إعادة أطفال «عرائس داعش» من مخيمات الاحتجاز في سوريا

ما لا يقل عن 10 شبان عادوا سراً إلى بريطانيا

تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)
تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)
TT

إعادة أطفال «عرائس داعش» من مخيمات الاحتجاز في سوريا

تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)
تسليم أطفال من «مخيم الهول» الذي يديره الأكراد والذي يضم عائلات نازحة متهمة بالارتباط بتنظيم «داعش» إلى وفد من بلادهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا 12 نوفمبر 2020 (غيتي)

أفادت التقارير بأن عدداً من أطفال «عرائس داعش» البريطانيات قد تم نقلهم، في سرية، من مخيمات الاحتجاز في سوريا إلى المملكة المتحدة، وسيتم عرضهم للتبني.

ويُعتقد أن ما لا يقل عن 10 شبان قد أعيدوا من مخيمات الاحتجاز التي تؤوي عائلات أعضاء تنظيم «داعش» السورية إلى المملكة المتحدة بعد سقوط التنظيم، حسب تقرير لصحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، الاثنين.

ومن بين هؤلاء، كما ورد، هناك شقيقان، كلاهما دون الثامنة، يتلقيان الرعاية حالياً في جنوب شرقي إنجلترا.

وكان الطفلان اللذان في انتظار التبني قد فقدا والدتهما البريطانية التي لقيت مصرعها خلال القتال الذي دار في الباغوز شرقي سوريا، في عام 2019.

نساء يسرن مع أطفالهن في زقاق رئيسي بـ«مخيم الهول» للنازحين الذي يديره الأكراد في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا 14 يناير 2020 حيث يتم احتجاز عائلات المقاتلين الأجانب من تنظيم «داعش» (غيتي)

وذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، الاثنين، أنه تم اعتقال والدهما، وهو ليس بريطاني الجنسية، وأودع في سجن مخصص للمقاتلين الأجانب بعد انهيار ما سُميت «دولة الخلافة».

وفي البداية، تم نقل الأطفال مع أقارب آخرين إلى «مخيم الهول» للمشتبه في كونهم ينتمون إلى «داعش» في شمال شرقي سوريا، غير أنه جرى نقلهم لاحقاً إلى دار للأيتام يديرها الأكراد.

ويعتقد الناشطون أن أجداد الشقيقين لوالدتهم الذين يعيشون في الخارج، سيكونون حريصين على الاعتناء بهم، ومع ذلك، فإنه من المفهوم أنه قد تم رفض عرضهم للعناية بالطفلين، من قبل السلطات المحلية في المملكة المتحدة، وذلك لأنه بموجب القوانين الحالية، يجب أن يتم إخبار أي أب أو أم بالتبني عن سنوات الطفل الأولى وكيف قضاها.

60 امرأة وطفلاً بريطانيين تقطعت بهم السبل

وحسب تقديرات منظمة «Save the Children and Reprieve» وهي مؤسسة خيرية معنية بحقوق الإنسان، هناك نحو 60 امرأة وطفلاً لأب أو أم بريطانيين تقطعت بهم السبل في مخيمات الاحتجاز التي يديرها الأكراد في سوريا.

وتقدر الجمعيات الخيرية أن ما لا يقل عن 38 طفلاً لهم صلات ببريطانيا لا يزالون في هذه المخيمات، كما يُعتقد أيضاً أن 21 امرأة من المملكة المتحدة تعيش حالياً هناك، بما في ذلك شميمة بيغوم التي تبلغ الآن 24 عاماً.

وفي فبراير (شباط) 2019، تم العثور على بيغوم، من منطقة بيثنال غرين الواقعة شرق لندن، حية، في «مخيم الهول» للاجئين في شمال سوريا، وفي اليوم التالي قام ساجد جاويد، وزير الداخلية البريطاني آنذاك، بتجريدها من جنسيتها البريطانية.

وفي وقت سابق من هذا العام، قضت «لجنة الطعون الخاصة بالهجرة» بأن القرار كان قانونياً لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وقد وافقت دول غربية أخرى الآن على إعادة مواطنيها؛ حيث أفادت التقارير بأن فرنسا أعادت أكثر من 160 طفلاً وأكثر من 50 امرأة إلى أراضيها.

وفي حديثه لصحيفة «تلغراف»، قال ريتشارد باريت، المدير السابق لمكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6)، إن رفض الحكومة البريطانية السماح للنساء والأطفال بالعودة إلى المملكة المتحدة قد يكون خطيراً على المدى الطويل.

وأضاف: «من الصعب القول بأن هؤلاء النساء والأطفال لا يشكلون تهديداً، سواء الآن أو في المستقبل؛ خصوصاً إذا كانوا لا يزالون يخضعون لإشراف ضعيف، ومعرضين لتأثير رفاقهم السابقين في (داعش) ولمزيد من الاستغلال، مما لو كانوا تحت أعين سلطاتنا الأمنية ذات الكفاءة العالية في المملكة المتحدة، وتحت رعاية مجتمعاتهم».


