بعد توجيه واشنطن الاتهامات لموسكو... كييف تنشر صوراً لصاروخ كوري شمالي أطلقته روسيا

أوكرانيا تهاجم القرم وتتسلّم مقاتلات «إف 16» في الربيع المقبل من الدنمارك

مكتب الادعاء يعرض شظايا الصاروخ وهو واحد من صواريخ عدة ضربت مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
مكتب الادعاء يعرض شظايا الصاروخ وهو واحد من صواريخ عدة ضربت مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

بعد توجيه واشنطن الاتهامات لموسكو... كييف تنشر صوراً لصاروخ كوري شمالي أطلقته روسيا

مكتب الادعاء يعرض شظايا الصاروخ وهو واحد من صواريخ عدة ضربت مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
مكتب الادعاء يعرض شظايا الصاروخ وهو واحد من صواريخ عدة ضربت مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

قدم مكتب الادعاء العام في منطقة خاركيف الأوكرانية «أدلة»، السبت، على أن روسيا هاجمت أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية حصلت عليها من كوريا الشمالية، لكنه لم يقدم أي إثباتات على أن الصواريخ التي عُرضت شظاياها بعد إسقاطها، جاءت من كوريا الشمالية. واستشهدت واشنطن في اتهاماتها لروسيا بمعلومات مخابرات رُفعت عنها السرية، ولم يصدر بعد تعليق من موسكو.

جزء من صاروخ تعتقد السلطات الأوكرانية أنه مصنوع في كوريا الشمالية واستخدمته روسيا في قصف خاركيف (رويترز)

وقال مدعون في خاركيف إنهم يجرون تحقيقاً حول بلد المنشأ لثلاثة صواريخ استخدمتها روسيا لضرب عاصمة المنطقة، يوم الثلاثاء. ولم يذكر بيان المدعين كوريا الشمالية بالاسم.

وكان ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني قد أعلن، الجمعة، أن روسيا قصفت أوكرانيا بصواريخ زودتها بها كوريا الشمالية لأول مرة منذ بداية الغزو، وهو ما يؤكد تصريحات سابقة صادرة من واشنطن. وكتب بودولياك على موقع «إكس» للتواصل الاجتماعي: «لم يعد هناك أي تمويه... كجزء من حرب الإبادة الجماعية الصريحة، ضربت روسيا الاتحادية لأول مرة أراضي أوكرانيا بصواريخ تلقتها من... كوريا الشمالية». لكن لم يقدم بودولياك دليلاً على أن الصواريخ كورية شمالية.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي خلال مؤتمر صحافي يعرض فيه معلومات استخبارية عن استخدام روسيا صواريخ كورية شمالية (رويترز)

وكانت القوات الجوية الأوكرانية قد صرحت في وقت سابق من الجمعة أنها لم تستطع بعد التأكد من الدولة المصنعة للصواريخ المعنية. ورغم أن الولايات المتحدة لم تذكر على وجه التحديد نوع الصواريخ التي أرسلتها بيونغ يانغ إلى روسيا لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن مدى الصواريخ يصل إلى نحو 900 كيلومتر. ونشر كيربي رسماً توضيحياً يُظهر فيما يبدو صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز «كيه إن - 23» و«كيه إن - 25».

وقال بودولياك إن روسيا «تهاجم الأوكرانيين بصواريخ تلقتها من دولة يتعرض فيها المواطنون للتعذيب في معسكرات اعتقال بسبب امتلاكهم جهاز راديو غير مسجل، أو التحدث إلى سائح، أو مشاهدة برامج تلفزيونية».

وذكر دميترو تشوبينكو المتحدث باسم مكتب الادعاء، كما نقلت عنه «رويترز»، أن الصاروخ، وهو واحد من صواريخ عدة ضربت مدينة خاركيف في الثاني من يناير (كانون الثاني)، مختلف عن الطُّرُز الروسية.

خبراء عسكريون أوكرانيون يعاينون حطام صاروخ يُعتقد أن مصدره كوريا الشمالية استخدمته روسيا في هجماتها الأخيرة على أوكرانيا (رويترز)

وأضاف تشوبينكو لوسائل الإعلام، وهو يعرض بقايا الصاروخ: «طريقة الإنتاج ليست حديثة جداً. ثمة اختلافات عن صواريخ (إسكندر) التي شاهدناها في السابق خلال الهجمات على خاركيف. هذا الصاروخ مشابه لأحد صواريخ كوريا الشمالية».

وأشار إلى أن الصاروخ قطره أكبر قليلاً من قطر صاروخ (إسكندر) الروسي، وأن فوهته ودائرته الكهربائية الداخلية والأجزاء الخلفية مختلفة أيضاً.

