أوكرانيا تشن هجوماً ضخماً على روسيا وتستهدف مصنعاً يزوِّد القاذفات الروسية للمرة الثانية

موسكو تؤكد إطلاق 6 صواريخ «أتاكمز» أميركية و6 «ستورم شادو» بريطانية باتجاه أراضيها

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تشن هجوماً ضخماً على روسيا وتستهدف مصنعاً يزوِّد القاذفات الروسية للمرة الثانية

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

شنت أوكرانيا هجوماً ضخماً بطائرات مُسيَّرة، استهدف عدة مناطق روسية، ما أسفر عن إلحاق الضرر بكثير من المواقع، منها مصنع كيميائي لوقود الصواريخ والذخيرة، للمرة الثانية خلال أسبوع، في منطقة بريانسك الحدودية، بينما نقلت وكالات أنباء روسية رسمية، الثلاثاء، عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الروسية سيطرت على قريتي نيسكوتشنه وتيرني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر حريقاً هائلاً في منشأة للغاز المسال بالقرب من مدينة قازان (رويترز)

​وقال مسؤولون ووسائل إعلام في روسيا إن أوكرانيا شنت هجوماً كبيراً بطائرات مُسيَّرة وصواريخ، على مناطق روسية خلال الليل، ما أدى إلى إلحاق أضرار بمصنعين على الأقل، وإجبار المدارس على الإغلاق في مدينة كبيرة بجنوب البلاد.

وأعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، أن أوكرانيا أطلقت صواريخ غربية باتَّجاه أراضيها في هجومها الليلي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تلقَّت «6 صواريخ (أتاكمز) أميركية الصنع، و6 صواريخ (كروز) بريطانية الصنع، من طراز (ستورم شادو) التي يتم إطلاقها جواً»، أُطلقت جميعها باتجاه منطقة بريانسك الحدودية، إضافة إلى صاروخين من طراز «ستورم شادو» فوق البحر الأسود.

وذكرت قناة «شوت» على تطبيق «تلغرام»، أن روسيا أسقطت أكثر من مائتي طائرة مُسيَّرة أوكرانية، و5 صواريخ باليستية من طراز «أتاكمز» أميركية الصنع.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت مقاطع مصورة، تظهر حريقاً هائلاً في منشأة للغاز المسال بالقرب من مدينة قازان؛ حيث ذكرت التقارير أن 3 خزانات اندلعت فيها النيران. وقالت مدونة الحرب «تو ميجورز»: «نظَّم العدو هجوماً مركباً هائلاً على أراضي المناطق الروسية».

وقال ألكسندر بوجوماز، حاكم منطقة بريانسك في غرب روسيا، إن أوكرانيا شنت هجوماً صاروخياً كبيراً؛ لكنه لم يذكر أنواع الصواريخ التي استُخدمت.

دبابة أوكرانية بعد أن أصابتها طائرة من دون طيار روسية بالقرب من مستوطنة فوزدفيزينكا شرق أوكرانيا (أ.ب)

وفي مدينة إنغلز (موطن قاعدة جوية تتمركز فيها قاذفات روسية نووية) قال رومان بوسارجين حاكم منطقة ساراتوف، إن منشأة صناعية تضررت بسبب طائرة مُسيَّرة؛ لكنه لم يذكر تفاصيل.

وجاء في بيان لـ«قوات الأنظمة المُسيَّرة» التابعة للجيش الأوكراني، أن «مُسيَّرات قامت بتشتيت دفاعات روسيا الجوية بنجاح، ممهدة الطريق للصواريخ التي ضربت الأهداف الرئيسية»، مؤكداً استهداف مصنع قرب بلدة سيلتسو الواقعة على بعد أكثر من مائة كيلومتر عن الحدود.

وقال حاكم منطقة ساراتوف، رومان بوسارجين، عبر تطبيق «تلغرام»، الثلاثاء، إن منشأتين في مدينتي ساراتوف وإنغلز تعرضتا للقصف، مؤكداً عدم وقوع أي إصابات. وذكرت تقارير إعلامية أن مستودع وقود، كان قد اندلعت فيه النيران لمدة 5 أيام بعد هجوم وقع الأسبوع الماضي، تعرض للقصف مجدداً.

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

وتقع مدينة إنغلز على بعد نحو 600 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا. وتقلع القاذفات الروسية بانتظام من القاعدة الجوية في إنغلز لشن هجمات على أوكرانيا؛ حيث يزود مستودع الوقود تلك القاذفات بالوقود. كما تم تسجيل هجمات أخرى في جمهورية تتارستان الروسية.

وذكر رئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف، أن حريقاً اندلع نتيجة هجوم بطائرات مُسيَّرة؛ لكنه أكد عدم وقوع أضرار جسيمة.