مقالات ذات صلة

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

تحليل إخباري يقف أعضاء «طالبان» التابعون لوزارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في نقطة تفتيش على طول طريق على مشارف ولاية هرات... 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

بعد 3 سنوات على خروج الائتلاف الغربي من أفغانستان وسط فوضى عارمة مع سيطرة «طالبان» على كابل، باتت الحركة محاوراً غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد 3 مراهقين من ولاية شمال الراين-ويستفاليا بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي إسلاموي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف )
شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )

القضاء الفرنسي ينظر في طلب جديد للإفراج عن اللبناني جورج عبدالله

جورج إبراهيم عبدالله (أرشيفية)
جورج إبراهيم عبدالله (أرشيفية)
TT

القضاء الفرنسي ينظر في طلب جديد للإفراج عن اللبناني جورج عبدالله

جورج إبراهيم عبدالله (أرشيفية)
جورج إبراهيم عبدالله (أرشيفية)

ينظر القضاء الفرنسي الاثنين في طلب جديد للإفراج المشروط عن اللبناني جورج إبراهيم عبدالله الذي يقبع في السجن منذ 40 عاماً بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي، علما أنه قانونيا أهل للإفراج عنه منذ 25 عاما.

وقال محاميه جان-لوي شالانسيه الذي سيجلس إلى جانب موكله الاثنين في الجلسة لوكالة الصحافة الفرنسية: «جورج إبراهيم عبدالله هو أقدم سجين في العالم مرتبط بالصراع في الشرق الأوسط... حان الوقت لإطلاق سراحه»، مطالبا بالإفراج عنه وترحيله إلى لبنان، إذ يخشى عبدالله على سلامته إذا بقي في فرنسا.

ولن يُتَّخذ القرار قبل 15 يوما على الأقل، وفق تقديرات شالانسيه الذي أوضح أنه في حال رفض طلب إطلاق السراح المشروط، سيقدّم استئنافا.

يبلغ عبدالله من العمر 73 عاما، وكان في الثالثة والثلاثين عندما دخل مركزا للشرطة في مدينة ليون (وسط شرق) يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1984، طالبا الحماية ممن كان يعتقد أنهم عملاء لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) يلاحقونه.

في الواقع، كان يلاحقه عملاء فرنسيون لأنه كان يعيش في ذلك الوقت في شقة باسم شخص قبض عليه في إيطاليا وبحوزته ستة كيلوغرامات من المتفجرات، وفق ما روى لصحيفة «لوموند» لويس كابريولي، الرئيس السابق لمديرية المراقبة الإقليمية، وهو أحد أجهزة الاستخبارات الفرنسية.

المحامي جان-لوي شالانسيه (أرشيفية - أ. ف. ب)

ورغم أنه كان يحمل جواز سفر جزائريا، سرعان ما أدركت المديرية أن هذا الرجل الذي يجيد اللغة الفرنسية ليس سائحا، بل أحد مؤسسي «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية»، وهي مجموعة ماركسية موالية لسوريا ومعادية لإسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات سقط في أربعة منها قتلى في 1981 و1982 في فرنسا.

وقد أوقف في ليون في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1984 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال الدبلوماسي الأميركي تشارلز راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس عام 1982، ومحاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ في 1984.

وبعد أربعين عاما، ما زال عبدالله ينتظر قرار القضاة بشأن طلبه بالإفراج المشروط، وهو الحادي عشر بحسب محاميه، الذي قدمه قبل أكثر من عام.

كان من الممكن إطلاق سراحه منذ العام 1999، بموجب القانون الفرنسي، لكن طلبات الإفراج المشروط التي تقدَّم بها رُفضت.

ووافق القضاء في 2013 على طلب إفراج شرط أن يخضع لقرار طرد من وزارة الداخلية الفرنسية لم يصدر يوما.

في 2020، حاول مرة جديدة مع وزير الداخلية جيرالد دارمانان، لكن رسائله بقيت من دون ردّ.

ويرى محاميه ومناصروه أن للحكومة الأميركية يداً في رفض الإفراج عنه، ويذكّرون بأن واشنطن، وهي إحدى الجهات المدّعية في محاكمته عام 1987، عارضت بشكل منهجي طلباته بالإفراج عنه.

وقالت ريتا، وهي ناشطة لبنانية في الحملة المطالِبة بالإفراج عن عبدالله «هذا لا يعني أننا لن نخوض المعركة لأننا مقتنعون بأن العدالة ليست هي التي ترفض. اليوم، هو مخطوف من الدولة الفرنسية، لذلك سيتوجّب على الدولة الفرنسية إطلاق سراحه عندما يكون هناك ضغط سياسي كافٍ».

وفي مايو (أيار) 2023، كتب 28 نائبا فرنسيا من اليسار مقالا مؤيدا لطلب عبدالله. وبعد مرور عام، ما زال يتجمع متظاهرون أمام سجن لانميزان (جنوب غرب) حيث يقبع، للتعبير عن دعمهم.

وصرح شالانسيه «من الواضح أن هناك معارضة لإطلاق سراحه وإرادة بأن يموت في السجن، وهو أمر يتعارض مع كل الاتفاقات الأوروبية».