تقارير: تطورات كاراباخ تُظهر أن روسيا المنغمسة بالحرب في أوكرانيا لم تعد شرطي القوقاز

روسيا المنغمسة بالحرب في أوكرانيا لم تعد شرطي القوقاز

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان (يمين الصورة) والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضرون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهم الثلاثي في سوتشي بروسيا في 26 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان (يمين الصورة) والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضرون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهم الثلاثي في سوتشي بروسيا في 26 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

تقارير: تطورات كاراباخ تُظهر أن روسيا المنغمسة بالحرب في أوكرانيا لم تعد شرطي القوقاز

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان (يمين الصورة) والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضرون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهم الثلاثي في سوتشي بروسيا في 26 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان (يمين الصورة) والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضرون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهم الثلاثي في سوتشي بروسيا في 26 نوفمبر 2021 (رويترز)

في حين أنّ مباحثات السلام بين أذربيجان وانفصاليّي إقليم ناغورنو كاراباخ الأرمن، انطلقت الخميس، غداة انتصار باكو في عملية عسكرية خاطفة، تطرح تطورات كاراباخ الأخيرة تساؤلات حول مدى احتفاظ روسيا المنشغلة بالحرب في أوكرانيا، بنفوذها في خاصرتها الجنوبية بالقوقاز، حيث اعتبرت تقارير صحافية كثيرة أن موسكو تخسر نفوذها في هذه المنطقة ولم تعد شرطي حدود هناك.

 

أذربيجان تشن هجوماً خاطفاً

شنت أذربيجان، الثلاثاء 19 سبتمبر (أيلول)، هجوماً خاطفاً على انفصاليّي ناغورنو كاراباخ (الأرمن المدعومين من أرمينيا). بعد مرور أقل من 24 ساعة على اندلاع الأعمال القتالية، توصّل طرفا النزاع في الإقليم إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، عكس ملامحه الأولى فرض أذربيجان سيطرتها على الإقليم وإذعان السلطات الانفصالية لشروط باكو، خصوصاً لجهة الاستعداد لتسليم السلاح وإفساح المجال لتعزيز السيطرة العسكرية المباشرة للقوات الأذرية على المؤسسات الحيوية في الإقليم. وقد انطلقت مباحثات السلام بين أذربيجان وانفصاليي الإقليم الأرمينيين الخميس.

صورة ملتقطة في 19 سبتمبر 2023 تظهر دخاناً يتصاعد من ضربات المدفعية على قمة تل خارج ستيباناكيرت عاصمة المنطقة الانفصالية (ناغورنو كاراباخ) التي يسكنها الأرمن داخل الحدود الأذربيجانية (أ.ف.ب)

أعاد تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، صدر الأربعاء، انتصار أذربيجان الأخير إلى نتاج تغييرات في ميزان القوى، حيث أطلقت حرب روسيا في أوكرانيا قوى جديدة في مناطق الصراعات المجمدة في الفضاء السوفياتي السابق. وقد استفادت باكو من دعم تركيا وعائداتها النفطية، و«انشغال موسكو، شرطي المنطقة السابق، في الصراع ضد جارتها الكبيرة في الجنوب (أوكرانيا)».

وفق التقرير، أدى غزو روسيا لأوكرانيا إلى تجديد إمكانية استخدام القوة لتغيير الحدود، ما زاد الحيز المتاح لأذربيجان للمناورة. وقد ترك شلل النظام الدولي منذ الحرب في أوكرانيا مجالاً واسعاً للتدخل العسكري الأذربيجاني، في حين لم تعد روسيا شرطي القوقاز.

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يلقي خطابه للشعب الأذربيجاني بعد العملية العسكرية الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ في باكو بأذربيجان، 20 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

حرب ناغورنو كاراباخ الأولى

تعود جذور الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورنو كاراباخ إلى أواخر الحقبة السوفياتية حيث كانت الدولتان جزءاً من الاتحاد السوفياتي.

وناغورنو كاراباخ، المعروف باسم آرتساخ لدى الأرمن، هو منطقة جبلية تقع في الطرف الجنوبي من سلسلة جبال كاراباخ، داخل أذربيجان. وهو إقليم معترف به دولياً كجزء من أذربيجان، لكن سكانه البالغ عددهم 120 ألف نسمة هم في الغالب من العرق الأرمني. لديهم حكومتهم الخاصة القريبة من أرمينيا، ولكن غير معترف بها رسمياً من قبل أرمينيا أو أي دولة أخرى، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وبحسب «رويترز»، مع بدء انهيار الاتحاد السوفياتي، اندلعت حرب كاراباخ الأولى (1988 - 1994) بين الأرمن وجيرانهم الأذريين. وقُتل حوالي 30 ألف شخص، وانتهى الأمر بالجانب الأرميني بالسيطرة على ناغورنو كاراباخ نفسها ومساحات من 7 مناطق أذرية محيطة.

جندي من أصل أرميني يقصف بالمدفعية أثناء قتال مع القوات الأذربيجانية في منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية، في هذه الصورة المنشورة في 29 سبتمبر 2020 (رويترز)

حرب 2020

تمكنت أذربيجان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، من خلال صراع قصير، من استعادة بعض الأراضي التي خسرتها سابقاً في ناغورنو كاراباخ وما حولها. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن البلدان من التوصل إلى اتفاق بشأن تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية، والذي أعقب النزاع.

وكان الهدف الأساسي لأذربيجان، بحسب تقرير صدر الثلاثاء عن مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، هو استخدام انتصارها العسكري في عام 2020 لتسهيل التنمية الاقتصادية الإقليمية والتواصل، وتحديداً من خلال تأمين الوصول إلى الطرق والسكك الحديدية إلى منطقة ناختشيفان (غرب كاراباخ) وما وراءها إلى تركيا. وهذا يتطلب عبور الأراضي الأرمينية، ولم تسفر المفاوضات بين الجانبين الأرميني والأذري عن نتائج ملموسة.

لكن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، اعترف في مايو (أيار) 2023 بسيادة أذربيجان على ناغورنو كاراباخ، بحسب «لوفيغارو».

جنود أذربيجانيون في مركز تدريب وتجنيد عسكري وسط صراع ناغورنو كاراباخ، بالقرب من مدينة غانجا بأذربيجان، 23 أكتوبر 2020 (رويترز)

تراجع النفوذ الروسي بأرمينيا

منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، كانت أرمينيا شريكاً أمنياً مهماً لروسيا، وتستضيف واحدة من القواعد العسكرية الروسية القليلة على أراضٍ أجنبية، علماً أن أرمينيا ظلت أيضاً عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف أمني لدول الاتحاد السوفياتي السابق، طورته موسكو كردّ على منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو».

ولكن أرمينيا عملت على نحو كبير على التخلص من نفوذ موسكو، وخصوصاً عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وعدم تدخل روسيا عسكرياً لحماية أرمينيا بعد هجوم أذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي الأرميني في عام 2020.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) يلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في سوتشي بروسيا، 9 يونيو 2023 (رويترز)

ففي وقت سابق من هذا العام، نفى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بشكل مباشر إعلان الكرملين أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستستضيف تدريبات هذا العام في أرمينيا. كما رفض إرسال قوات للمشاركة في تلك التدريبات التي أجريت في نهاية المطاف في بيلاروسيا في وقت سابق هذا الشهر. حتى إن رئيس الوزراء الأرميني قال مؤخراً إن أرمينيا ارتكبت «خطأ استراتيجياً» باختيارها الاعتماد على روسيا وحدها لضمان أمنها.