كما أكدت الإدارات الإقليمية في مناطق تولا وأوريول وفورونيج وقوع هجمات على أراضيها. وتضررت عدة مركبات ومبانٍ تجارية في تولا. وفي أوريول أعلن المحافظ أندريه كليتشكوف -عبر تطبيق «تلغرام»- إسقاط 17 طائرة مُسيَّرة، وعدم وقوع أضرار كبيرة. كما أعلن محافظ فورونيج إسقاط طائرات مُسيَّرة، دون تأكيد وقوع أي أضرار.

عضوان في قوات الشرطة الخاصة يطلقان قذيفة على جنود روس من خطوط الجبهة الأمامية في زابوريجيا يوم 11 يناير (رويترز)

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية -عبر تطبيق «تلغرام»- الثلاثاء، أنها أسقطت 58 من أصل 80 طائرة مُسيَّرة معادية، أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.

وأسقطت القوات الأوكرانية 58 طائرة مُسيَّرة من طراز «شاهد»، وطرازات أخرى فوق مناطق: بولتافا، وسومي، وخاركيف، وتشيركاسي، وكييف، وزيتومير، وكيروفوهراد، ودنيبروبتروفسك، وميكوليف، وأوديسا، وخيرسون.

جندي روسي يهم بإطلاق قذيفة من مدفع طراز «دي-30» على جبهة كورسك (أ.ب)

وقال بيان القوات الأوكرانية إن 21 طائرة مُسيَّرة زائفة اختفت من على شاشات الرادار، دون أن تسفر عن وقوع أضرار على الأرض. وأشارت القوات الجوية الأوكرانية، في البيان، إلى أن أضراراً لحقت بمبانٍ خاصة وشقق ومركبات وممتلكات، جراء حطام الطائرات المُسيَّرة التي تم إسقاطها.


مقالات ذات صلة

ترمب وبوتين يتفقان على «بدء فوري» لمفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

أوروبا أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)

ترمب وبوتين يتفقان على «بدء فوري» لمفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

اتصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأربعاء)، معلناً اتفاقه معهما على البدء «فوراً» في مفاوضات

راغدة بهنام (ميونيخ) «الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو)
العالم الرئيسان الأميركي والروسي خلال لقاء على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا عام 2019 (د.ب.أ)

ترمب يعلن أنه سيلتقي بوتين في السعودية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أنه سيعقد اجتماعه الأول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، في إطار مساعيه لوضع حد للغزو الروسي لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ب)

فرنسا: لا سلام عادلاً في أوكرانيا دون مشاركة الأوروبيين

أكد وزراء خارجية إسبانيا وألمانيا وفرنسا الأربعاء في باريس أن أي قرار في شأن أوكرانيا لا يمكن اتخاذه بمعزل عن كييف ومن دون مشاركة الأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الاستعدادات الأمنية في ميونيخ قبيل انطلاق مؤتمر الأمن يوم الجمعة (د.ب.أ)

مؤتمر ميونيخ للأمن يستعد لعاصفة من الجدل يحملها معهم ممثلو إدارة ترمب

مؤتمر ميونيخ للأمن يستعد لعاصفة من الجدل يحملها معهم ممثلو إدارة ترمب، وفانس يرأس الوفد الأميركي، وكلام عن طرح خطة أميركية للسلام في أوكرانيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

ترمب بحث هاتفياً مع بوتين وزيلينسكي إنهاء الحرب

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح اليوم، بشأن بدء المفاوضات على الفور لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب وبوتين يتفقان على «بدء فوري» لمفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)
أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)
TT

ترمب وبوتين يتفقان على «بدء فوري» لمفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)
أمين عام «الناتو» ووزير دفاع إستونيا ووزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في مقر الحلف (أ.ب)

اتصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأربعاء)، معلناً اتفاقه معهما على البدء «فوراً» في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترمب، عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»، إنه تبادل مع بوتين الدعوة «لزيارة كل منهما بلد الآخر»، لافتاً إلى أن المكالمة «طويلة ومثمرة جداً». وفي موسكو، قال الكرملين إن الرئيس بوتين أبلغ نظيره الأميركي رغبته في إيجاد «حل بعيد المدى» للنزاع في أوكرانيا، مضيفاً أن الرئيس بوتين أكد أيضاً «ضرورة معالجة الجذور العميقة للنزاع».

في غضون ذلك، رفض الكرملين مقترح الرئيس الأوكراني بتبادل الجزء الذي سيطرت عليه أوكرانيا من منطقة كورسك غربي روسيا بالمنطقة التي استولت عليها روسيا في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس: «هذا مستحيل». وكان زيلينسكي قد ذكر لصحيفة «الغارديان» البريطانية أنه في حال تمكن الرئيس الأميركي من جلب موسكو وكييف إلى طاولة المفاوضات، فسيقترح تبادل الأراضي.

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، إن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014 هدف غير واقعي، في إشارة إلى موعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم.