في الذكرى الثانية للحرب... أوكرانيا تؤكد أنّ نصف الأسلحة الغربية الموعود بها تصل متأخّرة

وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف (أ.ف.ب)
TT

في الذكرى الثانية للحرب... أوكرانيا تؤكد أنّ نصف الأسلحة الغربية الموعود بها تصل متأخّرة

وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الأحد، أنّ نصف الأسلحة التي يعد الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا تُسلّم بعد تأخير، في حين تحثّ كييف حلفاءها على إرسال أسلحة وذخائر لتجنّب سقوط خسائر بشرية، ولتفادي هزائم في مواجهة الروس.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال أوميروف خلال منتدى بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا: «في الوقت الحالي التعهّد ليس مرادفاً للتسليم، 50 في المائة من الالتزامات لم يجرِ الإيفاء بها في الوقت المحدد»، وأضاف أنه بسبب هذا التأخير «نخسر أشخاصاً وأراضي».

وانسحب الجيش الأوكراني الذي يواجه وضعاً صعباً للغاية على خط الجبهة، من بلدة أفدييفكا (شرق)، بعد أشهر من القتال العنيف بسبب نقص في العدد والعتاد.

وفي المقابل، تضغط روسيا بقوة أكبر على الجبهتين الجنوبية والشرقية من دون تحقيق تقدّم كبير، وذلك رغم التكلفة البشرية الباهظة التي مُنيت بها حتّى الآن.

ويبدي الحلفاء الغربيون الذين يعدّ دعمهم ضرورياً لكييف، تردّداً في الأشهر الأخيرة في المصادقة على مساعدات جديدة.

ويعرقل الكونغرس الأميركي مساعدة بقيمة 60 مليار دولار، في ظلّ الانقسامات السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين، بينما تأخّرت المساعدات المقدّمة من الاتحاد الأوروبي، رغم المصادقة عليها أخيراً في فبراير (شباط).

وعلى الرغم من هذه الإشارات المثيرة للقلق، أعرب رئيس الحكومة الأوكرانية دينيس شميغال عن اقتناعه بأنّ الولايات المتحدة «لن تتخلّى» عن كييف في مواجهة روسيا، وستوافق على المساعدات في نهاية المطاف.

وحثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين مرات عدة في الأيام الأخيرة على تسريع إمداد بلاده بالمساعدات العسكرية، مطالباً بالذخيرة وبمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.

وقال، السبت، خلال قمة لمجموعة السبع التي وصل عدد من قادتها إلى كييف لمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي: «تعلمون جيداً ما نحتاج إليه لحماية سمائنا، ولتعزيز قواتنا البرية، وما نحتاج إليه للحفاظ على نجاحاتنا في البحر ومواصلتها، وتعلمون جيداً أنّنا بحاجة إلى ذلك في الوقت المحدّد، ونعتمد عليكم".

وتسعى أوكرانيا إلى تطوير صناعتها الدفاعية، وهي مهمة تبدو شاقة.

لكن وزير الصناعات الاستراتيجية أولكسندر كاميشين شدّد على أن الصناعة الدفاعية الوطنية ازداد إنتاجها «ثلاثة أضعاف» في عام 2023 مقارنة بعام 2022، مشيراً إلى أن أوكرانيا «زادت بشكل كبير إنتاج الذخيرة».

وأشار أوميروف إلى أن أوكرانيا تأمل تحقيق «اختراق» في عام 2024، وقال: «لدينا خطة بالفعل»، متعهّداً تحقيق «نتائج».

شهيد

واعتبر الرئيس الأوكراني أنّ التأخير في تسليم الأسلحة كان أحد العوامل التي أدت إلى فشل الهجوم المضاد الذي شنّته كييف في الصيف الماضي.

وقال، الجمعة: «العام الماضي، خلال تنفيذ الهجوم المضاد، كانت لدينا كثير من المعدّات المفيدة للغاية، وكثير من المعدّات المهمّة جداً، ولكن لم تصل جميعها في الوقت المحدّد».

وبدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور جنوب أوكرانيا، إلى «عدم الاستهانة بهذه المساعدات» التي يقدّمها حلفاء أوكرانيا.

وقالت من مدينة ميكولاييف إنّ هذه المساعدات «تنقذ الأرواح كلّ يوم»، معتبرة ذلك دليلاً على أنّه يجب «الاستمرار في تقديمها».

وكانت قد أعلنت في اليوم السابق أنّ أوكرانيا تفتقر للأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، خصوصاً الأسلحة البعيدة المدى.

وتطلب كييف من برلين تزويدها بصواريخ «توروس» التي تعدّ من الأحدث والأكثر فاعلية في سلاح الجو الألماني.

وتحدّث البابا فرنسيس عن «الشعب الأوكراني الشهيد»، داعياً إلى إيجاد «حلّ دبلوماسي بحثاً عن سلام عادل ودائم».

في هذه الأثناء، تتواصل الضربات على الأراضي الأوكرانية التي تُستهدف يومياً بالصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.

وخلال ليل السبت - الأحد، أدى هجوم روسي على كوستيانتينيفكا (شرق) إلى إصابة شخص واحد، وإلحاق أضرار بكثير من المباني المدنية، بما في ذلك محطة قطار ومحال تجارية ومبانٍ سكنية، وفقاً للشرطة الوطنية.

وفي نيكوبول الواقعة في جنوب البلاد، ألقت مسيّرة روسية متفجّرات على سيارة، ما أدى إلى مقتل رجل يبلغ من العمر 57 عاماً كان بداخلها، وفق ما أفاد به حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك سيرغي ليساك.


مقالات ذات صلة

ترمب: توقيع اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا الخميس المقبل

أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض (أ.ف.ب)  play-circle

ترمب: توقيع اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا الخميس المقبل

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إنه من المقرر أن توقع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا الخميس المقبل.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا اجتماع موسع في قصر الإليزيه ضم الوفود الفرنسية والأوكرانية والأميركية وممثلين من بريطانيا وألمانيا )إ.ب.أ)

اجتماعات باريس تعيد الأوروبيين طرفاً في مفاوضات أوكرانيا

اجتماعات باريس تعيد الأوروبيين طرفاً في مفاوضات أوكرانيا، ويأملون أن تضع حداً للأحادية الأميركية

ميشال أبونجم (باريس)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

موسكو تتهم برلين بالتورط مباشرة في الحرب من خلال تزويد كييف بصواريخ «توروس»

موسكو تتهم برلين بالتورط مباشرة في الحرب من خلال تزويد كييف بصواريخ «توروس» وتقول إن الأوروبيين يريدون «استمرار الحرب» في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)
الاقتصاد صورة عامة لمقر البنك الوطني الأوكراني في كييف (رويترز)

أوكرانيا تُثبت الفائدة عند 15.5 % وتحذّر من تباطؤ التعافي

أبقى البنك المركزي الأوكراني سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 15.5 في المائة، يوم الخميس، متوقعاً أن يبدأ معدل تضخم أسعار المستهلك في التراجع خلال الصيف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: مبعوث ترمب سيطلع الأوروبيين على جهود السلام في أوكرانيا

قال الكرملين، اليوم (الخميس)، إن اجتماعاً بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية في باريس يشكل فرصة للمبعوث الأميركي الخاص لإطلاعهم على الوضع في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو )

ترمب: توقيع اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا الخميس المقبل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

ترمب: توقيع اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا الخميس المقبل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إنه من المقرر أن توقع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا الخميس المقبل. ويدفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب باتجاه إبرام اتفاق يسمح للولايات المتحدة بالاستفادة من أرباح الموارد الطبيعية والمعادن المهمة في أوكرانيا، فيما يَعدُّه مقابلاً لمساعدات عسكرية قدّمتها واشنطن لكييف في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

وصرح ترمب لصحافيين في البيت الأبيض: «لدينا اتفاق المعادن، وأعتقد أنه سيوقع الخميس المقبل... قريباً. أفترض أنهم سيلتزمون الاتفاق. لذلك سنرى. لكن لدينا اتفاق بشأن ذلك».