وسبق لباشينيان أن قال في يناير (كانون الثاني)، مع تزايد التوترات بين يريفان وموسكو: «نحن لا ننتقد قوات حفظ السلام الروسية (في كاراباخ)، لكننا نعرب عن قلقنا بشأن أنشطتها، وهذا القلق له جذور طويلة الأمد».

ومنذ ذلك الحين، وصلت العلاقة بين الحليفين التقليديين إلى أدنى مستوى تاريخي، حيث قام باشينيان بعدة تحركات توضيحية، منتقداً ومبعداً بلاده عن روسيا أثناء محاولته مغازلة النفوذ في الغرب، وفق تقرير أصدرته الأربعاء صحيفة «غارديان» البريطانية.

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتلقى زهوراً من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع في يريفان بأرمينيا في 18 سبتمبر 2022 (رويترز)

موسكو تتراجع عن دعم يريفان

عندما شنّت أذربيجان هجومها الثلاثاء على المنطقة الانفصالية الجبلية، أوضحت موسكو أن قواتها ليس لديها أي نية لمنع باكو من قصفها، بحسب تقرير صحيفة «غارديان».

ووفق صحيفة «غارديان»، فإن تقاعس روسيا في ناغورنو كاراباخ ليس جديداً. وبسبب انشغالها بحربها في أوكرانيا، لم تتحرك موسكو في الغالب عندما أنشأت أذربيجان نقطة تفتيش أمنية جديدة على طول ممر لاتشين في الربيع الماضي (الذي يصل إقليم ناغورني كاراباخ بأرمينيا)، ما أدى إلى قطع تدفق الأشخاص والبضائع بين أرمينيا والإقليم الانفصالي.

ولم تتمكن الوحدة الروسية المنتشرة في ناغورنو كاراباخ بعد وقف إطلاق النار عام 2020 من منع الأعمال العسكرية الأذربيجانية، بحسب تقرير «لوفيغارو»، ولا منع باكو من فرض حصارها على ممر لاتشين.

منظر يظهر نقطة تفتيش أذربيجانية عند مدخل ممر لاتشين، وهو الرابط البري الوحيد لمنطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية التي يسكنها الأرمن مع أرمينيا، 30 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

«بالنسبة للأرمن، تظل روسيا حليفاً فشل مرتين على التوالي (في حماية أرمينيا)»، يقول ثورنيك غوردادزي، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس والمتخصص في شؤون القوقاز.

هذه هي المرة الثانية خلال 3 سنوات، التي تتخلى فيها روسيا عن أرمينيا الضعيفة، التي اعتمدت على دعمها العسكري. منذ فبراير (شباط) 2022، لم تعد موسكو تبدو قادرة على حماية أحد في المنطقة، حتى فرض نفسها كصانعة للسلام، وفق «لوفيغارو».

ومن خلال التخلي عن أرمينيا للمرة الثانية، تريد موسكو أيضاً «منع أذربيجان من الاقتراب أكثر من اللازم من تركيا»، توضح ماري دومولين، مديرة برنامج أوروبا، التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

متظاهرون يتجمعون لدعم كاراباخ للمطالبة بإعادة فتح ممر لاتشين الذي يربط منطقة ناغورنو كاراباخ بأرمينيا والتنديد بأوضاع الأزمة في المنطقة، في يريفان، في 2 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

أرمينيا تتجه نحو الغرب

في هذا الإطار، اعتبر تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، صدر الثلاثاء، أن اهتمام روسيا في صراع ناغورنو كاراباخ هو للحفاظ على دور موسكو كقوة إقليمية مهيمنة، وليس بالضرورة لضمان السلام. وهذا ما يفسر استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، على الرغم من نشر 2000 جندي حفظ سلام روسي في ناغورنو كاراباخ في أعقاب حرب 2020. وتشعر أرمينيا، الحليف القديم والعضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، بالإحباط بشكل متزايد من موقف موسكو، حيث تراجعت يريفان مؤخراً عن استضافة تدريبات منظمة معاهدة الأمن الجماعي، واختارت بدلاً من ذلك إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة من 11 إلى 20 سبتمبر 2023.

في هذه الصورة المنشورة التي التقطتها وزارة الدفاع الأرمينية، ونشرتها في 11 سبتمبر 2023، يحضر جنود أميركيون حفل افتتاح التدريبات المشتركة بين أرمينيا والولايات المتحدة «إيغل بارتنر 2023» (شريك النسر 2023) في مركز «زار» للتدريب خارج أشتاراك بأرمينيا (أ.ف.ب)

وعلّق نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، على وقت التدريبات المشتركة بين أرمينيا والولايات المتحدة، قائلاً إن التدريبات، التي تشارك فيها أرمينيا، وهي عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (العسكري الموالي لموسكو)، تتعارض مع «روح» الشراكة العسكرية للحلف، بحسب تقرير صدر الأربعاء عن صحيفة «بوليتيكو» الأميركية.

ولا تشير تحركات أرمينيا بالضرورة إلى تحول أوسع نطاقاً بعيداً عن روسيا، لأن الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية بين البلدين متأصلة للغاية. ومع ذلك، فإن هذه التحركات تُظهر أن موقف موسكو في المنطقة أصبح أكثر هشاشة. ولم تؤدِ حرب روسيا في أوكرانيا إلى تركيز الغالبية العظمى من القوات العسكرية الروسية في أوكرانيا فحسب، بل شكلت أيضاً تحدياً للموقف الدبلوماسي لموسكو، الذي يتطلع إلى الحفاظ على الوضع الراهن في كاراباخ بشروطه الخاصة، وفق تقرير «فورين بوليسي».

ممثلون للمجتمع الأرميني في ناغورنو كاراباخ ولحكومة أذربيجان وممثل عن فرقة حفظ السلام الروسية يحضرون محادثات السلام في مدينة يفلاخ الأذربيجانية، الخميس 21 سبتمبر 2023 (أ.ب)

توتر العلاقات الروسية الأرمينية

أدى الابتعاد عن موسكو من جانب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الذي حاول منذ تخلي روسيا عن أرمينيا عام 2020، أن ينوع تحالفاته من خلال الاقتراب من الغرب، إلى إثارة سخط الكرملين. فإضافة إلى مشاركة أرمينيا في مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة، قدمت أيضاً مساعدات إنسانية إلى كييف، حيث زارتها السيدة الأرمينية الأولى، ما زاد من إرسال الإشارات المزعجة تجاه موسكو، وفق «لوفيغارو».

يقول تيغران غريغوريان، الخبير السياسي المقيم في يريفان، لصحيفة «موسكو تايمز» (صحيفة روسية تصدر من أمستردام)، في تقرير نُشر الثلاثاء، إن اندلاع القتال بين أذربيجان وإقليم ناغورني كاراباخ (المدعوم من أرمينيا) جاء في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقات بين أرمينيا وروسيا، التي من المفترض أن تعمل كضامن أمني، أكثر توتراً في الأسابيع الأخيرة.

أحد أفراد قوات حفظ السلام الروسية يقف بجوار دبابة بالقرب من الحدود مع أرمينيا، بعد توقيع اتفاق لإنهاء الصراع العسكري بين أذربيجان والقوات المنتمية للعرقية الأرمينية، في منطقة ناغورنو كاراباخ، 10 نوفمبر 2020 (رويترز)

واعتبر غريغوريان أنه «بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لم تتمكن موسكو من الوفاء بالتزاماتها، والآن تبنت بعض مواقف الجانب الأذربيجاني من الصراع».

