إغلاق الحدود الروسية - الفنلندية يطلق مرحلة جديدة من التصعيد

موسكو لوّحت بـ«رد متكافئ» على خطوات هلسنكي «العدوانية»

حراس حدود فنلنديون يراقبون نقطة التفتيش عند معبر نويجاما الحدودي مع روسيا (رويترز)
حراس حدود فنلنديون يراقبون نقطة التفتيش عند معبر نويجاما الحدودي مع روسيا (رويترز)
TT

إغلاق الحدود الروسية - الفنلندية يطلق مرحلة جديدة من التصعيد

حراس حدود فنلنديون يراقبون نقطة التفتيش عند معبر نويجاما الحدودي مع روسيا (رويترز)
حراس حدود فنلنديون يراقبون نقطة التفتيش عند معبر نويجاما الحدودي مع روسيا (رويترز)

رفع قرار السلطات الفنلندية الشروع بإغلاق المعابر الحدودية مع روسيا، درجة التوتر بين البلدين الجارين، بعد مرور أشهر معدودة على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي. ولوّحت موسكو باتخاذ خطوات للرد على «سياسة هلسنكي العدوانية»، وسط توقعات بتفاقم الوضع، مع إغلاق كل قنوات الحوار بين البلدين الجارين.

وكما كان متوقعاً، منذ الإعلان عن انضمام فنلندا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي في أبريل (نيسان) الماضي، فإن التطور بدأ يلقي بظلال قاتمة على العلاقات بين موسكو وهلسنكي التي حافظت على مدى عقود «الحرب الباردة»، على استقرار وتعاون في مجالات عدة.

ومع ترقب موسكو لتداعيات الانضمام على الصعيدين الأمني والعسكري، خصوصاً على خلفية احتمال تعزيز حضور قوات أطلسية على الحدود مع روسيا، على الرغم من إعلان «ناتو»، أن هلسنكي لم تطلب «حتى الآن»، نشر قوات على أراضيها، فإن التوتر الحالي ارتبط بتوجه فنلندا لإغلاق كل المعابر الحدودية مع موسكو، في خطوة وصفتها روسيا بأنها «عدائية»، ورأى معلقون روس أنها تفتح على مرحلة جديدة من التدهور في العلاقات.

وكانت هلسنكي أعلنت قبل يومين، الشروع بإغلاق 4 معابر حدودية من أصل 8 معابر تربط الأراضي الروسية بفنلندا، مع توضيح أن خطة إغلاق الحدود نهائياً سوف تستكمل بوقف عمل المعابر الأربعة الأخرى تدريجياً حتى فبراير (شباط) من العام المقبل. وبررت فنلندا قرارها بأنه موجه لوقف «موجات الهجرة غير الشرعية، واتهمت موسكو بأنها تعمدت تصعيد الموقف على هذا الصعيد»، بهدف «ابتزاز» هلسنكي.

الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (رويترز)

ونشرت وسائل إعلام فنلندية تقارير عن «تدفق غير منضبط للاجئين من سوريا والعراق والصومال إلى الحدود من الجانب الروسي». لكن موسكو رفضت الاتهامات الفنلندية، ورأت فيها «ذرائع لتبرير السياسات العدوانية القائمة على كراهية الروس». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، إن «الموقف المعادي للروس من جانب السلطات الفنلندية يثير أسف موسكو». وزاد أنه «من غير المرجح أن نكون قادرين على التأثير على مواقف هلسنكي، لأنه لا يوجد حوار، وهذا ليس خطأنا؛ في الواقع، لم نكن نحن من بادر إلى تجميد قنوات الحوار».

وأشار بيسكوف إلى أن موسكو لا تقبل الاتهامات الموجهة ضد حرس الحدود الروس، وأكد أنه «بطبيعة الحال، يتم استخدام المعبر الحدودي من قبل أولئك الذين لديهم الحق القانوني في القيام بذلك. وفي هذا الصدد، يلتزم حرس الحدود لدينا بشكل كامل بجميع تعليماتهم الرسمية».

وبات معلوماً أن قرار الحكومة الفنلندية إغلاق نقاط تفتيش في الجزء الأكثر ازدحاماً من الحدود، يقلص إلى درجة كبيرة تدفق المسافرين والبضائع، علماً بأن اتفاقات سابقة بين روسيا وفنلندا كانت قد نظمت هذه المسألة من خلال منح تسهيلات كبرى للمقيمين في سان بطرسبرغ ومحيطها بالدخول إلى فنلندا من دون شرط الحصول على تأشيرة خاصة. ويُعقد إغلاق الحدود أمام هؤلاء مجالات التنقل والاستثمار، خصوصاً أن مئات الألوف من الروس لديهم عقارات وأعمال في فنلندا، وفقاً لتأكيد مصادر روسية رسمية.

وحذر مسؤولون روس من أن خطوة إغلاق الحدود الحالية، تعد جزءاً من سياسة واسعة موجهة للاستيلاء على العقارات المملوكة لأفراد أو شركات روسية على نطاق واسع، في إطار خطط الحكومة الفنلندية للسماح تشريعياً حتى عام 2027، بمصادرة الممتلكات من المالكين الذين لا يمكن الاتصال بهم أو الذين لديهم ثغرات في تسديد ضرائب أو رسوم متأخرة. ومعلوم أن دفع الفواتير والضرائب بالنسبة إلى الروس أصبح مستحيلاً تقريباً بعد تشديد القيود على الدخول، كما أصبح سداد المدفوعات المصرفية من روسيا في ظل العقوبات أمراً صعباً للغاية أيضاً.

ومع توعّد الخارجية الروسية برد «متكافئ»، بدا أن السجالات حول خطوة إغلاق الحدود قد تتخذ أبعاداً أوسع خلال المرحلة المقبلة. وقال سيرغي بيلييف، مدير الإدارة الأوروبية في وزارة الخارجية، الاثنين، إن موسكو «لن تترك أي أعمال معادية لروسيا من جانب هلسنكي من دون رد». وأشار الدبلوماسي إلى أنه «بعد بدء العملية الخاصة في أوكرانيا، اتبعت فنلندا سياسة تصادمية متسقة ومعادية لروسيا»، مشيراً إلى أن «دعم كييف وتزويدها بالأسلحة، وزيادة ضغط العقوبات على روسيا يشكلان جزءاً فقط من السياسات الموجهة ضد موسكو». وشدد بيلييف على أنه بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، «تم تقليص الحوار السياسي الثنائي النشط تقليدياً على جميع المستويات والاتصالات الوثيقة بين الإدارات، وتضرر التعاون التجاري والاقتصادي الذي كان متطوراً في السابق بطريقة يصعب إصلاحه، كما تضررت العلاقات بين المناطق، بما في ذلك العلاقات بين المناطق». وزاد أنه تم قطع الطرق بين المدن المجاورة.

