25 قتيلًا على الأقلّ بضربة أوكرانية في دونيتسك

وحريق كبير بمحطة للغاز في روسيا

مبنى تضرر نتيجة القصف المتبادل بين روسيا وأكرانيا في منطقة دونيتسك (رويترز)
مبنى تضرر نتيجة القصف المتبادل بين روسيا وأكرانيا في منطقة دونيتسك (رويترز)
TT

25 قتيلًا على الأقلّ بضربة أوكرانية في دونيتسك

مبنى تضرر نتيجة القصف المتبادل بين روسيا وأكرانيا في منطقة دونيتسك (رويترز)
مبنى تضرر نتيجة القصف المتبادل بين روسيا وأكرانيا في منطقة دونيتسك (رويترز)

قُتل 25 شخصاً على الأقل، الأحد، في ضربة أوكرانية على سوق في دونيتسك، كبرى مدن شرق البلاد الخاضعة لسيطرة موسكو، بينما اندلع ليلاً حريق لا تزال أسبابه مجهولة في محطة للغاز في روسيا.

ميدانياً، أعلن الجيش الروسي، الأحد، سيطرته على بلدة صغيرة في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا، بينما أكّدت القوات الأوكرانية من جهتها أن هذا التقدّم «ليست له أي أهمية» على المستوى الاستراتيجي، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على مدينة دونيتسك في عام 2014، وتتعرض منذ ذلك الحين لقصف منتظم من قبل القوات الأوكرانية. الأحد، تسببت ضربة أوكرانية على سوق في حيّ تكستيلشتشيك في دونيتسك بسقوط أكبر عدد من الضحايا بضربة في هذه المدينة منذ أشهر عدة.

جنود أوكرانيون يعلّقون قذائف على طائرات دون طيار في موقع بالقرب من بلدة هورليفكا وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا بمنطقة دونيتسك في 17 يناير 2024 (رويترز)

وتروي تاتيانا المقيمة في الحيّ لوسيلة إعلامية روسية: «كان هناك أشخاص يصرخون وامرأة تبكي. رأيت دخاناً يتصاعد، ونوافذ المتجر كانت محطّمة». وتقول امرأة أخرى تحمل الاسم نفسه: «أين الأهداف العسكرية هنا؟ إنها مجرد سوق عادية. مرّ وقت طويل منذ أن حدث شيء من هذا القبيل هنا».

وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي جثثاً كثيرة ملطخة بالدماء ملقاة على الأرض وشظايا زجاج متناثرة. وقال حاكم منطقة دونيتسك المعيّن من قبل موسكو دنيس بوشيلين على «تلغرام» «في الوقت الحالي، تأكدت المعلومات الخاصة بسقوط 25 قتيلًا».

جنود أوكرانيون يطلقون من مدفع «هاوتزر» فرنسي من طراز «سيزار» باتجاه المواقع الروسية بالقرب من أفدييفكا منطقة دونيتسك الاثنين 26 ديسمبر 2022 (أ.ب)

وأُصيب أكثر من 20 آخرين بينهم طفلان في حالة متوسطة الخطورة. وأضاف: «استُهدفت السوق يوم الأحد في وقت تكون فيه أكثر ازدحامًا». ونددت وزارة الخارجية الروسية، الأحد، بالهجوم، قائلة في بيان: «نفذ نظام كييف النازي الجديد المدعوم من الولايات المتحدة وأتباعها، مجدداً عملاً إرهابياً همجياً ضد السكان المدنيين في روسيا».

في خاركيف بشرق أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي السيطرة على «قرية كراخمالنوي بفضل العمليات النشطة التي نفذتها بنجاح وحدات مجموعة (الغرب) في منطقة كوبيانسك».

وتقع هذه البلدة التي كان يقيم فيها نحو 45 شخصاً قبل بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) 2022، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب شرقي كوبيانسك التي تتعرض منذ أشهر لهجمات من القوات الروسية. يعكس هذا الإعلان ازدياد الضغوط التي تمارسها قوات موسكو على الجبهة في الأسابيع الأخيرة. وكان الجيش الروسي قد أعلن، الخميس، السيطرة على بلدة صغيرة أخرى هي بلدة فيسيلوي بمنطقة دونيتسك (شرق).

ومن جهتها، سعت كييف إلى التقليل من شأن التقدم الروسي. وأكّد الناطق باسم القوات البرية الأوكرانية فولوديمير فيتيو لقناة تلفزيونية أوكرانية، الأحد، أن عملية الاستيلاء هذه «لا تحمل أي أهمية» استراتيجية على الجبهة. وقال إن هذه القرية «عبارة عن 5 منازل، دمرها الروس»، مؤكداً أن القوات الأوكرانية «نُقلت إلى مواقع احتياطية مُعدّة مسبقاً»، حيث تعمل حالياً على مواصلة «الدفاع ومنع العدو من مواصلة التقدّم». وفي مواجهة الهجمات المتكررة، أمرت السلطات الأوكرانية في مطلع الأسبوع بإخلاء 26 بلدة في منطقة خاركيف التي تضمّ كوبيانسك، وهو قرار طال 3 آلاف شخص تقريباً بينهم 279 طفلاً.

وسيطرت القوات الروسية على كل تلك المنطقة في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أن تحررها القوات الأوكرانية في هجوم خاطف في سبتمبر (أيلول) 2022 أجبر قوات موسكو على الانسحاب. وشنّت روسيا هجوماً جديداً على هذه المنطقة خلال صيف عام 2023، في وقت كانت تحاول فيه أوكرانيا شنّ هجوم مضاد كبير في دونباس بالشرق وفي الجنوب باء بالفشل. ومنذ الخريف، تتقدم القوات الروسية نحو الشمال الشرقي أي في منطقة كوبيانسك، ونحو الشرق خصوصاً حول مدينة أفدييفكا. وفي محاولة لردع آلة الحرب الروسية ورداً على الضربات على أراضيه، زاد الجيش الأوكراني هجماته بمسيّرات وصواريخ على أراضي العدو.

ليل السبت - الأحد، اندلع حريق كبير في محطة للغاز في ميناء أوست لوغا على بحر البلطيق الروسي تسبب به «عامل خارجي»، وفق ما أفادت به شركة «نوفاتك» التي تُعدّ من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في روسيا. وقالت الشركة، الأحد، إن الحريق تسبب به «عامل خارجي» وفق المعلومات الأولية، مضيفة: «لا ضحايا ولا تهديد على حياة الموظفين وصحتهم». وأكّدت أن «الحريق محدود النطاق» حتى الآن، دون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل حول سبب الحريق. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي ألسنة لهب ودخاناً متصاعداً في ظلّ اشتعال النار في خزان سعته «100 متر مكعّب»، وفق وكالة «ريا نوفوستي».

وكان كثير من عناصر الإطفاء يكافحون من أجل إخماد الحريق في ظلّ برد قارس وحرارة وصلت إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر. وأعلنت القوات الأوكرانية هذا الأسبوع مسؤوليتها عن هجومين على مستودعات نفط على الأراضي الروسية، أحدهما في منطقة لينينغراد - حيث تقع أوست لوغا - والآخر في منطقة بريانسك القريبة من الأراضي الأوكرانية. وأكّدت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أنها «أحبطت» هجمات عدة بطائرات مسيّرة وصواريخ في الساعات الأخيرة، دون الإشارة إلى الحريق في أوست لوغا.


مقالات ذات صلة

انتخابات رئاسية واستفتاء أوروبي في مولدوفا وسط تخوف من تدخل روسي

أوروبا رئيسة مولدوفا مايا ساندو تدلي بصوتها في الانتخابات (رويترز)

انتخابات رئاسية واستفتاء أوروبي في مولدوفا وسط تخوف من تدخل روسي

يدلي المولدوفيون، الأحد، بأصواتهم خلال انتخابات رئاسية واستفتاء على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في ظل مخاوف من تدخل روسي في خضم الحرب بأوكرانيا المجاورة.