وأضاف: «يبدو أن روسيا وأذربيجان لديهما علاقات أوثق الآن من أرمينيا وروسيا... العلاقات بين يريفان وموسكو تتدهور منذ فترة».

وسبق لرئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، أن قال في يناير، مع تزايد التوترات بين يريفان وموسكو: «نحن لا ننتقد قوات حفظ السلام الروسية (في كاراباخ)، لكننا نعرب عن قلقنا بشأن أنشطتها، وهذا القلق له جذور طويلة الأمد».

ومنذ ذلك الحين، وصلت العلاقة بين الحليفين التقليديين الروسي والأرميني إلى أدنى مستوى تاريخي، حيث قام باشينيان بعدة تحركات توضيحية منتقداً ومبعداً بلاده عن روسيا أثناء محاولته مغازلة النفوذ في الغرب.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو مقدم من الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية تظهر مدنيين يصلون إلى معسكر قوات حفظ السلام الروسية بالقرب من ستيباناكيرت في ناغورنو كاراباخ، 21 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

مواقف الكرملين من أحداث كاراباخ

نقلت صحيفة «غارديان» عن رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، أندريه كارتابولوف، قوله يوم الثلاثاء، بعد بدء هجوم أذربيجان على ناغورنو كاراباخ، في بيان ردده مسؤولون روس آخرون خلال النهار: «طالما أن قوات حفظ السلام (الروسية في ناغورنو كاراباخ) نفسها ليست مهددة بأي شيء، فليس لها الحق في استخدام الأسلحة (لصد قوات أذربيجان)».

حتى إن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بدا وكأنه يوافق ضمنياً على تصرفات باكو، قائلاً إن أذربيجان تتصرف «على أراضيها».

متظاهرون أرمن يتجمعون خلال احتجاج على تعامل حكومة بلادهم مع الوضع في منطقة ناغورنو كاراباخ... خارج المبنى الحكومي في وسط يريفان بأرمينيا، 20 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

وعزا خبراء سلبية موسكو تجاه أرمينيا إلى الكراهية الشخصية التي يكنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان كزعيم وصل إلى السلطة في أرمينيا على موجة الثورة. وقال فلاديمير باستوخوف من جامعة كوليدج لندن: «تأمل موسكو في حدوث ثورة مضادة سريعة في يريفان، وتفترض أن الهزيمة (للانفصاليين الأرمن) في كاراباخ ستعجّل بها»، حسبما أفادت صحيفة «بوليتيكو».

وتقول ماري دومولين، المتخصصة في المجلس الأوروبي لصحيفة «لوفيغارو» في هذا السياق: «لم يشعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالودّ تجاه رئيس الوزراء الأرميني باشينيان، الذي وصل إلى السلطة بعد ثورة. بعد حرب 2020 (بين أذربيجان وأرمينيا) كان بوتين بحاجة إلى باشينيان لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الموقّع بين باكو ويريفان وموسكو). اليوم يفضل بوتين حكومة جديدة أكثر تأييداً لروسيا في يريفان».

وتفضل موسكو، بحسب تقرير «لوفيغارو»، حلاً لأرمينيا على النمط الجورجي، من خلال اكتساب الكرملين سلطة في يريفان موالية لروسيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في مؤتمر عبر الفيديو مع مجموعة من المعلمين الحائزين على جوائز في مقر ولاية نوفو - أوغاريوفو خارج موسكو بروسيا، في 5 أكتوبر 2022 (رويترز)

الإعلام الروسي وتطورات الثلاثاء

سارع النقاد والشخصيات الإعلامية الموالية للكرملين إلى تضخيم أحداث يوم الثلاثاء في كاراباخ لصالح موسكو، وألقوا اللوم على رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بسبب «تملقه للغرب». ووصفت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير محطة «آر تي» الروسية الحكومية، التصعيد بأنه «مأساوي ويائس ومتوقع»، وقارنت باشينيان بيهوذا.

وكتبت سيمونيان على «تلغرام»: «باشينيان يطالب قوات حفظ السلام الروسية بالدفاع عن كاراباخ. ماذا عن الناتو؟».

وكتب المحلل السياسي الموالي للكرملين سيرغي ماركوف على «تلغرام»: «لقد خانت القيادة الأرمينية روسيا منذ فترة طويلة. أصدقاء أرمينيا الرئيسيون الآن هم أعداء روسيا؛ فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».

امرأة تحمل علم كاراباخ بينما يشارك جمع في مسيرة في يريفان بأرمينيا في 21 سبتمبر 2023 في أعقاب العمليات العسكرية الأذربيجانية ضد القوات الانفصالية الأرمينية في ناغورنو كاراباخ (أ.ف.ب)

تهديد لروسيا ومخاطر تطهير عرقي

اعتبر ثورنيك غوردادزي، أستاذ العلوم السياسية بباريس والمتخصص في القوقاز، أن الأذربيجانيين، الذين هم في موقع قوة الآن، قد يحاولون «طرد الروس من كاراباخ» (كقوة حفظ سلام). وإذا نجحوا في هذا الأمر، سيكون ذلك بمثابة نموذج للمناطق الانفصالية الأخرى في المنطقة حيث توجد قوات روسية، مثل أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا، حتى ترانسنيستريا، وذلك من خلال إعطاء الأولوية للسيادة الكاملة على الأراضي، لدولة تضم أقلية انفصالية، وهذا إذا حصل فلن يكون في صالح موسكو.

ويخلق هجوم باكو الخاطف معادلة جيوسياسية معقدة، على الأقل كما كانت من قبل. كما أن خطر التطهير العرقي للأرمن في ناغورنو كاراباخ لم يختفِ مع استسلام الانفصاليين. وإذا قررت باكو مواصلة هجومها، فقد تتواجه أذربيجان وأرمينيا وجهاً لوجه. ومن خلال تحدي الحدود المعترف بها دولياً في أوكرانيا، فتح النظام الروسي الباب أمام كل أنواع الخلافات. منذ فبراير 2022، اهتزت جميع جدران البيت الروسي (السوفياتي) القديم، وفق تقرير صحيفة «لوفيغارو».


مقالات ذات صلة

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي يحث القوات الأوكرانية على المبادرة في القتال

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال، في الوقت الذي يبدو فيه أن روسيا تستحوذ على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم عنصر في الجيش الأوكراني في لواء المدفعية الخامس والخمسين يحمل قذيفة لمدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز «قيصر» قبل إطلاق النار على القوات الروسية، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا، بالقرب من بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك، أوكرانيا في 31 مايو 2023 (رويترز)

روسيا تعوّل على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا... وتترقّب فُرص مكاسب ميدانية

في حين بلغت المساعدات الغربية لأوكرانيا أدنى مستوى لها منذ الاجتياح الروسي في فبراير 2022، تترقب روسيا فرصتها في محاولة لتحقيق انتصارات في الميدان الأوكراني.

شادي عبد الساتر (بيروت)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

مستشار ألمانيا يتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا بالمال والسلاح

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تحليل إخباري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

تحليل إخباري حرب غزّة... وحصاد بوتين

يمكن الجزم بأن حرب غزة تفرض الكثير من التحديات لأوكرانيا التي صبّت جهدها منذ الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022 على نيل دعم المجتمع الدولي.