بالإضافة إلى ذلك، أشار بيلييف إلى أن السلطات الفنلندية منعت في سبتمبر (أيلول) 2022، الروس من دخول البلاد، وفي يوليو (تموز) الماضي، وسعت هذه القيود لتشمل كل أصحاب العقارات ورجال الأعمال.

وكانت وزيرة العدل الفنلندية لينا ميري، أعلنت قبل شهرين عن نيتها إطلاق حملة لتعديل التشريعات قبل نهاية فترة ولاية الحكومة - حتى عام 2027 - لتسهيل استعادة الممتلكات من المالكين الذين لا يمكن الاتصال بهم أو المتخلفين عن السداد، بما في ذلك الروس. ودعت المتحدثة باسم حزب الوسط، هانا كوسونين، إلى تسهيل مصادرة الممتلكات المملوكة بالفعل للروس، خصوصاً في الحالات التي لا يدفع فيها المالك، على سبيل المثال، ضرائب الملكية، أو تكون الممتلكات غير مستخدمة أو في حوزة شخص خاضع للعقوبات.

ويشكل السجال حول الاستيلاء على ممتلكات روسية، وإغلاق الحدود بذريعة مواجهة الهجرة غير الشرعية، عنصر تأجيج واسع للتوتر الذي أطلقه انضمام فنلندا إلى حلف الأطلسي، وسط مخاوف روسية من توسيع تمدد حلف الأطلسي على مقربة من الحدود.

وكان الكرملين أعلن في وقت سابق، أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي «لا يُسهم في تعزيز الاستقرار، بل يخلق تهديداً إضافياً لروسيا»، وتعهد بأن تتخذ بلاده «إجراءات تشمل كل ما هو ضروري لضمان أمن روسيا». بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أن موسكو «بدأت بالفعل في تطوير تدابير جوابية لوقف التهديدات المحتملة فيما يتعلق بانضمام فنلندا إلى حلف الأطلسي». وشدد على أن الهيئات العامة المسؤولة «تأخذ بعين الاعتبار إمكانية تنفيذ سيناريوهات مختلفة لتطور الوضع، بما في ذلك السيناريوهات التي تنطوي على نشر قوات قتالية أو ظهور معدات أجنبية على أراضي هذا البلد». وتابع: «على أي حال، أخذ هذا أيضاً في الاعتبار... في عمليات التخطيط العسكري المستقبلية بروسيا». ووفقاً لغروشكو، فإنه «بالمعنى القانوني، بات الناتو منتشراً على الحدود بين روسيا وفنلندا، التي يبلغ طولها 1.3 ألف كيلومتر... هذا واقع عسكري وسياسي جديد يجب أن يؤخذ بالاعتبار في تخطيطنا الدفاعي».


مقالات ذات صلة

بوتين يصدر مرسوماً لزيادة عدد الجيش الروسي 15 في المائة

أوروبا جندي روسي يطلق قذيفة مضادة للدبابات (الجيش الروسي عبر تلغرام)

بوتين يصدر مرسوماً لزيادة عدد الجيش الروسي 15 في المائة

أصدر الرئيس الروسي مرسوماً، الجمعة، لزيادة عدد القوات العسكرية بنسبة 15 في المائة في خطوة قال الجيش إنها ترجع إلى «تهديدات» مرتبطة بالهجوم في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ فلسطينيون ينتظرون لتعبئة سياراتهم بالوقود خلال الهدنة في خان يونس بجنوب غزة الثلاثاء (رويترز)

الأسئلة الصعبة أمام الإدارة الأميركية بعد انتهاء الهدنة

تواجه لإدارة الأميركية أسئلة صعبة حول المرحلة المقبلة من الحرب بعد انتهاء الهدنة، وكيفية تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتجنّب الانزلاقات السياسية.

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الأمين العام لـ«الناتو» مع وزيري خارجية تركيا والسويد على هامش الاجتماع الوزاري في بروكسل (الخارجية التركية)

إردوغان يشير إلى استمرار تطوير العلاقات مع اليونان... وصمت إزاء ملف السويد

إردوغان: لدينا خلافات مع اليونان بالأمس، وستستمر غداً، لكن هذه الحقيقة لا تعني أننا لا نستطيع الالتقاء على أرضية مشتركة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بين نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل (إ.ب.أ)

أوكرانيا تؤكد في مقر الناتو أنها لن تستسلم أمام روسيا

أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الأربعاء، من مقر حلف شمال الأطلسي أن أوكرانيا «لن تستسلم» لضمان أمنها وأمن أعضاء الناتو.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم (رويترز)

تركيا تعد السويد بالمصادقة على عضويتها الأطلسية «خلال أسابيع»

أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الأربعاء، أنه تلقى ضمانات من نظيره التركي بأن بلاده ستصادق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي «خلال أسابيع».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

أوكرانيا تعلن سقوط 3 قتلى في قصف روسي على جنوب البلاد

سكان محليون يسيرون بجوار حفرة ناجمة عن ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في خيرسون بأوكرانيا 5 ديسمبر 2023 (رويترز)
سكان محليون يسيرون بجوار حفرة ناجمة عن ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في خيرسون بأوكرانيا 5 ديسمبر 2023 (رويترز)
TT

أوكرانيا تعلن سقوط 3 قتلى في قصف روسي على جنوب البلاد

سكان محليون يسيرون بجوار حفرة ناجمة عن ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في خيرسون بأوكرانيا 5 ديسمبر 2023 (رويترز)
سكان محليون يسيرون بجوار حفرة ناجمة عن ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في خيرسون بأوكرانيا 5 ديسمبر 2023 (رويترز)

قُتل ثلاثة أشخاص بقذائف روسية سقطت على مدينة خيرسون وأطرافها في جنوب أوكرانيا التي تتعرض منذ أشهر لقصف روسي على ما أعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء.

وقال حاكم منطقة خيرسون أولسكندر بروكودين: «في الصباح قصف الجيش الروسي دون هوادة وسط مدينة خيرسون. وقتل المحتلون شخصين».

كما نشر لقطات تظهر رصيفاً ملطخاً بالدماء وصورة مموهة لأحد القتيلين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

في وقت لاحق، أفاد رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون رومان مروتشكو بإصابة ستة أشخاص، بينهم أربعة من العاملين في المجال الطبي.

وقُتلت امرأة في حديقة منزلها في بيلوزيركا، على بعد حوالي 15 كيلومتراً من خيرسون، بحسب النيابة العامة.

في الأسابيع الأخيرة، انتشرت القوات الأوكرانية على ضفة نهر دنيبرو اليسرى، حيث تراجعت القوات الروسية، في إطار جهود كييف لمواجهة عمليات القصف الروسية على خيرسون.

وكانت القوات الأوكرانية استعادت مدينة خيرسون قبل عام ونيّف، لكنها تتعرض لقصف متواصل من جانب قوات موسكو المتمركزة على الضفة المقابلة من نهر دنيبرو الذي يمر قرب خيرسون.


مهام دبابات «ليوبارد 2» في أوكرانيا باتت دفاعية مع تعثر الهجوم المضاد

جندي بولندي يجلس داخل آلية عسكرية في قاعدة بوارسو (رويترز)
جندي بولندي يجلس داخل آلية عسكرية في قاعدة بوارسو (رويترز)
TT

مهام دبابات «ليوبارد 2» في أوكرانيا باتت دفاعية مع تعثر الهجوم المضاد

جندي بولندي يجلس داخل آلية عسكرية في قاعدة بوارسو (رويترز)
جندي بولندي يجلس داخل آلية عسكرية في قاعدة بوارسو (رويترز)

في غابة صنوبر عالية مكسوّة بالثلج في منطقة ليمان - كوبيانسك بشمال شرقي أوكرانيا، تغادر دبابة «سترف 122» Strv 122 - وهي النسخة السويدية من دبابة «ليوبارد 2A5» - التي تزن 59 طناً، ملجأها ببطء، وهو عبارة عن صندوق كبير محفور في الأرض. الجبهة في هذه المنطقة مجمّدة منذ أكثر من عام. لكن منذ سبتمبر (أيلول)، تشنّ القوات الروسية هجوماً منتظماً، وسجلت بعض المكاسب الضئيلة بالقرب من كوبيانسك.

جندي أوكراني يقف بجوار دبابة قتالية ألمانية الصنع من طراز «ليوبارد 2 إيه 5» مغطاة بالثلوج (أ.ف.ب)

كان من المفترض أن تكون دبابات «ليوبارد 2» المتطورة التي حصلت عليها كييف من ألمانيا وحلفائها الغربيين رأس حربة في الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية في جنوب البلاد، لكن تعثر هذا الأخير دفع إلى نشر هذه الدبابات على الجبهة الشرقية لصد هجمات موسكو.

وعنونت صحيفة «بيلد» الألمانية، تعليقاً على هذه اللقطات، مقالاً بالقول: «لم يتم التخطيط لهذا الأمر بهذه الطريقة فعلياً». وورد في المقال: «بدلاً من تحرير الجنوب (...) تُستخدم دبابات ليوبارد 2A6 التي أرسلتها ألمانيا لمنع مزيد من الأراضي بشرق البلاد من الوقوع تحت السيطرة الروسية».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

كانت تأمل أوكرانيا في أن ترى هذه المدرّعات تخرق الخطوط الروسية وتصل إلى شبه جزيرة القرم، غير أن ما تفعله هو قصف الروس على طريقة المدفعية بعيدة المدى بدلاً من أن تكون دبابات قتالية تتحرك في عمق الأراضي التي تحتلها القوات الروسية.

ويقول رسلان (25 عاماً)، وهو يشير بيده إلى دبابة «سترف 122»، إن «المهمة الرئيسية لهذه الدبابة في هذه المنطقة هي إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار بالعدو (...) وخصوصاً في مواقع تمركز المشاة».

ويضيف العضو في سرية باللواء الحادي والعشرين ميكانيكي: «بمعنى آخر، لا تُستخدم بالطريقة نفسها التي كانت تستخدم فيها خلال الهجوم المضاد» بجنوب أوكرانيا.

جندي بولندي يجلس داخل آلية عسكرية في قاعدة بوارسو (رويترز)

بعد مماطلة طويلة، قررت ألمانيا مع مجموعة من الدول الأوروبية في مطلع عام 2023 تقديم نحو 70 دبابة من طراز «ليوبارد 2» لكييف التي كانت تطالب بالحصول عليها لتتمكّن من تنفيذ هجوم كبير يهدف إلى تحرير الأراضي الجنوبية المحتلّة. وحتى ذلك الحين، لم يكن لدى أوكرانيا سوى دبابات سوفياتية قديمة.

لذلك تم تشكيل وحدات جديدة مثل اللواء الحادي والعشرين، لقيادة الهجوم المضاد الكبير في الصيف في أوكرانيا، وتم تجهيزها بمعدات غربية مثل دبابات «ليوبارد 2».

وأكّد حينها مدير مجموعة «راينميتال» لتصنيع الأسلحة أرمين بابرغير، أن هذا النوع من الدبابات يسمح «للجيش باختراق خطوط العدو ووضع حد لحرب خنادق طويلة».

صورة وزّعتها وزارة الدفاع الروسية، الشهر الماضي، لدبابات أوكرانية محترقة خلال صد «الهجوم المضاد» في جنوب أوكرانيا (إ.ب.أ)

لكن الاختراق لم يحدث. فرغم استعادة الجيش الأوكراني بعض القرى، توقف تقدّمه في نهاية أغسطس (آب)، بعدما أنهكه الدفاع الصلب الذي أعدّته القوات الروسية لأشهر. في مواجهة شبكة معقّدة من حقول الألغام والخنادق والفخاخ المضادة للدبابات والمدفعية القوية والتفوق الجوي، تعثر الهجوم المضاد لكييف وظلّت الجبهة مجمّدة. وخسرت أوكرانيا خلال القتال نحو 12 دبابة ألمانية الصنع.

ويقول رسلان إن دبابات «ليوبارد 2» فعّالة جداً، لكن من أجل تنفيذ هجمات واسعة النطاق، هناك حاجة إلى مزيد منها». ويضيف: «كنّا بحاجة لاستخدام بين 100 و150 دبابة على الأقلّ لنتمكن من التقدم»، مشيداً بخصائص هذه الدبابات التي تشتهر بأنها من بين الأفضل في العالم.

جنود أوكرانيون يتدربون على استخدام دبابات من طراز «ليوبارد 1» (رويترز)

في طريقها إلى ليمان، تتحرك كلّ دبابتين معاً، وتطلق كل منها 15 طلقة نارية في المتوسط باتجاه مواقع روسية؛ لأن ذلك «أكثر فاعلية»، بحسب قائد السرية أنتون. ويضيف أنتون: «يمكن أن يكون هناك مهمتان يومياً أو مهمتان أسبوعياً». ويتابع: «هدأت الجبهة قليلاً والشتاء آتٍ ولن نتقدّم بقوة».

ويقول كذلك: «نحن حالياً في موقع دفاعي. لكن من الضروري أن نخطط لكيفية المضي قدماً واستعادة أراضينا».

ويعبّر عن رغبته في العودة إلى الهجوم من خلال معركة «دبابة ضد دبابة»، موضحاً: «سيكون هذا أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لنا، نظراً لقوة وخصائص الدبابة الألمانية.

في محيط مدينة أفدييفكا، نُشرت كذلك دبابات «ليوبارد» للدفاع عن هذه المدينة الصناعية التي تعمل القوات الروسية على محاصرتها منذ شهرين. وأظهر مقطع فيديو دبابة تابعة للواء أوكراني كانت متمركزة سابقاً في الجنوب أثناء الهجوم المضاد، وهي تستهدف مواقع روسية قرب مدينة أفدييفكا الواقعة في منطقة دونيتسك (شرق).


هجمات روسية أوكرانية متبادلة تستهدف القرم وجنوب أوكرانيا

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة (رويترز)
جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة (رويترز)
TT

هجمات روسية أوكرانية متبادلة تستهدف القرم وجنوب أوكرانيا

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة (رويترز)
جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة (رويترز)

تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف الذي طال كيرسون في الجنوب وشبه جزيرة القرم، فيما أعلنت موسكو الثلاثاء أن طائرات «سوخوي - 25» شنت هجوما على نقطة دعم تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه كراسني ليمان، باستخدام صواريخ جوية غير موجهة من طراز «إس- 8»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنه تم تدمير المواقع الميدانية المحصنة والمركبات المدرعة للقوات المسلحة الأوكرانية، مؤكدة أنه تم ضرب الأهداف المحددة بنجاح. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت أيضا ستة صواريخ من طراز «إس - 300» على أوكرانيا خلال الليل.

وتتعرض مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا منذ أشهر لعمليات قصف من الجيش الروسي على ما أعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء. وكانت قوات كييف استعادت المدينة قبل أكثر من سنة بقليل لكنها تتعرض لقصف متواصل من جانب قوات موسكو المتمركزة على الضفة المقابلة من نهر دنيبرو الذي يمر قرب خيرسون.

جنديان أوكرانيان خلال تدريب (رويترز)

وقال حاكم المنطقة أولسكندر بروكودين، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «في الصباح قصف الجيش الروسي دون هوادة وسط مدينة خيرسون. وقتل المحتلون شخصين». قالت السلطات الأوكرانية الثلاثاء إن الجيش الأوكراني أسقط 10 من أصل 17 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا أثناء الليل. وقالت قوات كييف الجوية إنها أسقطت الطائرات فوق «مناطق مختلفة» في البلاد. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار.

قالت وزارة الدفاع الروسية، كما نقلت عنها «رويترز»، إن أنظمة الدفاع الجوي دمّرت أو اعترضت 41 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل وفي الصباح الباكر الثلاثاء. وأضافت الوزارة في بيان عبر قناتها على تطبيق «تلغرام» أنه تم تدمير 26 طائرة مسيرة فوق الأراضي الروسية، واعتراض 15 طائرة فوق بحر آزوف وشبه جزيرة القرم. ولم توضح الوزارة ما إذا كانت هناك أضرار ناجمة عن الهجمات أو تساقط الحطام.

وذكرت تقارير إعلامية أن سكان شبه جزيرة القرم سمعوا دوي انفجارات. وأغلق مؤقتا، خلال الليل، جسر كيرتش الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربط الأراضي التي ضمتها روسيا بالبر الرئيسي الروسي.

وفي إطار التصدي للغزو الروسي لأراضيها، قامت أوكرانيا مرارا وتكرارا بقصف البنية التحتية العسكرية على الأراضي الروسية، سواء في المناطق الحدودية أو النائية.

في الأسابيع الأخيرة، انتشرت القوات الأوكرانية على ضفة نهر دنيبرو اليسرى حيث تراجعت القوات الروسية، في إطار جهود كييف لمواجهة عمليات القصف الروسية على خيرسون. وأكد الطاقم الطبي الذي هرع إلى المكان مقتل شخصين على ما أوضح بروكودين، مشيرا إلى أن رجلا في التاسعة والخمسين أدخل المستشفى جراء إصابته. ونشر بروكودين لقطات تظهر رصيفا ملطخا بالدماء وصورة مموهة لأحد القتيلين.

وبخصوص بلدة أفدييفكا المدمرة قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية كثفت هجماتها عليها، فيما يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء في شرق أوكرانيا. وتبعد البلدة 20 كيلومترا فقط شمال مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وهي جزء من منطقة دونباس الشرقية التي يقاتل الجيش الروسي للسيطرة عليها منذ فشله في السيطرة على كييف في بداية غزوه لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ويعترف المسؤولون الأوكرانيون بأنه لم يتبق أي مبنى سليم في المدينة. واحتدم القتال أيضا حول بلدتين مجاورتين هما مارينكا وباخموت.

وقال فيتالي باراباش رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا للتلفزيون الأوكراني، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «شهدنا أمس واليوم زيادة كبيرة في القصف المدفعي... ورأينا عددا كبيرا من عمليات القصف بقذائف الهاون». وتابع «كانت هناك أيضا زيادة في الأنشطة الهجومية. ربما ينتظرون تحسن الطقس لاستخدام بعض معداتهم مجددا كما فعلوا سابقا، ولكن على نطاق أوسع».

واستولى الانفصاليون، بتمويل روسي، على أفدييفكا لبعض الوقت في عام 2014 لكن القوات الأوكرانية استعادتها وأقامت تحصينات كبيرة بها.

وتركز جزء كبير من أحدث المعارك على مصنع فحم الكوك الضخم في أفدييفكا، الذي يقول المسؤولون إنه لا يزال تحت سيطرة الأوكرانيين، والمنطقة الصناعية على مشارف وسط المدينة.

ويقول محللون عسكريون أوكرانيون وغربيون إن الهجوم الذي تشنه موسكو على أفدييفكا كبدها خسائر كبيرة في الجنود والعربات المدرعة. وقالت المدوَّنة الشهيرة الروسية التي تتناول الحرب (ريبار) إن القوات الروسية تقاتل شمال غربي أفدييفكا وتواجه القوات الأوكرانية والمعدات المدرعة بالقرب من مصنع فحم الكوك.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات صدت 15 هجوما روسيا في المنطقة وتسع هجمات قرب باخموت التي تحتلها روسيا نحو الشمال.

وذكر التقرير أيضا أن القوات الأوكرانية «تواصل كبح جماح العدو» بالقرب من مارينكا، في إشارة إلى إصرار كييف على أنها تسيطر على تلك البلدة بالرغم من تقارير غير رسمية الأسبوع الماضي أفادت بأن جزءا منها على الأقل تحت سيطرة موسكو.

وأكدت السلطات الروسية رسميا مقتل جنرال آخر في أوكرانيا. وقال ألكسندر جوزيف، حاكم منطقة فارونيش المتاخمة لأوكرانيا من ناحية الشرق، عبر قناته على تطبيق «تلغرام»: «قٌتل نائب قائد الفيلق الـ14 العسكري لأسطول بحر الشمال الميجور جنرال فلاديمير زافادسكي خلال العملية العسكرية الخاصة في المنطقة».

ووصف جوزيف مقتل زافادسكي عن عمر يناهز 45 عاما «بالخسارة الفادحة».

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بمقتل زافادسكي الأسبوع الماضي. ووفقاً لمصادر روسية، فإن ستة جنرالات لقوا حتفهم في القتال، بالإضافة إلى زافادسكي، في حين تقول أوكرانيا إن ما لا يقل عن 12 جنرالاً روسياً لقوا حتفهم.

جنود أوكرانيون على دبابة (رويترز)

وسقط نحو 70 ألف جندي نظامي ومرتزق روسي منذ غزو أوكرانيا، وفق ما قدرت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها اليومي للحرب الذي نشر يوم الاثنين. ويتكون الرقم من 50 ألف جندي من الجيش الروسي بالإضافة إلى 20 ألف مرتزق آخرين من مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، ويغطي الفترة من 24 فبراير (شباط) 2022 إلى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام. وأصيب ما بين 180 ألفا و240 ألفا من الجنود النظاميين، إلى جانب 40 ألفا من المرتزقة، وفقا للتقرير.

ووفقا لتقديرات الناتو في نهاية نوفمبر، تجاوز عدد الضحايا الروس، القتلى والجرحى، 300 ألف شخص. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين حكوميين أميركيين في الصيف بمقتل 120 ألف روسي وما بين 170 ألف جريح و180 ألف جريح. وجاءت التقديرات الخاصة بأوكرانيا بـ70 ألف قتيل، وما بين 100 ألف جريح و120 ألف جريح. وترفض موسكو التقارير البريطانية باعتبارها دعاية معادية لروسيا.


الشرطة البريطانية: إصابة امرأة في حادث طعن بجنوب ويلز

استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)
استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)
TT

الشرطة البريطانية: إصابة امرأة في حادث طعن بجنوب ويلز

استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)
استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)

أعلنت الشرطة البريطانية إصابة امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً طعناً في قرية «أبرفان» بجنوب ويلز، وأنه يجري البحث عن المشتبه به الذي لاذ بالفرار من موقع الحادث.

ونصحت شرطة جنوب ويلز في بيان أوردته قناة «سكاي نيوز» البريطانية، الثلاثاء، المواطنين بالابتعاد عن المنطقة حتى يتمكن ضباط الشرطة المسلحون من التعامل بشكل فعال مع الحادث.

وأكدت الشرطة أن المصابة نُقلت إلى المستشفى، موضحة أن إصابتها ليست خطيرة. وأُغْلِقت مدرسة ومركز لرعاية الأطفال أثناء تعامل الشرطة مع الحادث، بينما حث الضباط الناس على تجنب المنطقة. وبدأت عملية مطاردة في جنوب ويلز بعد طعن سيدة تبلغ من العمر 29 عاماً في أبرفان.

وذكرت الشرطة أن ضباطاً مسلحين موجودون في مكان الحادث، بينما جرى حث السكان على تجنب المنطقة. وأضاف البيان أن المشتبه به غادر المكان فور وقوع الحادث، ولا تزال التحقيقات جارية للعثور عليه.

الشرطة البريطانية أغلقت الشوارع المحيطة بمكان الحادث (الصحافة المحلية)

ويقوم ضباط مسلحون بتفتيش المنطقة المجاورة. ونُقلت السيدة إلى المستشفى، ولا يُعتقد أن إصاباتها تُشكل خطراً على حياتها. وقد وقع الحادث على طريق موى قبل الساعة 9:10 صباحاً. ويقول المسعفون إن شخصاً نُقل إلى المستشفى. وتقول الشرطة إن المدارس المحلية ومرافق رعاية الأطفال قد أُغْلقت، بينما يستمر البحث.

وقال مركز «ترينيتي» لرعاية الأطفال والأسرة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «نحن حالياً في حالة إغلاق بوصفها إجراءً احترازياً بسبب حادث داخل المجتمع. جميع الموظفين والأطفال في أمان». وقالت ريانون ستيفنز ديفيز، رئيسة مدرسة غرينفيلد، في بيان على «فيسبوك»: «نحن على علم بحادث الشرطة المستمر في أبرفان».

وأوضحت: «أردنا فقط أن نطمئنكم إلى أننا نحافظ على التلاميذ في أمان داخل المبنى بوصفه إجراءً احتياطياً، وأن جميع البوابات المحيطة مغلقة».

وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف في ويلز: «لقد استُدعينا اليوم في نحو الساعة 9:10 صباحاً لكتابة تقارير عن حادث في أبرفان» وأُغْلقت مدرسة ومركز لرعاية الأطفال أثناء تعامل الشرطة مع الحادث، بينما حث الضباط الناس على تجنب المنطقة». وذكرت الشرطة أن شرطيين مسلحين موجودون في مكان الحادث، بينما دُعي السكان إلى تجنب المنطقة. وأضاف البيان أن المشتبه به غادر المكان فور وقوع الحادث، ولا تزال التحقيقات جارية للعثور عليه. وتعمل الشرطة على تفتيش المنطقة المجاورة.


منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
TT

منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)

أكد المتطرف الذي نفذ هجوماً بسكين خلّف قتيلاً وجريحين، السبت، قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية، أنه «يتحمل بالكامل مسؤولية عمله»، فيما يشير «كل شيء إلى أنه تصرف بمفرده»، كما قال مصدر مطلع على التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين.

وبايع المنفذ أرمان رجابور مياندواب، وهو فرنسي من أصل إيراني يبلغ السادسة والعشرين، تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة. وقال خلال توقيفه على ذمة التحقيق، الاثنين، إن تصرفه «رد فعل على اضطهاد المسلمين في العالم». وبدا «بارداً جداً» و«جامداً»، كما أضاف المصدر نفسه.

