اجتماع أوروبي «تاريخي» في كييف

الكرملين يراهن على «تعب» الغرب من دعم أوكرانيا


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يقفون لالتقاط صورة جماعية في كييف أمس (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يقفون لالتقاط صورة جماعية في كييف أمس (رويترز)
TT

اجتماع أوروبي «تاريخي» في كييف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يقفون لالتقاط صورة جماعية في كييف أمس (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يقفون لالتقاط صورة جماعية في كييف أمس (رويترز)

عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في العاصمة الأوكرانية كييف أمس، هو الأول من نوعه خارج دول التكتل، وذلك لإظهار الدعم لأوكرانيا، بعدما فوز مرشح موالٍ لروسيا بالانتخابات في سلوفاكيا، واستبعاد الكونغرس الأميركي تمويل كييف من قانون الإنفاق المؤقت.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إنه فخور باستضافة الاجتماع «للمرة الأولى في التاريخ خارج الحدود الحالية للاتحاد الأوروبي، لكن أيضاً داخل حدوده المستقبلية». وأضاف: «لا نشعر بأن الدعم الأميركي قد تناقص... لأن الولايات المتحدة تدرك أن ما يحدث في أوكرانيا أكبر بكثير من أوكرانيا فقط... يتعلق الأمر باستقرار العالم وإمكانية التنبؤ به، وبالتالي أعتقد أنه سيكون بمقدورنا إيجاد الحلول اللازمة».

بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عبر منصة «إكس»: «نعقد اجتماعاً تاريخياً لوزراء الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا الدولة المرشحة للعضوية والعضو المستقبلي في التكتل... نحن هنا للتعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني».

ونقل الموقع الإلكتروني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عنه قوله للوزراء: «أنا متأكد من قدرة أوكرانيا والعالم الحر بأكمله على النصر في هذه المواجهة. لكن انتصارنا يعتمد بشكل مباشر على تعاوننا معكم». وقال بوريل لاحقاً، في مؤتمر صحافي، إن الاتحاد الأوروبي لا يزال متحداً في دعمه لأوكرانيا، وإنه كمسؤول اقترح حزمة إنفاق من الاتحاد الأوروبي لكييف تصل إلى 5 مليارات يورو (5.25 مليار دولار) لعام 2024، معبراً عن أمله في الموافقة عليها بحلول ذلك الوقت.

في غضون ذلك، أبدى الكرملين تعويلاً على «تعب» الغرب من دعم أوكرانيا، إذ قال المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف: «وفقاً لتوقعاتنا، فإن مختلف دول العالم، ومنها الولايات المتحدة، ستمل بمرور الوقت من هذا الصراع وهذه الرعاية العبثية تماماً لنظام كييف». لكنه رأى في المقابل أن الامتناع عن تقديم المساعدات لأوكرانيا «ظاهرة مؤقتة، إذ ستواصل أميركا تدخلها في هذا الصراع، تدخلاً مباشراً في واقع الأمر».


مقالات ذات صلة

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

أوروبا سيدتان تقفان بجوار مبنى سكني تضرّر خلال غارة روسية على بلدة أوكرانية (رويترز)

«الناتو»: أوكرانيا قد تواجه «أصعب شتاء» منذ نشوب الحرب

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الثلاثاء، من أن أوكرانيا قد «تواجه أصعب شتاء» على الإطلاق منذ بدء الغزو الروسي الشامل لها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

ترمب تَوَاصَلَ «سراً» مع بوتين بعد مغادرة البيت الأبيض

ذكر الصحافي الأميركي بوب ودورد في كتابه الجديد، المقرَّر نشره الأسبوع المقبل، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تواصل سراً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا مسيّرات روسية هاجمت أوديسا الأوكرانية (رويترز)

القوات الروسية تتقدم نحو توريتسك بعد أيام من سقوط فوليدار

قوات موسكو تتقدم نحو بلدة توريتسك المتنازع عليها منذ فترة طويلة، وذلك بعد أقل من أسبوع من سقوط بلدة فوليدار.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