أنطوان الحاج (بيروت)

بوتين يتقدم... على طريق القياصرة


بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يتقدم... على طريق القياصرة


بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

لم يحمل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه الترشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل جديداً بالنسبة إلى الداخل الروسي أو إلى العالم. فقد وضعت التوقعات هذا السيناريو منذ أن تم إقرار التعديلات الدستورية عام 2020، التي «صفّرت العداد» بالنسبة إلى فترات حكم بوتين، وفتحت أمامه المجال عملياً للبقاء على سدة الحكم «مدى الحياة».

الرئيس الذي يبلغ حالياً من العمر 71 سنة، والذي قاد البلاد بشكل مباشر منذ عام 2000، بما في ذلك خلال تولي نائبه السابق ديمتري مدفيديف منصب الرئاسة بين عامي 2008 و2012، سيكون قادراً على أن يتربع على عرش الكرملين حتى عام 2036 في ولايتين «جديدتين»، تستمر كل منهما 6 سنوات وفقاً للتعديل الدستوري.

وبذلك يستعد «زعيم الأمة» الروسية المعاصرة، كما يحلو لأنصاره أن يطلقوا عليه، لأن يدخل التاريخ إلى جانب القياصرة الذين عمّروا في الحكم طويلاً.

وانشغل في «استعادة أمجاد» الدولة. ومع ابتعاده تدريجياً خلال السنوات الأخيرة عن امتداح الدولة السوفياتية، فإن المقاربات التي يجريها أنصار بوتين حالياً تقوم على مقارنة عهده بكبار الزعماء الذين تربعوا على العرش طويلاً، من إيفان العظيم الذي تربع 43 سنة على العرش، إلى فاسيلي الثالث الذي قضى نحو ثلاثة عقود في السلطة.


زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)

بسبب المخاطر التي قد تواجهها حزمة مساعدات طارئة لكييف في الكونغرس الأميركي والتي تتزامن مع تقارير حول استحواذ روسيا على مزيد من الأراضي في شرق لأوكرانيا بعد تعثر الهجوم المضاد وازدياد المصاعب على الجبهة في فصل الشتاء، حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يناقش العمليات العسكرية مع القادة العسكريين وتأثير نقص السلاح على المعركة مع روسيا (أ.ب)

وعرقل الجمهوريون في الكونغرس الأميركي الأسبوع الحالي مشروع قانون رئيسي كان من شأنه أن يوفر مساعدة لأوكرانيا بقيمة 66 مليار دولار، مطالبين بأن تشدد الإدارة الأميركية الإجراءات الحدودية في جنوب الولايات المتحدة ضد مهاجري أميركا اللاتينية.

وقال زيلينسكي في وقت متأخر ليلة الجمعة في خطابه الدوري للأمة: «مهمة بلادنا - حتى الآن في الشتاء بغض النظر مدى الصعوبة التي قد تكون عليها - هى إظهار القوة وألا ندع العدو يأخذ زمام المبادرة وألا ندعهم يتحصنون»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

زيلينسكي طالب بمزيد من الأسلحة قبل حلول فصل الشتاء (إ.ب.أ)

وتابع: «نواصل عمل سياستنا الخارجية النشط لجلب المكاسب لأوكرانيا في الدفاع والتمويل الكلي والقوة السياسية والتحفيزية»، مضيفاً أنه التقى كبار قادته لمعرفة آخر مستجدات المعارك، الجمعة. وقال زيلينسكي: «أي شخص يدافع عن الحرية يحتاج لأن يشعر بأنه ليس بمفرده... يجب أن يتحد العالم الحر».

بينما ذكرت وزارة التجارة الأميركية، الجمعة، أن حكومتي أميركا وأوكرانيا تعتزمان العمل معاً من كثب، حول إنتاج أسلحة، لـ«دعم حرب أوكرانيا من أجل الحرية والأمن». وأفاد بيان صحافي بأن الدولتين وقّعتا على بيان نيات، بشأن «الإنتاج المشترك وتبادل البيانات الفنية». ويتعين أن يغطي الاتفاق الاحتياجات العاجلة للجيش الأوكراني، في مجالات أنظمة الدفاع الجوي والإصلاح والصيانة بالإضافة إلى إنتاج ذخائر.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وتأتي الصفقة نتيجة لمؤتمر، عُقد في واشنطن، هذا الأسبوع، حضره أكثر من 300 ممثل عن الصناعة والحكومة الأميركية والأوكرانية. وذكرت وزارة التجارة أن أميركا شكَّلت أيضاً فريقاً يضم وزارات الخارجية والدفاع والتجارة، لدعم الصناعة والشركاء الآخرين، الذين يسعون للحصول على إرشادات بشأن الصفقات المحتملة، بالإضافة إلى متطلبات التصدير لصناعة الدفاع الأوكرانية.

وتزود واشنطن وشركاء في مجال الصناعة أوكرانيا ببيانات فنية لتحسين أنظمة الدفاع الجوي القديمة في البلاد بذخائر غربية، وفق الوزارة.

يُذكر أن الولايات المتحدة أكبر دولة داعمة لأوكرانيا؛ حيث قدّمت مساعدات أمنية بأكثر من 40 مليار دولار لتمكينها من التصدي للغزو الروسي منذ فبراير (شباط) 2022.

وقالت سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا إن بلادها سوف تواجه «خطراً مميتاً» حال تراجع الغرب عن تقديم الدعم المالي للتصدي للقوات الروسية.

وقالت زيلينسكا إن الشعب في بلادها سوف يُترك للموت حال سئم العالم تقديم المساعدات، وذلك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في وقت تضغط فيه بريطانيا على الجمهوريين بأميركا للموافقة على إرسال مساعدات لكييف.

زيلينسكي خلال زيارة إلى مجلس الشيوخ في 21 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وخلال زيارته للولايات المتحدة، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الجمهوريين هناك من أن التوقف عن تقديم دعم مالي جديد سوف يكون «هدية عيد الميلاد» (الكريسماس) للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

ويتصاعد قلق الحلفاء في الغرب إزاء الدعم بالغ الأهمية لأوكرانيا كي تواصل التصدي للغزو الروسي، وسط إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وفي معرض حديث لبرنامج «صنداي» السياسي على شبكة «بي بي سي» قالت زيلينسكا: «نحن نحتاج حقاً للمساعدة. وبكلمات بسيطة لا يمكننا أن نسأم من هذا الوضع، لأنه إذا سئمنا فسنموت». وأضافت: «وببساطة، إذا سئم العالم، فسوف يتركنا نموت».

وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتز باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية. وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الاتحادي لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، قال شولتز في برلين، السبت، إن ألمانيا ستواصل مساعدة أوكرانيا بالمال والسلاح.

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال شولتز إنه «لا ينبغي، ولا يجوز له، أن يتوقع أننا سنتراخى».

وأعرب المستشار الألماني عن اعتقاده أنه يجب على بلاده أن تكون قادرة على استئناف المساعدات، وربما تقديم شيء أكبر، مشيراً إلى أنه سيتخذ قرارات «من شأنها أن تبقي علينا في وضع يسمح لنا بمواصلة القيام بهذا».

وتعد ألمانيا حالياً ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقد وردت ألمانيا أسلحة بكم كبير إلى أوكرانيا، ومن بينها دبابات قتالية وقطع مدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي.

نددت أوكرانيا بشدة، السبت، بالخطط الروسية لإجراء انتخابات رئاسية في الربيع المقبل على الأراضي التي تحتلها موسكو، ووصفتها بأنها «لاغية وباطلة»، وتعهدت بمقاضاة أي مراقبين يرسلون لمراقبتها. وقرر مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى بالبرلمان، قبل أيام إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في مارس (آذار) المقبل، وقالت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو إن السكان في 4 مناطق أوكرانية محتلة سيتمكنون من التصويت لأول مرة في الانتخابات.