وأكد الرئيس الأميركي أنه لا يحمّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «مسؤولية» غزو روسيا لبلاده، لكنه انتقد الرئيس الأوكراني مجدداً.

وأضاف ترمب: «لا أحمّل زيلينسكي المسؤولية (...) لا ألومه، لكنني لا أستطيع القول إنه قام بالعمل الأفضل، أليس كذلك؟ لست من أشد المعجبين به».

اتهامات أوكرانية للصين

وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إن بلادها وقعت مذكرة «نوايا» مع أميركا تمهد الطريق لاتفاقية للشراكة الاقتصادية وإنشاء صندوق الاستثمار لإعادة إعمار أوكرانيا.

وكان الرئيس الأوكراني قد صرح بأن أوكرانيا والولايات المتحدة قد تُوقّعان مذكرة تفاهم، اليوم (الخميس)، بشأن اتفاق المعادن، الذي يتفاوض عليه البلدان حالياً، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

واتهم الرئيس الأوكراني الصين، الخميس، بـ«تزويد روسيا بأسلحة»، وبالمشاركة في «إنتاج أسلحة معيّنة» على الأراضي الروسية.

وقال زيلينسكي: «تلقّينا أخيراً معلومات تفيد بأنّ الصين تزوّد روسيا بأسلحة»، مضيفاً: «نعتقد أنّ ممثلين صينيين يشاركون في صناعة أسلحة معيّنة على الأراضي الروسية».

وقال الجيش الأوكراني، اليوم، إن القوات الروسية تختبر أساليب جديدة لشنّ هجمات واسعة النطاق، يشارك فيها مئات الجنود، وذلك في وقتٍ تستعد فيه كييف لهجوم جديد، بعد مُضي أكثر من 3 سنوات على اندلاع الحرب.

ويشير ذلك إلى تغيير محتمل لأسلوبٍ اعتمدت عليه روسيا لأكثر من عامين، من خلال إرسال مجموعات صغيرة من المشاة للتوغل ببطء عبر الخطوط الأوكرانية.

وجاء في منشور للقيادة الجنوبية بالجيش الأوكراني، الخميس، مقاطع مصورة لما قالت إنه هجوم روسي شارك فيه 320 جندياً، و40 مركبة مدرّعة في محيط قرى عدة على الجبهة الجنوبية بمنطقة زابوريجيا.

وأوضح المنشور أن الهجوم وقع، مساء الأربعاء، واستمر قرابة ساعتين ونصف الساعة قبل رصده وإلحاق خسائر فادحة بالقوات المشارِكة فيه.

ولم يتسنّ لـ«رويترز» التحقق من صحة تلك التقارير الواردة من ساحة المعركة.

وأسلوب القوات الروسية في الهجوم بوحدات مشاة صغيرة وخفيفة التسليح هو في حدّ ذاته تطور عما اتبعته في بداية الحرب، حينما كانت أرتالها المدرّعة الضخمة تتكبد خسائر فادحة في مواجهة الوحدات الأوكرانية سريعة الحركة.

وواجهت المركبات المدرّعة أيضاً صعوبة بالغة في ظل الاعتماد المكثف على الطائرات المُسيرة القادرة على إصابة الأهداف بدقة أكبر من قذائف المورتر أو المدفعية.

وقال قائد الحرس الوطني الأوكراني أوليكساندر بيفنينكو، الخميس، إن أحد ألويته صدَّ هجوماً كبيراً شاركت فيه مركبات مدرّعة ومئات من جنود المشاة على خط المواجهة، بالقرب من مدينة بوكروفسك المحاصَرة في الشرق.