«الشرق الأوسط» (كيشيناو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً عبر خدمة «الفيديو كونفرنس» الاثنين (أ.ف.ب)

كتاب يوضح كيف «تفوّق» بوتين على بايدن وترمب

استعرضت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية ما ذكره الصحافي الأميركي المخضرم بوب ودوورد في كتابه الجديد «حرب» عن تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي في مقر حلف «ناتو» ببروكسل (إ.ب.أ)

وزير الدفاع الأميركي: نريد من إسرائيل تقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تريد أن تقلل إسرائيل ضرباتها في العاصمة اللبنانية بيروت ومحيطها.

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

كيف يعزّز نشر قوات كورية شمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين؟

يرى خبراء أنّ قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا من شأنه أن يعزّز التحالف العسكري المثير للجدل مع موسكو

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها يظهران خلال جولة في كييف (إ.ب.أ)

فرنسا: مشاركة كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية ستمثل تصعيداً خطيراً

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها أن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي ستمثل تصعيداً.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هل يمكن أن تساعد روسيا كوريا الشمالية في برنامجها النووي والصاروخي؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن أن تساعد روسيا كوريا الشمالية في برنامجها النووي والصاروخي؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

يرى سيجفرايد هيكر، الأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية التابع لجامعة مونتيري الأميركية، أن العلاقات المزدهرة بين كوريا الشمالية وروسيا أكثر بكثير من مجرد زواج مصلحة ناجم عن حرب روسيا في أوكرانيا. فقبل الحرب كانت كوريا الشمالية بالفعل قد أجرت تحولاً استراتيجياً تجاه روسيا، حيث تخلت عن هدفها الساعي إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو في كييف السبت (أ.ب)

قال وزير الخارجية الأوكراني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي في كييف، السبت، إن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الغزو الروسي لأوكرانيا تمثل تهديداً «هائلاً» بحدوث تصعيد. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، بنشر قوات أمن إلى جانب القوات الروسية والاستعداد لإرسال عشرة آلاف جندي لمساعدة موسكو في جهودها الحربية.

وكشفت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية عن أن كوريا الشمالية قرّرت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا. ونشرت صوراً تفصيلية مُلتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تظهر أول عملية نشر لجنود تابعين لفرقة النخبة في القوات الخاصة الكورية الشمالية.

وتنفي موسكو وبيونغ يانغ الانخراط في عمليات نقل أسلحة. كما رفض الكرملين تأكيدات كوريا الجنوبية بأن كوريا الشمالية ربما أرسلت بعض العسكريين لمساعدة روسيا ضد أوكرانيا.

ورحبت روسيا بدعم كوريا الشمالية السياسي للحرب، وسرعان ما استفادت من إمدادات الذخيرة والصواريخ الباليستية. ونظراً لأنه على المدى الطويل لن يكون لدى أي من الطرفين ما يريده الطرف الآخر بشدة، فإن التحالف بينهما قد يكون محكوماً عليه في نهاية المطاف بالذبول. ومع ذلك، فإنه في الوقت الحالي يؤدي التحالف إلى مزيد من الدمار في أوكرانيا، ويهدد بتصعيد الأعمال القتالية في شبه الجزيرة الكورية.

وأوضح هيكر، في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، ونقلت عنه «الوكالة الألمانية» للأنباء، أن الرئيس الكوري كيم يونغ أون اتجه إلى روسيا قبل غزوها لأوكرانيا. فبعد القمة الفاشلة مع الرئيس السابق ترمب في هانوي في فبراير (شباط) 2019، قام كيم يونغ أون بمراجعة وإعادة صياغة السياسيات الأمنية لكوريا الشمالية.

شباب كوريون يوقّعون على عرائض للانضمام إلى الجيش الكوري الشمالي (رويترز)

وبحلول عام 2021، خلص كيم إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلاده أو لنظامه بالبقاء. وتخلى عن السياسة التي دامت 30 عاماً، والتي صاغها كيمال سونغ، وواصلها كيم يونغ إل، لتطبيع العلاقات مع واشنطن كعازل ضد الصين وروسيا. وبعد أن اقتنع كيم بأن الولايات المتحدة في حالة تدهور، اختار مرة أخرى الانضمام إلى الصين وروسيا في معارضتهما للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وهذا التحول الأساسي في السياسة تم قبل غزو روسيا لأوكرانيا. وكان كيم على استعداد لدعم روسيا سياسياً ومادياً بمجرد بدء الحرب. وفي خلال العامين الماضيين زودت كوريا الشمالية روسيا بصواريخ باليستية وبأكثر من عشرة آلاف حاوية عسكرية التي ربما كانت تحمل الملايين من الذخيرة.

