما هو الحال دائماً، تبدو مثل هذه الإعلانات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق ولا يدعمها أي دليل. لقد كانت روسيا ولا تزال ملتزمة بتعهداتها بموجب القانون الدولي في هذا المجال».

في المقابل، شنّ الناطق الرئاسي هجوماً جديداً على كييف والبلدان الغربية، وقال إن «نظام كييف لا يخفي نواياه بشأن مواصلة الأنشطة الإرهابية ضد بلادنا» مؤكداً أن الخطوات التي تقوم بها روسيا تنطلق من «ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية أمنها على ضوء الخطوات التي يقوم بها الطرف الآخر».

وكان سفير ليتوانيا لدى السويد ليناس لينكيفيتشيوس أشار في تغريدة على منصة «إكس» إلى «ضربة وشيكة يتم التحضير لها على جسر القرم». ونشر صورة مركبة للجسر مع صورة لإطلاق صاروخ. كما ألمح الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، إلى إعداد هجمات جديدة تستهدف الجسر كونه شريان الربط البري الرئيسي لشبه جزيرة القرم مع روسيا. تزامن ذلك مع تأكيد أوساط سياسية غربية على دعم العمليات الهجومية الأوكرانية في شبه الجزيرة بصفتها «أراضي أوكرانية محتلة».

دبابة ابرامز أوكرانية استولت عليها القوات الروسية وتُعرض في متحف في موسكو (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، جدد الكرملين التأكيد على موقفه حيال التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر للسلام في سويسرا.

وقلل بيسكوف من أهمية المؤتمر الذي ينتظر أن ينعقد في منتصف الشهر، بحضور ممثلين عن 160 بلداً ومنظمات أممية وإقليمية وازنة.

ورأى الناطق الروسي أن «مؤتمر السلام المزمع عقده في سويسرا لا يهدف بوضوح إلى تحقيق نتائج، ومن دون مشاركة الاتحاد الروسي يستحيل الحديث عن توقعات جدية».

وقال بيسكوف للصحافيين: «نحن لا نفهم ما هو نوع هذا الحدث المهم، مؤتمر السلام هذا. أي نوع من المؤتمرات الجادة ذات التوقعات الجادة، ما نوع النتائج التي يمكن أن نتحدث عنها من دون مشاركة روسيا؟».

ولم تتم دعوة روسيا «في هذه المرحلة» لحضور المؤتمر الذي يناقش آليات إحلال السلام في أوكرانيا، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية السويسرية.

وجاء في البيان أن «المؤتمر يهدف إلى إطلاق إشارة البدء لعملية السلام. وسويسرا مقتنعة بضرورة مشاركة روسيا في مرحلة لاحقة في هذه العملية».

تنطلق أعمال المؤتمر يومي 15 و16 يونيو (حزيران) في مدينة بورغنشتوك.

عَلم أوكرانيا يرفرف خلال مظاهرة ضد الحرب في جنيف بسويسرا التي تستضيف الشهر المقبل مؤتمراً للسلام (رويترز)

ووفقاً لمعطيات البلد المضيف، فقد تم توجيه الدعوة للمشاركة إلى أكثر من 160 وفداً على مستوى رؤساء الدول والحكومات، بما في ذلك أعضاء «مجموعة السبع» ومجموعة «العشرين» ومنظمة «بريكس» والمنظمات الدولية - الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا، بالإضافة إلى الفاتيكان وبطريرك القسطنطينية.

وكانت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أكدت أن روسيا «لا تنوي» المشاركة في الاجتماع المقبل؛ كونه يستند في جدول أعماله إلى مناقشة «صيغة (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي».

وترفض موسكو مسبقاً الجلوس إلى طاولة مفاوضات وفقاً لتلك الصيغة التي أعلنها زيلينسكي في نهاية مارس (آذار) وأقرّ من خلالها بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للصراع عبر مفاوضات مع موسكو. لكنه رأى أن المفاوضات يجب أن تركز على مبدأ «العودة إلى حدود عام 1991». ما يعني تراجع روسيا عن قرارات ضم شبه جزيرة القرم في 2014 وضم أربع مقاطعات أوكرانيا في العام الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، تنطلق «صيغة زيلينسكي» من ضرورة سحب القوات الروسية من أراضي بلاده، وإعلان وقف شامل للنار. في مقابل تقديم أوكرانيا والغرب تعهدات تضمن المتطلبات الأمنية لروسيا.