تعتزم دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا وزيلينسكي يطالب بمزيد من الأسلحة قبيل اجتماع رامشتاين.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (برلين) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس في المؤتمر السنوي الثالث والعشرين للمجلس الألماني للتنمية المستدامة (د.ب.أ)

حرب أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط أولوية اجتماع بين شولتس وبايدن وماكرون وستارمر

يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس، في برلين، الرئيسَين الأميركي والفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني؛ لبحث الحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة لمواجهة الهجمات الروسية الهجينة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف (إ.ب.أ)

تعتزم دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا رداً على أنشطتها العدائية مثل الهجمات السيبرانية من خلال إطار قانوني جديد للتدابير العقابية الذي أُعلن عنه الثلاثاء. وتتطلب الخطوة موافقة بالإجماع، وغالباً ما تعرقلها المجر، وهي تعارض دعم التكتل المستمر لأوكرانيا وتعدّ من الدول التي تقيم علاقات وثيقة مع روسيا.

وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا (إ.ب.أ)

وجاء النظام الجديد للتدابير العقابية رداً على ما وصفته دول التكتل بالحملة المستمرة للأنشطة الروسية الهجينة لزعزعة أمن الاتحاد الأوروبي.

وقال البيان الصادر عن دول التكتل، إن هذه الحملة «زادت مؤخراً من خلال عمليات جديدة استهدفت الأراضي الأوروبية».

وسيغطي نظام العقوبات الجديد أيضاً، كما نقلت الوكالة الألمانية، التصرفات الروسية في الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي من شأنها تقويض العمليات الانتخابية الديمقراطية.

ومن بين التهديدات الروسية الهجينة الأخرى التي قد تؤدي إلى فرض التكتل عقوبات جديدة، حملات التضليل المنسقة، وتجنيد مهاجرين لاجتياز حدود دول التكتل، فضلاً عن القيام بأعمال الحرق العمد والتخريب. ويمكن للاتحاد الأوروبي تجميد أصول المنظمات والأشخاص المستهدفين، وكذلك فرض حظر على سفر بعض الأهداف إلى دول التكتل.

وسيتم منع مواطني وشركات الاتحاد الأوروبي من التعامل التجاري مع المنظمات والأشخاص المستهدفين. وقال دبلوماسي أوروبي، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن الأهداف الأولى بموجب النظام الجديد لم يتم اختيارها بعد.

من جانب آخر، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءً عاجلاً إلى حلفاء بلاده لتقديم المزيد من الأسلحة بشكل كبير، قبيل الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا.

ويستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس صباح السبت في برلين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي وإيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لبحث الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق ألأوسط، على ما أفاد مصدر حكومي ألماني. ويندرج هذا اللقاء في إطار زيارة جو بايدن لألمانيا، حيث ينتظر وصوله مساء الخميس.

هاريس وزيلينسكي بالبيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

وقال زيلينسكي في رسالة فيديو صدرت في كييف مساء الاثنين إن تسليمات كافية للجبهة وتجهيزات للألوية وأسلحة بعيدة المدى ستكون ضرورية في الأشهر المقبلة لوقف روسيا وإجبارها على التوجه نحو السلام.

كما أشار زيلينسكي إلى أنه سيقدم «خطة النصر» الخاصة به في الاجتماع للدول التي يمكن أن تعزز أوكرانيا وتقرب السلام. وحتى الآن، لم تعلن هذه الخطة التي يروّج لها زيلينسكي منذ أشهر بشكل علني، لكن من الواضح أن أوكرانيا تتوقع، من بين أمور أخرى، الحصول على إذن لاستخدام أسلحة بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية ودعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الغرب.

ويعقد الاجتماع في مرحلة حساسة جداً لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) التي قد يعاد بعدها النظر في الدعم الذي تتلقاه من واشنطن أحد مزوديها الرئيسيين بالأسلحة والمال.

زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

ووفقاً لزيلينسكي، فإن فريقاً من القيادة الأوكرانية موجود في الولايات المتحدة لمناقشة التفاصيل العسكرية، والعسكرية - السياسية لـ«خطة النصر» في واشنطن. وناقش زيلينسكي الخطة بنفسه خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) مع الرئيس جو بايدن.

وأضاف الرئيس الأوكراني بشأن الاجتماع المقرر السبت: «سنحاول إقناع شركائنا في اجتماع رامشتاين بالحاجة الملحة إلى تعزيز قدراتنا ومواقفنا بشكل كبير في الوقت الحالي، خلال أشهر الخريف». وتابع، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «ندعو شركاءنا لتحديد كيف يتصورون نهاية هذه الحرب، ومكانة أوكرانيا في الهيكل الأمني العالمي، والخطوات المشتركة التي يمكن أن توجّه هذه الحرب نحو نهايتها».

ولأول مرة، يخطط قادة الدول الداعمة لأوكرانيا للاجتماع في رامشتاين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيزور ألمانيا في نهاية هذا الأسبوع.

زيلينسكي وأوستن وأوميروف وبراون في قاعدة رامشتاين (إ.ب.أ)

وفي الماضي، كانت قاعدة رامشتاين الجوية في ولاية راينلاند - بالاتينات مكان الاجتماع الأساسي لوزراء دفاع هذه الدول. وأكد زيلينسكي أن الاجتماع يجب أن يركز أيضاً على الاستثمارات في إنتاج الأسلحة الأوكرانية، خصوصاً إنتاج المسيَّرات وأنظمة الحرب الإلكترونية. وأعلن زيلينسكي مراراً عن رغبته في جعل أوكرانيا واحدة من أكبر منتجي الأسلحة في العالم.

وينتقد المرشح الجمهوري دونالد ترمب منذ فترة طويلة تخصيص الولايات مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا.

ومن جهتها، أكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مقابلة تلفزيونية بُـثّت الاثنين أنّها لن تلتقي، إذا أصبحت رئيسة للولايات المتّحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا إذا لم يشارك في الاجتماع ممثّل لكييف.

وقالت هاريس لشبكة «سي بي إس» إنّها إذا فازت في الانتخابات المقرّرة في نوفمبر المقبل فإنّ أيّ اجتماع بينها وبين بوتين «لن يُعقد ثنائياً من دون أوكرانيا». وأضافت: «يجب أن تكون لأوكرانيا كلمة بشأن مستقبل أوكرانيا».

وفي هذه القضية الأساسية من قضايا السياسة الخارجية، سعت المرشحة الديمقراطية إلى أن تميّز نفسها بوضوح عن منافسها الجمهوري دونالد ترمب قبل شهر واحد فقط من الانتخابات الرئاسية. وقالت هاريس: «لو كان دونالد ترمب رئيساً لكان بوتين جالساً الآن في كييف، فلنكن واضحين».

ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك (أ.ب)

وتابعت أنّ ترمب يقول: «أستطيع إنهاء الأمر في اليوم الأول» من ولايته إذا ما فاز بالرئاسة، مضيفة: «هل تعرف ما هذا؟ إنه استسلام». ويؤكّد ترمب بانتظام أنه إذا ما عاد إلى السلطة، فسوف ينهي الحرب في أوكرانيا حتى قبل أن يتولّى منصبه في يناير (كانون الثاني).

لكنّ الملياردير الجمهوري لم يحدّد أبداً كيف سيفعل ذلك.

وخلال المقابلة التلفزيونية، قالت هاريس: «نحن ندعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي غير المبرّر». وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت ستدعم احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، قالت هاريس: «هذه أسئلة سنجيب عنها عندما وإذا ما بلغنا تلك النقطة».

وفي نهاية سبتمبر، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة، حيث التقى كلاً من الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته هاريس والمرشح الجمهوري ترمب.