وأحجم تشوبينكو عن الإفصاح عن اسم طراز الصاروخ.

وهاجمت روسيا خاركيف بصواريخ عدة قبل أيام، وقتلت شخصين، وأصابت أكثر من 60 في واحد من أكبر هجوماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب الشاملة في فبراير (شباط) 2022.

كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين خلال زيارة الزعيم الكوري الشمالي لروسيا في 13 سبتمبر 2023 (رويترز)

وتخضع كوريا الشمالية لحظر أسلحة من الأمم المتحدة منذ إجرائها اختباراً لقنبلة نووية لأول مرة في 2006. وتمنع قرارات مجلس الأمن، التي جرت الموافقة عليها بتأييد روسي، الدول من تجارة الأسلحة أو المعدات العسكرية الأخرى مع كوريا الشمالية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت السلطات الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية ربما زودت روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى ضمن صفقة أسلحة أكبر تشمل أيضاً صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات وقذائف مدفعية وقذائف «هاون» وبنادق. ونفت موسكو وبيونغ يانغ في السابق إبرام أي صفقات أسلحة، لكنهما تعهدتا العام الماضي بتعزيز العلاقات العسكرية فيما بينهما.

ومع اشتداد القصف المتبادل بين الطرفين كثّف الجانبان خلال الأيام الماضية الضربات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مع اقتراب الحرب من إتمام عامها الثاني.

وأعلنت كييف أنها ضربت قاعدة ساكي الجوية في غرب القرم، وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أصيبت كل الأهداف في مدرج ساكي للطيران»، إلا أن موسكو أعلنت، السبت، أنها أسقطت ليلاً 4 منها فوق شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «اعترضت الدفاعات الجوية 4 صواريخ أوكرانية، ودمرتها فوق شبه جزيرة القرم».

وكانت موسكو قد أكدت، الخميس، أنها أحبطت محاولة هجوم أوكراني جديد بمسيّرات على القرم، وأسقطت 36 مسيّرة أوكرانية، صباح الجمعة. وأعلنت سلطات الاحتلال الروسي في منطقة دونيتسك أن شخصَين قُتلا، السبت، في قصف أوكراني عشية احتفال موسكو بعيد الميلاد الأرثوذكسي.

وقال حاكم منطقة دونيتسك المعيّن من موسكو دنيس بوشيلين على «تلغرام»: «قُتل شخصان في (بلدتَي) ماكييفكا وغورلوفكا».

وتشكل القرم منطقة رئيسية للدعم اللوجيستي للجيش الروسي الذي يحتل جزءاً من جنوب أوكرانيا. وتستهدف القرم بانتظام بصواريخ ومسيّرات أوكرانية.

وتطلب كييف مزيداً من الدعم العسكري، خصوصاً فيما يخص الدفاعات الجوية. وتصاعد الضغط على المستشار الألماني أولاف شولتز لتسليم صواريخ «كروز» من طراز «تاوروس» إلى أوكرانيا. وأكد سياسيون من شركاء الائتلاف، «حزب الخضر» و«الحزب الديمقراطي الحر»، و«الاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض»، أهمية هذه الأسلحة في عدد السبت من صحيفة «راينيش بوست» التي تصدر في دوسلدورف، ووجّهوا بعض الاتهامات الخطيرة لشولتز.

وقالت سارة ناني، المتحدثة باسم الدفاع في المجموعة البرلمانية لـ«حزب الخضر» في البرلمان الألماني (البوندستاغ) إن «تسليم صواريخ (كروز تاوروس) إلى أوكرانيا تأخر كثيراً». وأضافت: «الحماية الأكثر فاعلية ضد الضربات الجوية الروسية هي إطلاق النار على أهداف في الأراضي الروسية وفي المناطق المحتلة في شرق أوكرانيا والتي تشن روسيا هجماتها منها».

وقالت ماري أجنيس ستراك زيمرمان، خبيرة الدفاع في الحزب الديمقراطي الحر إنه يتعين على ألمانيا تسليم صواريخ «تاوروس» من أجل عرقلة خطوط الإمداد الروسية، وأكدت: «يجب ألا نخاف من شجاعتنا. هذا هو ما يأمله بوتين».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روت في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف 16» (أ.ب)

وأعلنت كوبنهاغن، السبت، أن المقاتلات الأميركية الصنع من طراز «إف 16» التي ستقدّمها لأوكرانيا هبةً، سيجري تسليمها لكييف في الربع الثاني من عام 2024 بعد الانتهاء من تدريب الطيارين. وقالت وزارة الدفاع الدنماركية في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية: «وفق الجدول الزمني الحالي ستسلّم الهبة في الربع الثاني من 2024»، بينما يجري حالياً تدريب الطيارين الأوكرانيين على الأراضي الدنماركية. وأضافت: «علينا بشكل خاص الانتهاء من تدريب الطواقم الأوكرانية التي ستتولى تشغيل الطائرات بعد تسليمها».