جنود أوكرانيون يحضّرون قذائف هاوتزر قريباً من خط النار في أوكرانيا (رويترز)

في المقابل، تنطلق موسكو من أن أي مفاوضات ناجحة يجب أن تستند إلى الواقع الميداني العسكري الجديد. وأكد الكرملين أنه لم يرفض قط إجراء مفاوضات مع سلطات كييف. لكنه رأى أن «الحركة الجدية نحو السلام ما زالت مستبعدة من جانب كل من أوكرانيا والغرب الجماعي. (...) ولا يمكن أن يتغير الوضع إلا إذا تم وضع الحقائق الجديدة في الحسبان».

في هذا الإطار أيضاً، ترى موسكو أن على كييف إلغاء مرسوم رئاسي يحظر التفاوض مع القيادة الروسية الحالية، قبل أي تحرك لكسر الجمود وجمع الأطراف على طاولة مفاوضات.

على صعيد آخر، كشف الكرملين جانباً من تفاصيل أجندة زيارة الرئيس فلاديمير بوتين التي يجري التحضير لها حالياً، إلى الصين. وقال بيسكوف خلال حديث مع الصحافيين إن قضايا الأمن الدولي والإقليمي «ستتم معالجتها بطريقة أو بأخرى خلال مفاوضات بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ».

ولم يتم تحديد الزيارة التي تهدف إلى تنسيق سياسات موسكو وبكين حيال الملفات الدولية والإقليمية، لكن الكرملين كان أكد في وقت سابق أنها سوف تتم خلال الشهر الحالي.

محطة حرارية في غرب أوكرانيا تعرّضت لهجمات صاروخية روسية (رويترز)

وقال بيسكوف رداً على سؤال بشأن ملف الحد من التسلح والرقابة على نشر القوات والمعدات العسكرية إن بوتين سوف يبحث مع نظيره الصيني رزمة القضايا المتعلقة بـ«الأمن الدولي والأوضاع الإقليمية».

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ركز في وقت سابق على ملف تعزيز التعاون العسكري بين روسيا والصين، ورأى أن هذا الملف سيكون مطروحاً على طاولة الرئيسين. وأكد شويغو أن «التعاون بين روسيا والصين في المجال العسكري والتدريب العملياتي يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الاستقرار العالمي والإقليمي».


مقتل فتى يبلغ 14 عاماً في هجوم بسيف في لندن

صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)
TT

مقتل فتى يبلغ 14 عاماً في هجوم بسيف في لندن

صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة البريطانية مقتل فتى يبلغ 14 عاماً وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح الثلاثاء بعدما تعرّضوا للطعن على يد رجل يحمل سيفاً في شرق لندن، وقد أوقفته الشرطة على الفور مستبعدة حالياً فرضية الهجوم الإرهابي.

وأتى الهجوم في حين تتزايد هجمات الطعن في بريطانيا، وقبل يومين من الانتخابات المحلية في العاصمة حيث توجه المعارضة المحافظة انتقادات شديدة لرئيس بلدية لندن المنتمي لحزب العمال صادق خان على خلفية الأوضاع الأمنية.

خبراء الطب الشرعي يصلون إلى مكان الحادث الذي تورط فيه رجل يحمل سيفاً في هاينولت بشرق لندن (أ.ف.ب)

وقال المسؤول في شرطة لندن ستيوارت بيل للصحافيين: «بحزن شديد يمكنني أن أؤكد أن أحد المصابين بجروح جراء الهجوم وهو فتى يبلغ 14 عاماً توفي» بعدما نُقل إلى المستشفى. ووصف بيل الهجوم بأنه «مروع حقاً».

وأضاف أن المصابين الأربعة وبينهم شرطيان نقلوا إلى المستشفى وما زالوا هناك، لافتاً إلى أنّ «حياتهم ليست في خطر».