وأعلنت روسيا ضم مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون في شرق وجنوب أوكرانيا خلال استفتاءات أجريت العام الماضي، ورفضتها كييف والغرب ووصفاها بأنها صورية. ومع ذلك، لا تسيطر روسيا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع. كما استولت موسكو على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014.

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكسندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، كما نقلت عنها «رويترز»: «ندعو المجتمع الدولي إلى التنديد بحزم باعتزام روسيا إجراء انتخابات رئاسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، وفرض عقوبات على المشاركين في تنظيمها وسير أعمالها». كما حذرت الدول من إرسال مراقبين إلى «الانتخابات الزائفة»، قائلة إن المخالفين «سيواجهون مسؤولية جنائية».

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو (يمين) مع الرئيس فلاديمير بوتين وقائد الجيش فاليري غيراسيموف (أ.ف.ب)

وقالت الوزارة: «أي انتخابات تجري في روسيا لا علاقة لها بالديمقراطية. إنها مجرد أداة لإبقاء النظام الروسي في السلطة». وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، ترشحه للرئاسة مجدداً، في خطوة من المتوقع أن تبقيه في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.

على الصعيد الميداني، قالت السلطات الأوكرانية، السبت، إن مدنياً قُتل، وأصيب آخر بعد أن أسقطت قوات روسية عبوة ناسفة من طائرة مسيرة على بلدة في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا. وفتح ممثلو ادعاء تحقيقاً في جرائم حرب بشأن الحادث الذي وقع الساعة العاشرة صباحاً تقريباً في بلدة بيريسلاف. وقالت السلطات إن القتيل والمصاب كانا يسيران في الشارع وقت الهجوم. تشن القوات الروسية هجمات بشكل متكرر على الجزء الغربي من منطقة خيرسون، خصوصاً عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، منذ انسحابها عبر نهر دنيبرو أواخر العام الماضي.


بوتين يستعد لتسجيل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يستعد لتسجيل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

لم يحمل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه الترشح لولاية رئاسية جديدة، في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل، جديداً بالنسبة إلى الداخل الروسي أو إلى العالم. كل التوقعات كانت قد وضعت هذا السيناريو منذ أن تم إقرار التعديلات الدستورية في عام 2020، التي «صفّرت العداد» بالنسبة إلى فترات حكم بوتين، وفتحت أمامه المجال عملياً للبقاء على سدة الحكم «مدى الحياة».

والرئيس الذي يبلغ حالياً من العمر 71 سنة، والذي قاد البلاد بشكل مباشر منذ عام 2000، بما في ذلك خلال تولي نائبه السابق ديمتري مدفيديف منصب الرئاسة بين عامي 2008 و2012، سيكون قادراً على أن يتربع على عرش الكرملين حتى عام 2036 في ولايتين «جديدتين»، تستمر كل منهما 6 سنوات وفقاً للتعديل الدستوري.

«زعيم الأمة الروسية»

وعلى الرغم من ازدياد التقارير الغربية عن إصابة بوتين بأمراض متنوعة قد تعرقل طموحاته في إمساك دفة القيادة لفترة طويلة مقبلة، لكن لم تظهر في روسيا أي مؤشرات إلى صحة تلك التقارير. والرئيس «الرياضي» منذ نعومة أظفاره، والملتزم تماماً بتعليمات أطبائه، يبدو في حال صحية تسمح له بـ«تكرار خوض الانتخابات لمرات عدة» كما يؤكد أنصاره.

يستعد «زعيم الأمة» الروسية المعاصرة، كما يحلو لأنصاره أن يطلقوا عليه، لأن يدخل التاريخ إلى جانب القياصرة الذين عمروا في الحكم طويلاً. للأمر هنا جانبان، فإلى جانب نجاحه مثل القياصرة الكبار في ترسيخ استقرار سياسي لعقود، بفضل إصلاحات داخلية ترافقت مع استخدام القبضة الفولاذية ضد الخصوم ما جعل فترة حكمه مديدة، انشغل أيضاً في «استعادة أمجاد» الدولة القوية التي «قد لا يحبها الآخرون كثيراً لكنهم، بالتأكيد سوف يرهبونها»، وفقاً لتعبير متداول بكثرة حالياً.

حلم بوتين دائماً في أن يكتب التاريخ اسمه في صفحات صانعي إنجازات تاريخية، مثل بطرس الأكبر باني الإمبراطورية الروسية، أو يكاترينا الثانية صاحبة الفضل في توسيع أرجاء الملك وهزيمة الأعداء «التاريخيين» للدولة الروسية.

عرش القياصرة

لطالما كرر الزعيم المتربع على عرش القياصرة عبارات أو استشهادات بأقوال أو أفعال أسلافه على العرش. ومع ابتعاده تدريجياً خلال السنوات الأخيرة عن امتداح الدولة السوفياتية، بل وتحوله إلى توجيه انتقادات مريرة ضدها في مواقع عدة، فإن المقاربات التي يجريها أنصاره حالياً تقوم على مقارنة عهده بكبار الزعماء الذين تربعوا على العرش طويلاً، من إيفان العظيم الذي تربع 43 سنة على العرش، إلى فاسيلي الثالث الذي قضى نحو ثلاثة عقود في السلطة، وصولاً إلى حكم إيفان الرهيب الذي قاد البلاد بقبضة من حديد ونار لأربعة عقود، قبل أن يخلفه أليكسي الأول الذي تولى الحكم وهو طفل رضيع.

بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو (يسار) يتجهان لمتابعة تدريب عسكري في لينينغراد في مارس 2014 (أ.ف.ب)

يشبه بعض الخبراء، عهد بوتين خلال ربع قرن تقريباً من حكمه بتلك العهود، لجهة أن الرئيس الذي واجه وضعاً داخلياً منهاراً وقاد بلداً على حافة التفكك سرعان ما رسم ملامح سياسة داخلية صارمة، وقاد رزمة إصلاحات اجتماعية وسياسية وأعاد ترتيب هيكل الحكم ليمسك كل مفاتيح القرار بيده. وهو في كل هذا كرر سياسات أسلافه من القياصرة. كما أن اعتماده على القوة العسكرية شكلت أمتدادا أيضاً لذلك النهج.

ومع مواجهته في بداية حكمه حرباً داخلية بقوة وصرامة، فهو خاض طوال سنوات حكمه حتى الآن مواجهات خارجية ضارية توسعت خلالها حدود سيطرة روسيا، بدأت في جورجيا عام 2008 ولم تنتهِ بعد في أوكرانيا.

تاريخ من التوسع الجغرافي... والسياسي

وللمقارنات، فقد انشغل إيفان الثالث (العظيم) بتوسيع أراضي روسيا، وازدادت في عهده مساحة دولة موسكو من 400 ألف كيلومتر مربع إلى ما يزيد على مليوني كيلومتر مربع. وكان إيفان الثالث يضم الأراضي إلى دولته من خلال اتباع طرق دبلوماسية ماهرة وشراء الأراضي أو عبر الاستحواذ عليها باستخدام القوة. وتم في عهده اعتماد شعار الدولة المعروف حتى اليوم، وهو عبارة عن نسر ذي رأسين، الأمر الذي كان يعني آنذاك أن موسكو تعتبر نفسها روما الثالثة، أو بالأحرى وارثة للقسطنطينية الساقطة وروما المهدمة، على حد تعبير فيلوفيه الراهب من مدينة بيسكوف.

