احتفالات فرنسية موسعة بمناسبة ذكرى تحريرها من الاحتلال

ماكرون لدى تفقّده في 29 فبراير القرية الأولمبية شمال باريس التي ستستضيف المتنافسين الصيف المقبل (رويترز)
ماكرون لدى تفقّده في 29 فبراير القرية الأولمبية شمال باريس التي ستستضيف المتنافسين الصيف المقبل (رويترز)
TT

احتفالات فرنسية موسعة بمناسبة ذكرى تحريرها من الاحتلال

ماكرون لدى تفقّده في 29 فبراير القرية الأولمبية شمال باريس التي ستستضيف المتنافسين الصيف المقبل (رويترز)
ماكرون لدى تفقّده في 29 فبراير القرية الأولمبية شمال باريس التي ستستضيف المتنافسين الصيف المقبل (رويترز)

تحتفل فرنسا هذا العام بالذكرى الثمانين لتحريرها من الاحتلال الألماني النازي. وبهذه المناسبة، يريد الرئيس إيمانويل ماكرون، وفق العرض المفصل الذي قدمه مستشاروه في قصر الإليزيه، إطلاق برنامج استثنائي من الاحتفالات الرسمية والشعبية التي ستشمل جميع الأراضي الفرنسية مع تركيز خاص على تحرير منطقة الساحل المتوسطي وإنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي في شهر يونيو (حزيران) من عام 1944.

وفي شريط فيديو مسجل على منصة «يوتيوب»، قال إن عام 2024 سيشكل الفرصة لـ«الاحتفال بولادة أمتنا من جديد والاحتفال بشجاعة محررينا، أعضاء المقاومة، جنود من دول الحلفاء، مقاتلين في الجيش الذي أعادت (فرنسا الحرة) تشكيله في القارة الأفريقية وبالعديد من الذين حرّرونا، أجانب كانوا أو فرنسيين من أصول أجنبية». وأضاف أن الكثير منهم «جاءوا من أفريقيا أو المحيط الهادئ ومن جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الشابات والشباب، كانت لديهم الشجاعة للقتال من أجل الحرية ضد الهمجية النازية، وغالباً ما كان ذلك على حساب حياتهم».

صورة تخيلية لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية حول مجرى نهر السين الذي يقسم باريس إلى قسمين (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس الفرنسي البرنامج الذي تمت بلورته لهذه المناسبة بأنه «تذكاري واسع النطاق» وسيمتد لعامي 2024 و2025، وقد تم تصميمه ووضعه «في إطار جهد جماعي واسع النطاق بمساعدة مؤرخين بارزين». وتابع أن «البرنامج يتكون من آلاف الفعاليات المحلية التي نرغب في تشجيعها، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات ذات بعد وطني أو دولي».

وحثّ الرئيس الفرنسي مواطنيه على المساهمة والمشاركة في هذه الفعاليات، مشيراً إلى إطلاق مجموعة كبيرة من الأفلام والصور الفوتوغرافية والمذكرات الشخصية. كذلك، دعا جميع الذين عايشوا هذه الأحداث إلى مشاركة تجاربهم، قائلاً لهم: «اجعلوها معروفة، شاركوها. اجعلوا من هذه (الذكريات)، العائلية أحياناً، أدوات لمؤرخينا، بحيث تتحول مادة الذاكرة العائلية إلى مادة (لكتابة) التاريخ الوطني».

بالتوازي مع ما سبق، شدّد ماكرون على الحاجة لأن «نكرّم بأسماء شوارعنا ومياديننا هؤلاء المحررين الذين ساعدونا في استعادة ديمقراطياتنا»، مذكّرا بأنه أطلق نداءً مماثلاً في أغسطس (آب) من عام 2019، بمناسبة إنزال الحلفاء في منطقة بروفانس (جنوب فرنسا)، حيث دعا جميع رؤساء البلديات في فرنسا إلى «إطلاق أسماء هؤلاء الأبطال الذين جاءوا من القارة الأفريقية لتحرير بلادنا».

ودعا ماكرون إلى الذهاب «أبعد من ذلك، وأن نجعلها منهجية في جميع البلدات التي تم تحريرها قبل 80 عاماً». وتريد الرئاسة الفرنسية التركيز على الطلاب والتلامذة، داعية إياهم إلى «كتابة قصص عن هؤلاء الأبطال أو غيرهم من شهود العصر، وأن يشاركوا في استذكار تاريخهم وإحيائه من خلال أعمالهم وكتاباتهم».

كاتدرائية نوتردام دو باريس في صورة ليلية كما ظهرت بعد الحريق الذي أصابها في عام 2019 (أ.ف.ب)

وإضافة إلى مناسبة التحرير، تحتفل فرنسا الصيف المقبل بإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام بعد الانتهاء من ترميمها بعد الحريق الذي أصابها في عام 2019، وبتنظيم الألعاب الأولمبية، ولاحقاً باحتضان القمة الفرنكوفونية. وكلها فرص يرى فيها ماكرون سبباً «حتى نكون نحن الفرنسيين فخورين، فخورين بقيمنا وفخورين بتاريخنا وبأجدادنا الذين فقدوا أرواحهم من أجل تحريرنا، وبحلفائنا الذين قطعوا آلاف الكيلومترات أحياناً لينزلوا على سواحلنا وشواطئنا، أو في أراضينا من أجل تحريرنا».

وخلاصة الرئيس الفرنسي أنه يتعين الاستفادة من مناسبة ذكرى التحرير «لقياس ثمن حريتنا، لننقل شعلة هذا النضال النبيل إلى أجيالنا الشابة، لنستمد منها طاقة ثمينة تقوي تماسكنا وتساعدنا على بناء مستقبلنا». وختم قائلاً: «لنكن جديرين بهذا الإرث من خلال تعزيز أوروبا وتحسين تنظيم مجتمعنا الدولي. لنكن جديرين بهذا التراث من خلال معرفة كيفية تعزيز التفاف الأمة (الفرنسية) حول جمهوريتنا، وحول أبطالنا وفي مواجهة التحديات التي تنتظرنا».


مقالات ذات صلة

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً الخميس إلى الكونغرس التشيلي بمناسبة زيارته الرسمية إلى سانتياغو (د.ب.أ)

تحليل إخباري الأسباب التي تدفع إسرائيل لإبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف النار مع «حزب الله»

لبنان: الأوراق المتاحة لفرنسا للرد على إسرائيل لإزاحتها من مساعي الحل ولجنة الإشراف على وقف النار .

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في ريو دي جانيرو (د.ب.أ)

ماكرون يندد بموقف روسيا «التصعيدي» إزاء أوكرانيا ويدعو بوتين «للتعقّل»

ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بموقف روسيا «التصعيدي» في الحرب في أوكرانيا، داعياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «التعقّل».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بوينس أيرس (أ.ف.ب)

ماكرون: بوتين «لا يريد السلام» في أوكرانيا

أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لا يريد السلام» مع كييف و«ليس مستعداً للتفاوض».

«الشرق الأوسط» (بوينس أيرس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس (الجمعة)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة في أعقاب الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو: «عندما يبدأ شخص ما في استخدام دول أخرى ليس فقط للإرهاب، ولكن أيضاً لاختبار صواريخهم الجديدة من خلال الإرهاب، فإن هذه بالتأكيد جريمة دولية».

وقال زيلينسكي إن سلوك روسيا «يسخر» من مواقف الصين ودول الجنوب العالمي الداعية إلى الاعتدال. داعياً مرة أخرى إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي.

كما وجه زيلينسكي نداء إلى مواطنيه والدبلوماسيين الأجانب العاملين في كييف. وقال إن أوكرانيا تعمل على تعزيز دفاعها الجوي. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ كل إنذار بغارة جوية بشكل جدي، ويجب الاحتماء في حالة الخطر.

وفي الوقت نفسه، قال إنه لا ينبغي استخدام التهديد المحتمل من هجوم صاروخي روسي كذريعة للتوقف عن العمل، في إشارة إلى السفارات المغلقة جزئياً في البلاد.

وأضاف: «عندما تنطلق صفارة الإنذار، نذهب للاحتماء. وعندما لا تكون هناك صفارة إنذار، نعمل ونخدم»، مشيراً إلى أن بوتين سيواصل ترويع أوكرانيا «لقد بنى قوته الكاملة على هذا».