واستدعى سكانٌ الشرطة قبيل الساعة السابعة صباحاً (06:00 بتوقيت غرينتش) إلى هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق لندن بالقرب من محطة هاينولت لمترو الأنفاق، مؤكدين أن أشخاصاً تعرضوا للطعن.

لويزا رولف مساعدة مفوض شرطة العاصمة البريطانية تتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقرب من مسرح الجريمة في هاينولت (أ.ف.ب)

وأعلنت الشرطة بعد فترة وجيزة أنها ألقت القبض على رجل يبلغ 36 عاماً مسلحاً بسيف «وهو رهن التوقيف حاليا»، موضحة أنها أصابته بمسدس صاعق وأوقفته «بعد 22 دقيقة» من أول اتصال تلقته.

حادث «مروع»

وقال ستيوارت بيل إن التحقيق في مراحله الأولى لكن السلطات لا تبحث عن أي مشتبه به آخر، مشيداً بـ«شجاعة» الشرطة وأجهزة الطوارئ.

وتُظهر مشاهد نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأعادت وسائل إعلام بريطانية نشرها، رجلاً أبيض ملتحياً قليلاً، يرتدي بنطالاً أسود وسترة صفراء، ويحمل سيفاً في يده، ويمشي أمام منازل، بينما تحيط سيارات الشرطة بالمكان.

وقال شهود إنهم سمعوا صراخاً وعويلاً.

وروت إحدى السكان أنها رأت من شقتها شخصاً ممدّداً على الأرض وأنها سمعت الرجل يصرخ لعناصر الشرطة: «هل تؤمنون بالله؟».

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حادثة الطعن بأنها «صادمة». وأضاف في منشور على موقع «إكس»: «لا مكان لمثل هذا العنف في شوارعنا». وأعرب رئيس بلدية لندن صادق خان عن شعوره «بصدمة شديدة» جراء الهجوم.

وقال متحدث باسم قصر باكنغهام: «بعد المشاهد المروعة في هاينولت، تتوجه أفكار الملك وصلواته إلى جميع المتضررين، ولا سيما عائلة الضحية الشاب الذي توفي».

تزايد الهجمات بالسكاكين

وتتزايد هجمات الطعن في المملكة المتحدة، كما تتزايد التحركات التي تطالب الحكومة بوضع حد لها.

ووفقاً للأرقام الرسمية، فقد زاد عدد هجمات الطعن بنسبة 7 في المائة العام الماضي لتبلغ نحو 50 ألفا في إنجلترا وويلز.

وفي لندن، زادت هذه الهجمات بنسبة 20 في المائة مع تسجيل 14577 حادثاً، لتعود تقريباً إلى مستواها قبل جائحة كوفيد-19. وقُتل ثمانية عشر قاصراً العام الماضي.

ويدفع الوضع المحافظين إلى انتقاد رئيس بلدية لندن الذي يخوض حالياً حملة انتخابية للفوز بولاية ثالثة.

وقال ريشي سوناك الاثنين إن الزيادة في جرائم الطعن في لندن «تسلط الضوء على واقع حزب العمال» عندما يكون في السلطة.

وتعهدت الحكومة العام الماضي بحظر أنواع معينة من السكاكين والسواطير، لكنها لم تنفّذ وعدها بعد.

وقال صادق خان الثلاثاء رداً على سؤال عبر محطة «سكاي نيوز» عن تأثير هذا الهجوم على الانتخابات قبل يومين من إجرائها إن «الأمر لا يتعلق بالانتخابات». وأضاف: «هناك عائلة فقدت طفلاً وأعتقد أننا يجب أن نركز على ذلك».


بتهمة التمييز... أربع صحافيات يقاضين «بي بي سي»

الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)
الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)
TT

بتهمة التمييز... أربع صحافيات يقاضين «بي بي سي»

الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)
الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)

رفعت أربع صحافيات مخضرمات دعوى قضائية ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، متهمة إياها بالتمييز، بعد الاستغناء عن عملهنّ كمقدّمات في الهيئة إثر الدمج بين قنواتها الإخبارية الوطنية والدولية، «بي بي سي نيوز» و«بي بي سي وورلد نيوز».

