تقرير: أرمينيا تبتعد عن روسيا «المتقاعسة عن حمايتها»... وتتجه نحو الغرب

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتلقى زهوراً من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع في يريفان بأرمينيا في 18 سبتمبر 2022 (رويترز)
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتلقى زهوراً من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع في يريفان بأرمينيا في 18 سبتمبر 2022 (رويترز)
TT

تقرير: أرمينيا تبتعد عن روسيا «المتقاعسة عن حمايتها»... وتتجه نحو الغرب

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتلقى زهوراً من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع في يريفان بأرمينيا في 18 سبتمبر 2022 (رويترز)
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتلقى زهوراً من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع في يريفان بأرمينيا في 18 سبتمبر 2022 (رويترز)

.تتجه أرمينيا نحو الغرب حيث لم تعد تشعر بالحماية من قبل حليفتها التقليدية روسيا أمام تهديدات أذربيجان، حسب تقرير نشرته الأحد صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية

في الأيام الأخيرة، أعلنت الحكومة الأرمينية ما لا يقل عن خمسة قرارات تظهر رغبتها في النأي بنفسها عن روسيا، القوة الاستعمارية السابقة و«الشريك الاستراتيجي» الحالي، والضامن الوحيد لأمن أرمينيا منذ عام 1991، لدرجة أن العديد من مراقبي منطقة جنوب القوقاز يتساءلون عما إذا كانت موسكو تخسر أحد أقرب حلفائها في الفضاء السوفياتي السابق، في حين يعلو صوت مروجي البروبغندا الروس متهمين الحكومة الأرمينية بـ«الخيانة».

ففي أسبوع واحد، قامت أرمينيا بما يلي: أعلن رئيس الحكومة نيكول باشينيان أن اعتماد أرمينيا على موسكو كان «خطأ استراتيجياً» (في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية)، وتم استدعاء ممثلها الدائم لدى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي منظمة كحلف «شمال الأطلسي» مصغرة تهيمن عليها موسكو، وتم الإعلان عن التدريبات العسكرية مع الولايات المتحدة في الفترة من 11 إلى 20 سبتمبر (أيلول)، وإرسال مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا للمرة الأولى، وأعلنت يريفان كذلك أن زوجة رئيس الوزراء الأرميني ستشارك في 7 سبتمبر في «قمة السيدات الأوائل» في كييف.

خلال لقاء سابق بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (يمين) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (موقع رئاسة وزراء أرمينيا)

الإعلان الشامل عن هذه الإجراءات، التي كان معظمها قيد الإعداد بالفعل منذ أشهر، وفق التقرير، ينبع من مؤشرات على أن «أذربيجان تحشد قواتها على خط التماس بين ناغورني قره باغ وعلى حدود أرمينيا»، بحسب رئيس الوزراء الأرميني باشينيان. وتخشى يريفان تجدد الحرب وانقلاباً في ناغورني قره باغ، المنطقة التي يسكنها الأرمن والتي انفصلت عن أذربيجان عند سقوط الاتحاد السوفياتي واستولت عليها باكو جزئياً خلال حرب خريف عام 2020 بين البلدين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) يتحدث مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعد جلسة لمجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في العاصمة الأرمينية يريفان في 23 نوفمبر 2022 (إ.ب.أ)

الوضع الدرامي

يوضح تيغران غريغوريان رئيس المركز الإقليمي للديمقراطية والأمن، أن «يريفان قررت تنويع سياستها الخارجية والأمنية من خلال طلب الدعم من الغرب، أو على سبيل المثال من الهند، التي تبيع لنا الأسلحة»، وذلك في مواجهة تقاعس روسيا عن حماية أرمينيا، رغم أن موسكو نشرت قوة تدخل من حوالي ألفي رجل بعد وقف إطلاق النار لعام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان.

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتلقى زهوراً من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اجتماع في يريفان بأرمينيا في 18 سبتمبر 2022 (رويترز)

من هنا يأتي التوجه نحو الأميركيين والأوروبيين من قبل فريق القيادة الأرميني الحالي الذي وصل إلى السلطة مع «الثورة المخملية» عام 2018، إذ يطمح بشكل أساسي إلى أن يكون جزءاً من المعسكر الغربي، مما يجعله مكروهاً من قبل العديد من القادة والخبراء السياسيين الروس.