أما إيفان الرابع، المعروف باسم إيفان الرهيب، فقد اتبع سياسة توسعية خرجت عن حدود محيط موسكو، كانت تهدف إلى السيطرة بين بحر البلطيق وبحر قزوين. ولذلك خاض القيصر حروباً توسعت بنتيجتها روسيا، لتصبح إمبراطورية مترامية الأطراف. وضم كازان بقوة عسكرية طاغية، وتمكن من احتلال أستراخان، وأصبح بذلك نهر الفولغا قناة روسية بحتة تسهل الوصول إلى بحر قزوين، ومهدت الطريق للاحتلال الروسي إلى ما خلف الأورال.

بوتين مخاطباً مواطنيه خلال احتفال في الساحة الحمراء بضمّ 4 مناطق أوكرانية في سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

وكان هدف إيفان الرهيب العسكري الرئيسي حُكم بولندا والسويد، وإقامة علاقات مع أوروبا، لكنه فشل في حروبه مع بلدان أوروبا، خاصة ليتوانيا وبولندا.

أما المرحلة الثانية التي ألهمت بوتين كثيراً، فهي تمثلت في عهد بطرس الأكبر الذي حكم البلاد 36 سنة، حوّل خلالها القيصرية الروسية إلى إمبراطورية مترامية الأطراف، وباتت تعد إحدى أهم القوى على مستوى أوروبا. وهو مؤسس مدينة سان بطرسبرغ، التي ظلت عاصمةً لروسيا على مدى أكثر من قرنين.

انتهج بطرس الأكبر سياسة ثقافية جديدة للدولة، وأراد تغيير أذواق الروس وتعريفهم بالتراث الثقافي الأوروبي، إذ أمر رجال حاشيته ومستشاريه بأن يحلقوا لحاهم، فامتعضوا كثيراً لأن اللحية كانت «مقدسة» لديهم. فطلب اثنين من الحلاقين وراح يقص اللحى بنفسه، كما أمر نساء الحاشية بتقصير أثوابهن. وقد أقام بطرس الأكبر للمرة الأولى تجارة روسيا مع منطقتي آسيا الوسطى والدولة الفارسية، منفتحاً على الحدود الجنوبية ومنطقة القوقاز التي سرعان ما دخلت أجزاء منها تحت سلطة القياصرة، طوعاً أو عبر التوسع العسكري.

المفارقة أن بطرس الأكبر بينما كان يقاتل في غرب البلاد إمبراطورية السويد، ويتوسع جغرافياً في المناطق الذي باتت أوكرانيا الحديثة حالياً، انفتح على أوروبا لتطوير دولته، وأدخل كثيراً من الفنون الغربية والأساليب المعمارية إلى البلاد. كما زار إنجلترا وهولندا عندما كان شاباً، وكان يتنكر أحياناً ويعمل في بناء السفن، فأسس جيشاً حديثاً وبنى أسطولاً بحرياً عظيماً لروسيا.

حقائق

الجيش والأسطول

إحدى العبارات الأكثر تردداً في عهد بوتين، وتعود إلى الإمبراطور ألكسندر الثالث الذي قال إن لروسيا «حليفين فقط، هما الجيش والأسطول».

وبين القياصرة الأطول عمراً في الحكم، الذين ألهموا بوتين كثيراً الإمبراطورة يكاترينا الثانية، التي حكمت البلاد 33 سنة قضتها في توسيع حُدود إمبراطوريَّتها والسيطرة على المزيد من الأراضي المُجاورة، بِالطُرق العسكريَّة تارةً وبِالدبلوماسيَّة تارةً أُخرى.

تمثال الإمبراطورة يكاترينا الثانية في بوشكين بروسيا (شاترستوك)

وتمكَّنت كاترين الثانية من سحق خانيَة القرم المُسلمة المُوالية لِلدولة العُثمانيَة وألحقت القرم للمرة الأولى بسلطة الدولة الروسية، كما شجَّعت الحركات الثوريَّة في البلقان ضدَّ العُثمانيين ودعمت بعض الوُلاة العاصين في المشرق، مثل علي بك الكبير والي مصر وظاهر العمر والي صيدا، وقد وصلت جيوشها إلى بيروت للمرة الأولى في تاريخ روسيا.

أمَّا في الشرق، فقد شرع الروس في عهدها باستيطان آلاسكا، مُؤسسين بِذلك إقليم «أميركا الروسيَّة»، وهو الإقليم الذي ظل عملياً تحت سيطرة روسيا حتى عام 1867 عندما «باعه» الإمبراطور ألكسندر الثالث إلى الأميركيين بمبلغ 7.2 مليون دولار.

وهذا الإمبراطور هو صاحب العبارة الشهيرة بأن لروسيا «حليفين فقط، هما الجيش والأسطول»، وهي العبارة الأكثر تردداً في عهد بوتين. لكن من مفارقات التاريخ أن صاحب العبارة خاض أقل قدر من الحروب الخارجية، حتى سمي في التاريخ «صانع السلام».


زيلينسكي يحث القوات الأوكرانية على المبادرة في القتال

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يحث القوات الأوكرانية على المبادرة في القتال

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال، في الوقت الذي يبدو فيه أن روسيا تستحوذ على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، ونظراً لأن تصويتاً في الكونغرس الأميركي بشأن مساعدات طارئة لكييف محفوف بالمخاطر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وقال زيلينسكي في وقت متأخر، ليلة الجمعة، في خطابه الدوري للأمة: «مهمة بلادنا - حتى الآن في الشتاء بغض النظر عن مدى الصعوبة التي قد تكون عليها - هي إظهار القوة، وألا ندع العدو يأخذ زمام المبادرة، وألا ندعهم يتحصنون»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يزور الجنود على خط المواجهة في منطقة خاركيف (د.ب.أ)

وتابع: «نواصل عمل سياستنا الخارجية النشط لجلب المكاسب لأوكرانيا في الدفاع والتمويل الكلي والقوة السياسية والتحفيزية»، مضيفاً أنه التقى كبار قادته لمعرفة آخر مستجدات المعارك، الجمعة.

ومنع الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي مساعدة لأوكرانيا بقيمة 66 مليار دولار، مطالبين بأن تشدد الإدارة الأميركية الإجراءات الحدودية في جنوب الولايات المتحدة ضد مهاجري أميركا اللاتينية.

وقال زيلينسكي: «أي شخص يدافع عن الحرية يحتاج لأن يشعر بأنه ليس بمفرده... يجب أن يتحد العالم الحر».


مستشار ألمانيا يتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا بالمال والسلاح

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
TT

مستشار ألمانيا يتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا بالمال والسلاح

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الاتحادي لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، قال شولتس في برلين، اليوم (السبت)، إن ألمانيا ستواصل مساعدة أوكرانيا بالمال والسلاح.

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال شولتس إنه «لا ينبغي، ولا يجوز له، أن يتوقع أننا سنتراخى».

وأعرب المستشار الألماني عن اعتقاده أنه يجب على بلاده أن تكون قادرة على استئناف المساعدات، وربما تقديم شيء أكبر، مشيراً إلى أنه سيتخذ قرارات «من شأنها أن تبقي علينا في وضع يسمح لنا بمواصلة القيام بهذا».

وتعد ألمانيا حالياً ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقد ورّدت ألمانيا أسلحة بكمّ كبير إلى أوكرانيا، ومن بينها دبابات قتالية وقطع مدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي.