هاتيك الصحافيات المعروفات لدى مشاهدي «بي بي سي»، مارتين كروكسال، وكارين جيانوني، وكاسيا ماديرا، وأنيتا ماكفي، وأعمارهنّ تتراوح بين 48 و55 عاماً، يتّهمن المجموعة العامة بالتمييز على أساس الجنس والسن، وهو ما تنفيه الأخيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي شهاداتهنّ المكتوبة التي قدمنها أمس الأربعاء خلال جلسة استماع أولية أمام محكمة متخصصة في النزاعات المهنية، نددت الصحافيات بما اعتبرنه «تلاعباً» في عملية التوظيف عقب إعادة تنظيم قنوات «بي بي سي» الإخبارية، التي جرى الإعلان عنها في عام 2022.

وتندد المدعيات خصوصاً بـ«التمييز» و«المضايقة» بسبب ما اعتبرنه «بيئة معادية ومهينة وترهيبية في مكان العمل». وتحدثت الصحافيات الأربع عن عملية «توظيف زائفة جرى خلالها الاستغناء عن مناصبنا حتى لو لم تكن الإقالات حقيقية».

وتؤكد المدعيات أنهن عانين من تخفيض رتبهنّ الوظيفية ورواتبهنّ بعد عملية الدمج، وهو أمر «لم يختبره» أي من زملائهنّ الذكور أو الشابات.

وتشدد «بي بي سي» في المقابل على أن العملية التي اعتمدتها تتسم بـ«الدقة والعدل».

وفي بداية عام 2020، حكم القضاء لصالح المذيعة سميرة أحمد، التي رفعت دعوى قضائية ضد «بي بي سي» بتهمة التمييز في الأجور لأنها كانت تحصل على أجر أقل بست مرات من نظيرها الذكر.


مظاهرات طلابية بالجامعات البريطانية احتجاجاً على الحرب في غزة

تجمع للطلاب المؤيدين للفلسطينين في جامعة نيوكاسل أمس (رويترز)
تجمع للطلاب المؤيدين للفلسطينين في جامعة نيوكاسل أمس (رويترز)
TT

مظاهرات طلابية بالجامعات البريطانية احتجاجاً على الحرب في غزة

تجمع للطلاب المؤيدين للفلسطينين في جامعة نيوكاسل أمس (رويترز)
تجمع للطلاب المؤيدين للفلسطينين في جامعة نيوكاسل أمس (رويترز)

تجمّع الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في مظاهرات بالجامعات في المملكة المتحدة، عقب مظاهرات عنيفة في الأحرام الجامعية في الولايات المتحدة، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

ونصب الطلاب في ليدز ونيوكاسل وبريستول خياماً خارج مباني الجامعات، أمس (الأربعاء)؛ احتجاجاً على الحرب في غزة.

وقال الطلاب بجامعة بريستول إنهم ينظمون المظاهرة: «احتجاجاً على تواطؤ الجامعة مع الإبادة الجماعية التي تنفّذها إسرائيل بحق الفلسطينيين»، بينما قالت منظمة «نيوكاسل للفصل العنصري خارج الحرم الجامعي» إن مظاهرتها كانت «لإلقاء الضوء على الاستراتيجية الاستثمارية للمؤسسة، وتواطؤها في جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية».

ونظّم النشطاء من الطلاب مسيرات ومظاهرات منفصلة في أماكن أخرى. وطالبت المجموعات جامعاتها بسحب استثماراتها من إسرائيل رداً على عمليتها العسكرية في قطاع غزة.

وتأتي المظاهرات عقب اشتباكات عنيفة في الأحرام الجامعية بالولايات المتحدة، وكان أبرزها في جامعة كولومبيا بنيويورك.

واندلع العنف أيضاً في جامعة كاليفورنيا، وجرى اعتقال أكثر من ألف متظاهر عبر الولايات المتحدة.