عناصر الشرطة الفرنسية في موقع الحادث وسط العاصمة باريس (إ.ب.أ)

وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، أبلغت والدته الشرطة عن قلقها بشأن سلوك ابنها، المدرج على لائحة التطرف الإسلامي والذي أفرج عنه عام 2020 بعد الحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التخطيط لعمل عنيف. وأُخضع أيضا لعلاج نفسي.

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (أ.ف.ب)

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الاثنين: «من الواضح أنه حصل إخفاق في العلاج النفسي حيث اعتبر الأطباء عدة مرات أنه يتحسن». وكان الوزير طالب، الأحد، بأن تكون السلطات «قادرة على فرض العلاج» على شخص متطرف يخضع للمراقبة بسبب اضطرابات نفسية.

ووقع الهجوم قبل أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، وبعد أقل من شهرين من اعتداء أراس (شمال) الذي أودى بحياة مدرس في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، وأدى إلى رفع خطة الإنذار على المستوى الوطني إلى «حالة هجوم وشيك».

مسيرة سياحية في ساحة كاريه بقصر اللوفر إحدى الساحات الرئيسية لقصر اللوفر بوسط باريس الاثنين (أ.ف.ب)

وقال رجابور مياندواب، متكلماً باللغة العربية في شريط فيديو، إنه يقدم «دعمه للجهاديين الذين ينشطون في مناطق مختلفة»، كما أوضح المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكار، الأحد.

وأضاف المدعي العام أن حسابه على منصة «إكس»: «يتضمن الكثير من المنشورات حول (حماس) وغزة، وبشكل عام فلسطين».

ووقعت الأحداث، السبت، قرابة الساعة 20:30 (بتوقيت غرينتش) في منطقة سياحية بامتياز في العاصمة بالقرب من جسر بئر حكيم، الذي يربط بين ضفتي نهر السين.

في بادئ الأمر، طعن المهاجم سائحاً يبلغ 23 عاماً يحمل الجنسيتين الألمانية والفلبينية، من ثم هاجم رجلين آخرين بمطرقة ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة، وهما فرنسي يبلغ 60 عاماً، وبريطاني يبلغ 66 عاماً، وأصيب في عينه، بحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وقد سيطرت عليه القوى الأمنية بواسطة مسدس كهربائي بعيد الهجوم، وحبس في مكاتب دائرة مكافحة الإرهاب في باريس.

وأعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية، الاثنين، أنها فتحت تحقيقاً في الاعتداء بسبب الجنسية الألمانية للضحية. الأحد، عبر المستشار الألماني أولاف شولتس عن «صدمته» لهذا الهجوم.

اضطرابات نفسية

وأضاف المدعي العام أن والدة منفذ الهجوم أبلغت الشرطة بقلقها من تصرفاته في أكتوبر الماضي، «بسبب انطوائه على نفسه»، مشيراً إلى أن المنفذ «ينتمي إلى عائلة ليس لها التزام ديني»، لكنه اعتنق الإسلام في سن الثامنة عشرة في 2015، وسلك «سريعاً جداً» طريق «الآيديولوجية المتطرفة».

وحاولت الشرطة لكن دون جدوى، إخضاعه لفحص طبي وإدخاله إلى المستشفى بالقوة، وهو ما لم يكن ممكناً في غياب الاضطرابات، بحسب مصدر مطلع على الملف، مشيراً إلى أنه بعد أيام من بلاغها، تم التأكيد أنه «في حالة أفضل».

وقال مصدر قريب من الملف إن «إنشاء حسابه على منصة (إكس) في مطلع أكتوبر، ثم قلق الأم في الشهر نفسه يمكن أن يؤشرا إلى عمل يعد له منذ عدة أسابيع».

والمشتبه به معروف بتطرفه ومعاناته اضطرابات، وسبق أن حكم عليه بالسجن 5 سنوات بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى «عصابة أشرار بغية التحضير لعمل إرهابي» في عام 2016 في حي لا ديفانس للأعمال في غرب باريس. وقد خرج من السجن في 2020 بعدما أمضى أربع سنوات وراء القضبان.

وسيعكف المحققون الآن على درس المتابعة الطبية التي تلقاها المنفذ «غير المستقر بتاتاً، والذي يسهل التأثير عليه»، بحسب ما قال مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وخلال فترة اعتقاله، بحسب ريكار، خضع لعلاج يشمل متابعة نفسية ومراقبة من قبل طبيب منسق.

وعد الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران، الاثنين، أن المسار «الطبي والإداري والجنائي» للمشتبه به كان متوافقاً مع «دولة القانون».

في فرنسا نحو 5200 شخص معروفون بالتطرف، بينهم 1600 شخص تتم مراقبتهم بشكل خاص من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي، وفقاً لمصدر داخل الاستخبارات أوضح أن 20 في المائة من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم خمسة آلاف يعانون من اضطرابات نفسية.

ودعا وزير الداخلية الذي يعد أن فرنسا «تقع بشكل دائم تحت تأثير التهديد الإسلامي المتطرف»، إلى «اليقظة القصوى» خلال عيد الأنوار اليهودي «هانوكا» الذي يبدأ الخميس.


وزيرة الخارجية الألمانية تدعو إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي

فلسطينيون يفرون من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس» من مدينة خان يونس باتجاه مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يفرون من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس» من مدينة خان يونس باتجاه مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

وزيرة الخارجية الألمانية تدعو إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي

فلسطينيون يفرون من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس» من مدينة خان يونس باتجاه مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يفرون من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس» من مدينة خان يونس باتجاه مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي نظراً للوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة.

وفي أعقاب لقاء مع نظيرتها السلوفينية تانيا فايون، قالت بيربوك في العاصمة السلوفينية ليوبليانا، الثلاثاء، إن «إسرائيل لها الحق في حماية شعبها في إطار القانون الدولي، لكن الفيصل هو كيف تتصرف إسرائيل في هذه المرحلة الجديدة».

وأضافت السياسية المنتمية إلى «حزب الخضر» أن «إسرائيل عليها مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والتخفيف من معاناة المدنيين، وحماية السكان المدنيين، ذلك أن عدداً أكبر من اللازم من الفلسطينيين راحوا ضحية هذا الصراع».

وتابعت بيربوك أنه يجري العمل «بشكل مشترك من أجل الوصول إلى هدنة جديدة»، مشيرة إلى أن الأمر الضروري بالدرجة الأولى هو حماية الناس. وفي الوقت نفسه، نوهت الوزيرة الألمانية بالحاجة إلى «تدخل دول عربية بشكل يضمن عدم تواصل الخطر الأمني المستمر من جانب (حماس) على إسرائيل».