ووعدت الدنمارك التي تستبدل بطائراتها من طراز «إف 16» أخرى أكثر حداثة من طراز «إف - 35»، أوكرانيا بتسليمها 19 مقاتلة. ومن المقرر أن تقدم هولندا التي تشارك بدورها في تدريب الطيارين الأوكرانيين، 42 طائرة لكنها لم تكشف عن الجدول الزمني.

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف 16» خلال زيارة إلى الدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)

وفي رسالته للعام الجديد، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الطيارين الأوكرانيين أتقنوا قيادة المقاتلات التي يأمل في رؤيتها تحلق في أجواء البلاد هذا العام. وحذرت الوزارة الدنماركية من أن «الجدول الزمني للتدريب رهن عوامل عدة مثل الظروف المادية والأحوال الجوية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

العالم بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

يرسم تقرير أممي صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، فقد شكّلن 40 % من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف النسبة في 2022.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا مظاهرات أوكرانية في كييف تطالب بتبادل الأسرى (أ.ف.ب)

أوكرانيا: القوات الروسية أعدمت 5 من أسرى الحرب

قال مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، ديميترو لوبينيتس، اليوم الأحد، إن القوات الروسية أعدمت 5 من أسرى الحرب الأوكرانيين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أحد عناصر الإطفاء يحاول إخماد حريق في روسيا (خدمة الطوارئ الروسية عبر تلغرام)

روسيا تشهد موجة من الحرائق المتعمدة

شهدت روسيا سلسلة محاولات لإشعال حرائق بشكل متعمد استهدفت مصارف ومراكز تسوق ومكاتب بريد ومباني حكومية خلال الأيام الثلاثة الماضية وفق وسائل إعلام

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في حفل افتتاح منشآت البنية التحتية للنقل عبر رابط فيديو بموسكو (رويترز) play-circle 00:33

بوتين يتوعَّد أوكرانيا بمزيد من «الدمار»... ويتحدث عن «الحرب العالمية الثالثة»

توعَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأحد)، بإلحاق مزيد من «الدمار» بأوكرانيا، عقب هجوم بطائرات مُسيَّرة طال برجاً سكنياً في مدينة قازان.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي يعيّن زعيماً لتتار القرم كان سجيناً في موسكو سفيراً في تركيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليل الجمعة، تعيين سياسي من تتار القرم كان مسجونا في روسيا لمدة حوالى ثلاث سنوات، سفيرا لدى تركيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )

بوتين يتوعَّد أوكرانيا بمزيد من «الدمار»... ويتحدث عن «الحرب العالمية الثالثة»

TT

بوتين يتوعَّد أوكرانيا بمزيد من «الدمار»... ويتحدث عن «الحرب العالمية الثالثة»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في حفل افتتاح منشآت البنية التحتية للنقل عبر رابط فيديو بموسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في حفل افتتاح منشآت البنية التحتية للنقل عبر رابط فيديو بموسكو (رويترز)

توعَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأحد)، بإلحاق مزيد من «الدمار» بأوكرانيا، عقب هجوم بطائرات مُسيَّرة طال برجاً سكنياً في مدينة قازان.

واتهمت موسكو كييف بالوقوف خلف هجوم أمس (السبت)، الذي أصاب مبنى شاهقاً في المدينة الواقعة على نحو ألف كيلومتر من الحدود الروسية - الأوكرانية. وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مُسيَّرةً واحدةً على الأقل ترتطم بالمبنى الزجاجي الفخم؛ ما تسبب في اندلاع كرة لهب ضخمة. ولم تعلن السلطات سقوط ضحايا.

تظهر الأضرار التي لحقت بالمجمع السكني الروسي المسمى «لازورني نيبيسا» أو «السماء الزرقاء» في قازان عقب هجمات طائرات أوكرانية من دون طيار (أ.ب)

 

وقال بوتين في كلمة متلفزة: «أياً كان، ومهما حاولوا التدمير، فسيواجهون دماراً مضاعفاً، وسيندمون على ما يحاولون القيام به في بلادنا».

وكان بوتين يتوجَّه بالكلام إلى رئيس جمهورية تتارستان؛ حيث تقع قازان، وذلك عبر تقنية الاتصال بالفيديو، خلال حفل تدشين طريق.