واشنطن تتهم روسيا باستخدام «سلاح كيميائي» ضدّ القوات الأوكرانية

ضباط أوكرانيون يقفون بجوار جثة بعد غارة استهدفت قرية في منطقة خاركيف (ا.ف.ب)
ضباط أوكرانيون يقفون بجوار جثة بعد غارة استهدفت قرية في منطقة خاركيف (ا.ف.ب)
TT

واشنطن تتهم روسيا باستخدام «سلاح كيميائي» ضدّ القوات الأوكرانية

ضباط أوكرانيون يقفون بجوار جثة بعد غارة استهدفت قرية في منطقة خاركيف (ا.ف.ب)
ضباط أوكرانيون يقفون بجوار جثة بعد غارة استهدفت قرية في منطقة خاركيف (ا.ف.ب)

اتّهمت الولايات المتّحدة، الأربعاء، الجيش الروسي باستخدام «سلاح كيميائي»، هو مادة «الكلوروبيكرين»، ضدّ القوات الأوكرانية، في انتهاك لمعاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إنّ روسيا لجأت أيضاً إلى مواد كيميائية مخصّصة أساساً لمكافحة الشغب (قنابل الغاز المسيل للدموع) واستخدمتها ضدّ القوات الأوكرانية «كأسلوب للحرب في أوكرانيا، وهو ما يشكّل أيضاً انتهاكاً للمعاهدة».


إصابة 13 في ضربة روسية على ميناء أوديسا الأوكراني

تصاعد الدخان جراء ضربة روسية على مدينة أوديسا الأوكرانية أول من أمس (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء ضربة روسية على مدينة أوديسا الأوكرانية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إصابة 13 في ضربة روسية على ميناء أوديسا الأوكراني

تصاعد الدخان جراء ضربة روسية على مدينة أوديسا الأوكرانية أول من أمس (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء ضربة روسية على مدينة أوديسا الأوكرانية أول من أمس (أ.ف.ب)

قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليه كيبر إن صاروخا باليستيا روسيا استهدف ميناء أوديسا الأوكراني، اليوم (الأربعاء)، مما أدى إلى إصابة 13 شخصا على الأقل وإشعال حريق كبير، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نُشرت عبر تطبيق «تلغرام» ألسنة اللهب في موقع الهجوم وسحبا كبيرة من الدخان تتصاعد في السماء.

وقالت إحدى القنوات الإعلامية إن مستودع شركة نوفا بوشتا، وهي شركة كبيرة لخدمات البريد والبريد السريع، تعرض للقصف. ونشرت مقطعا مصورا يظهر تطاير الحطام داخل المنشأة.

وأوديسا هدف متكرر للهجمات الروسية، وأصابت صواريخ مواقع في المدينة خلال اليومين الماضيين مما تسبب في مقتل ثمانية أشخاص.


اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في باريس خلال احتجاجات يوم العمال

متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «لست سعيداً» خلال مسيرة عيد العمال بمناسبة يوم العمال العالمي في باريس (أ.ف.ب)
متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «لست سعيداً» خلال مسيرة عيد العمال بمناسبة يوم العمال العالمي في باريس (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في باريس خلال احتجاجات يوم العمال

متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «لست سعيداً» خلال مسيرة عيد العمال بمناسبة يوم العمال العالمي في باريس (أ.ف.ب)
متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «لست سعيداً» خلال مسيرة عيد العمال بمناسبة يوم العمال العالمي في باريس (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الفرنسية، (الأربعاء)، أنها اعتقلت 45 شخصاً في باريس خلال احتجاجات يوم العمال، فيما أُصيب 12 من أفرادها، بحسب «رويترز».

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين. وقدّرت الشرطة عدد المتظاهرين في باريس بنحو 18 ألفاً، في حين قدرت نقابات العمال العدد بنحو 50 ألفاً.

وكان المتظاهرون يحتجون بشكل رئيسي على تكاليف المعيشة المرتفعة وإعانات البطالة المتدنية، ولوّح بعضهم بأعلام فلسطينية لإظهار تضامنهم مع شعب غزة.

وذكرت الشرطة أن نحو 121 ألف متظاهر شاركوا في احتجاجات يوم العمال في أنحاء فرنسا، فيما قالت النقابات إن العدد بلغ 200 ألف.