وأكدت بيربوك أن من المهم لهذا السبب أن يحدث مراراً وتكراراً لإظهار أفق سياسي لحل الدولتين.

وصرحت بيربوك بأن مئات آلاف الأشخاص نزحوا إلى جنوب القطاع بناءً على طلب إسرائيل، «ولهذا السبب يجب أن يكونوا في أمان هناك في الجنوب»، وأردفت أن «إسرائيل تتحمل المسؤولية حيال ضمان حصول الناس على فرصة للخروج من منطقة الخطر. ويجب ألا يقتصر هذا على الجانب النظري فقط، بل يجب أن يكون هذا هو واقع الحال».

ورأت بيربوك أن استمرار إطلاق هجمات من جانب «حماس» على إسرائيل انطلاقاً من البنية التحتية المدنية، لا يعفي «إسرائيل من مسؤولية التخفيف من المعاناة غير المحتملة في غزة، وحماية السكان المدنيين من أطفال وعائلات». وطالبت بيربوك باستمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق في شمال غزة.

ومن جانبها، قالت فايون وفقاً للترجمة الرسمية إنها أشارت إلى الموقف الكارثي في غزة في مجلس الأمن، وإلى حقيقة أن الناس ليس لديهم مكان يستطيعون الذهاب إليه، وأردفت: «هذا بحق قدر من الكارثة أستطيع أن أقول عنده إن العالم رسب فعلياً في اختبار الإنسانية».

وبعكس بيربوك، طالبت فايون بوقف إنساني دائم لإطلاق النار، وأعربت عن شعور بلادها بالقلق البالغ «بسبب الانتهاكات الإنسانية للقانون الدولي ولحقوق الإنسان في غزة» من جانب إسرائيل.

ودعت فايون الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية إلى القيام بدور أقوى.


الأمير هاري يطعن في قرار وزارة الداخلية البريطانية رفع الحماية الشخصية عنه

الأمير البريطاني هاري (وسط الصورة) يغادر محكمة العدل الملكية في لندن الثلاثاء 28 مارس 2023 (أ.ب)
الأمير البريطاني هاري (وسط الصورة) يغادر محكمة العدل الملكية في لندن الثلاثاء 28 مارس 2023 (أ.ب)
TT

الأمير هاري يطعن في قرار وزارة الداخلية البريطانية رفع الحماية الشخصية عنه

الأمير البريطاني هاري (وسط الصورة) يغادر محكمة العدل الملكية في لندن الثلاثاء 28 مارس 2023 (أ.ب)
الأمير البريطاني هاري (وسط الصورة) يغادر محكمة العدل الملكية في لندن الثلاثاء 28 مارس 2023 (أ.ب)

قالت محامية الأمير هاري للمحكمة العليا في لندن، اليوم (الثلاثاء)، إن الأمير تعرض لـ«معاملة غير قانونية وغير عادلة» من جانب الحكومة البريطانية إثر قرارها رفع حماية الشرطة عنه خلال وجوده في بريطانيا، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وكان هاري، مثله مثل كبار أفراد العائلة المالكة الآخرين، قد حصل على الحماية الأمنية الكاملة التي توفرها الدولة قبل أن يقرر التنحي عن واجباته الملكية والانتقال إلى كاليفورنيا مع زوجته الأميركية ميغان في عام 2020.

لكن وزارة الداخلية، وهي المسؤولة عن الشرطة والهجرة والأمن، قررت في فبراير (شباط) من ذلك العام أن هاري لن يحصل بطبيعة الحال على الحماية الشخصية من الشرطة خلال وجوده في بريطانيا حتى لو كان سيتحمل التكلفة بنفسه.

وحصل الابن الأصغر للملك تشارلز على تصريح في العام الماضي للطعن في هذا القرار.

وقالت فاطمة شهيد، محامية هاري، إنه تعرض لمعاملة غير قانونية وغير عادلة. وأضافت: «هذه القضية تتعلق بالحق في الأمن والسلامة للشخص... لا يمكن أن يكون هناك حق أكثر أهمية بالنسبة إلى أي منا».

ومضت قائلة إن «اللجنة التنفيذية لحماية الملوك والشخصيات العامة»، التي يشار إليها اختصاراً باسم «رافيك»، «لم تطبق سياستها الخاصة، ولم تعامل هاري كما تعامل الشخصيات الأخرى. كما أنها لم تطلعه على أسباب قرارها».

وأوضحت في تقريرها المكتوب أن «موقف هاري الثابت كان ولا يزال يتمثل في ضرورة منحه الأمن من الدولة نظراً إلى التهديدات والمخاطر التي يواجهها».

وقال محامي الحكومة، جيمس إيدي، إن هاري يعامل بطريقة «مصممة خصيصاً»، وسيتم إدراجه «أحياناً» ضمن مجموعة الأفراد الذين يتلقون الحماية.

وأضاف في مذكرة مكتوبة أن«(رافيك) تأخذ في الحسبان موقف (هاري) عندما يأتي إلى بريطانيا... هذا لا يعني أنه تنبغي معاملته بالطريقة نفسها التي كان سيُعامل بها لو كان مقيماً دائماً في بريطانيا العظمى».


الحرارة دون 58 درجة تحت الصفر في سيبيريا

بائع يقف بجوار الأسماك المجمدة في سوق بالهواء الطلق وسط يوم بارد في ياكوتسك (رويترز)
بائع يقف بجوار الأسماك المجمدة في سوق بالهواء الطلق وسط يوم بارد في ياكوتسك (رويترز)
TT

الحرارة دون 58 درجة تحت الصفر في سيبيريا

بائع يقف بجوار الأسماك المجمدة في سوق بالهواء الطلق وسط يوم بارد في ياكوتسك (رويترز)
بائع يقف بجوار الأسماك المجمدة في سوق بالهواء الطلق وسط يوم بارد في ياكوتسك (رويترز)

اجتاح الطقس القطبي مساحات شاسعة من روسيا (الثلاثاء)؛ حيث انخفضت درجات الحرارة في براري سيبيريا إلى 58 درجة مئوية تحت الصفر (72 درجة فهرنهايت تحت الصفر)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأظهرت صور التقطتها طائرة مسيرة مدينة ياكوتسك؛ وهي إحدى أبرد المدن في العالم وتقع على بعد نحو 5 آلاف كيلومتر شرق موسكو، تكسوها غلالات الغيوم المتجمدة والضباب.

مشاة يسيرون في أحد الشوارع وسط تدني درجات الحرارة في ياكوتسك الروسية (رويترز)

وانخفضت درجات الحرارة في أجزاء من جمهورية ساخا (ياقوتيا)، وهي منطقة شاسعة المساحة تقل قليلاً عن مساحة الهند وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من سيبيريا، إلى أقل من 55 درجة تحت الصفر مساء الاثنين.