وفقاً لغريغوريان، تم فرض هذا المخطط لإعادة التوجيه الاستراتيجي «بسبب التقاعس الروسي والصمت بعد توغل أذربيجاني آخر في أراضي أرمينيا في سبتمبر 2022، مما تسبب في مقتل أكثر من ثلاثمائة شخص، وحصار ممر لاتشين»، الذي فرضته أذربيجان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وممر لاتشين هو الطريق الوحيد الذي يربط إقليم ناغورني قره باغ بأرمينيا؛ إذ إن قره باغ منطقة غير ساحلية تشكل جيباً داخل أذربيجان.


مقالات ذات صلة

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

المشرق العربي «معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

باغت التَّقدمُ السريع لفصائل سورية مسلحة نحو مدينة حلب، أمس (الجمعة)، أطرافاً إقليمية ودولية، وأعاد التذكير بأشباحَ سقوط مدينة الموصل العراقية قبل عشر سنوات.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
أوروبا مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور (رويترز - أرشيفية)

المخابرات البريطانية: روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا

قال مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور، إن روسيا تنفّذ حملة تخريب «متهورة» في أوروبا، وإن بوتين لن يتوقف عند حد تحويل أوكرانيا إلى دولة خاضعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي دبابة مدمرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب... سوريا 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

روسيا تدعو السلطات السورية إلى «إعادة فرض النظام» في ريف حلب

دعا الكرملين، اليوم الجمعة، السلطات السورية إلى «إعادة فرض النظام» بصورة «عاجلة» في محيط حلب في شمال سوريا التي تتقدم نحوها مجموعات مسلّحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)

تقرير: أوكرانيا نجحت في إعادة توجيه طائرات من دون طيار انتحارية إيرانية الصنع إلى روسيا

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن أوكرانيا تعلمت كيفية اختراق الطائرات من دون طيار الانتحارية الإيرانية الصنع وإرسالها مرة أخرى إلى روسيا وبيلاروسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، وصل إلى كوريا الشمالية، (الجمعة)؛ لإجراء محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بيونغ يانغ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

فرنسا ترفض توضيح موقفها من توقيف بوتين بموجب مذكرة «الجنائية الدولية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)
TT

فرنسا ترفض توضيح موقفها من توقيف بوتين بموجب مذكرة «الجنائية الدولية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي في كازاخستان (رويترز)

أحجمت فرنسا، اليوم الخميس، عن الإفصاح عن استعدادها لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية من عدمه، في وقت تتعرض فيه باريس لضغوط بسبب موقفها من مذكرة اعتقال مماثلة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الأسبوع الماضي، مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، والقائد العسكري في حركة «حماس» محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الصراع في قطاع غزة.

وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا، من الموقعين لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكن باريس قالت، الأربعاء، إنها تعتقد أن نتنياهو يتمتع بحصانة من إجراءات المحكمة؛ لأن إسرائيل لم توقع نظام المحكمة.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أيضاً مذكرة بحق بوتين، واتهمته بارتكاب جريمة حرب تتمثل في ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا، وذلك على الرغم من أن روسيا ليست من الدول الموقعة لظام روما الأساسي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان، الخميس، إن الموقف القانوني لفرنسا بشأن مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق بوتين ونتنياهو يظل واحداً بشكل أساسي، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكر لوموان، للصحافيين: «ربما كنا أقل تحديداً عند التعليق على قضية بوتين مقارنة بالقضية الحالية، لكن موقفنا يظل متطابقاً على أي حال».

ورداً على سؤال عما إذا كان هذا يعني أن فرنسا لن توقف بوتين إذا وطئت قدماه الأراضي الفرنسية، أجاب لوموان: «في ما يتعلق بفلاديمير بوتين، فإن كل من ارتكب جرائم لا يمكن أن يفلت من العقاب. تجب محاسبتهم على أفعالهم، وقلنا دائماً إننا سنطبق القانون الدولي في جميع جوانبه».

لكنه أضاف أن مسألة الحصانة، التي ذكر أنها منصوص عليها في نظام روما الأساسي، «معقدة»، وأن وجهات نظر الدول تختلف أحياناً بشأن هذه القضية.