ولا يزال عدد المتظاهرين أقل بكثير من احتجاجات العام الماضي التي قالت النقابات إن مليونين شاركوا فيها بسبب الرفض الشديد لإصلاحات معاشات التقاعد والتي اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودخلت بالفعل حيز التنفيذ.


مصادمات واشتباكات واعتقالات في إسطنبول في يوم العمال

أعضاء النقابات التركية في طريقها إلى ميدان تقسيم (أ.ف.ب)
أعضاء النقابات التركية في طريقها إلى ميدان تقسيم (أ.ف.ب)
TT

مصادمات واشتباكات واعتقالات في إسطنبول في يوم العمال

أعضاء النقابات التركية في طريقها إلى ميدان تقسيم (أ.ف.ب)
أعضاء النقابات التركية في طريقها إلى ميدان تقسيم (أ.ف.ب)

وقعت مصادمات واشتباكات بين قوات الأمن وأعضاء النقابات والاتحادات العمالية والأحزاب السياسية والمشاركين في الاحتفال بيوم العمال في مدينة إسطنبول واعتقلت قوات الأمن العشرات ممن حاولوا الوصول إلى ميدان تقسيم المحظور الاحتفال به منذ عقود.

ونشرت وزارة الداخلية نحو 43 ألف شرطي في المناطق المخصصة للاحتفال وحول ميدان ساراتش هانه المواجه لمبنى بلدية إسطنبول وحول ميدان تقسيم، وأغلقت الشوارع المؤدية إليه من جميع الاتجاهات، ومنعت وصول السيارات والمشاة، وأغلقت الكثير من محطات مترو الأنفاق ومسارات سيارات النقل العام.

الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)

إجراءات مشددة

وأغلقت السلطات إجمالاً 29 شارعاً في إسطنبول، وسمحت فقط لعدد ضئيل من ممثلي نقابات واتحادات العمال بالوصول إلى النصب التذكاري لشهداء أحداث يوم العمال التي وقعت بميدان تقسيم عام 1977 وحظر بسببها الاحتفال في الميدان، ووضع أكاليل الزهور وإلقاء البيانات.

وشهد ميدان ساراتش هانه تجمعاً حاشداً أحاطته قوات الأمن بسياج محكم ووقعت اشتباكات عندما حاول البعض التوجه إلى ميدان تقسيم، عبر الطرق الرئيسية المؤدية إليه وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وتكرر الأمر في مناطق بشكتاش وشيشهانة وشيشلي والمناطق المجاورة لميدان تقسيم، حيث منعت قوات الأمن من حاولوا الوصول إليه واشتبكت معهم ومنهم رئيس حزب «العمال» التركي أركان باش.

وأفاد وزير الداخلية علي يرليكايا، في بيان عبر حسابه في «إكس» باعتقال 210 أشخاص في إسطنبول قال إنهم «لم يستمعوا للتحذيرات وحاولوا التقدم إلى ميدان تقسيم وهاجموا ضباط الشرطة».

وأضاف أن 42 ألفاً و434 فرداً من مديرية أمن إسطنبول شاركوا في تأمين الاحتفالات التي أقيمت في المدينة، وبينما منعت مجموعات، بما في ذلك بعض أعضاء الأحزاب السياسية والنقابات، من الذهاب إلى ميدان تقسيم من نقاط مختلفة، وبخاصة ساراتشان، أصيب 28 ضابط شرطة عندما تعرضوا لهجوم بالحجارة والعصي، تم نقلهم إلى المستشفيات.

المعارضة في الميدان

وشارك في تجمع ميدان ساراتش هانه زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وممثلون لأحزاب أخرى، منها «العمال» و«الديمقراطية ومساواة الشعوب» المؤيد للأكراد.

مصادمات مع قوات الأمن في ميدان تقسيم في إسطنبول (أ.ف.ب)

وقال أوزال في تصريحات من الميدان: «هناك الآن حديث عن مساعي إعداد دستور جديد في تركيا، في وقت لا يلتزم فيه بالدستور الحالي، وهو ما يكشف مدى هشاشة الدستور الجديد. نريد أن يكون الاحتفال بيوم العمال كعطلة، من المهم أن نجتمع هنا، لا نريد الصراع، لا نريد مشاهد غير مرغوب فيها، وندعو من يصدر أوامر غير قانونية، رغم قرار المحكمة الدستورية، إلى مراجعة هذه الأوامر، وعدم ارتكاب جريمة».