رجل يسير في أحد الشوارع خلال يوم بارد جداً في ياكوتسك الروسية (رويترز)

وبلغت درجة الحرارة 58 درجة مئوية تحت الصفر الثلاثاء في قرية أويمياكون. وقال خبراء الأرصاد الجوية إن درجة الحرارة ستزداد انخفاضاً حتى 63 درجة تحت الصفر بسبب الرطوبة والرياح.


إعادة 6 أطفال أوكرانيين من روسيا بوساطة قطرية

إيرينا تحتضن ابنها بوغدان البالغ من العمر 13 عاماً والذي كانت نقلته روسيا الى الأراضي الروسية... هذه الصورة بعد عودته عبر الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا في كييف بأوكرانيا في 8 أبريل 2023 (رويترز)
إيرينا تحتضن ابنها بوغدان البالغ من العمر 13 عاماً والذي كانت نقلته روسيا الى الأراضي الروسية... هذه الصورة بعد عودته عبر الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا في كييف بأوكرانيا في 8 أبريل 2023 (رويترز)
TT

إعادة 6 أطفال أوكرانيين من روسيا بوساطة قطرية

إيرينا تحتضن ابنها بوغدان البالغ من العمر 13 عاماً والذي كانت نقلته روسيا الى الأراضي الروسية... هذه الصورة بعد عودته عبر الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا في كييف بأوكرانيا في 8 أبريل 2023 (رويترز)
إيرينا تحتضن ابنها بوغدان البالغ من العمر 13 عاماً والذي كانت نقلته روسيا الى الأراضي الروسية... هذه الصورة بعد عودته عبر الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا في كييف بأوكرانيا في 8 أبريل 2023 (رويترز)

قال مسؤول قطري، اليوم (الثلاثاء)، إن 6 أطفال أوكرانيين سيعودون إلى وطنهم من روسيا بموجب اتفاق توسطت فيه قطر، وذكر مصدر مشارك في تنظيم عملية الإعادة، أنهم كانوا يقيمون مع أقارب لهم في روسيا أو أراضٍ تحتلها روسيا.

وأضاف المصدر أن الأطفال في طريقهم إلى أوكرانيا عبر موسكو، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وهذه هي المرحلة الثانية من عملية بوساطة قطرية لإعادة الأطفال بعد إعادة 4 قُصَّر في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال مصدر لـ«رويترز» في يوليو (تموز)، إن المفاوضات بشأن إعادة الأطفال مستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023 على الأقل.

ووافقت الدوحة على طلب تقدمت به كييف لرئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارته لأوكرانيا في يوليو 2023، للتوسط لدى روسيا بشأن إعادة الأطفال إلى أسرهم.

وقال المسؤول القطري: «شملت العملية الحصول على موافقة العائلات... وتحديد هوية القُصر والتحقق من معلومات الهوية والتنسيق مع المنظمات الإنسانية، فضلاً عن الترتيبات اللوجيستية».

وذكر المصدر أن أحد الأطفال رافقه دبلوماسيون قطريون إلى سفارتهم في موسكو قبل نقله إلى أوكرانيا.

ولم يتسنَّ الاتصال بمكتب أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في أوكرانيا للتعليق.

ويبدو أن هذه الحالات تختلف عن حالات الأطفال الذين تقول أوكرانيا إنهم نُقلوا قسراً إلى روسيا من أراضٍ احتلتها موسكو، وهم موضوع قضية تنظرها المحكمة الجنائية الدولية.

وتقول كييف إن نحو 20 ألف طفل نُقلوا من أوكرانيا إلى روسيا، أو إلى أراضٍ تسيطر عليها روسيا دون موافقة أسرهم أو الأوصياء عليهم. وتصف هذه الأفعال بأنها جريمة حرب تستوفي معايير تعريف معاهدة الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

وتنفي موسكو، التي شنت غزواً شاملاً لأوكرانيا في فبراير (شباط) من العام الماضي، هذا الاتهام، وتقول إنها قامت بحماية الأطفال الضعفاء من منطقة الحرب.

وأدت هذه القضية إلى أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفوضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا.

واتهمتهما المحكمة الجنائية الدولية بالمسؤولية عن ارتكاب جريمة حرب تتمثل في ترحيل مئات الأطفال الأوكرانيين، وربما أكثر من ذلك إلى روسيا.

ويرفض الكرملين هذه الاتهامات، واصفاً إياها بأنها «لا قيمة لها» في روسيا. والدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، وعددها 123، ملزمة باعتقال بوتين وترحيله إذا وطئت قدماه أراضيها. وروسيا ليست عضواً بالمحكمة.


الاتحاد الأوروبي: نواجه خطراً إرهابياً متزايداً بسبب الحرب في غزة

ضابط شرطة يقف حارساً في مكان حادث طعن في باريس السبت الماضي (أ.ف.ب)
ضابط شرطة يقف حارساً في مكان حادث طعن في باريس السبت الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي: نواجه خطراً إرهابياً متزايداً بسبب الحرب في غزة

ضابط شرطة يقف حارساً في مكان حادث طعن في باريس السبت الماضي (أ.ف.ب)
ضابط شرطة يقف حارساً في مكان حادث طعن في باريس السبت الماضي (أ.ف.ب)

قالت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون، اليوم الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي يواجه حاليا خطرا إرهابيا متزايدا بسبب الحرب الدائرة في غزة.

وأضافت يوهانسون لدى وصولها إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في اجتماع لوزراء الشؤون الداخلية بدول التكتل: «في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس والاستقطاب الذي تسببه في مجتمعنا، مع موسم الأعياد المقبل، هناك خطر كبير من وقوع هجمات إرهابية في الاتحاد الأوروبي».

وأشارت يوهانسون إلى الهجوم بسكين الذي وقع يوم السبت الماضي في باريس، حيث قتل سائح ألماني وأصيب شخصان، ولفتت إلى حوادث سابقة.

وأعلنت المفوضة «توفير 30 مليون يورو إضافية (4. ‏32 مليون دولار) لحماية أماكن العبادة، على سبيل المثال».

ومن المقرر أن يبحث وزراء الاتحاد الأوروبي مسألة الأمن داخل التكتل على خلفية الحرب على غزة وأوكرانيا. كما يتضمن جدول الأعمال منطقة شنغن للتنقل الحر من دون تأشيرة داخل الاتحاد الأوروبي والتقدم المحرز في إصلاح إجراءات اللجوء والهجرة بالتكتل.