وهذه الإمدادات لم تؤدِّ فقط إلى المساعدة في نجاح روسيا في أوكرانيا، ولكنها وفرت أرض اختبار لإنتاج كوريا الشمالية من الذخيرة والصواريخ، وربما اختبار أيضاً لأطقم الصواريخ.

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في مناسبة لخريجي أكاديمية «أو جين يو» للمدفعية (أ.ف.ب)

وبحلول يوليو (تموز) 2023، كانت هناك بالفعل دلائل على أن هناك توتراً بين بيونغ يانغ وبكين بسبب اتجاه كوريا الشمالية نحو روسيا. فالصين لا تحبذ دعم بيونغ يانغ لحرب روسيا في أوكرانيا ببرنامجها النووي والصاروخي المتسارع بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الصينية تنتقد بصورة روتينية واشنطن بسبب زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، فمن الشائع الآن تلميح بكين بأن كوريا الشمالية ترتكب أخطاء بنفس القدر. وأوضحت بيونغ يانغ تماماً تفضيلها لروسيا. وتعكس رسائل كيم جونغ أون إلى بوتين وشي جينبينغ ذلك.

وليس معروفاً سوى قدر ضئيل عما تقدمه روسيا لكوريا الشمالية في مقابل مساعداتها العسكرية. وتشير رحلات الطائرات العسكرية الروسية إلى كوريا الشمالية إلى أن هناك تواصلاً مستمراً في مجال المعرفة الفنية. وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية أصبحت تمتلك ترسانة نووية تنطوي على تهديد، فإنها ما زالت تعاني من فجوات كبيرة في إمكانياتها.

كوريا الشمالية تفجر أجزاء من طريق تربطها بجارتها الجنوبية (أ.ف.ب)

وعلى سبيل المثال، تمتلك كوريا مخزوناً محدوداً من البلوتونيوم والتريتيوم، وهما من الوقود المطلوب لإنتاج القنابل الهيدروجينية الحديثة. وفي حقيقة الأمر يعدّ تطوير كوريا الشمالية وتصغيرها لحجم رؤوسها الحربية محدوداً، حيث أجرت ستة اختبارات نووية فقط حتى الآن، بالمقارنة بـ1054 اختبارا أجرتها الولايات المتحدة، و715 اختباراً أجرتها روسيا، و45 اختباراً أجرتها الصين.

ويقول هيكر إن القلق يكمن في إمكانية أن تساعد روسيا كوريا الشمالية سريعاً في سد ما تعاني منه من فجوات. ومثل هذه المساعدة سوف تمثل انتهاكاً لالتزامات روسيا بالنسبة لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

يذكر أنه قبل ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 وغزو أوكرانيا عام 2022، كان الاتحاد السوفياتي/روسيا دولة مسؤولة فيما يتعلق بالمعاهدة، وعضواً داعماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولسوء الحظ، فإن روسيا بغزوها لأوكرانيا، أصبحت دولة مارقة.

فقد هددت باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا والدول المحيطة. وانتهكت الضمانات الأمنية لحظر الانتشار النووي التي قدمتها لأوكرانيا عندما وقعت مذكرة بودابست عام 1994 باحترام سيادة أوكرانيا مقابل إعادة الأسلحة النووية المتبقية من العهد السوفياتي إلى موسكو. وارتكبت إرهاب الدولة النووي عندما انتهكت منطقة استبعاد حادث تشيرنوبيل النووي واحتلالها للمحطات النووية في زابوريجيا تحت تهديد السلاح.

ويمكن القول إن روسيا تحولت إلى دولة نووية غير مسؤولة لم يعد من الممكن لبقية دول العالم الاعتماد عليها لتعزيز معايير حظر الانتشار النووي. وذلك هو القلق الأساسي على المدى القريب بالنسبة للعلاقة الجديدة بين روسيا وكوريا الشمالية.