وأصدرت المحكمة الدستورية العليا في تركيا العام الماضي قراراً بعدم دستورية منع الاحتفال بيوم العمال، الذي يعرف في تركيا بـ«يوم العمل والتضامن» في ميدان تقسيم.

قوات حفظ الأمن تشتبك مع المتظاهرين (أ.ب)

وبدوره، قال إمام أوغلو: «اليوم أو غداً سيتم اللقاء والاحتفال في ميدان تقسيم، وليشاهد من أصدر هذه القرارات (الحكومة) من يبحثون عن حقوقهم، يجب عليهم التخلي عن ذهنية لا تعترف بعيد كهذا، الآن بدأت فترة حصول ما يريده الشعب».

وترفض الحكومة الاحتفال بيوم العمال في ميدان تقسيم منذ عقود، كما أغلقته أمام جميع أنواع الاحتفالات والتظاهرات منذ عام 2013 لأسباب أمنية، بعد أحداث «غيزي بارك»، وتصر النقابات واتحادات العمال على الاحتفال هناك.

ولميدان تقسيم أهمية رمزية للأحزاب اليسارية ونقابات واتحادات العمال الثورية، بعدما شهد أحداثا دامية عام 1977 خلال مظاهرات سقط خلالها 34 عاملاً وأُصيب 136 آخرون، بسبب قمع أجهزة الأمن. وأقر حزب العدالة والتنمية الحاكم، الأول من مايو (أيار) عطلة رسمية في عام 2009، وأطلق عليه اسم «يوم العمل والتضامن».

إردوغان يهنئ ويحذّر

وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، العمال بيومهم، وقال في بيان عبر حسابه في «إكس» : «أقدم التهنئة بيوم العمال الذي يحتفل به في بلادنا وفي جميع أنحاء العالم... أبعث تحياتي ومحبتي لكل إخوتي العمال والكادحين الذين يسعون وراء رزقهم الحلال».

هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء العمال بيومهم (رويترز)

وعشية الاحتفال قال إردوغان: «لن نسمح للتنظيمات الإرهابية بأن تجعل من الأول من مايو ميداناً للتحرك والدعاية»، محذراً النقابات والأحزاب السياسية من «أي عمل من شأنه الإضرار بأجواء هذا اليوم».

وعدّ إردوغان، خلال عشاء جمعية العمال الذي عُقد بالقصر الرئاسي مساء الثلاثاء، أن الإصرار على تنظيم مسيرة في مناطق غير مصرح بدخولها «لا يتسم بحسن النية، المعارضة تحاول الإلقاء بظلالها على الأجواء الاحتفالية في الأول من مايو، من خلال إثارة مناقشات تقسيم غير المؤهلة ببنية تحتية للمسيرات والتجمعات... دعوات التظاهر لا تحمل نوايا بريئة». ولفت إردوغان إلى منح 103 تصاريح للتجمع في 55 منطقة، لكن «الإصرار على إقامة اعتصام في تقسيم، يخرج عن حسن النية».


مقتل 5 أشخاص بضربات روسية على مناطق أوكرانية

عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

مقتل 5 أشخاص بضربات روسية على مناطق أوكرانية

عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قُتل خمسة أشخاص بينهم رجل وابنته وأصيب عشرات آخرون، الأربعاء، خلال ضربات روسية عدة في شرق أوكرانيا وشمال شرقيها على ما ذكرت السلطات المحلية. وقتل مدنيان كانا في سيارة جراء قنبلة موجهة ألقتها القوات الروسية من الجو في منطقة خاركيف الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا، على ما أوضح الحاكم أوليغ سينيغوبوف.