وكانت الضربة على قازان الأحدث في سلسلة من الهجمات الجوية المتصاعدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي تقترب من إتمام عامها الثالث.

وسبق لبوتين أن توعَّد باستهداف العاصمة الأوكرانية بصواريخ فرط صوتية، رداً على الهجمات التي تستهدف بلاده.

 

 

وفي سياق آخر، قال الرئيس الروسي، اليوم (الأحد)، إن الصاروخ الفرط صوتي «أوريشنيك» علامة فارقة في تاريخ مجال صناعة الصواريخ الفضائية، مؤكداً أنه لم يوجد مثله من قبل. وأضاف بوتين، خلال مقابلة اليوم (الأحد) مع الإعلامي الروسي بافل زاروبين على قناة «روسيا 1» أن «الصاروخ (أوريشنيك) ليس إنجاز العام فحسب، لكنه إنجاز تاريخي وعلامة فارقة في تاريخ صناعة الصواريخ والفضاء، ولم يتم إنتاج أي شيء مثله من قبل، ولم يتم إنتاج أي أسلحة مماثلة على الإطلاق»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وقال بوتين إنه منخرط بشكل عميق فيما يخصُّ تطوير وتصنيع هذا الصاروخ، ويعدّ ذلك جزءاً من عمله. وبخصوص استخدام «أوريشنيك» في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أشار بوتين إلى أن «هناك وجهات نظر مختلفة داخل وزارة الدفاع الروسية بخصوص تصنيع وتجربة الصاروخ، وقررت أولاً تخصيص الموارد المالية لتصنيعه، وثانياً اتفقت مع الفريق الذي رأى أهمية تجربته في ظروف الحرب على أرض الواقع».

 

رأي بوتين من «الحرب العالمية الثالثة»

وقال بوتين إن خصوم روسيا يمكنهم تصعيد الموقف ضدها، إذا أرادوا ذلك، مؤكداً أن روسيا سترد على جميع التحديات. وأضاف بوتين: «إننا نرى ما يفعله خصومنا الحاليون، وهم يصعِّدون الموقف. إذا كانوا يريدون ذلك فلندعهم يفعلونه، فلندعهم يصعِّدون أكثر. سنرد دائماً على أي تحدٍ»، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية». وقال بوتين: «عندما يسمع خصومنا الحاليون وشركاؤنا المحتملون ذلك، ويفهمونه ويدركونه، عندئذٍ سيفهمون أنه من الضروري البحث عن حلول توافقية». وأضاف بوتين، رداً على سؤال عمّا إذا كان العالم مقبلاً على حرب عالمية ثالثة، أنه «لا داعي لتخويف أحد، ومع ذلك فهناك مخاطر كثيرة ومتزايدة».

سيطرة على قريتين شرق أوكرانيا

 

كما تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن ضرباتها ضد منشآت للطاقة في أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية، تأتي رداً على هجمات أوكرانية ضد الأراضي الروسية، تُستخدَم خلالها صواريخ أو أسلحة غربية.

وأتت تصريحات بوتين في يوم أعلنت فيه روسيا أنها سيطرت على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا؛ حيث تواصل منذ أشهر تحقيق تقدم تدريجي.

وأفادت وزارة الدفاع عبر «تلغرام» بأن قواتها «حرّرت» قريتي لوزوفا في شمال شرقي منطقة خاركيف، وكراسنوي (المسمَّاة سونتسيفا في أوكرانيا)، القريبتين من مدينة كوراخوفي في منطقة دونيتسك.

وباتت قوات موسكو تطوِّق المدينة بشكل شبه كامل، حسب الوزارة. وسيكون سقوط كوراخوفي مكسباً مهماً لموسكو في محاولتها السيطرة على دونيتسك كلها.

صورة التقطتها طائرة دون طيار تظهر المباني السكنية والإدارية المتضررة والمدمرة بسبب الضربات العسكرية الروسية المستمرة في بلدة توريتسك (رويترز)

وسرَّعت روسيا من تقدمها في شرق أوكرانيا خلال الأشهر الماضية، في مسعى للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة، قبل تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مهماته رسمياً، في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

ووعد الجمهوري ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل سريع، من دون أن يعرض خططاً واضحة لذلك. من جهتها، تخشى كييف تراجع المساعدات العسكرية الأميركية، بعد تولي ترمب منصبه، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت موسكو أن قواتها سيطرت على أكثر من 190 تجمعاً سكانياً أوكرانياً هذه السنة، في ظل معاناة كييف للحفاظ على خطوط انتشارها، في ظل نقص العتاد والذخيرة.