أذربيجان أمّنت «التوافق» لاستضافة مؤتمر المناخ في 2024

شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)
شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)
TT

أذربيجان أمّنت «التوافق» لاستضافة مؤتمر المناخ في 2024

شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)
شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)

أعلن وزير البيئة الأذربيجاني اليوم (السبت) في دبي خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ أن الطريق بات مفتوحاً أمام بلاده لتنظيم النسخة التاسعة والعشرين من المؤتمر في عام 2024، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال مختار باباييف في كلمة ألقاها أمام مؤتمر المناخ الثامن والعشرين «يسرني أن أعلن أن هناك توافقاً عاماً حول ترشيح أذربيجان لاستضافة مؤتمر (كوب29)».

وأضاف «نعرب عن خالص امتناننا للتأييد الذي عبرت عنه كافة الدول ولا سيما دول أوروبا الشرقية والإمارات، الدولة المضيفة. ونحن نتعهد بالعمل على نحو يشمل الجميع وأن نتعاون مع الجميع من أجل نجاح مؤتمر (كوب29)».

أزيلت العقبة من أمام تولي الدولة المنتجة للنفط رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ بعد إعلان أرمينيا تأييدها تنظيم أذربيجان له.

أصدرت الدولتان القوقازيتان اللتان خاضتا حربهما الأخيرة عام 2020 وما زالت حدودهما تشهد حوادث مسلحة، بياناً مشتركاً الخميس أعلنتا فيه أن أرمينيا تسحب ترشيحها لتنظيم مؤتمر الأطراف المقبل وتؤيد ترشيح أذربيجان، بعد أن عطل ترشُّح البلدين التقدم في العملية.

تُنظم مؤتمرات الأطراف كل عام في منطقة إقليمية مختلفة. لهذا العام، اختارت آسيا دولة الإمارات، والعام المقبل هو دور أوروبا الشرقية التي يتعين على دولها أن تتفق فيما بينها، وفقا لإجراءات الأمم المتحدة. وعارضت روسيا اختيار بلغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي.

وصباح الجمعة، أعلنت بلغاريا سحب ترشيحها «بحسن نية».

ويتعين خلال المؤتمر الحالي الذي يُختتم الثلاثاء الموافقة على تنظيم أذربيجان مؤتمر العام المقبل.


الاتحاد الأوروبي يتفق على قواعد أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يتفق على قواعد أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)

سيتم تطبيق قواعد أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي في المستقبل، حيث اتفق مفاوضون من البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء على قانون جديد مساء أمس (الجمعة) بعد مفاوضات طويلة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ووصف البرلمان الأوروبي القانون بأنه أول قانون من نوعه في العالم.

ويشير الذكاء الاصطناعي عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات، والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات بحثا عن نتائج مطابقة وتستخلص استنتاجات منها. وهي تستخدم بالفعل في العديد من المجالات، مثل تقييم صور التصوير المقطعي بالكمبيوتر بشكل أسرع وأكثر دقة من الإنسان، وكذلك السيارات ذاتية القيادة وروبوتات الدردشة.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت القانون في أبريل (نيسان) عام 2021.

وبموجب القانون، سيتم تصنيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجموعات خطر مختلفة.

وكلما زاد الخطر المحتمل من أي تطبيق، زادت المتطلبات. ويأمل الاتحاد في أن يتم نسخ هذه القواعد وتطبيقها في جميع أنحاء العالم.

وكانت ألمانيا وفرنسا قد دعتا في السابق إلى تنظيم تطبيقات محددة من الذكاء الاصطناعي، ولكن ليس التكنولوجيا الرئيسية نفسها. ومع ذلك، فإن القواعد المقررة بشأن التعرف على الوجه باستخدام الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال لأغراض الأمن القومي، قد أثارت الجدل.


بتهمة اختلاس أموال للاتحاد الأوروبي... قرار بمحاكمة مارين لوبن في فرنسا

زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)
زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)
TT

بتهمة اختلاس أموال للاتحاد الأوروبي... قرار بمحاكمة مارين لوبن في فرنسا

زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)
زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)

أمر مدَّعون عامون فرنسيون بمحاكمة زعيمة اليمين المتطرف في البلاد، مارين لوبن، بتهمة استخدام أموال «الاتحاد الأوروبي» لتمويل نشاطات حِزبها، وفقاً لما نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستنضم المرشحة الرئاسية السابقة إلى 26 عضواً من حزب التجمع الوطني في قفص الاتهام، حيث يخضع الجميع للمحاكمة بتهمة إعداد مخطط احتيالي للاستيلاء على أموال «الاتحاد الأوروبي» بهدف تمويل توظيف أشخاص في فرنسا.

وأشار التحقيق في قضية الوظائف المزيفة الذي فُتح عام 2015 إلى أن مخطط الوظائف المزيفة بدأ عام 2004، وشارك فيه نواب من حزب الجبهة الوطنية في البرلمان الأوروبي، بينهم لوبن.

ومن بين المتهمين الآخرين جان ماري لوبن، والد مارين والشريك المؤسس لحزب الجبهة الوطنية، أبرز أحزاب فرنسا اليمينية المتطرفة.

والحزب نفسه أيضاً، باعتباره كياناً قانونياً، مشتبَه فيه بتلقّي أموال غير شرعية والتواطؤ في الاحتيال.

ونافست مارين لوبن، الرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات عاميْ 2017 و2022 الرئاسية، ويحتمل أن تخوض السباق الرئاسي مجدداً عام 2027، وقد تزعمت حزبها حتى عام 2021 وتقود الآن تكتلاً برلمانياً.

والتُّهم الموجهة إليها هي الاختلاس والتواطؤ في الاحتيال. واتخذ قرارَ إحالتها على المحاكمة قاضيان من وحدة التحقيق في الجرائم المالية بفرنسا.

ولوبن وأعضاء حزبها متهمون باستخدام أموال البرلمان الأوروبي لدفع رواتب مساعدين عملوا، في الحقيقة، في حزب التجمع الوطني الذي كان يحمل سابقاً اسم «الجبهة الوطنية».

ونفت لوبن، التي استقالت من عضوية البرلمان الأوروبي عام 2017 بعد انتخابها نائبة في البرلمان الفرنسي، هذه الاتهامات.

ويمكن أن تصل عقوبة جرائم الاختلاس والاحتيال إلى السجن لمدة 10 سنوات، ودفع غرامة تصل إلى ضِعف الأموال المختلَسة.

كما يمكن للمحكمة، في حال إدانتها لوبن، أن تقضي بعدم أهليتها لتولّي منصب الرئاسة لمدة 10 سنوات، ما يهدد خطط ترشحها للمرة الرابعة.

وقدَّر برلمان «الاتحاد الأوروبي» عام 2018 قيمة الأموال المختلَسة بـ6.8 مليون يورو، في الفترة بين عاميْ 2009 و2017.


استئناف محادثات الكونغرس لتسوية تمويل أوكرانيا وأمن الحدود

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

استئناف محادثات الكونغرس لتسوية تمويل أوكرانيا وأمن الحدود

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن (أ.ف.ب)

استأنف الديمقراطيون والجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، محادثاتهما للتوصل إلى تسوية تلبي شروطهما، لمواصلة تمويل أوكرانيا وحل أزمة الحدود الجنوبية مع المكسيك.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

ويأتي تجدد المحادثات بعدما فشل المجلس في تمرير مشروع قانون إنفاق طارئ، طلبته إدارة الرئيس جو بايدن بقيمة 111 مليار دولار، لتمويل أوكرانيا وإسرائيل وتايوان وأمن الحدود.