والقتيلان امرأة في الثامنة والثلاثين ووالدها، على ما أوضحت النيابة العامة الأوكرانية. وقال الحاكم: «عند الساعة العاشرة صباحاً ضرب الروس سيارة ومنزلاً في زولوتشيف» الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود الروسية بواسطة «قنابل جوية موجهة»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وأصيب ستة أشخاص آخرين بينهم طفل في الحادية عشرة على ما أوضح سينيغوبوف عبر «تلغرام»، مشيراً إلى أن اثنين من الجرحى أدخلا المستشفى. وتوفيت كذلك امرأة تبلغ السادسة والستين متأثرة بجروح تعرضت لها خلال قصف روسي لبلدة ليليوكيفكا في المنطقة نفسها على ما أفاد الحاكم. ويستهدف قصف شبه متواصل منطقة خاركيف الحدودية مع روسيا، التي احتل الروس جزءاً كبيراً منها في بداية الغزو قبل هجوم أوكراني مضاد نجح في استعادتها في خريف عام 2022.

في الأشهر الأخيرة استخدمت روسيا قنابل جوية موجهة جديدة وقوية تلحق دماراً كبيراً. وفي ضربة جوية منفصلة قتل شخصان وجرح ستة في غيرنيك الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من خط الجبهة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا على ما قال حاكم المنطقة فاديم فيلاشين. وقال الحاكم الإقليمي على تطبيق «تلغرام» للتراسل، إن القوات الروسية شنت الهجوم بقاذفة صواريخ متعددة الفوهات من طراز «أوراغان». وأظهرت الصور التي شاركها بجانب المنشور منازل خاصة دُمرت بسبب الحرائق والانفجارات، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتبعد غيرنيك من 12 إلى 15 كيلومتراً عن جبهة القتال قرب مدينة مارينكا الأوكرانية في منطقة دونيتسك، حيث كثفت القوات الروسية هجماتها.

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 1 مايو 2024 حفرة ومبنى متضرراً في موقع ضربة صاروخية روسية بقرية زولوتشيف في منطقة خاركيف بأوكرانيا (أ.ف.ب)

وفي الآونة الأخيرة، وصف قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الوضع في منطقة مارينكا بأنه الأصعب.

وفجراً، كان قتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ في قصف صاروخي روسي استهدف مدينة أوديسا في جنوب غربي أوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية. وقال رئيس بلدية المدينة غينادي تروخانوف في منشور على تطبيق «تلغرام» إنّ «العدو هاجم أوديسا بصواريخ باليستية، ونتيجة للهجوم، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح». وأشار حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر إلى وجود «أضرار على صعيد المنشآت المدنية»، من دون تحديد طبيعة هذه الأضرار وحجمها ومكانها. وكان هجوم صاروخي روسي أسفر، الاثنين، عن مقتل خمسة أشخاص في أوديسا، بحسب مسؤولين محليين. وتستهدف روسيا باستمرار مدينة أوديسا بالصواريخ والمسيّرات المفخّخة. وتكتسي موانئ المدينة الأوكرانية الساحلية الكبيرة المطلّة على البحر الأسود أهمية كبرى للصادرات الأوكرانية.

في المقابل، أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، أنها استهدفت بطائرة مسيّرة مصفاة روسية رئيسية في منطقة ريازان بغرب روسيا على بعد 500 كيلومتر تقريباً من الحدود الأوكرانية ونحو 190 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو. وقال مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تمّ استخدام طائرة مسيّرة لضرب مصفاة ريازان». وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات وحريق في هذه المصفاة المملوكة لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت، وتبلغ طاقتها، بحسب موقعها الإلكتروني، 17 مليون طن سنوياً. وأكد حاكم الإقليم بافيل مالكوف عبر «تلغرام» الهجوم، مشيراً إلى عدم سقوط ضحايا.

وتنتظر قوات كييف، التي تعاني من نقص في الأسلحة والقوات، بشدة وصول إمدادات جديدة من الأسلحة والذخيرة التي تأخرت لشهور بسبب خلافات سياسية في الكونغرس الأميركي.

ورغم وصول بعض الأسلحة بالفعل، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حث على ضرورة تسريع عملية التسليم، قائلاً إن الوضع في ساحة المعركة بأكمله يعتمد بشكل رئيسي على وصول هذه الأسلحة.