وقالت وسائل إعلام أميركية عدة، إن الحزبين، شكلا «لجنة ثلاثية» مصغرة من أعضاء المجلس، لمناقشة «الأفكار» وعروض الطرفين، بعدما أعلن بايدن عن استعداده لتقديم «تنازلات كبيرة» في قضية أمن الحدود، لحل عقدة المساعدات لأوكرانيا. وأعرب عدد من المشرعين من الحزبين عن تفاؤلهم بالتمكن من توفير مسار جديد للمضي قدما في إقرار «حزمة الأمن القومي»، قبل نهاية العام، أو على الأقل قبل نهاية الشهر المقبل، لإقرارها ضمن مشروع قانون موازنة عام 2024.

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)

تفاؤل بتسوية قريبة

وبدا أن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب بين الحزبين، صارت أكثر احتمالا، مع انفتاح الديمقراطيين على مناقشة سياسات أكثر تشددا في قضية الهجرة وأمن الحدود، وخصوصا من بعض الأعضاء الديمقراطيين الذين يواجهون صعوبات في إعادة تجديد انتخابهم العام المقبل في ولاياتهم. والتقى السيناتور الديمقراطي النافذ، كريس مورفي، السيناتور الجمهوري جايمس لانكفورد، والسيناتور المستقلة كيرستن سينيما، لمناقشة اقتراح جديد من الجمهوريين، على الرغم من استمرار وجود نقاط اختلاف كبيرة بين الطرفين. ونقل عن مساعدين للأعضاء الثلاثة، أنهم سيواصلون المناقشات التي يمكن أن تستمر إلى ما قبل عطلة الأعياد.

زيلينسكي مستقبلاً كاميرون في كييف الشهر الماضي (رويترز)

وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس «منفتح على التسوية بينما يواصل مفاوضو مجلس الشيوخ العمل نحو التوصل إلى حزمة من الحزبين».

ومع تمسك الجمهوريين بعدم تمرير حزمة المساعدات لأوكرانيا، إذا لم يتم تضمين تغييرات كبيرة في سياسة أمن الحدود، في مشروع الموازنة، بدأ بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، بالضغط على البيت الأبيض لتقديم تنازلات جدية في هذا الملف، حيث يواجه بعضهم صعوبات في إقناع ناخبي ولاياتهم بالتخلي عن مطلب تشديد قيود الهجرة، بعدما نجح الجمهوريون في تحويلها إلى قضية انتخابية «لا يمكن الدفاع عنها»، بحسب السيناتور الجمهوري مارك كيلي.

في هذا الوقت، واصلت وزارتا الدفاع والخارجية التأكيد على أهمية دعم أوكرانيا، بالنسبة إلى الأمن القومي الأميركي، والصناعات الأميركية، في محاولة لحث الأميركيين على مواصلة تقديم المساعدات لكييف، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أخيرا، تراجع حماسة الأميركيين لمواصلة هذا المستوى من الدعم.

الصناعة والأمن القومي

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في أعقاب لقائه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن الخميس: «إذا تطلعنا إلى الاستثمارات التي قمنا بها في الدفاع الأوكراني للتعامل مع هذا العدوان، فإن 90 في المائة من المساعدات الأمنية التي قمنا بها، تم إنفاقها بالفعل هنا داخل الولايات المتحدة مع شركاتنا المصنعة». وشدد بلينكن على أن هذا «خلق المزيد من فرص العمل الأميركية، والمزيد من النمو داخل اقتصادنا... بالإضافة إلى أهمية دعم كييف بالنسبة للسياسة العالمية والأمن القومي الأميركي».

بينما حذر وزير الخارجية البريطاني من وقف حزمة المساعدات لأوكرانيا، عادا ذلك بأنه سيكون «هدية عيد الميلاد» للزعيمين الروسي والصيني. وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية أن كاميرون حث الحلفاء على الالتفاف حول أوكرانيا، واصفا الاستجابة إلى هذا بـ«الاختبار الكبير لجيلنا»، وذلك خلال كلمته في مؤتمر أسبن الأمني في واشنطن العاصمة يوم الخميس.

وانتهز كاميرون فرصة زيارته للولايات المتحدة التي تستغرق يومين لوصف الاستجابة على الغزو الروسي بأنه «الاختبار الكبير لجيلنا»، مستشهدا بالصراع الذي اندلع عام 2008 في جورجيا، حيث حذر من أنه إذا انتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «فلن يكون ذلك نهاية المطاف». وحذر وزير الخارجية البريطاني، الذي كان رئيسا للوزراء خلال فترة استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، من أن «حياة الأميركيين» قد تكون معرضة للخطر إذا كان الهدف التالي للرئيس الروسي دولة عضوا في «الناتو».

جانب من المحادثات بين الوفدين الأوكراني والبريطاني في كييف الشهر الماضي (رويترز)

وخلال مؤتمرها الصحافي الخميس، أكدت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، على أن المساعدة الأمنية لأوكرانيا، «هي استثمار ذكي في أمننا القومي لأنها تساعد في منع نشوب حرب أكبر في أوروبا مع تعزيز قاعدتنا الصناعية الدفاعية وخلق وظائف ماهرة للشعب الأميركي هنا في الوطن». وأضافت قائلة: «من دون تمويل إضافي، قد تصل الوزارة قريبا إلى النقطة التي لا يمكنها فيها الحفاظ على المستوى الحالي من دعم المساعدة الأمنية لأوكرانيا»، وشددت على أهمية «أن يوافق الكونغرس على طلب الرئيس التكميلي للأمن القومي لضمان قدرتنا على الاستمرار في دعم أوكرانيا».

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال استقباله نظيره الأوكراني رستم أوميروف في البنتاغون (أ.ف.ب)

وتعد الولايات المتحدة أكبر الداعمين لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، في فبراير (شباط) 2022، وقدمت لها عشرات مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والمدنية والإنسانية. وتسعى إدارة بايدن إلى تقديم مساعدة إضافية بقيمة 60 مليار دولار، للعام المقبل، يعرقلها الجمهوريون لاستخدامها في مساومة سياسية على قضية خلافية داخلية مع الديمقراطيين في عام انتخابي بالغ الأهمية.


فرنسا تدين موافقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية

بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية (أ.ف.ب)
بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تدين موافقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية

بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية (أ.ف.ب)
بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية (أ.ف.ب)

أدانت فرنسا «بشدة» قرار إسرائيل السماح ببناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنات في القدس الشرقية المحتلة، عادّة هذا الأمر يعرّض للخطر «إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل».

وذكّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر، اليوم الجمعة، بأن «الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي». وتابعت: «من خلال الموافقة على مشاريع بناء مستوطنات جديدة، تقوّض الحكومة الإسرائيلية إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلية قابلة للحياة ومتجاورة، وتعرض للخطر أفق حل (قيام) الدولتين، وهو الحل الوحيد القادر على تلبية حق إسرائيل في الأمن والتطلعات المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولة».

وأضافت، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، «ندعو السلطات الإسرائيلية إلى العودة عن هذا القرار».

في قراره رقم 2334 الصادر في عام 2016 جدّد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التأكيد أن «إقامة إسرائيل مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وإرساء سلام شامل وعادل ومستدام».

وتواصل الاستيطان في عهد كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ 1967.

ويقيم نحو 300 ألف فلسطيني و200 ألف إسرائيلي في القدس الشرقية، وفق منظمة «عير عميم» غير الحكومية المناهضة للاستيطان.